من تريد أن تحمل تعالي سويا نرجع إلى قصة سيدنا زكريا التى حكاها لنا القرأن في أكثر من موضع عندما طلب من الله أن يرزقة بولد :-
وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فرداُ وأنت خير الوراثين - فاستجبنا له وأصلحنا له زوجة إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين.
سيدنا زكريا كان رجل كبير في السن وذلك واضحا في قوله تعالى إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا.
المشكلة الثانية أن امرأته كانت عاقر أي لا تستطيع أن تنجب .
فنعدمت كل أسباب الانجاب فالسبب في عدم الانجاب ليست في زوجته بل في سيدنا زكريا أيضا.
وفي يوم من الأيام وجد زكريا عند مريم طعاما لم يأت به فسألها من أين لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
في هذه اللحظة تذكر زكريا أن الله هو الرزاق وأنه يرزق بالأسباب ومن غير الأسباب.
فاستجاب الله لدعائه ليعلمنا أن ندعوه مع أخذنا بالاسباب وأن ندعوه ونستمر في الدعاء إذا انعدمت الأسباب مثل قصة زكريا عليه السلام من أنه رجل كبير في السن وكانت امرأته عاقر. فلا سبيل للأخذ بالاسباب ولكن السبيل المتاح هو الدعاء .
فهل تعلمنا الدرس ؟؟؟؟؟؟؟
ثم يأتي الله ليعلمنا السبب في استجابة دعاء سيدنا زكريا في هذه الآية:
"وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فرداُ وأنت خير الوراثين - فاستجبنا له وأصلحنا له زوجة إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين.
السبب في ذلك أنهم 1- كانوا يسارعون في الخيرات أي يعملون كل أنواع الخير من الصدقة وصلة الرحم والصلاة ........بل يسارعون فيها .
2- ويدعوننا رغبا ورهبا فالدعاء في الرخاء والشدة من أهم الأسباب لستجابة الدعاء.
3- وكانوا لنا خاشعين أي متواضعين خاضعين.
فمن تريد أن يرزقها الله بولد صالح عليها أن تأخذ الأسباب السابقة
1- المسارعة في فعل الخيرات من الصلاة والزكاة والصدقة وبر الوالدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصلة الرحم ...........
قال رسول الله (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) فالولد رزق .
2- الاستمرار في الدعاء وخاصة دعاء زكريا رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين.
3- الخشوع والتذلل لله .
ربنا ارزقنا ذرية صالحة إنك ربي سميع قريب مجيب الدعاء يا رب العالمين