أهلا وسهلا بك إلى منتديات حوامل النسائية.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا
العودة   منتديات حوامل النسائية > المنتديات العامة > ملتقى عضوات حوامل

ملتقى عضوات حوامل اهلاً وسهلاً بكن أخواتي عضوات حوامل في هذا الملتقى


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 06-05-2011, 08:42 AM   المشاركة رقم: 81
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




صباح اليوم التالي
الساعة 10 ونصف صباحا
القاهرة

باكينام لم تنم مطلقا تشعر بضيق عميق يكتم على روحها
تشعر أنها عاجزة عن التنفس فعلا
لِـمَ تعقدت حياتها بهذه الصورة؟!
كل ما حدث كان بسببه.. بسببه هو فقط
غطرسته.. وغروره وجنونه.... و..
روعته..

(روعته؟؟
عن أي روعة تتحدثين يا مجنونة؟!!
يوسف هذا يريد إلغاء شخصيتكِ
وضعكِ جواره كإطار صورة باهتة لا معنى لها ولا مضمون)

مشغولة بأفكارها وهي تخرج خارج المنزل
لا تريد أن ترى أحدا أو تسمع أحدا
تريد فقط أن تقود سيارتها على غير هدى
تمد يدها لفتح الباب
يد سمراء قوية تطبق على جليد أناملها
(رايحة فين بدري كده؟؟)

تنهدت بعمق وهي تنتزع يدها من يده: يوسف أنا مش طايئة روحي..اعتئني
أنا عارفة أنت جاي بدري كده ليه
عاوز تتأكد إنه كلو مخططاتك ماشية تمام..؟؟
ما تشيلش هم.. بابا وائف معاك
وأنته وسمعتو وكل حاجة أهم عنده من بنتو

يوسف يتنهد: أنتي بتئولي كده ليه؟؟

باكينام بحزن: عشان هي دي الحئيئة..
ودلوئتي اسمح لي استاذن
وئبل ما تسأل أنتي رايحة فين وهترجعي أمتى
هأئولك مش عارفة.. أنا مخنوئة وعاوزة أتنفس بعيد عن البيت

يوسف احترم ضيقها.. ابتعد عن طريقها وهو يهمس: ما تتأخريش

كان يتمنى أن ينسف كل تراكمات سوء التفاهم.. العنجهية الفارغة
يخبرها أي قصر عال بنت أبراجه في قلبه المتيم
ولكن برودها.. غرورها.. وتباعدها يهزم الدافع في روحه المقيدة
فهي لا تعطيه سببا للمحاولة رغم استعداده
وإن كانت تعطيه –من وجهة نظره- آلاف الأسباب للاستمرار في تجريحها والقسوة عليها

تركته وركبت سيارتها.. دون أن تنتبه أنه هو أيضا ركب سيارته
سارحة في أفكارها التي انتزعها منها رنين هاتفها
نظرت للاسم ورسمت مايشبه ابتسامة وهي ترد بصوت ساكن:
أهلا هيا

هيا بابتسامة: هلا يا بنت.. وين اختفيتي؟؟

باكينام بنفس النبرة الساكنة فهي لا تريد نقل مشاعرها لهيا: موجودة

هيا برجاء: دام موجودة.. تكفين شوفي لي حمد ليش ماكلم عمتي
قولي له عمتي تعبانة

باكينام تغير وجهة السيارة وهي تقرر فعليا التوجه للمصحة:
خلاص هأروح له دلوئتي

باكينام احتاجت فعلا لشيء آخر تشغل بالها فيه بعيدا عن مشاكلها
وموعد زواجها المقرر قريبا
لذا قررت التوجه لزيارة حمد في المصحة


في ذات الوقت في بلد آخر وتوقيت آخر
11 ونصف قبل الظهر

مشعل الخارج من الحمام يجفف يديه من ماء الوضوء استعدادا لصلاة الظهر
يسأل هيا: من تكلمين حبيبتي؟؟

هيا برقة: باكينام..

مشعل بهدوء: متى بترجع واشنطن؟؟

هيا بذات هدوءه: مثلنا بعد حوالي ثلاثة أسابيع..هي مددت أسبوع مثلنا

مشعل بغموض: الله يكتب اللي فيه الخير.. المهم نتطمن على ناصر أول

هيا باهتمام: الله يعقله
ثم أردفت بحرج: أدري حبيبي إن بالك مشغول مع ناصر
بس البعثات بعثوا لي إيميل مرة ثانية.. يبون أكمل أوراق ما أدري شنهي

مشعل بأسف: سامحيني ياقلبي.. وعد بس أتطمن على ناصر أروح لهم
وأكمل لهم كل اللي يبون
وناصر على كلام الشباب كلها كم يوم ويجي..



******************************




بعد حوالي نصف ساعة
باكينام تترجل من سيارتها أمام المصحة

تسأل عن حمد.. يخبرونها أنه في غرفته
فتطلب منهم مناداته للجلوس في بهو الزوار فهي يستحيل أن تتوجه لغرفته

تجلس باستقامة انتظارا لحضوره وتفكيرها يبدأ من يوسف لينتهي بيوسف.. يوسف ملك المتناقضات

(أي ريح طيبة ألقت بكِ إلينا)
ابتسمت باكينام وهي تسمع صوت حمد الهادئ بنبراته العميقة
جلس مقابلها وهي تنظر له وتشتم رائحة نظافته الغريبة تشيع في المكان
ربما لو لم تكن متيمة حتى أقصى عروقها بهذا اليوسف السخيف وتكابر
لكان حمد حرك شعورا ما في أعماقها
فيه شيء ساحر وعميق وغامض.. الغموض جنون المرأة
يبدو محاطا بهالة ما غريبة..
وسامته الهادئة المختلفة عن وسامة يوسف الخطرة
تحريكه الدائم لنظارته الطبية ودعكه لأنامله الذي يوحي بتوتر ما، يختلف عن حركات يوسف الواثقة دائما..
ولكنه توتر مثير يشدُّ الانتباه..
(أوف.. لماذا كل شيء يتدخل به يوسف؟؟
ولماذا لابد أن أعقد مقارنة بينه وبين كل رجل أراه؟؟
والمصيبة أنه هو من يكسب كل مقارنة بجدارة
أوف يوسف أوف.. لِـمَ أنت متسلط هكذا؟!!
حتى على تفكيري متسلط.. متسلط.. متسلط)

باكينام تبتسم له بهدوء: ليه ماكلمتش الست مامتك؟؟

حمد بضيق متألم: الدكتور مارضى.. يقول خلها شوي

باكينام شعرت بضيق عميق.. أن يحرم حتى من أبسط حقوقه.. حق التواصل مع أمه إلا بأذن طبي.. ماهذه الحياة!!

ابتسمت باكينام بتشجيع: ماعلش بس ياليت تحاول معاه شوية

حمد بألم: والله إني مشتاق لها.. والله العظيم مهوب هاين علي أخليها ذا كله بدون اتصال
ثم أردف بعمق: تدرين أنا أغلى ناس عندي في الدنيا أمي وموضـ...
بتر جملته بانفعال.. وتنفسه يضيق ويتسارع وهو ينفض رأسه وجبينه يقطب

باكينام شعرت بارتباكه وأن هناك شيئا غير طبيعي حدث
لذا قررت تحويل مسار المحادثة تماما وهي تهمس بحماس مفتعل:
فرحي بعد تلات أسابيع.. تئدر تحضر؟؟ هأكون مبسوطة أوي لو ئدرت

حمد هز رأسه عدة مرات وهو يحاول ضبط انفعاله ثم همس لها بأدب ولكن من بين أسنانه: يا ليت أقدر

صمتا للحظات.. قطع الصمت حمد وهو يقول بعمق: أنا آسف
ثم أردف بتهكم جارح: مريض نفسي وش تتوقعين منه؟؟

باكينام بمؤازرة: أول العلاج إنك تكون عارف إنك مريض

حمد بحاجة لبوح مختلف لشخص غير طبيبه همس بألم: المشكلة حالتي النفسية كل مالها تتحور لشكل جديد.. آخرها هوس مرضي بالنظافة
أحس على طول إني وسخ.. وأني مهما سبحت مستحيل أنظف
أحس دمها بين يدي.. وجلدها تحت أظافري.. هريت جسمي ويدي غسيل
وأظافري قطعتها من التقصيص لدرجة إنهم صاروا يخبون مقص الأظافر عني

باكينام برعب: دم.. جلد؟؟

حمد يهمس وكأنه يخاطب نفسه: لا تخافين مني.. ما ذبحت حد..
أو يمكن ذبحت..
ذبحت روحي..

باكينام بألم: حمد.. أنا أول مرة أشوف مريض نفسي يشرح حالته بالوضوح ده... وسدئني دا هو العلاج الفعلي..

حمد بوجع عميق: الله كريم..
ثم نفض رأسه وهو يغير الموضوع: تحبينه؟؟

انتفضت باكينام وهي تسأل برعب: أحب مين؟؟

حمد بابتسامة: يظهر حتى الأصحاء يعانون مشاكل نفسية...

باكينام بهمس: بأحبه.. بس هو غريب.. وفارض نفسو بطريئة غريبة
حتى موعد جوازنا حدده بدون ما يئول لي
جرحني.. جرحني أوي.. خلاني أرفض كل حاجة منو

غريب هذا البوح العميق الذي يجمع بين شحصين غريبين جمعتهما الصدف الأغرب
كونه لا يعرفك.. يتيح لك الانطلاق والسرد الموغل في الحميمية

حمد يرد عليها بعمق: صدقيني الله سبحانه وتعالى يكتب لنا دايم الأحسن
لكن احنا اللي نسيء التصرف
لا تسوين مثلي.. وتخربين حياتش بيدش
تدرين قبل أربع سنوات.. لما تزوجتها ما كنت مصدق..(تجنب ذكر اسمها)
حسيت إنه ربي يحبني صدق.. لأني كنت خايف إنه ولد عمها يوقف لي
استغربت أشلون خلاها... قلت هذا من رضى ربي علي الله كتبها لي..
لكن أنا ماعرفت أصون النعمة.. تبطرت عليها.. ودستها برجيلي
والحين النعمة راحت.. وأنا لو عشت حياتي كلها أتحسر ما كفتني 1000 حياة مع حياتي
عشان كذا.. لا تخربين على روحش وتعيشين بحسرتش طول عمرش
إذا تحبينه صدق.. موعد الزواج .. وفرضه لنفسه.. كلها شكليات
ممكن تجاوزونها مع بعض
المهم الحب والتوفيق..


باكينام خرجت من عند حمد.. وغمامة ثقيل تُزاح عن ناظريها
(كم هو رائع هذا الحمد!!
أين كنت منذ زمن!!
كم هي رائعة بسيطة وعميقة طريقتك في شرح الأمور!!)



********************



بعد صلاة العصر
عمّان
غرفة ناصر في مدينة الحسين الطبية

ساق ناصر وصلت اليوم صباحا
وتوقفوا منذ الصباح عن إعطاءه أية منومات

وهاهو يصحو من نومه الطويل.. همس بصوت مبحوح: ريقي ناشف

الأربعة أحاطوا به.. وراكان يفتح قنينة ماء ويبل ريقه بالقليل
مشاعر قلق وتوجس وحزن وترقب موجع تعبق في محيط السرير وأركانه الأربعة

محمد بعمق وهو يميل على جبين ناصر ويقبله: الحمدلله على سلامتك يا أبيك

ناصر يفتح عين ويغلق الأخرى وهو يشعر بصداع خفيف:
يبه.. الله يهداك وش جايبك عاني هنا.. مكلف على روحك

محمد يربت على ذراعه المسترسلة جواره: إذا ما عنيت لك.. أجل ماعاد لي خانه

ناصر يبتسم ابتسامة باهتة: اذا أبو مشعل ماله خانة..
أجل راح زمان الرياجيل

ناصر يلتفت ناحية قبلة أخرى تطبع على جبينه
كان عمه عبدالله من الناحية الأخرى الذي همس له: الحمدلله على سلامتك ياولدي

ناصر بمرح واهن: وابو مشعل الأمريكي بعد هنا
كذا تخلوني أتبطر.. واصدق إني تعبان جد
لا يكون المشاعيل بعد هنا وخليتو كلكم العرب اللي في الدوحة؟؟

راكان همس: لا مشعل ومشعل في الدوحة.. بس أذونا اتصالات كنهم معنا

فارس يشعر بمرارة عميقة تمنعه من الكلام..
كم هو صعب عليه رؤية ناصر هكذا
ناصر رفيق الطفولة والصبا و الشباب
ناصر سنده.. وابتسامته في الحياة
ناصر الذي كان دائما نقيضه والمكمل له
كم هو مؤلم هذا الأحساس الجارح الذي يمزق روحه بوحشية!!


ناصر يلتفت لفارس ويبتسم: والشيخ فارس مايبي يقول لي الحمدلله على السلامة

فارس اقترب وهو يضع كفه على كتف ناصر ويلمس أنف ناصر بأنفه على الطريقة الرجالية ثم يهمس في أذنه:
لو أنك مت وخليتني.. كان لعنت مترسك..

ناصر يبتسم ويهمس له بصوت خافت وأخوية عميقة نادرة:
جلف ومن يومك جلف.. الله يعين أختي عليك

ثم ألتفت ناصر لراكان وهمس: أبي أروح الحمام

الوجوه الأربعة تبادلت نظرات واجمة قلقة..
(أكيد كلام الدكتور صدق.. وهو ناسي سالفة بتر ساقه)

ولكنهم وإن كانوا يعلمون أن ناصرا مختلف ولكنهم لم يعلموا بعد أنه مختلف جدا.. جدا..
مختلف لأبعد حد

ناصر بمرح هادئ.. وموجع.. موجع جدا: أشفيكم تفكرون فيني كذا.. لا يكون طلع لي قرون بدل ساقي المقطوعة
أشوف عكازات مسندة على الطوفة.. قربوها مني قدام أسويها على روحي
واصل حدي..

ناصر رفض بشدة محاولات راكان وفارس للدخول معه للحمام..
وهو يحاول التسند على جسده الذي كان رغم قوته الرياضية خائر القوى من تأثير المهدئات
ومن عدم تعوده على عدم وجود ساقه..
يشعر أنها مازالت موجودة.. ولكنها ليست هناك..
ليست هناك
هناك فراغ..
فراغ موجع انهزامي
فراغ ثقيل و شاش ثقيل
ولكنه ضد الانهزامية.. ضد الاستسلام تحت وطأة هذا الثقل والفراغ مهما كان موجعا وشاسعا وجارحا له كرجل.. كبطل رياضي..كإنسان
إنسان باحث عن وهم الكمال.. كما هو هم البشرية المسعورة التي جعلت للكمال مقاييسا تافهة انتقصت أطرافها عنده
يعلم يقينا وهو بقدم واحدة أنه أفضل وأكثر اكتمالا من آلاف آلاف الرجال وأشباه الرجال ممن يمشون على قدمين
تنهد بعمق.. (أحتاج وقتا للتعود ليس أكثر..)

خرج من الحمام.. ليجد الطبيب في انتظاره ويجلس مع أهله
ويرسم ابتسامته المهنية المعتادة

ناصر تسند على عكازيه.. قام راكان لمعاونته.. ولكنه أشار لا
وهو يتقدم بخطوات ثابتة قدر مايستطيع وقدر مايساعده عكازاه
حتى وصلهم وجلس معهم على المقاعد.. ورفض العودة لسريره

الطبيب بإبتسامة: الحمدلله على سلامة فارسنا

ناصر بابتسامة باهتة: الله يسلمك

الطبيب بهدوء: بتعرف أخ ناصر أنا فخور جدا إني تعرفت عليك..
تقبلك لقرار البتر كان شجاع وثابت.. وهاي أول خطوة في سبيل استعادة حياتك الطبيعية بشكل كامل

ناصر صمت وهو يستمع للطبيب الذي أكمل حديثه وهو يرفع القدم الصناعية بين يديه:
قدمك الجديدة وصلت اليوم.. من أفضل وأحدث ما توصل له العلم قوة ومرونة وتحمل وتناسب مع شكل الساق فعليا
تقدر تبدأ تستخدمها بعد أسبوعين ثلاثة على حسب تحسن مكان البتر
وأنا أضمن لك بإذن الله بعد ما تتعود عليها.. تمارس حياتك بشكل طبيعي تماما
وممكن ترجع لركوب الخيل فورا وبنفس المهارة إن شاء الله

بريق أمل موجع في عينيه: جد دكتور أقدر أركب خيل طبيعي..؟؟

الدكتور بإبتسامة: أنا أتكلم بمهنية تامة.. ومسؤول عن كلامي..
ومو بس تركب خيل إلا ترجع للسباقات لو حبيت وتفوز كمان إن شاء الله

ناصر همس بمرح متألم: لا سباقات خلصنا منها.. بس ركوب الخيل في دمي..

أربعة وجوه مهتمة تتابع الحوار بألم.. بأمل.. بوجع.. بإهتمام مصفى

الطبيب أكمل: الوالد حابب يرجع الدوحة.. بس بيقول الرأي رأيك..
وطبيا أنت ممكن تغادر المستشفى بعد يومين
لو حابب تظل لحد ما تستخدم الساق الصناعية براحتك
لو حابب تنزل الدوحة.. تاخذ الساق معاك.. وزميلي يتابع حالتك هناك
وينطيك تعليمات استخدام الساق والعناية بها.. وفكها وتركيبها
يعني كل شيء إن شاء الله

لو كان على ناصر.. فهو يكره العودة للدوحة..
لا يريد رؤيتها هي.. لا يريدها
لا يريد مشاعل
يشعر بنفور حاد منها
إذا كانت رفضته وهو بساقين.. فكيف وهو بساق واحدة؟!
لكنه يعلم أن والدته لا بد قلقة عليه
ولا يريد إطالة أمد قلقها.. قلبه يذوب من أجل تلك الغالية
لذا قال بثقة: إلا الشور شور أبو مشعل
ودامك فيها وش أنت تتنيها
أحجزوا لنا يا شباب خلونا نرجع للدوحة أول ما أطلع من المستشفى

الطبيب خرج وتركهم
محمد مد يده لفخذ ناصر وهو يربت عليه ويقول بحزن عميق: الله يواجرك يا ولدي
إن شاء الله إنك من هل الخير..
وإن شاء الله إن ساقك سابقتك للجنة

ناصر بعمق: يبه لا تحزن جعلني الأول.. الحمدلله على نعمته
مشكلة الإنسان إنه يشوف الله وش خذ منه وما يشوف الله وش عطاه
الله سبحانه خذ مني ساق.. لكنه خلا لي ساق ويدين وبصر وسمع وعقل وقدرة على الحركة
حتى الساق المقطوعة.. هذا أنا بأركب وحدة بدالها..
شوف أختي مريم.. الله يواجرها.. فقدت نظرها ومافيه شيء يعوضها عنه
ومع كذا تشوفها تحمد الله وتشكره كأنه عطاها قوة بصر زرقاء اليمامة
أنا كل ما تذكرت مريم... حسيت بعظم نعمة الله علي.. ورأفته بي
الله كان بي رحيم.. البتر تحت الركبة وساق وحدة.. وكان يقدر يأخذ أكثر
وأنا مالي إلا الصبر.. لكن هو مثل ماخذ.. عطاني أكثر وأكثر
اللهم لك الحمد والشكر على نعمتك ورحمتك



**********************



مر يومان
موعد وصول ناصر سيكون غدا مساء
أصبحت معضلة مشعل ومشعل كيف يبلغان نساء آل مشعل بالخبر
فهما لا يريدان أن يُصدمن برؤية ناصر
مشعل بن عبدالله انتهى من إبلاغ مشاعل ولكنه تبقى لديه عقبة كبيرة في إبلاغ البقية.. وأولهما جدته وعمته ونورة
ومشعل بن محمد صاحب المهمة الأصعب : إبلاغ أمه وشقيقتيه


بيت عبدالله بن مشعل
غرفة مشعل وهيا وتحديدا
بعد صلاة العصر بقليل

مشعل يدخل وهو مسود الوجه تماما.. يشعر بإرهاق خانق ووجع نفسي أكثر اختناقا

هيا التي كانت تطوي سجادتها.. ألتفتت له ثم همست برعب:
مشعل أشفيك؟؟

مشعل يفتح أزرار ثوبه العلوية عله يجذب لرئتيه المختنقتين بعض الهواء
ويهمس بضيق: توني جاي من عند عمتي نورة وسوت لي مناحة
والله إني خفت عليها وكنت أبي أوديها للمستشفى
بس خالي جابر عيا وقال هو بيهديها
اذا عمتي سوت كذا.. الله يعيني على جدتي

هيا برعب: ليه وش صاير؟؟

مشعل حكى لها عن وضع ناصر باختصار
هيا تنهدت بألم: إنّا لله وإنّا إليه راجعون
الله يواجره.. المؤمن مبتلى.. ومادام بتر ساق بس..
أنت تدري إنه ممكن يستخدم ساق صناعية ويعيش حياته طبيعي

مشعل يتنهد: أنا وأنتي نقول كذا..
بس العجايز وش يفهمهم؟؟
أنا كل شيء عندي ولا جدتي هيا.. ماداني عليها أدنى شيء
ما أدري أشلون أقول لها

هيا تنهدت بعمق: خلاص خلها علي

مشعل بارتياح: صدق؟؟

هيا شعرت أنها تورطت فعليا.. فهي أيضا تخشى مواجهة جدتها بالخبر الموجع
ولكنها من أجل مشعل مستعدة أن تحمل كل هذا الألم عنه
يكفيه ما تحمله من عمتهما

همست له بخوف: صدق.. والله يعيني



*************************



القاهرة
المصحة نفسية

باكينام تصل وهي تحمل كيس كبير نوعا ما
تنزل دون أن تنتبه أن هناك سيارة غريبة بها شخص غريب تتبعها

خلال اليومين الماضيين اختفى يوسف تماما
كانت تود أن تصفي الأجواء معه بعد حديثها المريح مع حمد
ولكنه لم يحضر ولم يتصل
وهي يستحيل أن تبادر بالاتصال
ولكنها أيضا خلال اليومين الماضيين بدأت تخرج كثيرا للسوق هي وجدتاها
وأحيانا أمها.. للتجهز لزواجها الذي تقبلت فكرته بارتياح
لذا لم تشغل بالها كثيرا بغياب يوسف الغريب وغير المعتاد

وجدت حمد اليوم يجلس في الحديقة ويستمتع بشمس الأصيل الضعيفة
التي أضعفتها برودة الجو أكثر
كان يقرأ كالعادة ومستغرقا في القراءة

اقتربت منه سلمت بمودة..
أنزل حمد نظارته: أهلين بالعروسة..
ثم أكمل بحنين: تدرين اليوم قبل صلاة الظهر كلمت أمي..يالله وش كثر كانت هي مشتاقة وأنا مشتاق

باكينام تجلس: إزيها؟؟

حمد بهدوء: تمام.. أنتي أشلونش؟؟ عسى صفيتي الجو مع... هو شاسمه؟؟

باكينام تتنهد: يوسف

حمد يضحك: وتنهيدة بعد.. شكلش رايحة في خرايطها

باكينام تبتسم: إيه خرايطها دي.. شكلها تهزيئة

حمد يبتسم: مهوب تهزيئة لكنها بنت عمها

باكينام بفرح حقيقي: ماشاء الله النفسية النهاردة بمب

مازال مبتسما: الحمدلله من سمعت صوت الغالية وانا فوق الريح

باكينام بمرح: انته النهاردة رغاي.. ونسيتني أنا جايه ليه

حمد بمودة: الوحدة اللي جايه تزور أخيها تبي لها سبب..

باكينام بتأثر: ربنا يخليك.. وأنا والله حاسة إنك زي أخويا وأكتر

حمد يهمس بعمق: تدرين عندي 3 خوات توأم..حرمتهم يحسون بأخوتي لهم

باكينام بصدمة رقيقة: تلاتة توأم.. تتكلم جد؟؟

حمد بحماس طفولي: والله جد.. عمرهم 17 سنة.. يجننوووووون

باكينام بحماس مشابه: واو.. وكلهم شبه بعض؟؟

حمد بابتسامة عميقة: نعم ولا... عالية وعلياء شبه بعض تمام أنا ما أقدر أفرق بينهم إلا بصعوبة
معالي هذي غير في كل شيء.. شيطانة.. جن مصور على قولتكم

أكمل بحنين: والله اشتقت لهم.. نفسي أعوضهم عن جفاي وقسوتي عليهم
تخيلي مالهم أخ غيري.. بيني وبينهم فرق 14 سنة..
المفروض هم مثل بناتي.. لكن عمري ما حسستهم بأي حب..لا وكنت كثير أقول لهم بقسوة إني ما أحبهم..
رغم أنهم ينحبون.. والله العظيم يدخلون القلب

باكينام تبتسم: ربنا يخليك ليهم.. ويخليهم ليك.. كلها شوية وتخلص علاجك وترجع ليهم

ثم أردفت: أنا تاخرت كتير واحنا بنرغي..
رفعت الكيس ووضعته على الطاولة: أنا جايبة لك هدية صغننه
عشان شفت هدومك انهرت من الغسيل
جبت لك شوية لبس على زوئي

حمد يبتسم: تدرين إني كنت أبي أوصي حد على ملابس
ماشاء الله على حاستش السادسة

باكينام بمرح: طب الحمدلله.. ودلوئتي أستاذن

حمد يستوقفها: أنا مابعد خلصت كلامي..

