السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نصائح مهمة لتخفيف الوزن
الحميات الغذائية المدروسة علمياً تساعدنا على التخلص من الوزن الزائد، من دون أن تترك آثاراً سلبية في صحتنا العامة. ومن جهة يُسهم إدخال تعديلات بسيطة على حياتنا اليومية في مكافحة السِّمنة، وفي تعزيز فاعلية الحميات.
صحيح أن أقصر طريق إلى الرشاقة يتمثل في اتّباع حمية غذائية تقوم على قواعد صحية سليمة، غير أن ذلك لا يخفّف من أهمية الدور الذي تلعبه العادات اليومية، المناسبة والبسيطة، في تسهيل سعينا إلى بلوغ الوزن المنشود. وتشير الدراسات إلى أنّ هذه العادات اليومية، مثل صعود الدرج عوضاً عن إستخدام المصعد، أو إحتساء الحليب منزوع الدسم صباحاً، تُعزز فاعلية الحمية الغذائية، وتُقصّر مدة اتّباعها، كما تساعدنا على تلافي إستعادة الكيلوغرامات المفقودة. والواقع أنّ الجمع بين العديد من هذه العادات الصحية يمكن أن يساعدنا على تخفيف أوزاننا من دون اللجوء بالضرورة إلى حمية غذائية معيّنة. ونُورد في ما يلي عشر نصائح بسيطة يمكن تطبيقها في حياتنا اليومية من دون أي جهد يُذكر:
1- توقّف عن الإصغاء إلى الموسيقى أثناء تناول الطعام:
تبيَّن أنّ الأنغام الموسيقية الإنسيابية الهادئة تحثّنا على إطالة وقت الوجبة وعلى تناول المزيد من الطعام ومن جهتها تدفعنا الموسيقى العالية وذات الإيقاع السريع إلى تناول الطعام بسرعة، ما يعني إلتهام كل ما يتوافر أمامنا في الطبق قبل حتى أن ندرك أننا شبعنا. لذلك يُستحسن أن نستغني عن سماع الموسيقى أثناء تناول الطعام، ونركز انتباهنا على الإستمتاع بكل لقمة نضعها في فمنا. ويمكننا، إذا كنا نتناول الطعام بصحبة أفراد آخرين، أن نملأ فترة الصمت بالأحاديث المفيدة عوضاً عن الإستماع للموسيقى، التي ستدفعنا بالتأكيد إلى تناول كل ما في الأطباق الرئيسية، إضافة إلى أطباق الحلويات.
2- لا تأكل واقفاً:
أظهَر البحّاثة الأميركيون في دراسة حديثة، أنّ الأشخاص الذين يأكلون من أوعية بلاستيكية وقوفاً أمام منضدة المطبخ، ويتناولون في وجبتهم التالية كمية من الطعام تزيد بنسبة 50 في المئة على تلك التي يأكلها الآخرون الذين يجلسون إلى مائدة، ويتناولون الطعام من أطباق. ويفسّر الخبراء هذه الظاهرة بقولهم إنّ الوقوف أثناء تناول الطعام يجعلنا نشعر وكأن ما نأكله هو مجرد وجبة خفيفة “سناك”، أي أنّه أقل قدرة على إشباعنا، فنعمد إلى التعويض عن ذلك في الوجبة التالية. لذلك، حتى لو كنّا نأكل قطعاً من الجزر مع بعض الحمص بالطحينة، علينا أن نجلس إلى المائدة، فهذا يساعدنا على الإحساس بالرضا وبالشبع. وتوصلت دراسة كندية أجريت في “جامعة تورنتو” إلى نتيجة مماثلة، إذ تبيَّن فيها أنّ الأشخاص الذين يتناولون طعامهم وهم جالسون إلى المائدة، يتناولون في وجبتهم التالية 200 وحدة حرارية أقل ممّا يفعلون عندما يأكلون الوجبة الأولى وقوفاً. ويؤكد البحّاثة الكنديون، أن تناول الطعام أثناء الوقوف أو المشي، يُشتت إنتباهنا، فلا نعي تماماً ماذا نضع في أفواهنا، ولا ننتبه إلى الكمية التي أكلناها.
3- تَحاشَ كثرة التنويع في الأكل:
جاء في دراسة أميركية نشرتها مجلة “الأبحاث الإستهلاكية”، أنّ الأشخاص الذين قُدِّم لهم 24 نوعاً من السكاكر الملونة، تناولوا منها ضعف الكمية التي تناولها آخرون قُدّمت لهم 6 أنواع فقط. فالتشكيلة الواسعة من الأطعمة تبدو أكثر إثارة للإهتمام، وتَحثّنا على تذوّق عيّنات من كل منها، ما يؤدي في النهاية إلى الإفراط في الأكل. من هنا ضرورة حصر أنواع الطعام التي نُعدّها في المنزل في نوع واحد أو اثنين في الوجبة الواحدة. أمّا في الحفلات وفي المطاعم التي تُقدّم موائد مفتوحة، فيُستحسَن أن نُقرّر، إذا أمكن، ماذا نريد أن نأكل قبل أن نتوجه إلى ملء طبقنا، والإكتفاء بملئه مرّة واحدة وبعدد قليل من الأنواع المتوافرة. وفي السياق نفسه أظهرت دراسة نشرتها مجلة “الشهية” الأميركية، أن توسيع خيارات الطعام، يمكن أن يُجبرنا على توسيع ملابسنا أيضاً. فقد تبيّن أنّه كلما تناولنا النوع نفسه من الطعام، زادت قدرتنا على معرفة الكمية المطلوبة منه لإشباعنا، وزادت إمكانية تقيّدنا بهذه الكمية، وإكتفائنا بها. أمّا عندما نقرر تناول طعام جديد لا نعرفه، فنميل عادة إلى أخذ حصة كبيرة منه، لأننا نعتقد أننا سنحتاج إلى كمية أكبر لنشعر بالشبع. من هنا ينصح الخبراء بأخذ نصف حصة من الطعام عندما نكون بصدد التعرف إلى أطباق جديدة بنكهات غير مألوفة لدينا، لكي نتجنب الإفراط في الأكل.
