عادة مص الإصبع أو الإبهام عند الأطفال والرضع
إن مص الإصبع أو الإبهام أمر شائع لدى 45% من الأطفال، عادة يباشرونها منذ ولادتهم، وهي عملية طبيعية تشير إلى التوافق العصبي العضلي، لكنها تصبح علامة على وجود نوع من الاضطرابات النفسية للطفل إن امتدت إلى السنة الخامسة أو السادسة من عمره، وتصبح مشكلة لكل أم.
الطفل حين يرضع يحاول إشباع غريزتين هما: «غريزة الامتصاص» و «غريزة الجوع»، وحين يتناول زجاجة الحليب ويفرغها، تبعدها الأم عن فمه حتى لا يمتصّ الهواء ويصاب بالمغص، وعادة يكون قد شبع تماما، ولكن هل أشبع غريزة الامتصاص ؟ هل تمتع بالامتصاص للمدة التي يشاؤها؟
هذا أمر مشكوك فيه جدا، وخصوصا إذا كبر في السن واستطاع أن ينهي زجاجة الحليب بسرعة .. ولعل كثيرا من الأمهات يلاحظن أن الطفل يقاوم من يحاول نزع حلمة زجاجة الحليب من فمه بعد فراغها ويتعجبن من هذا، فهن يفسّرنه بأنه جوع بالرغم من كفاية كمية اللبن، ولكن الواقع أن الطفل يحتاج إلى إشباع هذه الغريزة المسيطرة «غريزة الامتصاص» حتى بعد أن انتهى جوعه.
إقرأي أيضا : كيف يكون التنفس سريعاً وما أسبابه عند المواليد؟
أسباب مص الطفل اصبعه :
* هذه الحركة تُشعره بمتعة واسترخاء عضلي ونفسي ما، فالرضيع يُولد ومعه الرغبة في امتصاص اللبن من صدر أمه.. وإن تعذر هذا عوضها لا شعوريًا بمص إبهامه.
* تأتي العادة بسبب عدم إشباع حاجته للطعام، أو كفاية حاجته من الحنان.
* قد يعكس مص الإصبع قلقًا نفسيًا، عندما يكبر قليلاً، ناتجًا عن توتر العلاقة بين والديه، وتأتي أيضًا بسبب الشعور بالوحدة ووجود رغبات قوية مكبوتة.
نصائح للتعامل مع عادة مص الطفل لأصبعه :
لابد أن تبني موقفاً متسامحاً مع الأطفال الصغار الذين يمصون أصابعهم وغض النظر عنهم، وكوني مسترخية، واعملي على تخفيف التوتر الذي يشعر به طفلك.. ونعود ونؤكد إلى أن أي ضغوط أو عقاب لمنع الطفل من ممارسة هذه العادة قبل بلوغه السن التي يستطيع فيها استيعاب ما تقولينه عن أضرارها سوف يؤدي إلى زيادة مصه لإصبعه.
الفائدة الرئيسية للمصاصة هي أن الطفل إذا تعود استعمالها فلن يمصّ إصبعه عادة، كما أن مصّ الإصبع قد يؤدي إلى بروز الأسنان إلى الأمام إذا استمرت تلك العادة بعد ظهور الأسنان الدائمة، فالمصاصة أقل ضغطاً من الإصبع على الأسنان، وبالتالي فتأثيرها في بروز الأسنان للأمام أقل بكثير من مص الإصبع، بالإضافة إلى إمكانية التحكم في استعمالها إذا كبر الطفل؛ إذ يكون بإمكانك تحديد الوقت الذي يجب أن تمنعيه من استعمالها، وعلى النقيض فلا يمكنك منع الطفل عن مص إصبعه في أي وقت تشائين، طالما أن الإبهام يخص الطفل.
إقرأي أيضا : خطوات عليك القيام بها لتعتني بطفلك المولود بثقب بالقلب
ضعي قفازًا على يده، أو لفي إبهامه وأصابعه لمساعدته في الابتعاد عن عملية المص، مع تذكيره بأن هذه الأشياء ليست عقابًا.
لا تعلّقي المصاصة في حبل أو خيط أو سلسلة حول عنق الطفل؛ خشية أن يتسبب ذلك في اختناقه، ويمكن استخدام المشابك الجديدة التي تربط المصاصة بملابس الطفل بشريط قصير؛ لأنها عملية وأكثر أمانا.
لا تستعملي المصاصات التي تحتوي على سائل؛ فإن بعضها قد يكون ملوثا بالجراثيم.
اتفقي على حركة معينة يقوم بها الأب إذا وضع الابن أصبعه في فمه أمام الناس حتى لا يحرجه، وعلى الابن أن يتذكر تلك الحركة، ومع الوقت يعتاد ذلك
لا تغطي المصاصة بأي نوع من الحلوى؛ خشية أن يؤدي ذلك إلى تسوس الأسنان إذا كانت قد ظهرت. ولا تضعي العسل على المصاصة؛ خشية أن يسبب ذلك مرضا خطيرا يسمى «التسمم الوشيقي» وهو أحد أنواع التسمم الذي يصيب الأطفال الذين لم يبلغوا العام من عمرهم عندما يتناولون العسل.
احذري فإن استمراره في مص الإصبع يتسبب في إعوجاج في الفك وشكل الأسنان.. فيبرز الفك العلوي، في حين يدخل الفك السفلي للخلف، ما يؤدي إلى الاحتياج إلى تقويم الأسنان.
إقرأي أيضا : كل ما تريدين معرفته عن اليافوخ عند الأطفال حديثي الولادة
آخر طريقة نلجأ إليها هي الجهاز الطبي وهذا حين يفشل كل شيء. فطبيب الأسنان سيثبت قطعة بلاستك توضع في الفم حول الأسنان خلال اليوم وفي الليل، حسب ما يحدد الطبيب. وهذه الطريقة تساعد الطفل إلى حد كبير في أن يقلع الطفل عن هذه العادة.