باكينام باستغراب: فيه إيه؟؟

حمد باستفسار: كم ثمنهم؟؟

باكينام بغضب: عيب عليك حمد.. مش بتئول دلوئتي احنا أخوات

حمد بحزم: ماعليه باكينام أخوان.. بس لو ماخذتي فلوسهم
شيليهم معش..

باكينام بغضب خفيف ممزوج بمرح مصطنع: أنتو الرجالة العرب فيكم الخصلة الوحشة دي
أنا متاكدة لو أن اللي جاب لك الهدية دي راجل.. يوسف مسلا كنت هتئبلها بدون حساسية
بس عشان أنا وحدة ست.. كرامتك ما تسمحش ليك تئبل حاجة من مخلوء أقل من مستواك الرجولي العربي الرفيع
إزاي تلوس أخلاقياتكم العربية وفحولتكم الشهيرة وتنجسها أنك تساوي بين ست وراجل!!

حمد ابتسم ابتسامة جذابة ناعمة: أوه الأخت شكلها شايلة علينا احنا الرياجيل العرب من قلب؟؟

باكينام همست وهي تهمس بمرح: أبو الئلب وأمه على قولت بت خالك هيا

ضحك حمد: الله يعين يوسف عليش.. شكلش بتقومين الحرب العالمية الثالثة عليه

باكينام بابتسامة: هو اللي جابه لنفسو.. وبنفس الطريقة العربية المعتادة
فرض نفس.. وجبر.. وغصب...وقوة.. وتسلط.. وجبروت..
المصطلحات العريقة اللي بيتقنها كل راجل عربي

حمد يبتسم: تدرين أفكارش تبي لها إعادة تأهيل كامل.. أنا بصراحة واحد مهوب في موقع حوار أو إسداء نصيحة
لأني لين قبل 3 شهور كنت أسوأ نموذج ممكن يكونه رجل أو حتى إنسان
متسلط ومتوحش ويدي طويلة
لكن أنا قارئ عتيد.. ومن منطلق خبرة الكتب مهوب من خبرتي
أقول لش: التعميم أكبر ذنب فكري ممكن الواحد يرتكبه في حق نفسه وحق قناعاته
إنك تبني قناعة كاملة على أساس تعميم جريمة
يعني أنتي الحين تقولين الرجل العربي والرجل العربي.. وتطلقين أحكام شاملة وعامة وقطعية
تذكري إنه الوالد رجل عربي ويوسف رجل عربي وأكيد عندش أهل رجال عرب..
علاقتش فيهم كلهم بتكون علاقة متوترة ومتحسسة وفيها قدر كبير من التحفز
لأنه تفكيرش كذا تفكير حربي وكأنه احنا في معركة بين الرجل والمرأة..ولازم واحد منهم يربح
لكن النتيجة صدقيني بتكون خسارة الطرفين
وحطي ذا الشيء في بالش وأنتي قريب بتبدين تبين حياتش مع يوسف
لا تكونين متشددة بذا الطريقة
وشوفي الأشجار على علوها وقوتها إلا أنها تنحني للريح عشان ما تنكسر

وإذا أنتي تحبين لعبة التعميمات هذي
فليش تنكرين التعميمات اللي تقول إنه الرجل العربي يحب يكون سند للمرأة
ويحب يحميها ويحتويها ويحسسها بالأمان
أو أنتي بس تختارين التعميمات اللي تناسب اللي في رأسش بس
والتعميمات اللي ما تناسب تدوسينها؟!!

باكينام كانت ترفع حاجبيها تعجبا وإعجابا.. والحوار بينها وبين حمد يمتد ويمتد ويتشعب
وامتد الوقت دون أن تشعر باكينام
حتى همس لها حمد: تايم آوت.. المغرب بيأذن ولازم أقوم
موعد وردي.. وأبي أصلي عقب.. اسمحي لي

باكينام نظرت لساعتها برعب: ساعتين ونص من غير ما أحس
أنا تأخرت خالص

حمد يقف ويتناول نظارته ويلبسها ويهمس لها بود أخوي:
اعتبر هذا إطراء إن حديثي أخيرا أعجب حد

باكينام بمودة: على ئد ماشفت وتكلمت مع ناس ماشفتش محاور زكي وعميق زيك

حمد يغادرها وهو يلوح بيده ويقول: شكرا على المجاملة.. والمرة الجاية لازم تجيبين يوسف معش


باكينام غادرت المصحة قبل غروب الشمس بحوالي ربع ساعة
وتوجهت لبيتها والسيارة إياها تتبعها

فور وصولها توضئت وصلت.. بعد التسليمة بقليل
رن هاتفها
كان يوسف.. ارتعش قلبها بعنف
لم تسمع صوته منذ لقاءهما ذلك الصباح قبل يومين
مشتاقة له.. مشتاقة.. مشتاقة

همست بود: أهلا يوسف

يوسف بطريقة مباشرة وهجومية: كنتي فين؟؟

باكينام تناست كل قراراتها وكبرياءها العنيد يحضر: مش شغلك

هو السبب.. هو من دفعها للرد عليه بهذه الطريقة

يوسف بحدة أكثر: باكي أنا مش فايئ لك.. خلي نهارك يعدي
أنا بأسألك كنتي فين؟؟ (كان يشدد على حرف)

باكينام شعرت بالتردد من حدته الزائدة: كنت باعمل شوبنق
مش المفروض إنه فرحي بعد أئل من تلات أسابيع

يوسف ببرود ممزوج بالنار: آآآآآآه فرحك.. ورحتي فين كمان؟؟

باكينام بتردد أكبر: مارحتش مكان رجعت البيت..

يوسف بنبرة خاصة: أكيد؟؟

باكينام بنبرة قوية لأنه استفزها: آه أكيد.. عندك مانع..

يوسف بنبرة خاصة اشتمت فيها رائحة غير مريحة: ابئي افتكري يا باكي إني سألتك
ما أعطلكيش.. تصبحي على خير

(أصبح على خير بعد المغرب
مالو ده؟؟ مش عوايدو)

باكينام شعرت بالذنب لأنها لم تخبره بزيارتها لحمد
شعرت أن إخفائها لهذه الزيارة جعلها ذنبا حقيقيا يخنق روحها
ترددت في إخبار يوسف لأنها تخشى من ردة فعله.. فهو غيور ومتسلط
ولن يتفهم سبب زيارتها لحمد
وهي في غنى عن المشاكل مع اقتراب موعد زواجهما



************************



قبل ذلك بساعات
الدوحة

غرفة الجدة أم محمد / هيا الكبيرة

مازالت تجلس على سجادتها من بعد صلاة العصر وتسبح
دخلت عليها هيا بخطوات مترددة
تود لو كان باستطاعتها العودة.. تود لو كان بإمكانها إلغاء كل الحقائق المؤلمة
فهذه العجوز اكتفت من الحزن.. اكتفت لأبعد حد
فهل يكتب عليها أن تُطعن شيخوختها بحزن جديد وألم جديد
هل مازال بها جَلَد واحتمال؟!!

هيا اقتربت من جدتها..
الجدة حين رأت هيا بالقرب تناولت برقعها من جوارها وارتدته
هيا جلست جوارها وقبلت كتفها.. سلمت ثم صمتت

الجدة همست بعمق: هويه وش عندش؟؟ كنش وراش علم

هيا بهدوء ساكن وعمق موجع: يمه تدرين إنش إن شاء الله من أهل الجنة..
لأنه اللي تفقد ولدين وتصبر جزاها الجنة إن شاء الله

الجدة صمتت.. وهيا تستمر في التهيئة التي لا تعرف أين تقودها:
يمه أبي راح.. وعمي سعود راح.. وجدي راح.. وقبلهم أبيش وأمش وأخوانش..
وأنتي صبرتي على كل شيء
جربتي الحزن كله.. ولأنش إنسانة مؤمنة صبرتي على ذا كله..
كم عمر عمي سعود يوم مات؟؟ 23 سنة أو 24 سنة؟؟ شباب وراح
الموت هو أكبر حزن في الدنيا وأنتي جربتيه.. يعني اللي أقل منه أنتي عليه أصبر وأقدر

تنهدت هيا الكبيرة بعمق وهي تقول بنبرة غامضة مجهولة الانفعالات:
ناصر وش فيه يا هيا؟؟ اخلصي علي

هيا ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تهمس: وش دراش إنه ناصر؟؟

الجدة بذات نبرتها الغامضة: من يوم راح الخبل صباحية عرسه يسابق وأنا قلبي ناغزني
ثم يوم لحقه المعرس الثاني ثاني يوم.. وقلبي ناغزني أكثر
ثم محمد وعبدالله كلهم راحوا له.. تبيني ما أدري إن اللي في ناصر شيء كايد
قولي لي وش صار له؟؟

هيا صمتت.. لم تعرف أن الأمر سيكون صعبا كذا

الجدة انتفضت بغضب حاد مفاجئ: هيا خلصيني

هيا انتفضت تفاجئا من جدتها التي انتقلت بشكل مفاجئ من الهدوء الساكن للثورة العاتية
لتقول هيا بدون تفكير: قصوا رجله

الجدة برعب وهي تغرز أصابعها في عضد هيا: ويش؟؟ ويش؟؟

هيا ندمت من تسرعها في قذف الخبر
ولكن هل كان من الممكن أن يُقال بطريقة ألطف؟!!

هيا ربتت على كف جدتها التي تعتصر عضدها وهي تهمس لها بعمق حنون:
يمه فديتش العلم والطب تطورو.. وبدل ساقه يقدر يركب ساق كنها ساق صدقية
يمشي فيها عادي ويروح ويأتي ويسوق سيارته عادي
ما كنه تغير شيء عليه

الجدة تنهدت وزفرت بألم عميق.. ثم همست لهيا بحزم متألم: هيا شغلي لي الرادو على قناة القرآن.. واطلعي وسكري الباب علي

هيا برجاء: تكفين يمه باقعد عندش

الجدة بألم: هيا يأمش لا تراديني..روحي

هيا انسحبت وهي تشعر بألم عميق يحز في روحها
ألم جارح من أجل هذه الغالية التي يعبر حزنها العميق عن مقولة العرب الأثيرة (ما أغلى من الولد إلا ولد الولد)
كان بودها أن تلغي نظرة الحزن الموغلة في الوحشية التي افترشت عينيها وظللت أهدابها
النظرة التي رأتها تطل من عينيها بجزع وهي تنسحب من غرفتها لتتركها تختلي بأحزانها من أجل حفيدها المرح الممتلئ بالحياة
الذي غادرها بساقين ليعود لها بساق واحدة!!!



**********************



ذات الليلة
بيت عبدالله بن مشعل
الصالة الرئيسية

حيث تجلس هيا وموضي
لطيفة تدخل عليهما هي وبناتها قادمة من بيت عمها محمد.. وعائدة لبيتها

سلمت ثم جلست، همست: جدتي أشلونها؟؟

موضي بألم: على حالها.. في غرفتها وتسمع قرآن.. ومهيب راضية حد منا يقعد عندها.. يمكن لو مشاعل هنا كان عرفت لها

لطيفة بحزن: مشاعل الله يعينها بعد.. خليتها وراي عند عمتها أم مشعل

هيا بقلق: إلا أم مشعل والبنات شأخبارهم؟؟

لطيفة بهمس متألم: متصبرين ومتقبلين بس الحزن في وجيههم معشش

هيا بمساندة: الله يعينهم.. وإن شاء الله إذا شافوه طيب.. وخصوصا عقب ما يركب ساقه.. بيتطمنون

لطيفة وقفت وهي تقول بهدوء: بأمر على جدتي أمسيها بالخير وعقب باروح لبيتي.. اليوم مادرست شيء



***************************



اليوم التالي مساء
ناصر يصل إلى مطار الدوحة
كانت احتفالية حاشدة في استقباله من أهله ومعارفه ومختلف الفرق القطرية في الألعاب المختلفة
امتلأ المطار عن آخره بمستقبليه الذي تتبعوا سيارته حتى وصل إلى فندق الشيراتون حيث يُقام عشاء على شرفه وسلامته

كان ناصر يستخدم عكازيه في التنقل ورغم صعوبة الأمر عليه خصوصا أن كفيه مازالا يؤلمانه لكنه كان يحاول التحرك بأكبر قدر من الثقة يستطيعه

وهاهو يجلس يحيط به أهله وأصدقائه وأعضاء فريقه
حسن بذراعه المجبرة كان يجلس جواره.. همس لناصر بمرح: ما لقينا من ذا الخيل خير..

ناصر يبتسم: إلا ماوراها إلا الخير... رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة)

حسن بجدية متألمة: ناصر أنا مالي وجه منك عقب اللي سواه ثيندر

ناصر بابتسامة: هذا شيء الله كاتبه.. أنت بتحاسب حيوان يا ابن الحلال

حسن بغموض: أنا حاسبته خلاص

ناصر برعب: وش سويت فيه؟؟

حسن بحزم: ما تعذب.. فرغت المسدس كامل فيه

ناصر بغضب: أنت مجنون.. تذبح حصان قيمته فوق مليون ريال.. ما تبيه كان بعته..

حسن بود وأخوية: يعل المليون تفداك.. أنا ماعاد طقت شوفته.. ولما دريت إنه وصل من الأردن.. عزّمت أخلص منه..
ولا تعيد ذا السالفة علي.. بأشتري لي حصان غيره

ناصر بألم: الله يهداك حسن.. ليش سويت كذا؟؟

حسن بمرح: خلاص يا ابن الحلال خلصنا من ثيندر.. قل لي متى بنرجع نتدرب سوا

ناصر بابتسامة: أسبوعين ثلاثة لين أركب الساق..

حسن بمودة: وعد..

ناصر بمودة أكبر: وعد



**************************



بعد حوالي ساعتين
حوالي الساعة 11 مساء

بيت محمد بن مشعل
يصل ناصر وراكان
أم مشعل والعنود ومريم في انتظارهما

ناصر دخل وهو يتسند على عكازيه.. وراكان بجواره
والدته حين رأته قفزت.. وعيناها تغيمان
لكن ناصر حلف عليها أن تجلس وهو يتوجه لها ويجلس جوارها
يحتضن كتفها ويقبل رأسها ثم يقبل يدها وهو يهمس بحنان:
والله إني طيب يا الغالية.. تكفين ما تبكين

وإذا كانت والدته امتثلت لرجائه وهي تمنع عينيها من البكاء وإن كان قلبها يبكي وينزف وجعا وألما
فإن العنود لم تمتثل مطلقا وهي تجلس جواره من الناحية الأخرى وتلقي بنفسها على صدره وتنخرط في بكاء حاد
ناصر احتضنها بحنان وهو يمسح على شعرها: بسش يا الدلوعة
هذا تبكين عشاني وإلا عشان مشتاقة لفارس؟؟

العنود همست له وهي تقبل كتفه: الحمدلله على سلامتك.. وخارج من الشر

ناصر بمودة: الله يسلمج.. وقومي مني خليني أسلم على مريم

مريم برقة وهي تقوم لتتحسس طريقها: انا باجيك

ناصر تعكز بصعوبة ووقف وهو يقول: لا والله ما تقومين أنا جايش

أم مشعل بجزع: راكان يأمك عاونه

راكان يبتسم: خله مهوب في عازتي.. أنا عقب أبيه يعاوني هو الصغير وأنا أخيه الشيبه

أم مشعل بحزن: جعلني أشوف عيالكم يعاونونكم..

ناصر وهو يميل على مريم ويقبل رأسها: راكان الأول عشانه الكبير

مريم تحتضن رأس ناصر وهي تهمس: الله يكتب أجرك

ناصر يهمس لها: وأجرش

ثم ألتفت ناصر لراكان: يالله راكان خلنا نروح لجدتي

راكان بهدوء: الوقت متأخر شوي.. خافها رقدت

ناصر يهز رأسه: مشعل وفارس ينتظروننا هناك.. مشعل يقول إنها متروعة علي..خلنا نروح نسلم عليها

راكان وناصر خرجا
وأم مشعل تميل على العنود وتهمس لها: قومي روحي لبيتش قبل يوصل فارس

العنود توترت وهي تتذكر فارس
لكنها أحكمت لف جلالها وهي تسلم على والدتها ومريم وتخرج لبيتها

راكان وناصر يخرجان عبر الباب الرئيسي ليدخلان بيت عمهما من الباب الرئيسي

ناصر يستفسر من راكان بتلقائية: متى ملكتك؟؟

راكان تفاجأ من سؤال ناصر المباغت لكنه أجاب بهدوء:
خلنا لين نتطمن عليك أول يا ابن الحلال

ناصر بغضب: ليه أنا مكسح وإلا متحرول تطمن علي؟!!!

راكان بذات الهدوء: يا شينك وأنت معصب.. تدري أنا وش أقصد

ناصر يحاول العودة لهدوءه ويهمس لراكان: أنا مافيني إلا العافية
وملكتك تممها بسرعة.. تدري إن مشعل بيرجع أمريكا عقب عقب حوالي 3 أسابيع
ثم أكمل بمرح: وبعدين مابغيت أصدق إنك وافقت أخيرا تعرس
أكيد إنك في حالة غيبوبة خل نستغلها قبل تصحا منها

راكان يبتسم لأن ناصر يبتسم: ليه ؟؟ لعب بزران عشان أهون




***********************



بيت عبدالله بن مشعل

مشعل وفارس وموضي وأم مشعل يجلسون في غرفة الجدة المتوترة انتظارا لوصول ناصر

مشعل ينهي اتصالا ويقول بهدوء: هذا هو ناصر عند الباب.. أبشري به يمه

موضي وقفت: بأطلع ألبس عباتي أهني ناصر بالسلامة

لم تعلم أن هناك أحدا آخر معه.. أو كان يستحيل أن تعاود النزول
فهي مازالت تشعر بمرارة جارحة وخجل متعاظم من عرضها لنفسها على راكان
وعاجزة عن مجرد التخيل أن تضع عينها بعينه

موضي خرجت
ومشعل توجه لباب البيت ليفتحه رغم أنه مفتوح.. ولكنهما لن يدخلا حتى يؤذن لهما فعليا وخصوصا مع تأخر الوقت

توجها ثلاثتهم لغرفة الجدة

ناصر توجه مباشرة لجدته بعد أن قبل رأس أم مشعل التي وقفت لاستقباله
وراكان ألقى التحية من بعيد على أم مشعل التي كانت تلبس برقعها وتلتف بجلال واسع

ناصر وضع عكازاته بجواره وجلس جوار جدته وقبل رأسها وكفها
الجدة لم تحتمل رؤيته يدخل عليها متسندا على عكازات
مسحت دمعة خائنة بطرف برقعها
وناصر عاود تقبيل يدها وهو يقول بتأثر: تكفين يمه ما تبكين
أفا يا ذا العلم.. أم محمد تبكي
ما عمري شفت لش دمعة.. تكفين ما تقهريني

الجدة تماسكت وهي تقول بهدوء موجع: جعلك ما تذوق القهر يأمك
وجعل ربي ما يحسرك
مهوب هاين علي شوفتك تعكز وانا شايفتك طالع من عندي تمشي على أرجيلك

ناصر يبتسم بألم وهو يحتضن كفها بقوة: أفا عليش كلها أسبوعين وإلا ثلاثة وأركب ساقي الجديدة..
وأول مشوار لش.. وبأطلع أنا وياش نفر سوق واقف كله

راكان يقترب ويقبل رأسها وهو يقول باحترام: أفا يمه شكلش شفتي نويصر ونسيتيني حتى من السلام

أم محمد بود مصفى: ماعاش من ينساك يا الغالي..

راكان جلس من الناحية الأخرى وهو يستفسر من جدته باهتمام عن أحوالها

حينها قال فارس بمرح رقيق: شكلهم عيال محمد بيأخذون جدتنا قطوعة لهم

الجدة ألتفتت لفارس وهي تقول بغضب رقيق: فويرس عادك هنا
قم لا بارك الله في عدوينك من معرس.. قم أكيد العنيد قاعدة تتناك ذا الحين

فارس توتر داخليا بعمق لذكرها ...هو مر للسلام على والدته قبل المجيء هنا
وتجنب حتى السؤال عنها.. لا يعلم فعلا لماذا يتصرف بهذه الغرابة

ناصر همس بمرح: ايه تستاهل عشان ما تنظلنا أنا وأخي.. حاسدنا في حضن جدتي

حينها الجدة ألتفتت لناصر لتقتص لفارس وهي تهمس له بذات نبرة الغضب الرقيق:
وأنت بعد يا نويصر قم .. قم روح لمرتك.. معاريسن ماعليكم شرهه
الله يعين بناتي عليكم

فارس حينها ابتسم وهو يشير لناصر بحاجبيه.. لينتقل إحساس أعمق بالضيق لناصر.. أعمق بكثير.. كان شبه متأكد أنها لابد في بيت أهلها
لكن بما أن جدته تقول له أن يقوم فمعنى ذلك أنها تنتظره هناك.. في بيته..

حينها همس مشعل بهدوء: بأروح معك يا ناصر.. أبي أسلم على أختي

والسبب الحقيقي لذهاب مشعل أنه أراد أن يمتص صدمة اللقاء الأول.. فهو من شهد المغادرة.. وشهد صدمات أخته
ويود أن يحاول تلطيف الجو بينهما

الأربعة نهضوا معا للمغادرة
وهم يعبرون الصالة الرئيسية يستعدون للخروج
نزلت موضي بعباءتها ونقابها
توقفت عند العتبة الأخيرة وهي تتمسك بطرف حاجز الدرج الحشبي
حتى لا تنهار وهي ترى رابعهم
لم يعد هناك مجال للتراجع أو الهرب ومشعل يقول: ناصر.. بنت عبدالله تبي تهنيك السلامة

بقيت موضي في مكانها متمسكة بطرف الحاجز وكأنه يحميها وهي تهمس:
الحمدلله على سلامتك يابومحمد.. خارج من الشر

ناصر باحترام دون أن يلتفت ناحيتها: الشر ما يجيش والله يسلمش
أشلونش طال عمرش في الطاعة؟؟

موضي بخفوت وهي تشعر أن ريقها جاف جاف جدا: طيبة طال حالك
ومجار من الشر

قالتها ثم عاودت الصعود.. بينما هي فعليا تريد الهرب قبل أن تتداعى أمامهم وتنهار
(أي جريمة نكراء ارتكبتها بحقه وبحقي؟!!)

كانت المرة الأولى التي ترى فيها راكان من هذا القرب منذ سنوات
بدا لها مثاليا أكثر مما يجب مقارنة بها.. بل بدت لها المقارنة مستحيلة بينهما
رجل فوق الكمال.. وامرأة تحت النقص

كانت تجد نظراتها غصبا عنه تتجه نحوه في نظرات خجلة مبتورة
كان يقف واثقا بكامل هيبته دون أن يلتفت ناحيتها مطلقا
بدا لها مخلوقا أسطوريا كما كانت تراه طيلة سنوات صباها المبكر
الفكرة التي أقنعتها أن لا أحد يتزوج الاساطير.. الفكرة التي عادت لمهاجمتها

هاهي تتمدد على سريرها تشعر باليأس والخوف والوجل وهي تتذكر تفاصيل شكله ووقفته..
ثقته المفرطة..سماره الصافي.. نظرة عينيه الأشبة بنظرة نمر واثق متيقظ وذكي
عارضاه السوداوان المحددان بدقة
ثم ذلك الطول والعرض الاستثنائيان تماما.. رغم أنها اعتادت على الطول والعرض
صفة كل رجال آل مشعل المميزة
ولكنه بدا لها مختلفا وهي تميز بوضوح عرض كتفيه وصلابة عضلاته المتبدية بتحفز من تحت انسياب ثوبه الشتوي الرمادي
كل مافيه كان مثاليا
وكل مافيها كان باهتا..هكذا فكرت!!