4- تخلّص من جهاز التحكم عن بعد:
عندما نريد تغيير القناة التلفزيونية، علينا أن ننسى أن هناك جهازاً للتحكم عن بُعد، ونقوم بذلك يدوياً، كما كان الناس يفعلون قبل إختراع هذا الجهاز الذي يحث على الكسل. فقد أظهرت دراسة أسترالية، أنّ الأشخاص الذين يقومون بأكبر قدر من الحركات البدنية الخفيفة، خلال الفترة التي تُصنَّف بأنها خاملة “مثل فترة مشاهدة برامج التلفزيون”، يتمتعون بمحيط خصر يقل بنسبة 16 في المئة عن مُحيط خصر الآخرين، الذين لا يتحركون خلال مثل هذه الفترات. ويقول البحاثة، إنّ الحركة البسيطة المتمثلة في الوقوف والمشي قليلاً لمدة دقيقة، تعطي مع الوقت نتيجة ملموسة، بغض النظر عن وجود برنامج نشاط رياضي مُتَّبع. وقد تبيّن أيضاً، أنّ الأشخاص الذين يُكثرون من الحركات البدنية البسيطة في حياتهم اليومية، ينجحون في خفض مؤشر كتلة الجسم لديهم، وفي خفض مستويات الـ”تريغليسيريدز” والسكر في الدم، ما يُسهم بدوره في التخفيف من خطر الإصابة بالمتلازمة الأيضيّة التي تقود إلى الإصابة بالسمنة. وإضافة إلى إلغاء إستخدام جهاز التحكم عن بُعد، من المفيد كسر ساعات الجلوس الطويلة خلال النهار، وذلك بالوقوف أو المشي أثناء إجراء المكالمات الهاتفية، والمشي في أروقة مكان العمل وصعود الأدراج عوضاً عن إستخدام المصعد، والقيام ببعض تمارين شد العضلات أثناء قراءة البريد الإلكتروني.
5- اشرب كوباً من الحليب مع فطور الصباح:
جاء في دراسة نشرتها مجلة “التغذية العيادية” الأميركية، أنّ النساء اللواتي يحتَسين كوباً كبيراً “600 ملل” من الحليب الخالي من الدسم في وجبة الصباح، يتناولن في وجبة الغداء عدداً من الوحدات الحرارية يقل بحوالي 50 وحدة، مقارنة بما يتناولن في الأيّام التي يَستعضْن فيها عن الحليب بعصير الفواكه، حتى ولو كانت وجبة الصباح تحتوي في الحالتين على عدد الوحدات الحرارية نفسها. ويقول البحّاثة، إنّ مَن يشرب الحليب يشعر بدرجة أكبر من الشبع، ما يخفف من إمكانية إفراطه في الأكل في الوجبة التالية. ويمكن لما يتم توفيره من وحدات حرارية يومياً عن طريق إحتساء الحليب صباحاً، أن يساعد على التخلص من 2.5 كيلوغرام من الوزن الزائد خلال فترة سنة، من دون القيام بأي مجهود آخر.
6- لا تبالغ في تقييم قوة إرادتك، ولا تختبرها في مواقف يمكن تلافيها:
يؤكّد البروفيسور لوران نوردغرين، من “جامعة نورثويسترن” الأميركية، أنّ الناس غالباً ما يسيئون، تقدير قوة الإرادة لديهم ويبالغون في تقييمها. ففي معظم الأحيان نعتقد خطأ أننا قادرون على مقاومة إغراءات الطعام مها بلغت، فلا نتخذ أيّة خطوات لتفادي الوقوع في فخ الآيس كريم أو الحلويات أو المعجنات، أو الأطعمة الأخرى التي نضعف أمامها. ويقول نوردغرين، إنّ قبولنا بضعفنا أمام بعض أنواع الطعام يزيد من إمكانية إلتزامنا بالحمية الغذائية، لأننا سنتجنّب شراء هذا النوع من الطعام وسنتفادى رؤيته أمامنا على إمتداد ساعات النهار. وفي دراسة أجراها البحّاثة في “جامعة إلينوي” الأميركية، تبيّن أن حفظ السكاكر أو ألواح الشوكولاتة في أوعية زجاجية شفافة في المنزل، يزيد من كمية ما نأكله منها بنسبة 46 في المئة. وهم ينصحون كل مَن يحاول الحفاظ على وزنه الصحي، أو التخلص من وزنه الزائد، أن يضع طبقاً من الفواكه والخضار المقطّعة في مكان بارز في صالة الطعام أو في المطبخ، أو في مقدّمة الثلاجة، بحيث يكون أوّل ما يشاهده عندما يفتح باب الثلاجة. وفي المقابل، علينا أن نحفظ الأطعمة الأخرى التي يمكن أن تُغرينا، مثل الجاتوه أو البسكويت أو ما تبقّى من معكرونة، في عبوات غير شفافة ومغلقة، بحيث تكون بعيدة عن نظرنا.
|