تطبخ .. تغسل.. تكنس .. تـُـعنى بشؤون بيتها ..تتعب من أجل الجميع .. تـُـرضع أطفالها ..تـُـربي أولادها .. تحفظ زوجها إن غاب.. تســرّه إذا نـظــر.. لا تخرج للجمعة والجماعة .. لا يجب عليها الجهاد بالسيف ، لكنها تـُـشارك الرجل في الأجــر
كيف ذلك ؟
تُجيب عليه وافدة النساء "أسماء بنت يزيد الأنصارية" التي أتت النبي - صلى الله عليه وسلم- وهو بين أصحابه فقالت : بأبي أنت وأمي إني وافدة النساء إليك وأعلم - نفسي لك الفداء - أنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع إلا وهي على مثل رأيي .
إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك ، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم و مقضى شهواتكم و حاملات أولادكم
وإنكم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمعة والجماعات ، وعيادة المرضى ، وشهود الجنائز ، والحج بعد الحج ، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله .
وإن الرجل منكم إذا أخرج حاجا أو معتمرا ومرابطا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا لكم أثوابكم وربينا لكم أولادكم فما نشارككم في الأجر يا رسول الله ؟
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ، ثم قال :
هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه ؟
فقالوا : يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا .
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها ثم قال لها : انصرفي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تـَبـَعـّـل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته تعدل ذلك كله .
فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر استبشارا .
(رواه البيهقي في شعب الإيمان . وهو في تاريخ واسط) .
قال ابن الأثير :
التَّبَعُّل : حسْن العِشْرة .
فإذا قـَـصـَـرت المرأة معنى العبادة على الركوع والسجود فحسب فاتها الأجر العظيم .
لأنها تتصور أن العمل في البيت وخدمة الزوج وحسن المعاشرة وتربية الأولاد تظن أن ذلك كله ليس من العبادة في شيء .
وهذا قصور في تصوّر العبادة التي هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة فأنت أختى في عبادة ما دمت في خدمة زوجك وبنيك طالما أنك في طلب مرضاته وما زلت في إحسان معاشرته فهنيئاً لك الأجر في قـعــر بيتك بشرط :
احتسـاب الأجر و إحسان النيّة
منقول من مقال للكاتبة رانيا نوار