(واحد مثل هذا أشلون يأخذ وحدة مثلي.. حتى لو كان زواج صوري
أشلون أقدر أحط عيني في عينه
هذا بيحطم اللي باقي عندي من الثقة في نفسي
أنا أشلون تهورت وطلبت منه يتزوجني.. أشلون)

عشرات الافكار المؤلمة تطوف ببال موضي..
وقرار جديد يتشكل في ذهنها



************************



بيت فارس بن سعود
غرفته تحديدا

العنود وصلت منذ فترة
مشبعة بالحزن.. ومازال لديها الكثير من الدموع التي لم تروِ قلبها المفجوع بعد

لذا حين وصلت
ولم تجد أحدا
وهي تختلي بذاتها
وجدت أن موجة جديدة من البكاء تجتاحها
بكاء هي تحتاجه بشدة.. فألمها لمصاب شقيقها كان أكبر من الوجع ذاته
والحزن بداخلها كان عميقا.. عميقا جدا

كانت تجلس على الأريكة تحتضن مخدة صغيرة تنثر دموعها فيها
كانت مستغرقة تماما في نحيبها الخافت ووجهها مدفون في المخدة
لذا لم تنتبه أن الباب فُتح
وخطوات ثقيلة تقترب منها



*************************


بيت محمد بن مشعل
قسم ناصر

مشاعل كانت تطوف في البيت كالمخبولة تماما
غاية في التوتر.. عاجزة عن كبح جماح توترها وخوفها وخجلها

تأنقت تماما بناء على نصيحة لطيفة
وهاهي ترتدي بنطلونا حريريا أسود فوقه قميص طويل من الشيفون يصل للركبة
ألوانه خليط من الزهر والأسود
مزموم من عند الصدر حيث تربط شريطة زهرية ..وأكمامه جابونيز مزمومة عند عضدها
وشعرها الحريري القصير صنعت من خصلاته أمواجا قصيرة ملتوية
مما جعله أقصر وأكثر إثارة

وهي في دورانها في البيت طُرق الباب
قفز توترها للذروة وهي تشعر أنه لابد سيغمى عليها
فتحت الباب بتردد
لتصاب بصدمة خجل كاسحة وهي ترى شقيقها مشعل أمامها
كان بودها أن تهرب لتبدل ملابسها
لولا أن مشعل دخل ليتيح للمتعكز خلفه الدخول



****************************



بيت محمد بن مشعل
غرفة راكان

كان راكان يصلي قيامه حين سمع صوت رسالة تصل لهاتفه المحمول

حين سلّم من صلاته
تناول هاتفه ليرى الرسالة
تغير وجهه وهو يقرأها.. تغير جذريا
ومضمون الرسالة يشعل غضبه لأبعد حد
رغم حلمه الشاسع الذي عُرف به

ومازال غضبه يسيره وهو يتصل بالجهة التي وصلته الرسالة منها
ليصرخ بغضب كاسح ولكن مكتوم من بين أسنانه فور رد الجهة عليه:
أنتي شايفتني بزر تلعبين فيه؟!!




#أنفاس_قطر#





من مواضيع العاااالي مستواها
0 (فرسان على جمر الغضى -للكاتبه وديمه العطى)
0 اااانااااااجيييييت يالغاليااااات
0 ((((اهداء لأرياف00وام اسكندر00وعربيه وافتخر))))
0 تكفوووون توقيف
0 ازياءبنوتات صغار
0 بمناسبة الاختبارات 000مهارااات المذاكره
0 من كل بحر قطره ادخلي وشوفي
0 (((لماذا حرم الذهب على الرجال)))
0 طريقة عمل عيدان التوت
0 [مميز]~~اطباق ام وسونه الرائعه~~
0 جميع استفساراتكم هنا عن كل مايخص الطفل من 10 الى 12 اشهر
0 (((أميرعسيريفتتح أبها للتسوق)))
0 فساتين قصيره روووعه
0 فساتين في قمممة الروووعه لكن يالغاليات
0 ((تعالوا أخواتي العزيزااات00شاركونااا))
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس



قديم 06-05-2011, 08:43 AM   المشاركة رقم: 82
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




بيت عبدالله بن مشعل
غرفة موضي
منتصف الليل

(حينما كنت مشبعة بالحياة ومقبلة عليها
كان نصيبي رجل هو أقل من أقل أحلامي
امتهنني حتى ألغى إنسانيتي وكينونتي وأنوثي
وحينما زهدت في كل شيء وماعاد بي ما يغري أي رجل بي
أجدني تورطت مع رجل هو فوق كل ما أكون قد حلمت من معجزات عصية التحقيق
لا تلاقي مطلقا بيننا.. ولا بأي صورة)

موضي متوترة.. مثقلة بالتفكير.. وعشرات الأفكار تعصف بها
ثم استقرت في الختام على قرار
فطلبها من راكان أن يتزوجها كان متهورا لأبعد حد
وربما لأنها في وقتها كانت مرتبكة من قرار والدتها
ووجدت راكان يرد عليها وهي في قمة يأسها فاتخذته طوقا للنجاة
دون أن تفكر فيه هو شخصيا
رجل مثله في اكتماله الموجع يستحق من هي مثله
وليس بقايا امرأة.. حتى وإن كان في إطار زواج صوري
فهي أمام الناس زوجته.. كيف ستحتمل عقد المقارنة بينهما؟!!

لذا قررت التوجه لغرفة شقيقها سلطان
كان مستغرقا في النوم.. تناولت هاتفه المحمول
وأخذت رقم هاتف راكان منه

وكتبت له الرسالة التالية:

" راكان
أنا أحلك من طلب الزواج المخزي اللي أنا أجبرتك عليه
بأقول لأبي إني أنا اللي ما أبي الزواج
عشان ما تنحرج معه
ورايتك بيضا يابو محمد"

أرسلتها
ثم تناولت مصحفها لتقرأ وردها قبل أن تنام
وتطمئن روحها القلقة

بعد عدة دقائق
كان هاتفها يرن
تناولته وهي تظن أنها لابد لطيفة فلن يتصل أحد في هذا الوقت سواها
بما أنها تسهر للدراسة

ولكنها صُدمت وهي ترى أنه ذات الرقم الذي أرسلت له الرسالة قبل قليل
ابتلعت ريقها بصعوبة
كانت تتمنى ألا ترد عليه ولكنها مجبرة أن تفعل..
تناولت هاتفها لترد بصوت متردد: ألو

ليفاجئها صراخة المكتوم على الجهة الأخرى: أنتي شايفتني بزر تلعبين فيه؟؟

موضي ابتلعت ريقها وهي تهمس بخفوت: محشوم يابو محمد

راكان بنفس النبرة الغاضبة التي لم يعتدها: ليه أنتي خليتي فيها محشوم

موضي بذات الهدوء الخافت: الله يهداك راكان مافيه داعي تعصب
أنا قلت لك الموضوع من صوبي أنا اللي بأقول أني ما أبي أتزوج

راكان من بين أسنانه: ياسلام عليش.. وفي ظنش أنا رأيي ماله قيمة أول وتالي
الظاهر إنش ماتعرفين راكان من هو
ومهوب أنا اللي أمشي على شور النسوان..
أنا يوم وافقت وافقت بكيفي.. لا تظنين للحظة إنش أنتي اللي جبرتيني
والحين بعد مهوب على كيفش تقولين هون خلاص
كني لعبة عندش.. شوي تلعبين بها.. وعقبه مليتي منها

موضي بألم: راكان مافيه داعي للتجريح.. أنا مستخسرتك فيني
أنت تستحق اللي تساويك مهوب وحدة مثلي

راكان بصدمة: مستخسرتني فيش؟؟!!
موضي عيب عليش ذا الكلام.. عيب
ثم تنهد وأكمل: إذا أنتي خايفة إني ممكن يوم أسوي فيش مثل حمد
فأقول لش تنقص يدي ولا أمد عليش أصبع

موضي باستنكار: لا والله ماطرا علي
أنت وين وحمد وين
لكن.......

راكان قاطعها وهو يقول بثقة ثابتة: خلاص لا تقولين شيء
سالفتنا منتهية.. والناس كلهم منتظرين الملكة
فلا تحرجين نفسش وتحرجيني
وملكتنا بتكون قبل سفر مشعل

موضي بتردد: زين عندي شرط

راكان بثبات: ما تشوفين إنش مسختيها بالشروط.. بس ولا يهمش تدللي

موضي برجاء حقيقي: آخر شرط.. تكفى

راكان بهدوء: زين قولي

موضي بخفوت: إنك تزوج عقب وحدة تليق فيك

راكان غضب فعلا.. غضب لأبعد حد
(هذي لذا الدرجة مسترخصة فيني
المره لو هي تكره رجالها كره العمى ما تبيه يتزوج عليها
لكن هذي باقي تدلل علي)

رد عليها بغضب حقيقي: تدرين موضي أنتي ما ينرد عليش
أنا إذا بغيت أتزوج أنتي وإلا غيرش
أنا اللي أقرر مهوب انتي
وياويلش يا موضي.. لو سمعتش تعيدين ذا السالفة عقب
فاهمتني؟!!

موضي بحرج: خلاص راكان.. آسفة.. آسفة



**********************



بيت فارس بن سعود
غرفة فارس

فارس يدخل غرفته
يلفه توتره وشوقه
(هل سأجدها أم مازالت في بيت أهلها؟!)

صدم حين دخل بصوت نحيب خافت
ثم صُدم أكثر بالمنظر الموجع الذي رأه أمامه
المنظر الذي مزق روحه أشلاء متناثرة
كانت كطفلة باكية وهي تحتضن مخدة صغيرة تنثر أساها وحزنها ودموعها فيها

اقترب منها
لم تنتبه لاقترابه
حتى جلس جوارها
انتفضت وهي تشعر بالثقل الذي جلس جوارها
ثم انتفضت أكثر وهو يضع يده على رأسها
رفعت وجهها إليه
أذابت عيناها الدامعتان شرايين قلبه
في كل مرة كان يسمع صوت بكاءها عبر الهاتف ويكاد يجن
فكيف وهو يراها تبكي أمامه
كان الأمر فوق احتماله.. فوق احتماله بكثير
أخذ المخدة من بين يديها
لف ذراعه على كتفيها وهو يقربها منه
ليدفن رأسها في عرض صدره
ثم يشدد احتضانه لها وهو يحكم ذراعيه حولها
كأنه يريد إخفائها بين أضلاعه
(يا الله كم هو موجع ورائع إحساسي بها بين أحضاني
كأن قلبي المهاجر يعود ليستكين بين أضلاعي
كأن روحي الهائمة ترجع لتستقر في حناياي
أي سحر تحتوينه يا صغيرة أي سحر؟؟
تعبت وأنا أسأل هذا السؤال
وأنتِ لا تجيبين
فقط تمعنين في تعذيبي وربطي بحبال هواكِ
كم أحبكِ يا صغيرتي!!
حبكِ أذاب عظامي.. نفض روحي..تغلغل في كل خلية من خلاياي)

كانت العنود تستكين بين أحضانه وهي تدفن رأسها في صدره
وتمسك بجيب ثوبه بكلتا يديها كأنها طفلة تخشى الضياع
وهي تنخرط في بكاء حاد مؤلم
شعر أنه فعلا يتمزق وهو يشعر بدموعها تبلل ثوبه لتصل إلى جلده
همس لها بحنان عميق:
بسش بكاء.. تكفين

العنود رفعت وجهها الغارق بالدموع إليه وهي تهمس بألم:
ليش ماقلت لي عن حالة ناصر قبل؟؟
ليش تخلي مشعل هو اللي يقول لي؟؟
ليش خبيت علي؟؟
لهالدرجة أنا مالي قيمة عندك؟؟
إذا من أولها تعامل معي كذا أشلون عقب؟؟

فارس وقف وهو يزيح كل انفعالاته جانبا وسؤالها الأخير يصفع غروره وتكبره
ليقول لها ببرود: العنود أنا ما أسمح لش تحاسبيني أو تعلميني أشلون أعامل مرتي

العنود وقفت وهي تنظر له نظرة مشبعة بالألم
نظرتها نحرته..
ولكن انفعالاته لم تظهر على ملامح وجهه التي احتفظت ببرودها
والعنود تنسحب لتدخل الحمام
تريد أن تتوضأ
وتريد أن تهرب من سطوة قسوته..
أي رجل هذا الذي ينقلب من النقيض إلى النقيض في لحظة؟!!
من النار إلى الجليد
من الحنان إلى القسوة
من حبيب تتمناه إلى فارس الذي تعرفه!!



*************************



بيت محمد بن مشعل
قسم ناصر

مشاعل كانت تطوف في البيت كالمخبولة تماما
غاية في التوتر.. عاجزة عن كبح جماح توترها وخوفها وخجلها

تأنقت تماما بناء على نصيحة لطيفة
وهاهي ترتدي بنطلونا حريريا أسود فوقه قميص طويل من الشيفون يصل للركبة
ألوانه خليط من الزهر والأسود
مزموم من عند الصدر حيث تربط شريطة زهرية ..وأكمامه جابونيز مزمومة عند عضدها
وشعرها الحريري القصير صنعت من خصلاته أمواجا قصيرة ملتوية
مما جعله أقصر وأكثر إثارة

وهي في دورانها في البيت طُرق الباب
قفز توترها للذروة وهي تشعر أنه لابد سيغمى عليها
فتحت الباب بتردد
لتصاب بصدمة خجل كاسحة وهي ترى شقيقها مشعل أمامها
كان بودها أن تهرب لتبدل ملابسها
لولا أن مشعل دخل ليتيح للمتعكز خلفه الدخول

المتعكز الذي نحرت رؤيته روحها
كان يحاول التقدم بخطواته بشكل واثق
لم تنتبه مطلقا لعكازاته كان تركيزها على وجهها
كانت تريد أن ترى فيه طيف أمل لها
ولكنها لاحظت تماما أنه لا ينظر إليها ولم ينظر لها حتى
شعرت بفراغ موجع يجتاح روحها
وهي تتأخر لتسمح له بالتقدم
مشعل تقدم منها.. احتضنها وقبل رأسها وهو يهمس لها بخفوت:
سلمي على ناصر

لكنها لم تتحرك من جوار شقيقها وناصر يصل بعكازيه إلى منتصف الصالة
شعر مشعل أن مهمته أكثر صعوبة
لذا قال بصوت مسموع: مشاعل روحي سلمي على رجّالش

في العرف المعتاد من غير اللائق أن تسلم المرأة على زوجها أمام أحد
ولكن وضع ناصر ومشاعل كان وضعا غير معتاد
مشاعل تقدمت خطوة
لكن ناصر أشار بيده وهو يعطيهما ظهره: مافيه داعي

مشعل شعر بالإهانة.. ومشاعل شعرت بالألم
وناصر أدرك أن جملته جارحة لمشعل.. فمن الاثنين المتواجدين معه لم يكن يهمه إلا مشعلا!!
لذا تدارك الوضع بذكاء وهو يكمل جملته و يقول بهدوء: لا تحرجها يا مشعل.. أدري إنها مستحية

مشعل ابتسم وهو يقول: لا مهيب مستحية
مشاعل روحي سلمي على ناصر

كان مشعل مازال واقفا على الباب يستعد للمغادرة ولا يرى وجه ناصر

مشاعل اقتربت أكثر.. أحرجها كثيرا أنه مازال يعطيها ظهره
لذا اضطرت أن تلف لتقف أمامه مباشرة
مرت لحظات متوترة.. هي تنظر له وتمعن النظر واللصقات الصغيرة المنتشرة في وجهه تنحر روحها بالألم
وهو ينظر لما فوق رأسها بحكم طوله أولا.. وأنه يتحاشى النظر لها ثانيا

مشاعل همست له بصوت لا يسمعه سواهما: نزل رأسك شوي
لا تحرجني مع مشعل

ناصر أمال رأسه للأسفل قليلا ليصل لمستواها
مشاعل تعلم أن مشعل لا يراها لأن جسد ناصر يحجب الرؤية عن مشعل

ناصر همس لها ببرود: ترا ماصار سلام.. خلاص اعتبري إنش سلمتي

مشاعل لم ترد عليه وهي تضع كفها اليمين على خده اليسار وتطبع قبلة رقيقة شديدة العذوبة على طرف شفته من ناحيتها اليمنى
ناصر انتفض داخله بعنف.. لم يتوقع أن تقبله بهذه الطريقة الحميمة
توقع أن السلام لن يتجاوز تقبيل جبينه أو وضع خدها على خده مجاملة لوجود مشعل ليس إلا..

مشاعل همست له برقة وخجل: الحمدلله على سلامتك

رد عليها بصوت هادئ مسموع رغم إضطرابه الداخلي من حركتها الجريئة غير المتوقعة:
الله يسلمش

ومشعل يبتسم عند الباب: يالله يا جماعة تصبحون على خير

لم ينتظر ردا وهو يخرج ويغلق الباب خلفه

مشاعل كانت تذوب داخليا.. لا تستطيع رفع عينيها في ناصر بعد الذي فعلته
ولكنها شعرت أن هذا ما يجب أن تفعله حتى لا يشعر أنها مجبرة على السلام عليه

ناصر تجاوزها وجلس على الأريكة وهو يضع عكازيه بجواره
مشاعل اقتربت منه وهي تمسك عضدها اليسار بيدها اليمين كحركة للتماسك وهي تهمس: تعشيت؟؟

ناصر يلقي غترته جواره ويقول لها ببرود: تعشيت.. ولو ما تعشيت.. تطمني.. ماني بطالب منش عشا

مشاعل شعرت بألم حاد يخترق روحها.. همست له بمرارة: ناصر ليش تقول كذا؟؟

ناصر بذات البرود: اسمعيني يا بنت الناس.. أنا داري إنش عايفتني
لا تجين تقولين ذا الحين إني حليت في عينش..
لأني مستحيل أصدقش لو مهما سويتي من الحركات البايخة مثل الحركة اللي سويتيها قبل شوي

مشاعل بألم: حرام عليك ناصر تظلمني..أنا بس كنت مستحية منك
وصدقني اللي صار لك ماغير من نظرتي لك شيء.. أنت عندي شيخ الرياجيل أول و تالي..

ناصر نظر لها بغضب كاسح وهو يقول بنبرة غضب حادة:
أنتي لا تحسبين إنه عشان رجلي انقصت غديت ضعيف لش وإلا لغيرش
أدري إني شيخ الرياجيل برجلين وإلا وبوحدة.. وما أنا باللي بينقص مرجلتي قص رجلي.. هذاك الرجّال الناقص مهوب أنا
وأنا مستعد ذا الساعة أطلع من عندش وأرجع عقب ساعة متزوج شيختش اللي تسواش واللي هي وأهلها يعرفون يقيمون الرياجيل..
وهذا هو اللي بيصير.. بس مهوب ذا الحين.. بعدين ..
وانتي لين ذاك الوقت مالش شغل فيني..
اعتبرني نفسش ضيفة هنا.. حشمة لعمي عبدالله ومشعل.. وعقب شهر شهرين توكلي على الله وارجعي لهلش

مشاعل بهتت.. بهتت تماما.. توقعت الكثير.. ولكن ليس هذا
وليس بهذه القسوة والتجريح..
لم تعد تستطيع الوقوف.. قداماها تذوبان.. وجسدها يتهاوى
جلست بعيدا عنه
وهي تراقبه يتناول عكازيه ويقف عليهما
ويبتعد عنها لداخل الغرفة

مشاعل شعرت برغبة ملحة في البكاء
توجهت للغرفة الأخرى
كانت غرفة خالية لم تفرش بعد
أغلقت الباب
وجلست في الزاوية على الرخام البارد
وانخرطت في بكاء حاد



*************************






بيت مشعل بن محمد
غرفة مشعل ولطيفة

مشعل يدخل وعيناه تبحث فورا عن لطيفة
كانت على مكتبها تدرس
اقترب منها وسلمّ
ثم وقف خلفها ووضع يديه على كتفيها وهو يلصق خده بخدها ويهمس:
شأخبار طالبتنا النجيبة؟؟

لطيفة تحتضن خده بكفها وهي تهمس بتوتر: متوترة شوي.. بس هذا أنا أدرس

مشعل ابتعد قليلا ليبدل ملابسه ويصلي قيامه همس لها وهو يبتعد: ما ينخاف عليش يا قلبي

كان مشعل على وشك دخول الحمام حين تذكرت لطيفة شيئا:
مشعل

مشعل توقف: هلا حبيبتي

لطيفة برقة: فديتك حمودي يبي يعيد اشتراكه في نادي الكاراتيه.. تدري اشتراكه انتهى قبل الامتحانات.. وانت قلت منت براجع تجدده لين يخلص الامتحانات
وهذا هو خلص

مشعل بثبات: وليش هو ما قال لي؟؟؟.. لطيفة يا قلبي.. ثاني مرة يطلب منش شيء تقولينه لي
قولي له هو يطلبه مني.. ما أحب إنه يخليش واسطة بيننا.. أو يصير يستحي مني أو يحط بيني وبينه حاجز
سواء حمود أو عبود أو حتى البنات

لطيفة بابتسامة شاسعة: إن شاء الله يا قلبي



***********************


بيت فارس بن سعود
غرفة فارس


مازال جو التوتر يشيع في الأجواء
فارس أنهى صلاة قيامه في الصالة
وهي كانت تصلي في الغرفة

مر وقت ما وكلاهما معتصم بمكانه
فارس يتمنى بالفعل لو كان يستطيع أن يصارحها بعمق مشاعره ناحيته
أن يتوقف عن معاملتها بهذه القسوة التي لا يقصدها
ولكنها طباعه السيئة التي هو عاجز عن تغييرها بين ليلة وضحاها

قرر أن ينهض أخيرا.. دخل عليها
كانت تجلس على التسريحة تمشط شعرها..

فارس جلس على طرف السرير
كان يراقبها بتمعن
كانت تبدو سارحة في عوالم أخرى
لم تنتبه لدخوله حتى
ونظرة حزن عميق ترتسم على محياها الوضيء

فارس تنهد بعمق
كم يؤلمه آلمها..
والمؤلم حقا أنه لا سبب حقيقي لكل هذا سوى قسوته وكبريائه التعيسان

فارس همس: العنود

العنود انتفضت وهي تهمس بتلقائية: لبيه

فارس بحنان: لبيتي في مكة.. تعالي هنا أبي أقول لش شيء




**********************



مر وقت ما
طويل ربما.. قصير ربما
ومشاعل تبكي.. لم يخرجها من صومعة بكاءها سوى إحساسها الشديد بالبرد
فالغرفة كانت شديدة البرودة وملابسها خفيفة
قررت أن تخرج أخيرا
تحتاج أن تستحم وتصلي
مرت بالصالة نظرت لنفسها في المرآة الضخمة التي تتوسط الصالة
شكلها يبدو مرعبا من ذوبان كحلها على خديها

لا تريده أن يراها على هذه الحال
أي عروس هذه التي لم تجف دموعها من ليلة عرسها؟!!

دخلت تتسحب بهدوء
توقعت أن يكون نائما..
ولكنه كان يقرأ في المصحف.. ولم يرفع رأسه ناحيتها
تناولت روبها وفوطتها ودخلت للحمام
بعد خروجها تناولت سجادتها وثوب صلاتها وخرجت من عنده
وصلت في الصالة

أنهت صلاتها
ثم جلست تفكر.. كان بودها أن تتصل بلطيفة لتستشيرها
ولكن الوقت كان متأخرا جدا
وهي تشعر بالخجل أن تزعجها.. فقد تكون نائمة..
لم تعرف كيف تتصرف معه.. يستحيل أن توافق على سخافاته
"ضيفة.. وشهرين.. ثم يتزوج"
تعلم أنه مجروح منها
لا تلومه.. وتلومه في آن
فهو كان يعلم أنها خجولة.. ولكنه أساء تفهم خجلها
ولكن لم يعد هذا وقت العتب
فزواجها على المحك.. وهي تعلم أنها لو خسرته..فيستحيل أن تجد رجلا مثله
أين تستطيع أن تجد رجلا بإيمانه وقوته وصبره وعبق رجولته الحقيقي
لابد أن تخوض معركتها وحيدة لاستعادته
ويستحيل أن تخسر
يستحيل

تنهدت بعمق وهي تعود للداخل
كان قد تمدد على السرير وهو ينام على جنبه اليمين ووجهه لطرف السرير الآخر
وكان اختار هذا الطرف لأنه الاقرب للحمام
أخذت لها بيجامة من الدولاب
أرتدتها.. ثم عادت للتنهد للمرة الألف وهي تحاول بث عزم جديد في عروقها
كانت تخشى أن يطردها وهي بذاتها تكاد تذوب من الخجل

توجهت للناحية الأخرى من السرير واندست فيه وهي تنام على جنبها اليمين
وتعطيه ظهرها وهي تضم كفيها لصدرها وتدعو الله بعمق
تفاجأ ناصر منها بل صُدم.. ولكنه صمت
كان بوده أن يطردها... أو يقوم هو لينام في مكان آخر
ولكنه شعر أن الأولى نقص في المروءة والثانية نقص في الشجاعة
وليس هو بقليل المروءة أو قليل الشجاعة
بل لديه حظ وافر منهما كلاهما
لذا أكمل تمتمته بأذكاره وهو ينظر لظهرها الضئيل وعظمتي كتفيها الرقيقين الباديتين من تحت حرير بيجامتها الزرقاء



#أنفاس_قطر#





من مواضيع العاااالي مستواها
0 خبير اقتصادي: أسعار العقارات ستنخفض بنسبة 30 % نهاية العام الجاري
0 (((فهرس روايات منتدى الحوامل)))
0 إجابات محشش في الامتحان
0 بنااااات تعاااالوا شجعوني بالله ادخلووا
0 تجمع مشرفااات بوفيه حواااامل
0 مخااالفه00000
0 البنااات يتطوعوون في الجيش00
0 الف الف الف مبروووك الاشراف
0 (((أميرعسيريفتتح أبها للتسوق)))
0 ((اليوتووب الشعري00تفضلي ضعي بصمتك هنااا))
0 مخاااالف مع مرتبة الشرف
0 الغش التجاري بين الحلال والحرام
0 اغرب الاعلانات في العالم مصوره
0 (((أزياءالمصممه بشرى جرار)))
0 الحليب في صدر البيبي شوفوا فوائده
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-05-2011, 08:45 AM   المشاركة رقم: 83
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




بيت فارس بن سعود
غرفة فارس والعنود


العنود تقدمت بضع خطوات استجابة لنداء فارس لها

فارس بعمق وهو يشير جواره للناحية الأخرى من السرير: تعالي جنبي

اقتربت بتردد وخجل وجلست

فارس أمسك بكفها واحتضنها وهمس لها بعمق هادر:
حبيبتي أنا مهوب قلت لش إني غريب.. واستحمليني شوي.. أنا مايهون علي زعلش

العنود بحزن شفاف: وأنا جد حبيبتك يافارس؟؟.. وإلا كلمة ومقيولة؟؟

فارس بنبره وله حقيقي لأول يستطيع التعبير بها: إلا حبيبتي وحبيبتي..وحبيبتي

العنود بذات نبرة الحزن الرقيق: زين واللي يحب حد يعامله بذا القسوة.. لو كنت تكرهني وش سويت فيني؟؟

فارس ترك يدها ليضع كفه على خدها ويهمس لها: أنا أطباعي شينة.. أدري
وصعب أتغير بين يوم وليلة.. لكني عشانش مستعد أقط روحي في النار
انتي منتي بمستعدة تحملين شوي عشاني؟!!
ثم أكمل بنبرة مقصودة: وإلا عشان أنا مالي قيمة في قلبك منتي بقادرة تستحمليني؟؟

العنود انتفضت بجزع وهي تضع إصبعها الناعم على شفتيه لتقول برقة: ما أسمح لك تقول كذا

فارس قبل طرف إصبعها بعمق وعيناه تغرق في بحر عينيها
البحر الذي يتمنى أن يعيش عمره غريقا بين أمواجه
لا يريد أن ينقذه أحد.. بل يريد أن يغرق أكثر.. وأكثر
أن يسكن بحر هاتين العينين وقلب صاحبتها
أن تكون له..
له وحده



***********************



غرفة ناصر ومشاعل

ناصر يصحو لصلاة الفجر.. يشعل النور المجاور لسريره ليتناول عكازيه
ينظر ناحية ضيفته.. ضيفته كما يقول
تبدو مرتاعة حتى وهي نائمة
كما لو أنها عانت الكوابيس حتى نامت..
شعرها الحريري القصير تتناثر خصلاته على وجهها
وعلى طرف عينها تغفو دمعة يابسة فرت من حساب الزمن

تنهد ناصر..
لِـمَ تستفزه لإخراج مساوئه؟؟
لم يكن يوما قاسيا هكذا على أحد
لا يشعر ناحيتها سوى بنفور شديد
يتمنى أن ينهي صفحتها من حياته بأسرع وقت
أن تكون صفحة وتنقضي
ليبدأ حياة جديدة مع امرأة أخرى تكون راضية به منذ البداية
لولا أنها ابنة عمه أو ماكان ليتحمل وجودها لدقيقة واحدة

تنهد مرة أخرى وهو يقرب عكازيه منه
وينهض
ويتجه للحمام ليتوضأ
شعر بدوار شديد نتيجة للأدوية التي مازال يتناولها
سقط والعكازان يحدثان وقعا مدويا
قفزت مشاعل من السرير مرعوبة
لتصدم برؤيته على الأرض وهو مقطب الجبين من الدوار..و يحاول التماسك وتقريب عكازيه منه

مشاعل اقتربت منه بتلقائية يحركها رعبها عليه لتدخل يديها تحت إبطيه لتساعده على الوقوف
رغم أنها أساسا محاولة فاشلة فمن هي في حجمها الضئيل يستحيل أن تُنهض من هو في طوله الفارع
ولكنها كانت أبعد من تكون عن التفكير بالتحليلات المنطقية

ناصر نهرها بقسوة حقيقية: وخري.. أنا مهوب قايل لش مالش شغل فيني

قالها وهو يقرب عكازيه ويتجلد للوقوف
ليقف فعلا ويكمل طريقه للحمام

ويتركها تحتضن نفسها ألما وحرجا وفراغا مرا
وكالعادة تشعر برغبة ملحة للبكاء
غادرت الغرفة وتوجهت للغرفة الأخرى وهي تحتضن هاتفها
أغلقت على نفسها الباب واتصلت
حين رد عليها الطرف الآخر بدأت بالبكاء وهي تشهق وتقول:
مهوب طايقني.. مهوب طايقني

لطيفة وقتها كانت تنتظر خروج مشعل من الحمام لتتوضأ
حين رأت هاتفها يرن ويلمع باسم مشاعل في هذا الوقت علمت أن وراءها أمرا
لذا خرجت بهاتفها لغرفة بناتها وردت عليها وهي تخرج:
يا بنت الحلال استهدي بالله.. الرجّال توه واصل البارحة
"قال قوه قال توه"
أنتي تبينه على طول يطيح اللي في رأسه.. مايكون مشعلي أصيل

مشاعل بين شهقاتها: بس أنا ماسويت له شيء عشان يعاملني كذا

لطيفة تتنهد: ياقلبي يا مشاعل.. توش ما شفتي شيء
وإذا أنتي من أولها كذا فأنتي الخسرانة

مشاعل تتماسك: خلاص بأقعد عنده بس بأقعد في الغرفة الثانية بأفرشها وأقعد فيها

لطيفة بتحذير: إياني وإياش تسوينها.. حتى لو أنتي شايفة إنه مهوب طايقش على قولتش خليه يتعود عليش.. التعود أحيانا أقوى من الحب
خليه يحس إنه ما يقدر يقعد من غير حركتش حوله ووجودش جنبه.. حتى لو كان ما يكلمش
إسأليني... مشعل حتى أيام كنت أظن إنه مهوب حاس فيني.. ماكان يرضى أنام عند هلي.. وانتي بروحش تذكرين
تدرين الحين وش يقول لي... يقول كان مستحيل أدخل البيت وأنتي منتي بفيه
يقول ما كنت أعرف أفسر ليه.. بس البيت من غيرش يضيق الصدر كنه قبر
حسسي ناصر إن المكان من غيرش قبر.. لا تصيرين مدمغة.. وعند أول موقف تستسلمين



مشاعل مسحت دموعها وكلام شقيقتها يهدي كثيرا من روحها المرتاعة
عادت له في الغرفة
كان يلبس ثوبه على فنيلته وسرواله الأبيضين اللذين نام بهما
تجاوزته ودخلت الحمام دون أن تنظر له حتى لا يرى وجهها المحمر
همست وهي عند باب الحمام: أنت بالعادة تحب تفطر عقب الصلاة أو عقب؟؟

ناصر ببرود: إذا بغيت أفطر.. أفطرت عند أمي وإلا في المجلس.. قلت لش ما أبي منش شيء

مشاعل بسكون: والله أنا بأسوي مثل ما تعلمت في بيت هلي لين أرجع عليهم ريوقك بأسويه.. بغيت تأكل وإلا براحتك



*************************



غرفة فارس والعنود
الساعة 8 صباحا

العنود تتحرك بهدوء حتى لا تزعج فارس المستغرق في النوم
تلبس ملابسها استعدادا للذهاب للجامعة
فاليوم أول اختباراتها

فارس صحا من نومه
قبل أن يفتح عينيه مد يده جواره.. وجد مكانها خاليا
فتح عينيه بكسل وهو يتلفت بحثا عن طيفها الأثير
طيف فاتنته
وجدها أمام المرآة تضع واقي الشمس
اعتدل من نومه وهو يعدل المخدة خلف ظهره ويتسند.. ينظر لها ويبتسم
همس: صباح الخير ياقلبي أحلى صباح على عيونش

العنود ألتفتت له.. نهضت.. نظرت له مليا وهي تبادله الابتسام.. نهضت اقتربت منه وطبعت قبلة على خده وهي تهمس:
صباحك أحلى.. أول مرة أشوف واحد صاحي من النوم ويكون حلو موت كذا

فارس يشدها ليجلسها جواره: بلاها سالفة حلو ذي.. لا تطلع سكوني عليش

العنود تبعثر شعره بشقاوة وتهمس: أما أنك غريب.. حد يزعل من سالفة إنه حلو

فارس يشدها لصدره ويطبع قبلة على شعرها وهو يقول: أنا أزعل.. أنتي بنت وقمر ينقال لش ياحلوة
بس أنا اللي يقول لي حلو.. أقص لسانه
أنتي أول حد أعديها له.. وترا مهوب كل مرة أعديها

العنود احتضنت خصره بشدة ثم أفلتته وهي تقول: يا الله هدني لا تأخرني

فارس أفلتها وهو يقول باستغراب: وين بتروحين؟؟

العنود نهضت وهي تعود للمرآة وتقول بتلقائية: الجامعة.. اليوم أول اختبار عندي

فارس بغضب مفاجئ: وبدون ما تصحيني أو حتى تقولين لي.. ومن اللي كان بيوديش؟؟

العنود توترت وهي تهمس: سواقة مريم

فارس نهض وهو يرمي الغطاء بغضب: ليه ماوراش رجّال كنتي بتخلينه مكبر المخدة بدون حتى ما تعطينه خبر

(يامسرع ما يقلب ذا الرجّال.. قبل شوي يهبل)
همست العنود بخجل: محشوم فارس.. أنا حنيتك بس

فارس بنبرة حادة: لا.. لا تحشميني إذا هذي الحشمة عندش
متى امتحانش؟؟

العنود بخفوت: الساعة 10

فارس يتوجه للحمام: خلاص ربع ساعة بس أغسل وأتوضأ وأصلي الضحى وأوديش

حين خرج من الحمام كانت العنود تضع بعض الكحل داخل عينيها
فارس بغضب: وش تسوين؟؟

العنود بهمس: نقزتني.. وش فيك؟؟

فارس من بين أسنانه: امسحي الكحل اللي حطيتيه

العنود برجاء: فارس حبيبي.. ربعي دارين إني عروس من أسبوع بس..
أشلون تبيهم يشوفوني مغبرة.. وبعدين أنا ما أحط نقابي في الجامعة
والسالفة كلها شوي كحل داخل العين

فارس بذات نبرة الغضب المكتوم: العنود أظني قلت لش قبل إني ما أعيد الطلب مرتين

(يعني معقولة هي مهيب دارية إن عيونها تذبح بدون كحل
تبي تكحل بعد؟!!
تبي تجلطني ذي!!)

العنود شعرت بالمرارة من طريقته الحادة في الأمر.. مسحت الكحل تماما
وهو يصلي ركعتي الضحى
فور انتهائه كانت قد انتهت من لبس عباءتها
توجه للبس ملابسه.. كان يحكم إغلاق زر كمه حين اقتربت منه ووقفت على أطراف أقدامها.. وهمست عند أذنه برقة:
ترى فيه أسلوب ثاني للطلب ويؤدي لنفس النتيجة بس بدون ما يجرح
أو أنت ما تعرف إلا الأسلوب الجارح وبس

فارس مازال يعطيها ظهره وهو يقول بهدوء: والمعنى؟؟

العنود ابتعدت لتتناول كتابها وحقيبتها وهي تقول بنعومة رغم مرارتها الداخلية:
يعني لو قلت لي بهدوء: ياحبيبتي أنا أغار عليش.. وابي حلاتش لي بروحي
كنت قصيت علي.. وأنا سويت كل اللي أنت تبيه وأنا مبسوطة



**************************



بيت ناصر بعد صلاة الفجر

ناصر عاد ومشاعل في المطبخ
لم يقل لها شيء ولكنه عاد للنوم
حين انتهت من إعداد الإفطار كأفضل ما يكون وجدته نائما
عادت ووضعت الفطور في حافظات ليبقى ساخنا وغطت العصير
وأعدت القهوة والشاي والكرك والحليب الطازج في حافظاتها
فهي لا تعلم بعد ذوقه في الإفطار وماذا يحب أن يشرب
ولا تريد أن يكون يريد شيئا ولا يجده جاهزا
رتبت كل شيء على طاولة الطعام التي تأخذ لها زاوية في الصالة
ثم استحمت وتمددت جواره

نهضت حوالي الساعة التاسعة والنصف
لم تجده جوارها
توقعت أن يكون جالسا في الصالة.. توضئت وصلت ضحاها
خرجت ولم تجده.. ووجدت الفطور على حاله لم يلمس
المشكلة أنها لا تعرف رقم هاتفه حتى تتصل به
حتى وإن كانت تعرف.. هل ستتجرأ وتفعلها؟!!

قضت الوقت في الترتيب.. ثم في التأنق
تأنقت لأقصى حد.. رغم أنها بعادتها ليست من هواة تلوين الوجه
أرتدت لها جلابية خليط من الحرير والدانتيل التركواز وأوراق الشجر المصنوعة من قماش الكريب البرتقالي
لأنها تريد التوجه لبيت عمها ولابد أن تلبس شيئا واسعا
بعد أن صلت الظهر قررت الذهاب لأم مشعل لتتغدى معها ومع مريم
لأنها تعلم أن ناصر لابد سيتغدى في المجلس كعادة كل رجال آل مشعل
ارتدت جلالا كبيرا على رأسها وأغلقت باب بيتها وتوجهت لهم
فتحت باب بيتهم.. كان هناك رجلا يجلس بجوار أم مشعل
لم تستطع تبينه بسبب كثافة قماش الجلال
تراجعت وهي تقول بخفوت: بأرجع بعدين يمه

أم مشعل نادتها: تعالي يأمش.. هذا ناصر
توترت..بل توترت بشدة.. خافت أن يحرجها أمام والدته
ولكنها مضطرة للدخول.. دخلت وهي تتمتم بسلام مرتبك
وتنزل جلالها وتطويه وهي تعيد شعرها خلف أذنها
ولكنه لا يلبث أن يعود للانسدال على وجهها خصوصا عندما مالت للسلام على أم مشعل وينحدر شعرها كاملا للأمام
كانت تسرق نظراتها للجالس جوار والدته.. لم ينظر إليها.. أو هكذا بدا لها
وإن كانت رائحة عطره التي بدأت تألفها اخترقتها تماما
همس من قرب: موب أحسن لو تلمين شعرش ضايقتي أمي فيه

مشاعل شعرت بحرج شديد وهي تحاول بكلتا يديها إرجاع خصلاتها القصيرة للوراء وتلمها بكلتا يديها وهي تهمس بخجل: المرة الجاية بأربطه

أم مشعل تبتسم: من اللي بيتضايق من غزل ذا الأرينب المعطر ماشاء الله تبارك الله

مشاعل جلست بعيدا عنهما وهي تحاول ابتلاع حرجها الشفاف
أم مشعل وقفت وهي تقول بمودة: مشاعل تعالي اقعدي جنب رجّالش
أنا بأروح أشوف الخدامات وش سوو في غداء الرياجيل

مشاعل وقفت وهي تقول باستنكار: والله ما تروحين وأنا قاعدة.. أنا بأروح أشوف الغداء

أم مشعل باستنكار وحزم أكبر: استغفري ربش.. أنتي اللي والله ماتروحين
تبين تحوسين ريحتش الحلوة من ريحة المطبخ
اقعدي يأمش.. ياما جاي لش من المطابخ وغثاها.. اقعدي

مشاعل جلست وهي تشعر بالضيق وتكثر الاستغفار لاستعجالها بالحلف
وتقرر أن ترسل السائق العصر لدفع إطعام عشرة مساكين في مقر الجمعية القريب منهم

(ياشين الذرابة عليش.. صدق ممثلة درجة أولى)
كان صوته الساخر يرتفع بعد خروج والدته

مشاعل انتفضت بعنف: تكلمني؟؟

ناصر ينظر لها بنصف عين: ليه فيه حد غيرش هنا
لا أكون أكلم الطوفة بس..

مشاعل ترد بهدوء مثير: والله أنت قايل لي مالي شغل فيك
حسبت الكلام يدخل ضمن الاتفاق.. ودام أنا وحدة مالي شغل فيك
المفروض أي شيء أسويه ما يهمك.. أمثل ما أمثل شيء راجع لي

ناصر بسخرية حادة: والله طلعتي تعرفين تصفين حكي.. تصدقين.. كنت أحسب إنش ماتعرفين تقولين غير كلمة ورد غطاها
بس يظهر كله تمثيل في تمثيل وأنتي ما ينعرف اللي وراش

مشاعل وقفت واتجهت نحوه لتلتقط علبة المحارم الورقية من أمامه
وتميل عليه وتهمس بنبرة مدروسة: زين.. تحذر من اللي ما ينعرف وش اللي وراها
لا تباغتك بحركة أنت منت بمتوقعها

مرت دقيقة متوترة بين الاثنين وهما يتبادلان النظرات الغامضة
خليط من الكراهية والأمل والغضب والتحدي

مشاعل أخذت لها محرمتين وعادت مكانها وداخلها يذوي ويذوب خجلا وارتباكا
لا تعرف أي جرأة واتتها لتقول له هذا الكلام.. وتتصرف هذه التصرفات
أي جنون بات يحركها ويسير تصرفاتها؟!!

ناصر مازال مصدوما منها.. كل تصرف منها يفاجئه تماما
حين ترك لها الفطور صباحا دون أن يلمسه
توقع أنها ستقضي طول اليوم مغلقة الباب على نفسها وتبكي
فهو قصد أن يظهر لها عدم اهتمامه بها وبأي شيء تفعله
ولكنها فاجأته بالحضور هنا
وحين أحرجها بشكل مقصود.. توقع أن تنسحب وتجرجر أذيال خيبتها وأشتات حزنها ولكنها فاجأته للمرة الثانية

وليس مستعدا للمفاجأة الثالثة.. لذا وقف وهو يتعكز على عكازيه ويقول لها بحدة:
قولي لأمي تعطي الخدامة العود تعطيه لواحد من الصبيان يعطينا إياه في المجلس

مشاعل وقفت وهي تقول بسرعة: زين بأجيب لك بسرعة عود من عندي

ناصر بحدة أكبر: يا حبش للقافة.. عاجزة تقولين لأمي اللي أنا قلته لش؟؟
قعدت أنا لين تجي

مشاعل أمسكت عضدها اليسار بكفها اليمين.. حركتها التي تلجأ إليها حين تشعر أنها تحتاج للتماسك.. الحركة التي بات يلاحظها
وهي تنزل رأسها في الأرض وتهمس بمرارة محرجة: خلاص إن شاء الله



***********************



مواقف جامعة قطر
الساعة الواحدة إلا ربع ظهرا

فارس يصل لأخذ العنود بعد إنهاءها لامتحانها
وهاهي تركب جواره وهي صامتة رغم أن غضب صاخب يتعالى في روحها
لأن صديقاتها اللاتي لم يرين زوجها في ليلة زواجهما
أصررن جميعا أن يبقين معها حتى يرينه حين يحضر ليقلها
أطلقن عشرات التعليقات المرحة ولكنها آذتها وأشعلت نار غيرتها للحد الأقصى

"نعنبو.. هذا سكري عليه في البيت.. خطر يتحرك في الشوارع.. يسبب أزمة سير"

" ما تسلفيني إياه شوي.. بس أصور جنبه تكفين"

"مايصير توصلينا ؟؟"

"آه ياقلبي.. فيه رجّال حلو كذا؟!!"

" ترا احنا كل يوم نبي نسير عليكم لا وسيارتنا تعطل.. ونبي أبو الشباب يوصلنا
مايصير تخلونا نتلته في الليول"

لم تسلّم حين ركبت.. فارس التقط كفها واحتضنها بقوة بين أنامله وهو يهمس:
الحلو عاده زعلان حتى سلام ماسلم

العنود بنبرة غضب حقيقية غير معتادة: إيه زعلانة.. وما أبيك تجي تأخذني من الجامعة عقب اليوم ولا حتى توديني

فارس نفض يده من يدها وهو يقول من بين أسنانه: اقصري حسش تراني ماني بأصغر بزرانش..
وأما عاد إنش تبين تمشين شورش علي.. فهذا مابعد جابته أمه

العنود توترت.. تعلم أنها ليست حملا لغضبه.. ولا تستطيع أن تخبره أنه لا تريده أن يحضرها من الجامعة لأن صديقاتها أشبعنه تغزلا

شبكت يديها في حضنها وصمتت وألم عميق يخترم روحها.. وهو صمت وألم مشابه يغزو قلبه المثقل بحبها
يتمنى أن يستطيع احتواءها لمرة دون أن يغضب
أن يسمح لها أن تعبر أن ضيقها أو غضبها دون أن يكبتها بهذه الطريقة الموجعة

ظل الصمت هو شعارهما طوال الطريق
حتى وصلا للبيت وهو يقول لها بهدوء: انزلي.. بأروح للمجلس أتغدى
وترا ماني براجع إلا في الليل.. مشغول شوي
ادرسي امتحانش عدل

لم يكن لدى فارس أي مشاغل.. ولكنه بات يشعر أنه ربما ينشر طاقة سلبية تؤثر على استذكار العنود
لذا يريد أن يتركها طوال النهار لتدرس بعيدا عن تأثيره السلبي



*********************



القاهرة
مصحة حمد النفسية
قبل المغرب بقليل

باكينام تنهي زيارتها لحمد
الذي زارته خلال الأيام الماضية مرتين
رغم سعادة حمد بزيارتها إلا أنه يشعر بالحرج من عدم إحضارها لزوجها
رغم طلبه الحقيقي المتكرر أن تكون الزيارة القادمة لابد معه
وباكينام تتحجج أن يوسف مشغول بالتجهيز لحفل زواجهما القريب

والحقيقة أن تغيرا شاملا انتاب يوسف
فهو ماعاد يهاتفها أو يزورها
والكل انتبه لهذا وخصوصا جداتها
وعذرها الدائم هو إنشغاله في الترتيب لحفل زواجهما

ولكن وصلها بالأمس اتصال متأخر غريب منه
كان صوته مرهقا.. وشعرت أن أوتار قلبها تتهاوى مع نبرات صوته المتعبة
وهو يهمس لها: باكينام إحنا خلاص مش بائي على فرحنا حاجة
عندك حاجة حابة تئوليها لي.. لأنو دي هتكون فرصتك الأخيرة

باكينام باستغراب: بصراحة أنته غريب أوي
تغيب تغيب.. عشان تتصل وتئول لي الكلام الغريب ده
لو عندي حاجة عاوزة أئولها.. هأئولها.. مش هأطلب إزن للكلام

يوسف بذات النبرة المتعبة ولكن تخللها بعض الغضب هذه المرة:
طيب باكي.. تصبحي على خير


وهاهي تخرج من المصحة وتركب سيارتها وبالها مشغول مع كلام يوسف
بعد أن اعتذرت كثيرا من حمد أن هذه ستكون زيارتها الأخيرة
لأنها مشغولة كثيرا في تجهيز فرحها
وحمد هنأها بعمق وصدق.. ووعدها أن يرسل لها وردا يوم زواجها
كانت على وشك تشغيل السيارة حين فوجئت بالباب الجانبي يفتح
وجسد ضخم ينسل للمقعد المجاور
وصوته الغاضب.. الغاضب بصورة لم يسبق مطلقا أن سمعتها يصل لأذنها هادرا متوحشا وهو يعتصر بقوة معصمها الممتد لمكان مفتاح السيارة:
لحد هنا وكفاية.. كان ممكن أسامحك على أي حاجة إلا أنك تخبي علي حاجة زي دي

ئولي لي إيه اللي بينك وبين الراجل اللي اسمو حمد جابر



#أنفاس_قطر#





من مواضيع العاااالي مستواها
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-05-2011, 08:50 AM   المشاركة رقم: 84
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




أمام مصحة حمد النفسية في القاهرة
في سيارة باكينام
نار تشتعل بين راكبي السيارة
كان يوسف يمسك معصم باكينام بقسوة وهو يهمس لها بغضب هادر لم تراه مطلقا في حياتها كلها:
لحد هنا وكفاية.. كان ممكن أسامحك على أي حاجة إلا أنك تخبي علي حاجة زي دي

ئولي لي إيه اللي بينك وبين الراجل اللي اسمو حمد جابر

باكينام بغضب مشابه: وأنا ما أسمحش ليك إنك تسألني بنبرة الشك دي

يوسف بذات النبرة المرعبة: أنتي مالكيش حق تسمحي أو ما تسمحيش
لأني اديتك الحق أكتر من مرة.. بس أنتي حلي لك إنك تستغفليني

باكينام باستنكار: أستغفلك؟؟

يوسف بحدة: أه تستغفليني.. أمال تسمي إيه إنك كل يوم والتاني تنطي لراجل غريب تزوريه وتشتري له هدوم كمان
دا أنتي بتتكلمي معاه في مرة وحدة.. أكتر من كل المرات اللي تكلمتي فيها معايا
أنا كنت عاوز أنط لك وأنتي معاه وأعرفك أصلك ئدامه .. لكن لما سألت عنه... عرفت إنه مريض وحالته صعبة.. وكان متجوز وبيحب مراته..
فالعتب كلو على اللي راميه نفسها عليه.. وهي اللي لازم تتحاسب

أنا في الأول حبيت إني أسدء ثقتي فيكي.. ئلت أهو مريض بتزوريه
لكن لما سألتك أول مرة كنتي فين.. خبيتي علي
تاني مرة سألتك عندك حاجة عاوزة تئوليها لي.. برضو خبيتي علي
لما أنتي بتحبيه أو يمكن بينكم حاجة تتمي حكاية جوازنا ليه؟؟

باكينام تحضر كل عروق كبريائها وتصطرع بجنون.. يستحيل أن تشرح أو توضح
كانت ببساطة تستطيع أن تقول أنه ابن عمة هيا ويتعالج هنا بشكل سري
وهيا وصتها أن تزوره.. والملابس دفع ثمنها وزيادة.. وهذه هي الحقيقة فعلا
ويوسف يعرف هيا جيدا.. وكان الإشكال سيحل فورا
لكنها يستحيل أن تريحه بعد أن سمح لنفسه بالشك فيها لدرجة مراقبتها

لذا ردت عليه بحدة مشابهة : أنا اللي تممت جوازنا؟؟
مين اللي فرض كل حاجة عليا؟؟

يوسف بمرارة: بلاش اللعبة دي.. لو كنتي ئلتي إن ئلبك مشغول بغيري من يوم الحفلة
أنا كان مستحيل أجبرك على حاجة
أنا مش رخيص عشان أفكر في وحدة بتفكر في غيري
لكن أنا أفتكرت ئلبك خالي وبتعاندي وهيجي اليوم اللي هائدر أنا أملاه
بس إنك تستغفليني بالطريئة الحقيرة دي.. كانت حاجة رخيصة أوي
وأنتي طلعتي أرخص بكتير من أي حاجة تخيلتها

باكينام شعرت بألم حقيقي يمزق شرايين قلبها مع اتهاماته المريعة
إلى هذه الدرجة يراها سيئة؟!!
إذا كان لا يعرفها.. ولديه هذه القدرة على تصديق كل هذه الحقارة عنها
فهي ليست لديها القدرة للتفسير
يستحيل أن تبرر نفسها أو أن تسمح له أن يجعلها في موضع اتهام حقير كهذا
كرامتها تأبى عليها مجرد التفكير في اتهاماته فكيف ترد عليها حتى؟؟

باكينام همست له ببرود: أنته لساك على البر
طلئني وكل واحد يروح في طريئه

يوسف بغضب حاد وهو يمسك بوجهها بين أصابعه ويعتصره:
حقيرة ورخيصة وأنانية.. تفو على دي أخلاء
لما فشلتي تكملي التمسيلية عليا.. عاوزة تخربيها وتئعدى على تلها
فرحنا ئريب وهيكون في موعده
وفي واشنطن أنا اللي هأعرف أربيكي
إما خليتك تندمي على استغفالك لي ما أكونش يوسف عزت



************************


الدوحة
بعد الغداء
بيت عبدالله بن مشعل
غرفة مشعل وهيا


كانت هيا عند جدتها.. وحين علمت بوصول مشعل صعدت له
كان مشعل وقتها يغتسل
حين خرج ورآها تنتظره ابتسم وهو يجفف يديه ووجهه

هيا وقفت وتناولت الفوطة من يديه وهي تهمس له برقة:
وين رايح اليوم من بدري؟؟

مشعل يبتسم: سويت كم شغلة.. رحت البعثات
وعقب رحت غيرت حجزنا.. وقدمت على فيزا بريطانية


هيا باستغراب: غيرت حجزنا؟؟ وفيزا بريطانية؟؟

مشعل ببساطة وهو يتمدد على السرير: إيه بدل باريس بنمر لندن ونقعد فيها 3 أيام

هيا برعب: نمر لندن ليه ؟؟

مشعل يبتسم: السالفة إنه شهادتش اللي من كوينز أنتي نسيتي تصدقين كل النسخ من التعليم العالي البريطاني
وهم يراجعون أوراقهم اكتشفوا إنه النسخة اللي عندهم مهيب مصدقة
والحين إذا ماجاتهم الشهادة مصدقة ماراح يخلونش تكملين الماستر..
بنمر لندن نصدقها وعقب بأبعثها لهم بالدي اتش إل..

هيا تجلس بجواره وهي تحتضن كفه وتقول بجزع: تكفى مشعل بلاها مرور لندن وأنت ممنوع من دخول بريطانيا..
وإذا على دراستي.. الخير واجد.. خلهم يقطعون منحتي وأنا بأدرس على حسابي..

مشعل يضحك: يا بنت الحلال سهالات.. السالفة هدة بزران قبل 12 سنة
وأنا لو علي شيء ماكان وافقوا في السفارة يسوون لنا تأشيرة لأنهم دخلوا اسمي في الكمبيوتر عندهم
وبعدين السالفة مهيب سالفة فلوس.. الحمدلله الخير واجد..
بس البعثات يمكن يرفضون عقب تصديق شهاداتش كلها إذا ماخلصني تصديق شهادة البكالوريوس أول..

هيا بخوف: قلبي مهوب مرتاح.. زين خلنا على حجزنا الأولي ننزل في باريس
و أنا بأروح لندن على قطار المانش الصبح.. وأنا أدل هناك عدل ممكن أخلص الشغل كله في يوم
وأنت خلك في باريس المساء بأكون راجعة.. ونرجع واشنطن سوا

مشعل وقف وهو يقول بغضب حقيقي: مالش لوا.. شايفتني كمخة وإلا كمخة

هيا بتوتر: محشوم يا قلبي بس......

مشعل يجلس على السرير وهو يحاول السيطرة على هدوء نبرته:
خلاص هيا.. الحكي في هالموضوع منتهي..



************************



ذات المساء
الدوحة
حوالي الساعة 10 ونصف مساء

العنود في غرفتها تدرس
تجلس في صالتها الكتب منثورة على الطاولة وهي تجلس على الأرض بين الطاولة والأريكة مستغرقة في الاستذكار وكتابة ملاحظاتها

دخل عليها فارس
سلّم
رفعت عينيها وسلمت وابتسمت له بعذوبة
شعر كما لو أن شمسا صاخبة مشبعة بالحياة والألوان والبهجة المتعت من بين شفتيها
( يا الله أنا توني معصب عليها الظهر
وهي تبتسم لي الحين
ما أكبر قلبها وأضيق أخلاقي)

ولكنها تذكرت
اختفت ابتسامتها بتلقائية وعادت للانكباب على الكتب
شعر فارس حينها أن وترا ما في قلبه تمزق
اقترب منها وجلس خلفها همس:
بكرة بأشتري لش مكتب بدل قعدة الأرض ذي
تبين تروحين معي؟؟ أو ممكن اشتري على ذوقي؟؟

العنود بخفوت: اشتري أنت.. ماعندي وقت أفر مكان
يالله الوقت يكفيني أدرس

فارس مد يديه وأمسك بعضديها ورفعها بخفة وأجلسها في حجره
كان القلم مازال بيدها.. تناول القلم من يدها.. وطبع في باطن معصمها قبلة عميقة
ثم همس لها بحنان: عادش زعلانة؟؟

العنود بخفوت: تكفى فارس ما تسألني ذا السؤال.. أخاف أقول زعلانة تعصب عليّ

فارس بذات الحنان: قولي ماني بمعصب

العنود بنعومة: فارس أنا بطبعي نادرا ما أزعل.. فلو زعلت يوم إذا أنت ما احتويتني وتحملتني شوية.. مين اللي بيتحملني
المفروض إنه أحنا نصير شخص واحد.. حتى انفعالاتنا نتشارك فيها
لكن اللي أنا شايفته لحد الحين.. أنت تعصب أنا أسكت
ولو صار وأنا زعلت انت تعصب وتهب فيني.. على كذا أنا بأصير أخبي انفعالاتي عليك وينبني بيننا حاجز كل يوم عن يوم يكبر..
إحنا الحين في بداية زواجنا وأنا مستعدة أقدم لك كل شيء.. لكن ما أشوف إنك عندك نفس الاستعداد

فارس احتضنها بشدة وهمس لها بوله مصفى: حبيبتي أنا أحبش حب والله ما تتخيلين وش كثر.. فوق كل خيال وتصور
وقلت لش كثير استحمليني شوي.. لين كل واحد يتأقلم مع طبايع الثاني
لكن أوعديني ما تخبين على شيء حتى لو عصبت عليش
لأني باعصب بس بتلاقيني رجعت.. لأنه حبش هو الهواء اللي أتنفسه والدم اللي يمشي في عروقي.. حد يقدر على زعل هواه ودمه؟!!

العنود ابتسمت وهي تهمس بدلال: كل هالحب من كم يوم؟؟!!

فارس بابتسامة: من زماااااااان

العنود برقة: متى يعني؟؟

فارس يحتضنها أكثر: الحين الحب يكفيش.. ووقته خليه بعدين




***********************




مر أكثر من أسبوعين على الأحداث الأخيرة

العنود ولطيفة أنهتا أمتحاناتهما


هيا ومشعل موعد سفرهما غدا
الخبر الذي أشاع جوا من الحزن في بيت عبدالله بن مشعل
وجعل موعد ملكة راكان وموضي يتقرر اليوم بعد صلاة العصر
ليحضرها مشعل قبل سفره


باكينام ويوسف وضعهما سيء جدا
تجهزت باكينام لفرحها كمخططها المعتاد
ولم تسمح لأحد أن يشعر أن هناك شيئا ما بينها وبين يوسف
ويوسف مطلقا لم يعد لمكالمتها.. تفاهمه كان مع عمه طه
والجميع فسر تباعده أنها نوع من حركات الشباب الذي يمتنعون عن رؤية عرائسهم حتى ليلة الزفاف
والليلة هي الليلة الموعودة
ليلة زفاف باكينام ويوسف


فارس والعنود وضعهما بين كر وفر
فارس كعادته بين حب مصفى وقسوة غير مبررة
والعنود في حيرة دائمة منه
ولكنها تحاول دائما امتصاص غضبه بطريقتها اللبقة الذكية في الكلام
وخصوصا أنها باتت تعلم بعمق حبه لها.. وبدأت هي بتعميق مشاعرها ناحيته في ذات الإتجاه
الأكيد أن علاقتهما ببعضهما توطدت كثيرا وبعمق
رغم كل الغرابة المتجذرة في علاقتهما التي تمثل نموذجا لغرابة علاقة بعض الأزواج


مشاعل وناصر مشكلة عويصة تبدو عصية على الحل
فناصر يبدو نافرا منها وبشدة
وهي تتصرف كأنها لا تشعر بنفوره الذي كان يمزق مشاعرها بوحشية
تنام معه بذات الغرفة وعلى ذات السرير
ولكن بينهما محيطات هادرة تفصل بينهما وليس مجرد أشبار معدودة
مشاعل تدور طوال اليوم في البيت تطبخ أو ترتب أو تذهب لبيت عمها
وأحيانا تتوجه لبيت أهلها حين تكون متيقنة أنه لن يعود وبعد أن تستأذنه
وهو لا يقصر في التوضيح لها بصراحة أنه لا يهمه ماتفعله
مطلقا لم تشتكِ إلا مرة واحدة

في اليوم التالي لعودته.. رأته يحمل ملابسه المتسخة يريد أن يذهب بها لأمه
حينها وقفت أمامه ورجته بعمق ألا يحرجها مع والدته وهي تناشده بألم:
وش تبيهم يقولون علي؟؟ ملابسك توديهم يغسلونها لك؟؟
ماعندك مرة

ناصر بقسوة: إيه ما عندي مرة..

مشاعل بمناشدة عميقة: تكفى ناصر.. احشم إني بنت عمك
لا تفشلني في هلك.. يعني حتى ملابسك ما تبغيني أغسلهم.. ليه أنا نجسه؟؟
حرام عليك اللي تسويه فيني

حينها رمى ناصر الملابس على الأرض وخرج

كان يشعر بمرارة عميقة وألم أعمق
(أي وحش قميء أتحول أمامها
كم أتمنى أن يأتي اليوم الذي تفارقني فيه.. وتعود لأهلها
تعبت من القسوة وأنا ما أعتدت أن اكون قاسيا
ولكنها تستفز قسوتي لتتدفق تلقائيا عليها
أتحول لمخلوق آخر أمامها
مخلوق ليس أنا.. شيء مختلف أكره أن أكونه
تأثيرها علي سلبي ومفرز لمساوئي)

مشاعل جلست على الأرض جمعت ملابسه
ثم عادت لرميها بعيدا لتتناثر متفرقة في أرجاء الصالة
وهي تسحب نفسها لتتسند على طرف الكنبة
كانت تشعر بمهانة عميقة
تشعر أنها عاجزة عن الإكمال بهذه الطريقة
تشعر أنها على وشك الإنهيار

وكان هذا قبل أكثر من أسبوعين.. ومازالت لم تنهار
رغم أن ناصر يثقل عليها العيار كثيرا
ولكن الضربة التي لا تقتلك تقويك
وهي تقوى فعلا لتحكم سيطرتها على حياة ناصر وترتيب كل شيء يخصه


اليوم نهضت من نومها مبكرة وكان ناصر مايزال نائما
صلت الضحى وأعدت الفطور الذي تعلم أنه لن يأكله
والذي أصبحت تعطيه لخادمات بيت عمها ليأكلوه أو ليعطينه لصبيان المجلس

رن هاتفها كان سلطان
مشاعل ابتسمت: هلا والله بالشيخ سلطان

سلطان بنبرة عتب: بلا شيخ بلا بطيخ.. العبي علي
قاعدة مقابلة نويصر وهّملتيني

مشاعل ضحكت بعذوبة: ماعاش من يهّملك.. عيوني لك.. وش اللي يرضيك

سلطان يبتسم: أبيش تلعبين معي بلاي ستيشن

مشاعل تبتسم: ريم أم لسانين عندك.. خلها تلعب معك

سلطان باستنكار: وعيييييه... أشهد أني على العازة.. أخرتها أرجع على الكوبه الرويم الدعلة
يعني أنتي ما تبيني.. حرام اللي راحت عليك يا سليطين

مشاعل تضحك: جيب البلاي ستيشن وتعال.. ناصر راقد وما أقدر أطلع وأخليه

سلطان بغيظ: إيه يا نويصر العز للوز.. شيختهم قاعدة على رأسك تحرسك وأنت مطيخ تشاخر (مطيخ=مستغرق في النوم)

مشاعل بابتسامة: تجي وإلا أغير رأيي؟؟

سلطان باستعجال: لا جاي جاي.. خليني أمغث نويصر شوي مثل ماهو ماغثني..


بعد خمس دقائق وصل سلطان بحقيبة لعبته على كتفه
وكانت مشاعل أغلقت الباب على ناصر حتى لا يزعجه صوت سلطان العالي

مشاعل احتضنت رأس سلطان الذي يصل إلى تحت ذقنها وهي تهمس له:
منت بناوي تطول شوي؟؟

سلطان بتأفف: يا شين ذا الطاري.. أنتي تبغين تكدريني عشان تفوزين علي
بس ماعلي منش.. أنا قاعد عندش لين صلاة الظهر
ويمكن أصلي وأرجع.. لازم أطلع عينش وعين بعض الناس اللي خاسوا من الرقاد داخل

مشاعل تقوده للتلفاز: أدخل أشبك اللعبة وأنا بأروح أجيب لك ريوق

سلطان يشير لها لا ويقول بمرح: موضي ريقتني غصب.. من يوم درت بموعد ملكتها وهي جايها حاطي باطي
وماحد عندها تفش حرتها فيه غيري.. أكلتني لين قدني بأزوع.. قلت خلني أنهزم قدام يجيني فتاق في كرشي

مشاعل بحنان: زين حلا وعصير.. مسوية حلا أنت تحبه

سلطان يستعد للعب وهو يجلس على الأرض ويضع مخدة تحت فخذه:
بعدين بعدين.. والحلا اللي أنا أحبه لو أني غالي كان جاني لين البيت

مشاعل تجلس جواره وهي تتناول الجهاز الآخر: يا شين ملاغتك بس
وش تبينا نلعب؟؟

سلطان بحماس: كورة.. وش ظنش بعد؟؟

مشاعل تضع الجهاز فوق رأسها وهي تقول: سليطين يا ليل ما أطولك
الناس تطوروا والسوق فيه عشرين ألف لعبة

سلطان يختار فريقه ويقول لها بحماس طفولي: يا شين تمرطاس الخسرانين
خلصيني اختاري فريق الخسرانين اللي بيلعبون لش (التمرطاس=المماطلة)

مشاعل بحماس مشابه من أجله: خسرانين قال.. تكلم عن روحك يا سلطة

سلطان يقطب جبينه: الدعوى فيها سلطة.. زين يا ميشو تشوفين

مضت أكثر من ساعة ونصف والاثنان مستغرقان تماما في اللعب
لم ينتبها مطلقا أن هناك ثالث انضم لهما منذ أكثر من نصف ساعة
كان يجلس خلفهما على الأريكة التي كانت بعيدة قليلا عن مكان جلوسهما على الأرض ملاصقين لجهاز التلفاز
كان صامتا ومبهورا بكل معنى الكلمة
كان يرى مشاعل أخرى غير الرقيقة الهادئة التي كانت تتحرك أمامه طيلة الأيام الماضية بمثالية
أنثى حقيقية مليئة بالحياة لدرجة مفجعة تحز في روحه الرجولية غصبا عنه..
تكاد وجنتيها تتفجران احمرارا وأنفاسها تعلو وتهبط
وهي تدغدغ سلطان وتسحبه وتشد رأسه وتحتضنه
بل وتتناول كفه وتعضه أحيانا بشقاوة دون أن تؤلمه

وسلطان من ناحيته يغرز أصابعه في جنبها بشكل مفاجئ كلما كانت الهجمة لها
لتقفز وهي تصرخ وتضربه بشكل هستيري طفولي

ناصر كان مستمتعا بالمراقبة حتى حدث أخيرا ما أجبره على التصريح بوجوده

الهجمة لسلطان فقامت مشاعل بذات الحركة ولكن بشكل مبالغ لأنه ليس سريع الإحساس مثلها.. ظلت تدغدغه حتى خسر
حينها ألتفت لها وعضها في عضدها من ناحية الكوع مباشرة على اللحم لأنها كانت ترتدي نصف كم قريب من الكوع

مشاعل صرخت بألم من بين أسنانها بصوت مكتوم: سلطان يالمتوحش بسك قطعت لحمي

سلطان حين غادرته غضبته الطفولية وأرخى إطباق أسنانه على جلدها
فُجع وهو يرى أثار أسنانه الغائرة في أسفل عضدها
انتفض وهو يرمي اللعبة ويقف على ركبتيه ليحتضن رأسها ويطبع عليه عشرات القبلات ويهمس بوجل: أسف ميشو أسف
جعل سنوني السوسة.. سامحيني فديتش.. جعلني السوسة كني عدتها

مشاعل تضحك ورأسها مختبئ في صدره الصغير: بس خنقتني
ولا عاد تدعي على روحك زعلت عليك

(بسكم)
صوت حازم غاضب يقاطعهما
لا يعلم يقينا ما الذي أغضبه
هل هي عضة سلطان الموجعة لمشاعل؟؟
أم قبلاته واحتضانه الطويل لها؟؟
هل هو خائف عليها؟؟.. أم يغار عليها؟؟
سواءا كانت هذه أو هذي.. فهو لن يعترف بذلك حتى لنفسه في أعمق أعماقه

سلطان يفلت مشاعل ويلتفت لناصر بحرج: صبحك الله بالخير
أربني ما أزعجتك يا بو محمد؟؟

ناصر بمودة: ما أزعجتني .. بس الرجّال الشقردي يعض أخته؟؟
مهوب عيب عليك؟!!

سلطان بخجل: ماكان ودي أجعها.. احتريت شوي

ناصر يهمس له بالنبرة الحازمة المعتادة في حديث الرجال: الرجّال ما يطلع حرته في النسوان
يطلعها في الرياجيل اللي مثله
والرجّال ما يعض.. العض للبزران.. الرجّال يضرب ويوجع
إذا شافوا الرياجيل خصيمه دروا بفعل يمينه في وجهه

سلطان يقف ويميل على أنف ناصر وهو يقول بحماس: تم طال عمرك
واسمحوا لي أترخص

مشاعل بنبرة غامضة: وين بتروح؟؟ ماكنت تقول إنك بتقعد للظهر
اقعد أفطر مع ناصر

سلطان يجمع لعبته ويقول: بجيش بكرة.. اليوم بأقعد مع مشعل شوي قدام يسافر بكرة

حين خرج التفتت على ناصر وهي تقول بعتب غاضب:
مالك حق تحرجه كذا

ناصر يتعكز على عكازيه ويقف على قدمه الوحيدة ليمسك عضدها ويلفه ناحيته ويقول بغضب:
وهو له حق يسوي فيش كذا.. سلطان أخي وفي المجلس أعلمه أكثر من كذا.. ولا عمره تشاينها مني.. (تشاين= رآها شينة أي أستاء منها)

مشاعل شعرت أن مسكته لعضدها تحرقها وتذيب جلدها لتحدث قشعريرة وصلت لعمق عظمها.. ولكنها هتفت بغضب:
تعلمه بكيفك أنت وياه.. ما أردك تعلمه سلوم الرياجيل.. لكن تحط حاجز بيني وبينه ما أسمح لك
إن شاء الله يقطعني أنت مالك دخل.. جسمي وأنا حرة فيه

ناصر بتهور غير مقصود: إلا لي دخل فيه.. مهوب حلالي..

الجملة خرجت حادة كثيفة توحي بعشرات التأويلات غير المقصودة فعليا
وناصر ندم فورا وبشدة على قولها
(أي حلال؟؟ أي خرابيط؟؟.. تخليها تستفزك تقول حكي ماله طعم)

مشاعل شعرت بتوتر كاسح وخجل متعاظم يجتاحها وهي تحاول أن تتماسك أمامه.. وتمسك مكان العضة في عضدها بكفها

وناصر يحاول تغيير الموضوع لجهة أخرى: يعني ماعمري شفتش معصبة إلا اليوم
لذا الدرجة سليطين غالي عليش؟؟

مشاعل حاولت أن ترد ولكن ريقها جاف.. جاف جدا.. وكلمة (حلالي) تخترقها كأسهم نارية موجعة لتبعثر كل أفكارها

همست بخفوت بعد لحظات صمت: بتريق أو كالعادة؟؟

ناصر رد عليها بهدوء غامض وهو يتحرك باتجاه طاولة الطعام: بأتريق



*********************



بيت عبدالله بن مشعل
بعد صلاة العشاء

حفل نسائي أسري لسيدات آل مشعل وقريباتهن المقربات
عقد قرآن موضي الذي تم على خير
احتفال بالعروستين اللتين لم يتم الاحتفال بهما
احتفال بالانتهاء من الامتحانات للجميع
وتوديع لهيا المسافرة في الغد

لطيفة المتألقة في فستان أسود تجلس بجوار موضي القلقة في فستانها الزهري الناعم
وتهمس لها من قرب: فكيها.. عيب عليش ذا التكشيرة.. وش تبين الناس يقولون
مغصوبة على العرس.. وهو قده ثاني واحد

موضي من بين أسنانها وهي تحاول رسم ابتسامة: تدرين إنش سخيفة

لطيفة تبتسم من أعماقها: وأنتي أسخف طال عمرش
إلا تعالي قولي لي.. شنو صار في مراسيم الملكة.. راحت علي وأنا في الصالون

موضي بتهكم مصطنع: تدرين نسيت أسجلها عشان أعيدها على مسامعش الكريمة

لطيفة تبتسم: أنا الليلة مبسوطة.. ولا حتى ملاغتش بتخرب مودي
تعالي قولي لي.. قصيتي شعرش وإلا بعد

كانت تسأل موضي لأن شعرها كان مرفوعا في شينيون غجري ولا يتضح طوله
موضي ردت: مابعد

موضي لم تقص شعرها مطلقا منذ حوالي 4 سنوات وطال بدون ترتيب ليصل إلى أسفل خصرها
وشعرها هو الأكثف بين شعر شقيقتيها ونعومته وسواده ثقيلان للغاية

لطيفة باهتمام: يبي له ترتيب واجد.. لو أنتي تبين تطولينه على الأقل قصي أطرافه.. رتبيه قبل عرسش

موضي برعب: وش عرسه أنتي بعد؟؟ تو الناس

لطيفة بنبرة منطقية: بصراحة أنا ما أشوف سبب للتأجيل

موضي برجاء: لطوف بلاها تدخّلين.. وتحنين على رأس أبو محمد وهو يحن على رأس الشيبان
أدري الشيبان ما يأخذون في يد رجالش غلوة

لطيفة تبتسم: الله وأكبر عليش يأم عيون.. ماعاد إلا مشعل تنظلينه



جبهة أخرى هيا في فستان حريري أخضر تجلس بجوار جدتها وتحتضن كفها:
يمه فديتش لا تضايقين.. السنة هذي آخر سنة عندي وعند مشعل
كلها كم شهر وتلاقينا عندش ولا عاد حن برايحين ديرة إن شاء الله

الجدة بحزن عميق: الواحد ضامن عمره لبكرة يحكي عن اللي بيصير عقب شهور

هيا اجتاحها خاطر مرعب (ماذا لو حدث لجدتها شيء وهي غير متواجدة.. لن تحتمل مطلقا.. لن تحتمل) همست بجزع:
يمه الله يهداش وش ذا الحكي.. العمر الطويل لش في الطاعة
الأعمار بيد الله ما تدرين يمكن أكون قدامش.. هو الأجل بالعمر

الجدة بغضب: تفي من ثمش يا بنت سلطان

هيا تحيط كتفي جدتها بذراعها وتقبل كتفها وتقول بمرح: أجل لا عاد تعيدين علي سالفة الموت ذي
ثم أردفت بهدوء:
ماحد يطق من يومه يمه.. لكن الواحد ليش يوجع نفسه ويوجع اللي حوله

(الأمريكانية ذي خذت علوم هل أمريكا
الذيب ما يهرول عبث
وخري من جدتي لا تأكلينها!! خلني أسلم عليها)

معالي الواصلة للتو مع أهلها تميل لتسلم على جدتها بطريقتها الحماسية
فهناك علاقة فريدة عميقة تربط بين الاثنتين
فمعالي مرتبطة كثيرا بجدتها

ابتسمت هيا وهي تسلم بدورها على معالي: وينكم يأم لسانين ليش تأخرتوا

معالي بغيظ: خبرش الكوبي والبيست قعدوا يسبحون لين جاتنا وزارة الماي بكبرها يشتكون
يقولون بيتكم سبب أزمة مياة والدوحة بيجيها جفاف من سبتكم
ثم أكملت (بعيارة): شكلي بأقلب على نظافة الخبلان مثلهم.. كود أغدي مومياء بيضاء مثلهم





جبهة أخرى قريبة
ذات الوقت
مجلس آل مشعل

المتواجدون من الرجال في انتظار حضور البقية لتقديم العشاء

العريسان الجديدان في زاوية يتساسران وعكازات ناصر بجواره
فارس يهمس له: متى بتركب الساق؟؟

ناصر بذات الهدوء: عقب يومين

فارس بأخوية مساندة: مستعد؟؟

ناصر يبتسم: ليه بأدخل معركة.. أنا بصراحة زهقت من ذا العكازات
ودي أسوق سيارتي
أروح افرفر شوي
وأهم شيء أروح الجليلة... ياني اشتقت لذا المخلوقة

فارس بابتسامة: عندك في بيتك مهرة مالها تواصيف وتقول مشتاق للجليلة
أشهد أنه ماعندك سالفة

ناصر سكت على مضض ولسان حاله كما المثل الشعبي
(خلها في القلب تجرح.. لا تطلع للناس وتفضح)


زاوية أخرى من المجلس
سعد ومشعل بن محمد

سعد يهمس لمشعل بمرح: هذا ناصر رجع بالسلامة وراكان تملك
أنا متى بنتظرون لحالي وترأفون فيه.. أبي أعرس يا ناس

مشعل يبتسم: مع أنك رفيقي من سنين لها ونين.. لكني توني أكتشف أنك تغثي كذا

سعد بابتسامة: إيه يا بومحمد اللي يده في الماي... وش عليك؟؟ أنت عندك أم محمد
وأنا كل ما رجعت للبيت ما قدامي إلا وجه بو صبري.. يغدي ودي أهج من البيت

مشعل (بعيارة): يا كثر بربرتك على الفاضي
الحين حن رديناك تحدد موعد للعرس؟؟.. حدد لك موعد مناسب بس يا ليت عقب عرس راكان أو حتى لو بغيتوا حطيناكم مع بعض أحسن

سعد باستنكار: راكان اللي توه متملك تبيني انتظره.. ياكبرها عند الله

مشعل يضحك: أنت اللي ياكبرها عند الله.. وأنت توك متملك مالك إلا أقل من شهر

سعد يبتسم: تصدق أحسب أنها سنتين



زاوية ثالثة
راكان ومشعل بن عبدالله

مشعل بسعادة حقيقية: الليلة أنا كني ماسك النجوم الله يهنيكم ويبارك لكم

راكان بغموض: ويبارك فيك

مشعل باستفسار: ومتى ناوي العرس إن شاء الله؟؟

راكان بهدوء واثق: على عطلة الربيع السنة الجاية

مشعل يبتسم: مع إنه بعيد واجد بس أحسن.. عشان أكون رجعت.. وأنا اللي أرتب لعرسك
ثم تنهد وشيء يخطر بباله: تدري ياراكان.. خواتي كلهم غاليات عندي وغلاهم واحد
بس موضي عندي غير.. من يومها صغيرة وهي عندي غير

راكان في داخله (حتى أنا كانت عندي غير.. بس كانت.. كانت!!)

مشعل يكمل كلامه: ما أوصيك فيها يا راكان عقب.. أنا أدري إنها ما كانت مرتاحة مع حمد..

راكان شعر بألم مفاجئ غير مفهوم من تذكر أن زوجته كانت زوجة لرجل آخر قبله

مشعل يكمل: بس هي ما كانت تشتكي.. أنا عمري ماشفت حد كتوم مثلها

راكان في داخله (في ذي أنا أشهد.. اللي تعرف بزواجي الأول من سنين ولا علمت حد)

مشعل يكمل بهدوء: كان ودي إنها تشتكي لي.. أنا ما كنت مرتاح لحمد.. وكان ودي أتدخل.. لكن بما أنها عمرها ما أشتكت وأنا ماشفت شيء بعيني مالي طريق على الرجّال

راكان اشتعل داخليا (ليتك تدري وش سوى فيها!!)

مشعل يبتسم ويكمل: لكن الحين الله زيّنها من عنده.. وموضي غدت لك
وأنا ترا أبي أقول لك شيء من حقك تعرفه

راكان شعر بتوجس لم يظهر على محياه وقال بهدوء: اللي هو؟؟

مشعل بهدوء: ترا موضي ما عندها أي مشاكل تمنعها من الانجاب..
لا تقول إن ذا السؤال ما خطر ببالك.. مرة لها أربع سنين متزوجة وما حملت
أكيد إنه دار ببالك ذا الاحتمال.. وأنا عارف إنك مستحيل تسأل.. فحبيت أقول لك

راكان شعر بحرج بالغ داخليا.. لأنه فعلا لم يدر بباله هذا الاحتمال ولا حتى لجزء من الثانية
أطفال ؟؟ أبناء له تكون موضي أمهم؟؟
ماهذا الجنون؟؟
ماهذا الجنون؟؟




عودة لحفل النساء في بيت عبدالله بن مشعل


العروستان تجلسان متجاورتين
مشاعل شعرها الكاريه مسدل لأسفل عنقها كالعادة
ولكن من الأمام رُفعت بعض خصلها بطريقة راقية وثُبتت بمشابك بنفسجية
بنفس لون فستانها الذي كان على الطريقة الأسبانية وقصير قليلا من طرف
لنصف ساقها وارتدت معه (بوت) بنفسجي
العنق هاي نك تزينه من الجنب وردة كبيرة وأكمامه لاصقة طويلة
وتدرجات الزينة البنفسجية على وجهها أعطتها ألقا مختلفا ناضحا بالإثارة

بينما العنود كانت فاتنة للغاية وسعادتها الداخلية تنعكس بإشراق على وجهها
وفستانها الشيفون المشجر بتدرجات الأزرق منحها منظرا مفعما بالحياة فعلا

العنود تميل على مشاعل وتهمس بمرح: تدرين فستانش هذا المفروض أنا اللي لابسته

مشاعل ترسم ابتسامة عذبة: خلاص ولا يهمش بكرة بوديه المغسلة يغسلونه وعقب يجيبونه لش

العنود تضحك: تبين أخيش يذبحني.. لو عليه.. لبسني خيشة وسكرها علي لحلقي

مشاعل تبتسم: مافيه شيء الفستان مستور بزيادة هاي نك وكم ماسك لنصف الكف.. حتى الجزء الوحيد العاري فيه تحته بوت

العنود بعذوبة: يأختي مسوي رقابة غير طبيعية للبسي.. جنني

شعرت مشاعل بحزن شفاف يغزو روحها.. لا تريد أن تعقد مقارنة بينهما وبين أي زوجين آخرين.. فهما مختلفان تماما
ولكنها لا تستطيع أن تمنع نفسها من الحزن.. فناصر لا ينظر لها مطلقا ولا يهتم بأي شيء تفعله أو ترتديه..
هل يتحول لمشعل آخر؟؟ ولكن حتى مشعل القديم في أسوأ حالاته أفضل منه بألف مرة
على الأقل لم يكن يصرح بكراهيته لها ونفوره منها
ولكنها من جهة أخرى موقفهما صباحا مازال ماثلا في مخيلتها
وهي تمد يدها لتلمس عضة سلطان وتبتسم
(المفروض أشكر سلطان على ذا العضة
أول يوم أحس إنه فيه حاجز من الألف حاجز اللي بيني وبين ناصر انكسر
وأول يوم يفطر معي
وحسيت إنه مستمتع مع أنه ما عبر ولا شكر ولا حتى تكلم)


عالية وعلياء كانتا تجلسان متجاورتين كعادتهما.. وعلى محياهما طيف حزن شفاف
معالي تفرقهما وتجلس بينهما وتدخل كل ذراع من ذراعيها في ذراع كل واحدة منهما لتحتضن ذراعيهما وتهمس لهما:
عيب عليكما ذا التكشيرة.. جايين حفلة وإلا عزاء

علياء بحزن: صحيح أخينا حمد واحد ما ينطاق.. وموضي صبرت عليه واجد
وتستاهل كل خير.. وراكان فعلا هو كل الخير
بس.. بس

عالية أكملت بذات النبرة الحزينة: بس هذا ما يمنع إنه احنا نحس بالحزن لأنه احنا عارفين إن حمد رغم شين أطباعه كان يحبها

معالي تضحك بمرارة: يحبها وما يحبكم.. وش استفدتوا يعني؟؟
خلو بنت الناس تشوف نصيبها.. وتشوف لها يوم حلو.. عقب ما طلّع أخيكم عينها
واحمدوا ربكم إنها ماطلعت فضايحه على الناس

علياء باستنكار: يعني أنتي ما تحبين حمد؟؟

معالي بنبرة غامضة خليط من الشوق والغضب والحب: أكيد أحبه
وغصب عني أحبه لأنه في عروقنا يمشي نفس الدم.. وحبي له فطرة
لكن لو جينا للحق.. هو ما يستاهل ولا حتى نتفة حب.. وخصوصا أنه هو نفسه ما يحبنا.. وأكثر من مرة قالها لنا.. وإلا ناسين يعني؟!!



**********************



القاهرة
فندق جراند حياة
الساعة العاشرة والنصف مساء
بدء مراسيم حفل زواج باكينام ويوسف
التي لن تطول كثيرا
لأن طائرتهما ستقلع تمام الثالثة بعد منتصف الليل
لذا حقائبهما أرسلت لجناحهما المحجوز في ذات الفندق
حتى يبدلا ملابسهما سريعا ويتوجهان للمطار
هذه التعليمات علمت بها باكينام من والدها
لأنها لم ترَ يوسف
وهاهي الآن تتأبط ذراع والدها وتقف في أعلى السلم
وتعلم أنه ينتظرها هناك في الأسفل
كم بدا بعيدا وقريبا قبل أن تراه حتى!!
وهاهي تنزل على صوت الدفوف فقط.. بعد أن أصررت على منع كافة أشكال الموسيقى في كل فترات الحفل
كانت غاية في التألق في فستان أبيض ثلجي ملكي من تصميم خالد البحيري
الذي هو بالعادة مبالغ في أسعاره
وحتى يوافق على ترك كل ما بيده ويصنع فستانا لعروسا محجبة بمواصفات خاصة
وينجزه خلال فترة لا تتجاوز الأسبوعين..
طلب مبلغا أكثر مبالغة.. لو كان الأمر لبكينام لكانت رفضت
ولكن والدتها ووالدة يوسف كانتا من أصررتا

كانت تنزل وتحاول أن تشغل بالها بالتفكير بعيدا عنه.. عمن ينتظرها في الأسفل ويشغل تفكيرها ويشعل مشاعرها
حتى تفاجأت بيد دافئة تمسك بأناملها المتجمدة ووالدها يسلمها له
وهو سمسك بيدها ليدخلها في ذراعه
وهي ترفع وجهها بوجل لتنظر لوجهه



#أنفاس_قطر#





من مواضيع العاااالي مستواها
0 بنات ذبحني التفكير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
0 (دعوه لأخواتي العزيزات بشهر رمضان)
0 الف الف الف مبرووك الاشرااف لأم سالم
0 بنااااااات تكفوووون ساااااعدوني ضرووووري
0 زاوية ابل للبرودكاست 000تفضلي غاليتي
0 $$$سلام حار لكم وشوق كبير$$$
0 الروحانيين في منتدانا
0 اعذب الشيلات الشعريه واعذب الالحان الصوتيه تجدينها هنا00تفضلي غاليتي
0 اصنعي وسائد عطريه
0 بنااات موووضوووع مهم جدااا
0 *بنات نبي فزعتكم *
0 تثقفووووو بناااااااااااااات ارجووووالدخوووووول
0 الف الف مبرووك لمشرفتنا اريااف
0 ((((اهداءلكاتمة الاحزان بمناسبة الاشراف))))
0 بخصوص مسابقة الطبخ والسفره
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-05-2011, 08:58 AM   المشاركة رقم: 85
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




أسى الهجران/ الجزء الثالث والسبعون


فندق جراند حياة
البهو الرئيسي للاحتفالات

كانت بكينام تتأبط ذراع والدها.. تنزل السلم الحلزوني.. وهي وتحاول أن تشغل بالها بالتفكير بعيدا عنه.. عمن ينتظرها في الأسفل ويشعل كل تفكيرها شرارت نار متطايرة

حتى تفاجأت بيد دافئة تمسك بأناملها المتجمدة ووالدها يسلمها له
وهو يمسك يدها ليدخلها في ذراعه
وهي ترفع وجهها بوجل لتنظر لوجهه

كان في نظرها وسيما للغاية في طقمه الرسمي الأسود..
نظراته محايدة غامضة لا تشي مطلقا بما يمور خلف موج العينين البنيتين
عجزت عن قراءة نظراته.. ولكنه قرأ في نظراتها خوف ما.. خوف موجع.. كما بدت له هي موجعة
( حق لكِ أن تخافي.. بل يجب أن تخافي
فما ينتظركِ كثير.. كثير
لأن مافعلته بي من حقارة لم يفعله أحد سواكِ
ولكن أ كان يجب أن تكوني جميلة هكذا؟؟!!
وشفافة هكذا؟؟!! وعذبة لأبعد غايات العذوبة؟؟!!
لا تصعبي مهمتي هكذا
لا تصعبيها
كوني متوحشة وقذرة كما أنتِ
استفزيني حتى أصفعكِ بقذارتكِ التي أنتِ أغرقتي نفسكِ في أوحالها)

شدت ذراعها النحيل على عضلات عضده الصلبة بعفوية شفافة كأنها تحتمي به
كم آلمته حركتها.. وجرحته.. وآذته..
و
هزت قلبه الحاقد عليها
هزته للحظات بعنف كاسح..ولكنه عاد بعده لصف متاريس قسوته

(أعلم أنني مغرورة ومتكبرة ومكابرة وممتلئة بكبرياء قميء
ولكني أحبك
أقسم أني أحبك
يستحيل أن أقولها
ألا تستطيع أن تشعر بها لوحدك؟!
يستحيل أن أبرر لك ذنبا لم أرتكبه
لِـمَ أنت عاجز عن الوثوق بي؟؟
ما الذي فعلته حتى أكون أستحق أن أكون موضع شبهة؟!
لِـمَ كل شيء بيننا معقد وكثيف هكذا؟!!)


مشيا سويا على وقع الدفوف حتى وصلا لمكان جلوسهما
مئات المعازيم وهما لا يشعران بأحد
كل منهما غارق في تفكيره الخاص
وأكثر مايشغلهما إحساس كل منهما المختلف بذراع الآخر

وقت ما مر.. وقت لم يشعرا به
وهما يردان بآلية على مئات التهاني
وجدتا باكينام كانتا من تشعران بسعادة مختلفة وهما تريان حفيدتهما الغالية تُزف لرجل كلتاهما راضيتان عنه تمام الرضى
ولكن ماذا عن رضى الحفيدة نفسها؟!!

بعد فترة اقتربت الوالدتان من العريسين وهمسا لهما
أنهما لابد أن يزفا الآن حتى يستطيعا اللحاق بطائرتهما



*************************



الدوحة
البنات أطلن السهرة في بيت عبدالله بن مشعل
توديعا لهيا التي ستقلع طائرتها غدا صباحا
وجميعهن طبعا مطمئنات أن أزواجهن كذلك سيطلن السهرة مع مشعل
وقد تمتد سهرة الشباب حتى يصلون صلاة الفجر معا
لذا أطلن السهرة وخصوصا أنهن سيعدن عبر الأبواب الواصلة بين البيوت بعد فتحها كلها
ولن تضطر واحدة منهن لركوب سيارة

وهاهي مشاعل تدخل بيتها حدود الساعة الواحدة وكانت من أوائل المغادرات..
فور فتحها للباب فوجئت بناصر يجلس على الكنبة ويمدد رجليه ويشاهد قناة رياضية
لم تر مطلقا مكان البتر ولكنها اعتادت على رؤية قدم واحدة فقط


سلمت بهدوء وهي ترفع شيلتها عن رأسها
كانت تريد الدخول لتبديل ملابسها
ولكنها قررت أن تخلع عباءتها أمامه وتجلس معه قليلا بزينتها
فما فائدة كل هذا التزين إن كان لن يراه؟!!

رد عليها السلام وهي تخلع عباءتها وتضعها جانبا وتجلس
همست: آسفة ما ظنيت إنك في البيت أو كان رجعت قبل

ناصر ببرود: وأظني قلت لش قبل.. دامش في بيت عمي براحتش
حتى لو تحبين تقعدين هناك على طول يكون أحسن

وصلتها الاهانة المقصودة حادة كنصل رمح مسنون مغموس بالسم
بدأت بدعك أصابعها لتفريغ توترها وحتى لا تبكي أمامه
كان شعرها ينسدل للأمام وهي تنظر للأسفل في حركة باتت تفتنه حتى النخاع مؤخرا
ولكنه يستحيل أن يعترف بذلك لنفسه حتى... فكيف يعترف لها؟!!

وصلها صوته مشبع بتهكم قاس: تدرين إنش عليش حركات غريبة

مشاعل رفعت رأسها وهمست: نعم؟؟

ناصر بذات النبرة المتهكمة القاسية: أنتي الحين مصبغة وجهش بعشرين ألف لون
ولابسة لبس كنه لبس مهرجين..
وعندش إني يوم بأشوفش مثلا بتجيني سكتة قلبية من حسنش وجمالش!!

مشاعل شهقت بعنف فهو فعلا يتجاوز الليلة كل حد في قسوته عليها.. قفزت للداخل حتى لا يراها وهي تبكي
دون أن تعلم أن كل ما قاله ليس إلا تعبيرا معكوسا عن افتتانه بها.. الافتتان الذي لا يسمح له بالظهور حتى بينه وبين نفسه
منذ رأها تخلع شيلتها ثم عباءتها ومنظرها المثير يسكره حتى الثمالة.. حتى بدأت الحرب العكسية وهو يقنع نفسه أنه نافر منها
ونتيجة النفور لابد أن تكون كلمات قاسية كالتي قالها لها
فهو مازال مقتنعا تمام الاقتناع أنها نافرة منه كما كانت نافرة ليلة زواجهما
حين وئدت أحلامه ولهفته بنفورها منه
وهي تهينه بتوقيفه لساعات أمام الحمام وهو يرجوها ويحلف لها


ولكنه الآن يشعر بألم عميق لأنه يعلم أنه جرحها.. ألا يكفي أن يتجاهلها حتى تمر الفترة التي حددها هو لإنفصالهما؟!!
لِـمَ يجرحها بهذه الطريقة المريعة رغم أنها لم تفعل شيئا تستحق عليه هذا التجريح؟؟
أ لأنها كانت فاتنة وفتنتها كانت فوق احتماله يعاقبها على افتتانه بها؟!!
مشاعره الغريبة مؤخرا أصبحت هجينا غريبا من افتتان موجع ونفور متوحش ناحيتها
وباتت هذه المشاعر تحيره وتمزقه وتعطله عن التفكير المنطقي
كيف ينفر منها كما لو كانت وباء معديا وفي ذات الوقت يُفتن بها حتى آخر نقطة في دمه وخلاياه؟!


مضت أكثر من ساعة هو يشاهد برنامجا لم يفهم منه حرفا.. حينها قرر أن يقوم ليصلي قيامه وينام

دخل كانت نائمة على السرير
توضأ وصلى ثم توجه لجهته المعتادة وتمدد وهو يتمتم بأذكاره
سمع صوتا خافتا.. خافتا جدا.. لم ينتبه في البداية رغم أن الصوت كان مستمرا من قبل دخوله للغرفة
التفتت ناحيتها كان كتفاها يهتزان بخفة غير ملحوظة
ولكنها كافية ليعلم أنها تبكي
يعلم أنها تبكي كثيرا ولكنه لم يرها مطلقا وهي تبكي
جرحه بكاءها.. جرح رجولته التي يعتز بها
(عن أي رجولة أتحدث
وأنا أستمتع بتجريح هذه العاجزة عن مجاتهني!!)

مد يده لكتفها ثم تردد وأعادها وهو يمسك كفه بكفه الآخرى
ثم عاد لمدها وهو يضعها على كتفها ويهمس بحنان تلقائي: مشاعل

لم ترد عليه
ناداها للمرة الثانية: مشاعل قومي كلميني

نهضت وهي تحاول إخفاء وجهها المتورم بالبكاء عنه
همس لها: طالعيني

رفعت وجهها.. لم تحتمل نظرة الحنان في عينيه
لأول مرة بعد عودته ترى هذه النظرة
لم تشعر بنفسها إلا وهي تلقي بنفسها على صدره وتنخرط في بكاء هستيري
ناصر صُدم.. صُدم لأبعد حد..
وهو يشعر كما لو أن قنبلة ما انفجرت في وسط صدره لشدة وطأة المشاعر التي اكتسحته وآلمته لأقصى حد
لم يتحرك هو.. لم يحتضنها.. وظلت يداه ساكنتان لجواره
وهي رأسها يسكن بين عضلات صدره وتحت ذقنه وهي تتعلق بجيبه

شعر بالألم.. بالغرابة.. بالشجن.. وأحد أحلامه الغريبة يتحقق
حلمه القديم أن يستنشق رائحة شعرها الطفولي
وهاهي رائحته العطرة المسكرة تخترق خياشيمه حتى آخر حد
وهو يشعر بنعومته الفائقة تحت ذقنه
كان إحساسا غريبا موجعا ورائعا وعصيا على كل تفسير

لم يغير أي منهما وضعيته لا هي رفعت رأسها عن صدره
ولا هو احتضنها كما قد يُفترض
حين أفرغت مشاعل طاقتها الأولى في البكاء بدأت تشهق وتقول:
حرام عليك ناصر اللي تسويه فيني.. والله أنا ما أستاهل منك كذا
حتى لو أنت ما تبيني.. وتقول إني ضيفة عندك شهر شهرين
الواحد يجرح ضيفته ويهينها بذا الطريقة؟!!
على الأقل راعي مشاعري شوي لين أرجع لبيت هلي



************************



بيت عبدالله بن مشعل
غرفة مشعل وهيا
حدود الساعة 3 بعد منتصف الليل

مشعل يدخل غرفته بهدوء
ليفجع بالمنظر أمامه
كانت تجلس على الأريكة تضم رجليها المثنيتين لصدرها
وشعرها الطويل منسدل حولها
وجهها مختبئ بين ركبتيها
وتبكي

مشعل سارع بالجلوس جوارها وهو يرفع شعرها ويجمعه خلفها ويرفع وجهها ليهمس لها بقلق مرتعب:
حبيبتي ليش تبكين؟؟ حد قايل لش شيء؟؟

هيا أسندت رأسها لصدره ليحتضنها بخفة وهي تهمس بألم من بين بكاءها:
ما أبي أسافر.. أبي أقعد عند هلي

قالت (هلي) بتلقائية عميقة شفافة.. ابتسم مشعل وهو يرى كيف أصبحت منتمية لهم وهمس لها بحنان:
خلاص ماباقي شيء علينا... شهر 7 إن شاء الله خلاص راجعين ومستقرين

هيا بعمق موجع: ياطولها يا مشعل هذي سبع شهور..تونا شهر 1 الحين
قبل كنت أهرب من الدوحة..أهرب من ذكرى سلطان اللي مابقي لي منها شيء.. بس الحين أنا في حضن ريحة سلطان وبين هله
لأول مرة أحس بالأمان كذا.. أحس لي ظهر وأهل يحبوني ويهتمون فيني
مهوب هاين علي جدتي واجد متأثرة من سفري.. تدري حتى فراق عماني وبنات عمي وسلطان الصغير كل شيء يوجعني يوجعني..

مشعل همس لها بعتب وهو يمسح على شعرها: يعني كل الناس مهوب هاينين عليش.. بس مشعل يهون!!
يهون عليش تخلينه بروحه

هيا رفعت رأسها وهي تهمس برعب: حبيبي أشلون تقول كذا؟؟

مشعل بنبرة عتب مقصودة ومدروسة: والله هذا اللي الواحد يفهمه من كلامش

هيا بعذوبة: صحيح هم هلي.. بس أنت شيء ثاني
أنت قلبي اللي ينبض بين ضلوعي.. روحي اللي تردد بين جوانحي

مشعل وقف وهو يقول بنبرة حزن مصطنعة: إيه قصي علي
عقب ما كسرتي خاطري.. جاية تلعبين علي بكلمتين

هيا ابتسمت وهي تمسح دموعها: مشكلتك ما تعرف تمثل
تعال أعطيك كورسات.. ما حد يمثل مثل النسوان

مشعل عاد لها ليوقفها ويبتسم وهو ينظر لعينيها ويهمس بمرح:
ومتى مثلتي علي أنتي؟؟

هيا تضحك: أووووووه.. طول أول أيام زواجنا وأنا أمثل
لين صرت أستحق جائزة الأوسكار

مشعل باستفسار لئيم: مثلتي ويش؟؟؟

هيا ابتسمت وهي تضع كفها على خده:
مثلت إني ما أحبك وأنا بأموت عليك.. مثلت إني ما أهتم لما تكلم أي مره وأنا بأولع من الغيرة
مثلت إني في غرفتي ماني بمهتمة متى ترجع مع أنه أذني على الباب ومستحيل أرتاح لين أتطمن عليك

مشعل تناول كفها من خده ونقلها لشفتيه ليطبع في باطنها قبلة عميق ويهمس:
صدق نصابة.. شهرين نشفتي ريقي على الفاضي

ثم أردف كمن تذكر شيئا: هاه كل شيء جاهز لبكرة؟؟

عاد وجهها ليغيم: يعني لازم تخرب المود الحلو... إيه كل شيء جاهز
شناطي وشناطك كلها جهزتها
باقي بس الهدية اللي اشتريتها لبكينام عشان زواجها
أخاف أحطها في الشناط تنسرق أو يصير لها شيء
بأخليها في شنطة صغيرة في يدي



*******************************



قبل ذلك بقليل
توقيت آخر وبلد آخر
القاهرة
أحد أجنحة جراند حياة الملكية
يوسف وباكينام كانا يصلان لباب جناحهما معهما والدتيهما

منال همست لهما وهي تتوقف هي وسوازان عند الباب:
احنا ئاعدين في اللوبي تحت نستاكم عشان نوصلكم المطار

وسوزان همست في أذن ابنتها: ستجدين طقما كاملا معلقا في الدولاب
ووضعت لك معه حذاء مناسبا مريحا وأنيقا.. وحقيبة يد متوسطة الحجم حتى تتسع لأغراضك وحقيبة أخرى صغيرة طقم معها للمطار لأدواتك الخاصة
أتمنى أن يعجبك ذوقي

باكينام احتضنت والدتها وهي تقول بتأثر: دائما يعجبني ذوقك..

سوزان تعاود الهمس: هناك رحلات دائمة بين واشنطن ولندن
حاولي أن تزورينا مرة في الشهر لو استطعتي كما كنتي تفعلين

باكينام تبتسم بحزن: سأحاول إن شاء الله

منال همست: هابعت الشيالين دلوئتي يشيلو شنطكم
وسيبوا كل حاجة أنتو مش عاوزينها
أنا هأرجع وأشيل كل حاجة


دخل الاثنان
توتر باكينام يتصاعد للقمة.. فهو لم يحادثها مطلقا خلال المراسيم السابقة
كان كل حديثه مع الناس المهنئين
شعرت أن تجاهله لها مقصود تماما
واستمر تجاهله حتى الآن
تناول ملابسه المعدة للسفر دون أن ينظر لها حتى
ودخل إلى الحمام

باكينام تنهدت وهي تقترب من المرآة وتبدأ بفك دبابيس الحجاب الأبيض الذي يغطي شعرها
كانت الدبابيس كثيرة جدا.. واستغرقت وقتا طويلا وهي تفكها
ولم تنتبه حتى فاجأها صراخه: أنتي فاكرة إنو عندنا اليوم بطولو وأنتي بتتدلعي كده..خلصيني

كان جاهزا بعد أن خلع بدلته الرسمية السوداء وأرتدى بنطلونا من الجينز
وبلوفرا صوفيا خفيفا يبرز من تحته قميص أبيض

باكينام همست بهدوء بدون أن تنظر ناحيته: على فكرة أنا سمعي 6 على 6 ومش طرشاء
تلائي الناس اللي في السويت اللي جنبنا اتفزعوا من صواطك

كانت تفك الدبوس الأخير وتنزل طيات الحجاب الكثيرة حين اقترب منها وأدخل يده في شعرها ليشده بخفة ويهمس في أذنها تماما بنبرة غضب مكتوم:
تعودي لما تكلميني تبصي ناحيتي
أخر مرة أسمح لك تكلميني وانتي مدياني ظهرك

التفتت باكينام ناحيته وهي تنتزع يده من شعرها بحدة مفاجأة لتخرج بعضا من شعيراتها في يده.. كلاهما شعر بالألم
هي بألم فعلي لأن الشعرات المنتزعة بسبب تصرفها الأرعن آلمتها
وهو بألم روحي وهو يرى الخصلات الذهبية تتلوى بين أنامله السمراء

باكينام همست له بحدة: وأنا آخر مرة أسمح لك تمد إيدك عليا بأي طريئة
وربنا لو عدتها.. لأكون خرباها وئاعدة على تلها زي ما بتقول
ولا يهمني الدبلوماسي ولا ابن العمدة ولا أي حد

ثم تجاوزته وهي تفتح الدولاب لتأخذ ملابسها التي أشعرتها بالضيق فعلا
فوالدتها يبدو أنها تريد أن يعلم الكل أنها عروس
كان طقما مكونا من بنطلون وقميص واسع للركبة باللون الأبيض الذي يزينه خطوط ناعمة باللون الفضي مع حجاب وحذاء وطقم حقائب الكل بنفس اللون

لم يعد لدى باكينام وقت للاعتراض أو كان رفضت أن ترتديه
فهذا اليوسف يشعرها أنها ذاهبة لعزاء وليس لبدء حياة زوجية جديدة

توجهت للحمام وأبدلت ملابسها بسرعة
وتركت الفستان معلقا في الحمام لتعود والدتها أو والدة يوسف لأخذه

منظرها العذب الرقيق هز أوتار قلب يوسف بعمق
إنسدال هذه السلاسل الذهبية على الفضاء الأبيض
كان يراقبها وهي تجمع شعرها وتلبس حجابها ..ويشعر بأسى عميق..
لِـم كان يجب أن يحبها كل هذا الحب؟!!
ولِـم تكون هي فقط من تطوع قلبه العصي على الترويض
لتصفعه بعد ذلك بخيانتها له وهي على ذمته
بدون حتى أن تشعر بأي ذنب أو تحاول أن تبرر له أي شيء
كان لديه استعداد شاسع لتصديقها لأنه يريد أن أن يصدقها
ولكنها لا تحتاج للتبرير لأنها خائنة وقلبها مع سواه
فماذا تبرر؟؟ ولماذا؟؟

هكذا كانت أفكار يوسف التي تلتهم أفكاره وتدمي رجولته وهو ينظر لها وهي تتحرك بآلية لتنجز مهمتها التي بدت بغيضة على قلبها
كان واقفا شاردا فيها حتى بعد أن وقفت أمامه وتهمس له
لم يسمع ماذا تقول.. كان محلقا في بحر عينيها.. في التواء شفتيها.. في بريق نظرتها المختلفة التي تصيبه بالجنون

نقرت كتفه بإصبعها برقة وهي تقول بهدوء: يوسف كل ده سرحان
بأئول لك خلصت خلاص
يا الله ننزل

لم يشعر بنفسه إلا وهو يمسك بإصبعها التي تنقر كتفه
أمسك إصبعها بين أنامله بطريقة تملكية
ثم نفض يده بحدة وكأن إصبعها نجاسة ستلوث يده
حركته كانت تلقائية ومقصودة في آن
والمعنى وصل باكينام وجرحها لأقصى حد

ويوسف يحمل جاكيته ويقول لها بهدوء واثق: يالله بينا
ورانا 11 ساعة طيران متواصل



*************************



بيت مشعل بن محمد

غرفة مشعل ولطيفة

مشعل يدخل إلى الغرفة .. كانت لطيفة تجلس على التسريحة تخلع ساعتها وخاتمها حين دخل
ابتسم بعدما سلّم وهمس وهو يقترب منها: زين ما بعد بدلتي
أشوف وش لابسة

لطيقة بعذوبة: توني واصلة أصلا..

مشعل باهتمام: وجودي ومريوم توهم ينامون ذا الحين؟؟

لطيفة وهي تخلع سلسلتها وتضعها في العلبة أمامها: لا ناموا من بدري
بس مريوم نامت عند خالتها ريم.. وجودي شلتها وجبتها معي
ترا حتى حمودي وعبودي ناموا عند سلطان

مشعل يبتسم: يعني وزعتي عيالنا الليلة على الجيران.. ثم استفسر باهتمام: وجودي وينها؟؟ خليتيها في غرفتهم بروحها

لطيفة تضحك: طل على السرير وراك

مشعل ألتفت وجود تنام بالعرض على السرير.. ابتسم وهو يقترب منها ويتمدد جوارها ويطبع الكثير من القبلات على يديها الصغيرتين وجبينها

لطيفة تقف وهي تقول بخفوت: بسك مشعل بتصحيها

مشعل يقف ويهمس: واحنا أشلون بنام وبنتش ماخذة السرير لها بروحها

لطيفة برقة: أصلا بأرتب لها مكان على الكنبة اللي تنفتح.. هي ترفس واجد ولازم تنام بروحها

مشعل بخبث: إيه خليها تجرب سرير أبيها اللي كان مطرود عليه كنه فيه جرب

لطيفة تقترب وتقرص خده بوله: إبيها كان يستاهل.. قال يبي يتزوج علي.. اللي ما يستحي

مشعل يهمس بلؤم: أستاهل هاه؟؟ أجل خلاص اللي ما يستحي جايب لش شيء وبيرميه في الزبالة دامه واحد ما يستاهل

لطيفة بترقب: جايب لي شيء؟؟

مشعل يتجه للدولاب ويفتحه ليخرج كيسا وهو يبتسم: هدية الخلاص من الامتحانات

لطيفة تبتسم: زين خلها لين أنجح وأجيب النسبة.. أو حتى خلها أخر السنة

مشعل يمدها بالكيس الفخم لتتناوله منه وهو يحتضن وجهها بين كفيه ويقبلها بعمق: لا... هدية النجاح شيء ثاني
أنت بتروحين معي وتختارينها على كيفش
أما هذي فشيء بسيط والله العظيم مهيب قدر ظفرش عندي
أما هدية آخر السنة فهذي بتكون شيء ثاني ثاني وأنا اللي باختارها لش على ذوقي..

لطيفة تهمس وهي تقبل صدره حيث يصل مستوى رأسها.. ثم تسند رأسها على صدره:
تدري مشعل أنت عمرك ما قصرت علي بالهدايا الغالية
بس ذا الهدية عندي غير.. لأنه الهدية بمضمونها مهوب بقيمتها

ثم أردفت بشجن:
تكفى مشعل ما تتغير علي ولا تجفاني مثل أول
والله العظيم أموت.. أنا قبل عايشة معك وأنا ماجربت نكهة حنانك
بس عقب ما غرقتني بمشاعرك وأرويت عروقي.. من غيرها بأموت من العطش

مشعل يحتضنها بشدة كأنه يريد إدخالها بين ضلوعه وهو يهمس لها بحب مصفى:
لا تجيبين طاري الجفا
ماحد ذاقه مثلي.. ذوقتيني إياه أشكال ألوان
طلعتني مني الأولي والتالي..
بس ما أقول إلا الله لا يحرمني منش بس



************************



بعد ساعات كثيرة
أمام بيت صغير لكن شديد الفخامة والأناقة في منطقة جورج تاون /كولومبيا ديسكرت
قبل المغيب بتوقيت واشنطن

توقفت سيارة أجرة أمام البيت
ترجلت باكينام وهي تنظر بدهشة للبيت.. كثيرا ماعبرت هي وهيا من أمامه
وعبرت عن إعجابها به وبحديقته المنسقة بذوق رفيع
كثيرا مالمحت رجلا عجوزا فيه.. كيف لم تلمح يوسف؟؟
سخرت من نفسها (ربما لو لمحته تلك الأيام لظننته خادما يعمل في البيت!!
لشدة ماسخرت مني يوسف وجعلتني أضحوكة لك
حتى الآن!!
حتى الآن!!)

طوال الرحلة التي استغرقت 14 ساعة.. 11 ساعة طيران متواصل.. وساعتين في مطار القاهرة وساعة في مطار دالاس بواشنطن
لم يتحادثا سوى بعبارات محدودة.. وكل منهما يتجاهل الآخر عمدا

يوسف حمل الحقيبتين الكبيرتين بخفة وهو يعبر سياج الحديقة ثم الحديقة
ليقف أمام باب البيت ويطرق الجرس
لتفتح الباب لهما عجوز مكسيكية بدينة باسمة كادت تحتضن يوسف حين رأته
لولا أنها تذكرت أنه لا يرضى أن تلمسه رغم أنها تعتبره تماما كواحد من أبنائها السبعة المشردين بين أمريكا والمكسيك
همست مرحبة: أهلا جو.. أطلت الغياب هذه المرة.. ولكن بفائدة
ثم أكملت وهي تحتضن كف باكينام:
هذه الجميلة تستحق.. بل هي أقل مما كنت تصف و..

يوسف يقاطعها بشكل مقصود قبل أن تكمل حديثها الذي لا يريدها أن تكمله: ماريا أين سانتياغو ؟؟

باكينام انتبهت.. ومن هي بذكائها لا يفوتها هذا
(يبدو أنه كان يثرثر للعجوز عني
ولكن متى.. قبل عودته للقاهرة؟؟)

ماريا بمودة: ذهب لإحضار بعض مستلزمات العشاء.. فأنا اعد للعريسين وليمة الليلة

يوسف بتحذير: إلى أين ذهب؟؟

ماريا تبتسم: إلى محل حسين.. مابك بني.. نحن نعمل عندك منذ سنين..
ونعلم أنك لا تأكل إلا من محلات المسلمين

ثم ألتفتت ماريا لبكينام وهي تقول باحترام: هل تود صغيرتي تناول شيء معين؟؟

باكينام أخيرا تكلمت وهي تهمس: لا شكرا.. أنا فعلا أود أن أستحم لأصلي ثم أنام فقط

ابتسمت ماريا: لا لن تنامي قبل أن تتعشي.. ولكنتك جميلة تشبه لكنة جو تماما

ابتسمت لها باكينام : هل كل المكسيكيات أسمائهن ماريا؟؟

ضحكت ماريا: ماريا هو الاسم الأول لغالب اللاتينيات.. أنا اسمي ماريا جورجيانا.. ولكن ماريا لوحده أسهل.. والأمريكيون يحبون الأسهل
بإمكانك أن تستحمي.. فأنا بدأت فعلا بإعداد العشاء.. تبقت أشياء قليلة
أنتظر زوجي سانتياغو ليحضرها

كان يوسف واقفا متأملا في الحوار وكيف اندمجت باكينام فورا مع ماريا
(غريبة كيف تنازلت هذه المغرورة للتباسط مع ماريا؟!!!)

باكينام استأذنت: اسمحي لي ماريا.. أين أضع أغراضي لأستحم؟؟

تعمدت سؤالها وتجاهل يوسف

ماريا لم تنتبه أصلا ولكن يوسف انتبه.. وماريا تجيب بعفوية: لا يوجد في الأعلى سوى غرفة واحدة غرفتكما

باكينام تنهدت (أي كابوس أعيشه.. حتى أشاطر هذه المصيبة المسماة يوسف
غرفة واحدة وحماما واحدا)

باكينام تتوجه للدرج.. قبل أن تصعد هتفت ماريا: توقفي
ثم ألتفتت ليوسف: جو أ لن تحملها للأعلى؟؟
مافائدة كل هذه العضلات والتمارين والركض كل يوم إذن؟!!
احملها يا فتى.. كما حملني سانتياغو قبل 29 عاما



***************************




صباح اليوم التالي في الدوحة
مطار الدوحة الدولي

مشعل وهيا يصلان المطار عبدالله هو من أوصلهم ومعه سلطان الصغير

سلطان يجلس مع هيا في المقعد الخلفي وبينهما مسافة فاصلة
همس لها بجدية مصطنعة: هيا.. أنتو رايحين الهند وإلا أمريكا؟؟

هيا بصوت مختنق وهي تتناول منديلا آخر من علبة المناديل وتدخله تحت نقابها:
أمريكا.. تستعبط يا سليطين؟؟

سلطان بذات النبرة الجدية المضحكة: تصدقين على كرتون الكلينكس اللي خلصتيه من بيتنا في المعيذر لين المطار
حسبتش تبين تأخذين كورس تدريب قبل تروحين الهند وتطلبين يعطونش الجنسية
وأنا أضمن لش تأخذينها من أول مرة.. خلصتي دموع أكثر من عشر أفلام هندية مع بعض..
يعني علامة جودة هندية أصلية ولا دهن التاتا وهزة الرأس

هيا تضربه على كتفه وهي تهمس بألم : تدري إنك سخيف وأني باشتاق لسخافتك وملاغتك وثقل دمك

سلطان بمرح شفاف: أدري الترجمة بتشتاقين لخفة دمي وحلاوتي ولساني اللي ينقط سكر

تقف السيارة ويتوقف قلب هيا وهي تشعر أنها عاحزة عن التنفس.. تهمس لسلطان بألم عميق شاسع مغمور بالمرارة والشجن:
تكفى سلطان سلّم على جدتي وأمي أم مشعل والبنات كلهم..

سلطان يتجلد وهو يمنع نفسه من إظهار التاثر: ترا حن مهوب في زمن قوافل الأبل.. الناس بالشهور ما تدري عن بعض
أول ما توصلين افتحي الماسنجر وأوريش خشة جدتي على الكام كنش قاعدة معنا

ينزل جميع من في السيارة عبدالله يحتضن ابنه ثم يقبل رأس هيا وهو يهمس لها بثقة أبوية حانية: شوفيني أقول لش قدام مشعل
ترا والله ثم والله لا تمسين ليل وانتي مضيومة من مشعل وما تتصلين فيني تعلميني
يا أنه زعلي عليكم ثنينكم دنيا واخرة

كانت جملته المسمار الاخير في نعش تجلد هيا التي أسندت راسها لصدر عمها وهي تنخرط في بكاء حاد
عمها احتضن رأسها وهو يقول بقلق حقيقي: وش فيش يا أبيش؟؟ مشعل قايل لش شيء؟؟

مشعل اقترب منهما وهو يهمس: هو كل شيء مشعل مشعل.. والله ماقلت لها شيء
وتراكم فضحتونا العالم يتفكرون فيكم

هيا رفعت رأسها وهي تهمس: جعلني ما أبكيك يبه..مشعل والله مايقصر..بس تذكرت إبي.. ومشتاقة لكم.. وكل شيء جاء مع الثاني

همس لها عبدالله بشجن: تعيشين وتذكرينه بالخير
الله الله في نفسش وفي رجالش وأي شيء يقصركم وإلا تبغونه كلموني

مشعل نادى الحمالين الذين تناولوا الحقائب ودخل مع هيا لداخل المطار
بينما غادر عبدالله وابنه سلطان الصغير المطار عائدين للبيت لوحدهما



***********************



بيت يوسف/ واشنطن

باكينام تتوجه للدرج.. قبل أن تصعد هتفت ماريا: توقفي
ثم ألتفتت ليوسف: جو أ لن تحملها للأعلى؟؟
مافائدة كل هذه العضلات والتمارين والركض كل يوم إذن؟!!
احملها يا فتى.. كما حملني سانتياغو قبل 29 عاما

يوسف يتجاوز باكينام صاعدا للأعلى وهو يقول بنبرة خاصة: هذه الفتاة تحمل من الأثقال الكثير
الكثير ماريا.. أثقال تكفي لهدم جبال.. فكيف بمن هو مثلي؟!!

ماريا هزت كتفيها بحرج وهي لم تفهم مقصده.. بينما باكينام فهمته تماما
وهزت هي كتفيها عدم اهتمام.. فهي مرهقة جدا وغير مستعدة لأي ملاسنة أو نقاش
صعدت خلفه..

كانت غرفة واسعة على الطراز الأمريكي الخالي من الدولايب
الدولاب (الكلوزيت) هو غرفة صغيرة معدة بأرفف وعلاقات بمختلف الأشكال
والغرفة عبارة عن سرير ضخم.. وتسريحة ضخمة.. وأريكة واحدة
وحمام شاسع.. وفقط

كانت الغرفة دافئة رغم برودة الجو الصقيعية في الخارج
والجو يغري بالنوم.. ولكن باكينام قاومت هذه الرغبة حتى لا تحبط العجوز التي تعد العشاء في الأسفل
رغم أن آخر ما تفكر به هو الجلوس مع يوسف على طاولة واحدة كزوجين طبيعيين بينما هما أبعد ما يكون عن مصطلح الطبيعية ومضمونها

كان يوسف يجلس على الأريكة ويخلع حذائه حين همست باكينام ببرود:
ممكن تجيب لي شنطتي.. أو أنزل أسحبها؟؟

لم يرد عليها وهو ينزل حافيا ليحضر حقيبتها ويضعها أمامها بخفة ويقول لها ببرود:
أنا هاستحمى على بال ما تطلعي لك غيار
والعشاء هيكون بعد صلاة العشاء



************************




الدوحة بعد صلاة العصر

راكان خارج من المسجد ويركب سيارته ليتوجه لتدريب الرماية
يرن هاتفه.. يرى الاسم ويبتسم:
هلا والله بأبو عبدالله
أكيد توك واصل لندن ذا الحين

مشعل باستعجال: راكان اسمعني عدل
أبيك الحين فورا تحجز لك أنت وموضي وتجون لندن على طيارة الليلة

راكان بصدمة: نعم؟؟

مشعل بهدوء رغم قلقه: اسمعني عدل
أنا انمسكت في مطار هيثرو وهيا الحين في استراحة المطار
أنا قلت لها ما تطلع من المطار مكان.. أبيكم تجون عشانها
أنا حالتي حالة.. أحاتيها هي وبس..
أدري عندك فيزة مفتوحة من الديوان تجددها السفارة البريطانية سنويا
وتقدر تسافر فورا

راكان بصدمة أكبر: انمسكت ليه؟؟.. عشان الموضوع التافه اللي قبل سنين؟؟
تماسك وهو يكمل: وبعدين موضي ما تبي لها فيزة؟؟ والفيزة تبي لها كم يوم
وتو حن متملكين البارحة مايصير أسحبها معي اليوم
أنا باجيك بروحي.. ومرتك بنوديها لبيت السفير لا تحاتيها

مشعل باستعجال حازم: موضي عندها فيزة لبريطانيا من الصيف اللي فات.. أنا سويتها لها
كان المفروض تسافر مع أمي بس ما قدرت
والفيزة كان مدتها سنة ولسفرة وحدة.. وهي مابعد استخدمتها
تكفى راكان لا تعقدها
موضي مرتك وأنا في ظرف طارئ.. لا تسويها سالفة
الليلة تكونون عندي
هيا انهارت يوم شافتهم امسكوني..وأنا على أعصابي عشانها
أبي موضي تجي عندها تهديها.. ولو سالفتي بتطول أبيكم ترجعونها معكم للدوحة

راكان بحزم: تم يابو عبدالله.. موضي عندها خبر؟؟

مشعل وهو يستعد لإغلاق هاتفه: أنا كلمتها قبل أكلمك
وبتلاقيها جاهزة تنتظرك



#أنفاس_قطر#
.
.





من مواضيع العاااالي مستواها
0 تتشرف ادارة حوامل بتهنئتكم بشهر رمضان
0 (((بروستد العاااالي مستواااها)))
0 راقبوها 00000
0 (((اعذروووني على التاخير)))
0 سجلي حضووورك بقصيده من ااختيااارك
0 البسبوووسه بطريقتي
0 "المغامسي"يبكي تأثرا بجوع غفيره تدافعت للسلام عليه
0 هذي مدري ايش كاتبه
0 صور بلاك بيري بدون حقوق
0 جميع استفساراتكم هنا عن كل مايخص الطفل من سنه الى 6 سنوات
0 تريدين تحسبين لموعد ولادتك ..ادخلي
0 بناااااات باركولي صدقتي ولدت
0 تهنئه للمشرفاات الجدد00
0 طرائف’’وغرائب’’وعجائب’’النساء000تفضلي غاليتي
0 أقراء الموضوع ولك الأجر بأذن الله
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-05-2011, 09:00 AM   المشاركة رقم: 86
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




قراءه ممتعه للجميع





من مواضيع العاااالي مستواها
0 تردين تضعفين بسرعه هذي نصائح لك
0 [مشاركه مميزه]##طبق مميز من طبخي##
0 (هنا مسابقة شهر رمضان00للمعجنات والحلويات)
0 صفات اللذين يدخلون الجنه بدون حساب
0 ضروري اخر يوم في الاربعين
0 مشرفاات اقساام الحوامل ارجوو الحضوور
0 ((هنا تجمع (أحلا طبااخااات) لجميع الاسئله والاستفسارات والوصفات 00حيااكم))
0 (((ماذا يعني لكِ التحطيم00تفضلي)))
0 مسيرة مديرة منتدى
0 تقرير عن البوفيه
0 حظر بسرعه
0 مخاااالف مع مرتبة الشرف
0 وليمة العاااالي مستواها (كبسة لحم + مصقع )
0 (((حلا سهل جدااا على طريقتي)))
0 صور الوان للتصميم 2012
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-06-2011, 12:32 PM   المشاركة رقم: 87
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




أسى الهجران / الجزء الرابع والسبعون


سيارة راكان
الحوار الصادم الدائر بين راكان ومشعل

مشعل باستعجال: اسمعني راكان
مابي أي حد يدري بشيء
لا تروعهم على غير سنع
ترا حتى موضي ما تدري.. قلت لها هيا تعبانة وأني احتست فيها وأبيها تجي
لما تصير معك في الطيارة بلغها

راكان بنخوة: خلاص يا ابن الحلال تم
خلني الحين أشوف حجز مستعجل



****************************



بعد صلاة العصر بقليل
بيت عبدالله بن مشعل

لطيفة تدخل غرفة موضي وهي مقطوعة الأنفاس تدخل لتلقي بنفسها على السرير وتهمس بصوت مبهور الأنفاس:
وش فيش روعتيني؟؟ هذا أنتي طيبة.. وش صاير عشان تقولين لي خلي كل اللي في يدش وتعالي الحين الحين

موضي التي كانت تنقل بعض ملابس دون تفكير لحقيبة صغيرة همست بنبرة غير محددة الملامح: بأسافر لندن الليلة مع راكان
مشعل يقول هيا تعبت عليه.. ويبيني أجي وبيقول لراكان يجيبني
لأنه راكان عنده فيزة مفتوحة.. وأنا عندي فيزة مابعد استخدمتها

لطيفة برعب: وش فيها هيا؟؟

موضي بنبرة ميتة فعلا: مشعل طمني يقول إنها إن شاء الله بخير
بس هو خايف عليها شوي

لطيفة بارتياح: الحمدلله
ثم أردفت بنبرة اهتمام: زين يوم إنها طيبة.. ليش أنتي كنه مات لش حد؟؟

موضي بذات النبرة الخالية من الحياة: لطيفة أنتي سامعتني أو لا؟؟
أقول لش بأروح مع راكان

لطيفة ابتسمت: زين وش فيها؟؟ تكونين رايحة مع ولد الجيران تمشية
رايحة مع رجالش عشان أخيش طلبش.. وش فيها؟؟

موضي بدأت نبرتها تتغير وتهتز: أخر ماعندي أبرد ماعندش
تستعبطين أنتي؟؟

لطيفة تنهدت: ياقلبي يا موضي.. أنتي الحين وش اللي مضايقش؟؟
راكان على ضمانتي إنه ما يضايقش بأي شيء

موضي تبحث لها عن حجة: والناس وش بيقولون علي؟؟ تملكت أمس وسافرت معه اليوم

لطيفة بهدوء: ماحد بقايل شيء.. واللي بيقول يضرب رأسه في الطوفة.. واللي عنده ريال يقطعه..
دامش ماسويتي شيء غلط ولا حرام ولا منقود.. ماعليش من حد
ويالله خليني أساعدش ...أشوف وش خذتي في شنطتش؟؟

وهما في حوارهما رن هاتف موضي.. كان فارس..
موضي بتوتر: هلا فارس

فارس باستعجال: موضي أنا في مكتب السفريات.. راكان طلع لكم حجز بعد حوالي 3 ساعات.. وأنا جاي أخذ التذاكر.. اجهزي بسرعة
أنا اللي بأوديكم للمطار.. نص ساعة بالكثير أبيش واقفة بعباتش

موضي شعرت كما لو كانت ضُربت على رأسها بصاعقة: نص ساعة؟؟

فارس يغلق هاتفه وهو يقول باستعجال: خلصيني

موضي انهارت جالسة على السرير وهي تضع هاتفها بجانبها وتقول كأنها تحادث نفسها: فارس يقول نصف ساعة ونروح المطار

لطيفة باستعجال وهي تزيحها: أنا بأكمل ترتيب شنطتش
وأنتي طلعي عباتش وشوفي أغراضش الخاصة اللي تبينها
وكلمي مشاعل تجي تشوفش لا تسوي مناحة إذا درت إنش رحتي ما شافتش

موضي بتوتر: كنت أبي أتسبح

لطيفة تمسك بشعر موضي المبلول جزئيا وتقول باستغراب: شكلش توش سابحة

موضي بتوتر: كنت توني طالعة من الحمام وأبخر شعري يوم كلمني مشعل

لطيفة باستغراب: زين ليش تبين تسبحين مرة ثانية؟؟

موضي وهي تدور مرتبكة: أخاف حد يشم ريحة البخور بشعري

ضحكت لطيفة: تدرين إنش عبيطة.. دام إنش ما بخرتي ملابسش ولا تعطرتي ماحد بشام ريحة عطر فيش إلا حد يحط خشمه في رأسش دايركت
ثم أكملت وهي تغمز لها وتخبرها بالسبب الحقيقي لتوترها: راكان مثلا!!



*****************************



بيت ناصر
ناصر يدخل بعد صلاة العصر

كانت مشاعل تقرأ في مصحفها وهو يفتح الدولايب يبحث عن شيء لم يجده
طال الوقت وهو يبحث ولم يسأل مشاعل رغم أنها أنهت وردها وأغلقت مصحفها وكانت تنظر له

بينما هو كان يتجنب فعليا أن يسألها.. أصبح يكره مؤخرا إحساسه الدائم إنه في حاجتها.. فهي أصبحت تحكم قبضتها الحريرية على كل شيء
هي من تخرج له ملابسه.. تجهز له كل شيء.. تحضر الشيء قبل أن يطلبه
يشتهي شايا يجده أمامه.. يشتهي تناول شيئا حلوا يجده أمامه
يشعر بالبرد وهو يشاهد التلفاز يجدها تحضر له غطاء
وأصبح بالفعل يستغرب قدرتها الغريبة في استشفاف رغباته وحاجاته دون كلام

كان منحنيا قليلا حين اقتربت منه وهمست بالقرب منه: ناصر وش تدور؟؟
رفع رأسه بشكل حاد ومفاجئ ليضرب رأسه في ذقنها وتسقط هي بشكل عنيف للوراء وتصدر عنها أنة ألم خافتة

ناصر بقلق لم يظهر في صوته وهو يمد لها يده اليمين ويرخي ثقله على قدمه السليمة ويشدد احتضان يساره للعكاز: أنتي بخير؟؟

مشاعل تبتسم وهي تمسك بيده لتنهض: بخير مافيني شيء

رفعها عن الأرض بخفة وهو يشدها إليه.. ثم أراد أن يفلت يدها ولكنها لم تترك يده وهي تحتضنها بيديها الاثنتين

ناصر بهدوء: مشاعل فكي يدي.. هذا أنتي واقفة ومافيش إلا العافية

مشاعل لم ترد عليه وهي تنظر ليده السمراء الكبيرة القابعة بين يديها الصغيرتين الشفافتين
أحنت رأسها وطبعت على ظاهر كفه بالقرب من إبهامه قبلة عميقة شديدة الرقة
ناصر صُعق تماما.. شعر أن مشاعره نُسفت.. وبقلبه أعاصير هوجاء وشفتاها العذبتان تعانقان بشرة يده بحنو
رفعت رأسها لتلتقي عينيهما.. مازال ناصر غير قادر على الاستيعاب ورأسه يدور من تأثير قبلتها الكاسح على دغدغة مشاعره
بدت له قبلتها طويلة جدا وقصيرة جدا.. والحقيقية الفعلية التي ينكرها هو أنه تمنى ألا تنتهي هذه القبلة أبدا.. إحساسه بقربها اللاسع مدمر ورائع ومليء بالعنفوان

ولكن ردة فعله كانت أنه نفض يده من يديها وهو يبتعد ويهمس بقسوة:
أعتقد أني قلت لش قبل الحركات البايخة هذي مالها داعي

شعرت مشاعل بالألم... بالكثير منه.. الألم الشعور الذي اعتادته حتى أصبح مرافقا لها
لا تعرف يقينا ما الذي دفعها لتقبيل يده رغم أنها تعلم أن ردة فعله ستكون قاسية
شعرت أن مشاعرها تضغط عليها بعنف
(كيف بدأ يستولي على مشاعري بهذه الطريقة؟!!
هل أحبه؟!!
أحببته؟!!
ما أعلمه هو أنه يتغلغل في روحي بطريقة تملكية موجعة)

مشاعل صمتت وهي تتراجع لتجلس وناصر يكمل بحثه
أخيرا قال لها بهدوء مستفز: فيه ملف فيه أوراق للشغل ما أدري وينه

مشاعل نهضت وتوجهت لدولاب صغير في طرف الصالة مدت يدها فوقه وأعطته المفتاح وهمست: كل أوراق شغلك رتبتها هنا وسكرت عليها

ناصر بغضب: وأنتي من اللي سمح لش ترتبين أوراقي؟!!
وش ذا اللقافة اللي عندش
يعني إلا تدخلين نفسش في كل شيء حتى شغلي..
صرتي تدخلين في لبسي وأكلي قلت ماعليه.. ومشيتها لش..
بس لين شغلي وبس.. سامعتني

مشاعل بقيت واقفة كتمثال محنط حتى أنهى سيل غضبه غير المبرر عليها
وهكذا أصبح!! مجرد سيل كاسح من قسوة غير مبررة يحاول بها طمر مشاعره ناحيتها
كلما شعر أن افتتنانه بها يزيد كلما زاد في قسوته عليها
وكأنه بهذه القسوة يحمي نفسه من تسلطها على روحه ومشاعره

حينما انتهى من الصراخ وفتح الدولاب
توجهت لغرفتها وتمددت وتغطت
كانت تود أن تهرب من أمامه منذ بدأت طلقاته الكلامية في التدافع
ولكنها شعرت أن في هذا إهانة له واستخفاف به.. لذا ظلت واقفة أمامه تتلقى بصمت سيل كلماته الموجع حتى انتهى..
ثم غادرت لتسمح لقلبها المجروح أن ينزف

ناصر فتح الدولاب تفاجأ فعلا بدقة تنظيم كل شيء
لو بقي لعشر سنوات يرتب أوراقه لما نجح في ترتيبها بهذه الطريقة
شعر بالألم من أجلها وبالكراهية لنفسه
لم يكن يوما قاسيا هكذا
ولكن ماذا يفعل؟؟
القسوة أصبحت سلاحه الوحيد أمام قدرتها الغريبة على التسلل لما تحت جلده
كان غارقا في تفكيره وهو يقلب الأوراق التي أشغلته مشاعل عنها

رن هاتفان معا.. هاتفه وهاتفها
هو راكان
وهي موضي

هي خرجت من الغرفة.. وهو دخل

همست وهي تخفي وجهها عنه: بأروح لهلي.. موضي بتسافر الحين

ناصر باستعجال: وأنا بأروح للمجلس أشوف راكان قبل يسافر



***********************



واشنطن/ بيت يوسف
قبل صلاة الفجر

البارحة تعشيا معا بصمت.. تجنبا تبادل الحديث
فكلاهما مرهق بشدة وليسا بحاجة لفتح أي موضوعات قد تؤدي لنقاش حاد كلاهما في غنى عنه
وخصوصا أن أي حوار بينهما أصبح ينذر بمعركة وشيكة

حين أنهت العشاء غادرته وهو بقي في مكتبه في الأسفل يراجع أطروحته ليعيد تواصله معها وخصوصا أنه في مرحلته الأخيرة منها

باكينام صعدت
تنهدت بعمق وهي تنظر لنفسها في المرآة
كانت تبدو مرهقة فعلا ولكن غاية في العذوبة في فستان كاجوال بلون السماء
ارتدته بعد أن تحممت وصلت
(لم يكن هناك أي داع أن ألبس له أي شيء خاص
فهو لم ينظر لي مطلقا
أشك إن كان حتى لاحظ مالبست)

ولكن مالم تعلمه أنه نظر.. بل تفحص ..ومنظرها العذب الرقيق يحز في روحه المعذبة
ولم يكن تحججه بمراجعة الأطروحة سوى وسيلة للهروب منها وتأثره برقتها وحضورها الكاسح الموجع لمشاعره
كان يراقبها بشجن عميق وألم أعمق..وهي سارحة تقلب طعامها بشوكتها دون أن تتناول منه سوى أقل القليل
وفي عينيها يستوطن حزن شاسع..

ثم نهضت وغادرت وعيناه تشيعانها بوجع
ارتدت بيجامتها.. صلت ثم نامت فورا من شدة تعبها ودون أن تفكر بأي شيء

في منتصف الليل صحت من نومها على لفح أنفاس دافئة على وجهها وأنامل تلف خصلات شعرها في حلقات لولبية وتمسح أطراف وجهها

فتحت عيناها.. كان وجهه قريبا.. قريبا جدا منها

همست بضعف: يوسف سيب شعري

همس في أذنها بعمق وخفوت: اشششش



وهاهي الآن قبل صلاة الفجر تنتظره بعد أن خرج من البيت قبل أكثر من ساعتين بعد أن قضى ساعة كاملة وهو يستحم
تشعر بألم عميق.. عميق.. عميق
لا يمكن أن يكون لهذا الألم الذي تشعر به حدود أو مسافات
موجوعة وتشعر بإهانة مرة
أشعرها أنها رخيصة.. قذرة.. نجسة
مصطلحات جارحة لم تخطر بأسوأ أحلامها يوما

( أ لهذه الدرجة يراني قذرة؟!!
يستحم لساعة ثم يهرب من أمامي
ماذا فعلت حتى أستحق منه هذا المعاملة
يفكر الفكرة ثم يصدقها
أنا لست مجبرة أن أبرر له ذنبا لم أرتكبه
أنا لم أخطئ بشيء.. ولن أعتذر عن خطأ لم أفعله
ولكني متعبة من هذا الوضع
أنا أحبه فعلا بل أعشقه..لماذا كل ما بيننا معقد هكذا؟؟)

أذن الفجر وهو لم يعد بعد
صلت صلاتها ثم قررت أن تنزل لتنتظره في الأسفل

يوسف بعد أن صلى الفجر.. كان مرهقا فعلا ويريد أن ينام
لذا عاد للبيت.. كان يتوقع أنها قد تكون عادت للنوم لذا تفاجئ بوجودها جالسة على مقعد مقابل للباب

همس وهو يتجاوزها صاعدا للأعلى: تصبحي على خير

باكينام همست بحزن عميق: يوسف.. أعتقد أنو لازم نتكلم شويه

عاد وجلس على كرسي قريب منها وهو يشبك كفيه أمامه: نعم؟؟

باكينام بألم: أنت عندك شك أنك أول راجل يلمسني؟؟

يوسف يهز رأسه نفيا بثقة: لا طبعا..

باكينام بنفس النبرة النازفة ألما: أمال بتعمل كده ليه..؟؟

يوسف بنبرة عميقة وهو يسند ظهره للخلف: العزرية فكرة أعمق بكتير من مجرد حدود الجسد
أنا تأكدت إني أول راجل يكون جسمك ليه.. لكن هل أنا أول راجل يكون ئلبك ليه؟؟
تعرفي باكي.. أنا كان ممكن أسامح أي حب ليكي ئبل ما نتجوز
مع أنو فكرة إن مشاعرك تكون لأي راجل حتى ئبل ما أعرفك بتدبحني..لكن كان عندي استعداد أسامح..
لكن إنك تستمري تحبي حد بعد ما بئيتي مراتي..دا اللي مستحيل أسامحك عليه


صمت يوسف.. انتظر منها ردا.. ردا ما ينفي كل شكوكه..
كم هو مستنزف من الألم..مستنزف
يحتاج إليها أن تخبره أن كل ما برأسه هو محض شكوك لا أساس لها من الصحة
وأنها مثلما كانت له جسدا.. هي له روحا وتفكيرا وقلبا
يحبها
يحبها
اليوم هو في غاية اليقين أنه سيبقى يحبها حتى آخر نفس يتردد في روحه
ولكنه يريدها له كاملة غير مجزأة
يريدها له وحده جسدا وروحا

مستقبله وتفكيره وحياته تتعلق كلها على كلمة واحدة من بين شفتيها
ولكنها صمتت
صمتت
أسوأ أنواع الصمت وأبشعها
صمت يدينها في نظره
صمت يحرث قلبه بمناجل الغيرة والغضب واليأس والألم

باكينام وقفت بهدوء بارد وتجاوزته بهدوء أبرد
لتترك سكونا صقيعيا يغرق ساحة المعركة المنتهية خلفها
والصقيع يتسلل إلى القلبين ليلفهما بدثاره المتجمتد

(لن أريحك..
عش بشكك مادمت قد أرتضيت أن تفكر بي هذا التفكير
حتى بعدما منحتك جسدي ومعه روحي
يا لا غبائك..
يا لا غبائك!!
هل تفكر أني سأمنحك جسدي قبل أن أمنحك قلبي
أو ربما فكرت أني منحته لك تعويضا عن قلب لم تناله
غبي .. غبي!!)

غادرته.. لتتركه وجرح قلبه يتعمق ويتعمق ويتعمق طوليا وعرضيا وفي كل الاتجاهات
قلبه ممزق
ممزق تماما
تــمــامــا


****************************



بيت عبدالله بن مشعل
الأصيل
بعد صلاة العصر بساعة

سيارة فارس تدخل لداخل السور وراكان يجلس إلى جواره

موضي في صالة البيت الرئيسية
تسلم على عائلتها المتواجدة بكاملها بدءا من جدتها ووالدها
حتى ريم وأبناء لطيفة

والدها وهو يحتضنها همس في أذنها: لا تحاتين شيء يا أبيش
أنا بكرة بأقدم لي على فيزه وبألحقش أول ما تخلص

موضي وضعت كفها على خده وهي تقبل خده الآخر وتهمس له بحب عميق ممزوج بالاحترام:
مافيه داعي فديتك تتعب روحك.. السالفة كلها يومين ونرجع

جدتها همست بقلق: تكفين يأمش خلي هيا تكلمني أول ماتوصلين

لطيفة احتضنت كتف جدتها وقبلت رأسها وهي تقول لها بخفوت:
تلاقينها حامل يمه.. وولد ولدش احتاس ما عرف وش اللي فيها

عينا هيا الكبيرة التمعت بفرح وهي تهمس للطيفة: ظنش كذا يا لطوف؟؟

لطيفة بتأكيد كاذب حتى تطمئن جدتها القلقة: ظني وأبو ظني بعد

موضي تقبل والدتها وتهمس لها: يمه لا تنسين
ترا قطرة جدتي ماعاد باقي فيها إلا شوي يالله تكفيها لبكرة
أرسلي حد يجيب لها..

والدتها تحتضنها بعمق: لا تحاتين مشاعل منتبهة من البارحة وتقول بتروح تجيب لها بنفسها

موضي تتأكد من إرخاء عباءتها وشيلتها وأن لا شيء يظهر منها
تتنهد بعمق وتوجس وقلق وعشرات المشاعر المتضاربة تتقاذفها كريشة في خضم عاصفة هوجاء
لتخرج مع والدها وشقيقها سلطان للسيارة التي تنتظرها خارجا
وسلطان يسحب حقيبتها الصغيرة خلفه بعد أن أقسم ألا يحملها أحد سواه



#أنفاس_قطر#
.





من مواضيع العاااالي مستواها
0 تردين تضعفين بسرعه هذي نصائح لك
0 تجمع مساء الخير ياعرب@@
0 هذي حاطه رابط ورقم جوال في توقيعها
0 صينية الارز بالخضارواللحم المفرووم
0 صائم لم يصم 00بقلمي
0 خطوط انجليزية بخط اليد
0 ايش رايكم
0 سامحوني يالغاليااات
0 [مميز]~~اطباق ام وسونه الرائعه~~
0 ((هنا تجمع (أحلا طبااخااات) لجميع الاسئله والاستفسارات والوصفات 00حيااكم))
0 جميع استفساراتكم هنا عن كل مايخص الطفل من اربعة اشهر الى ستة اشهر
0 ((المرقوق00إهداء لسموة الشووق))
0 $$$ضروووري جدا جدا ارجو الرد$$$
0 طريقة عمل جلي طبقات
0 هذي باديه من الصباح
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-06-2011, 12:34 PM   المشاركة رقم: 88
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




أسى الهجران/ الجزء الخامس والسبعون


لندن
مكتب التحقيق التابع للشرطة البريطانية (اسكوتلانديارد) في مطار هيثرو

رجل شرطة انجليزي يقترب من مشعل بأغلال ليقيد يديه استعدادا لنقله لمكتب التحقيق الرئيسي

مشعل يرفع يديه بحدة ويبعدها عن الشرطي وهو يهمس بغضب:
لن أسمح لكم بتقييدي كأني محكوم في جريمة
أنتم تتجاوزون كل الأعراف المعروفة

تراجع الشرطي الانجليزي للخلف..
فرغم تراجع شهرة مرونة الشرطة البريطانية التي عُرفت به وخوفهم من التورط في أي مخالفة دستورية
إلا أن الوضع مازال متحكما في فكر بعض أفرادها كما غُرس فيهم
فالشرطة البريطانية عُرفت أنها الأكثر مرونة بل وخوفا بين كل قوات شرطة العالم
فقبل عدة سنوات لا تستغرب أن ترى رجل شرطة بريطاني يُضرب في الشارع دون أن يدافع عن نفسه
لأنه يخشى أن يصيب المهاجم بأي إصابة فيرفع عليه دعوى.. والقاضي سيحكم فورا ضد الشرطي

ولكن بعد موضة مكافحة الإرهاب التي شاعت في العالم أصبحت الشرطة البريطانية أكثر تحكما وقسوة
ولكن وضعهم بالتأكيد أفضل بألاف المرات من كثير من قوات الشرطة في دول كثيرة

رئيس التحقيق نهض واقترب من مشعل وهو يهمس بهدوء: مابك سيدي؟؟
لا بد من تصفيدك بالأغلال حتى تتم عملية النقل

مشعل بغضب: وأنا لن أسمح لكم بتصفيدي فأنا لست مجرما
ولم أعرف بعد ما تهمتي
كما أنكم لم تسمحوا لي بإحضار محامي
أي عدالة هذه؟؟

رئيس التحقيق بهدوء مهني: سيد مشعل نحن مجرد مكتب مؤقت ولسنا مخولين بإعطائك أي تفاصيل
اسمك موجود على اللائحة السوداء ولا أعلم ماهي تهمتك تحديدا
لابد أن تتوجه لمكتبنا الرئيسي وتستطيع أن تهاتف محاميك ليقابلك هناك

مشعل بثقة: لا بأس.. ولكن لن أسمح لأحد بتقييد يديّ..

رئيس التحقيق: لا بأس.. سأتجاوز عن الأصفاد
ثم يشير لرجلي شرطة ليحيطا به ويقوداه للخارج
كان مشعل يتمنى أن أن يهاتف هيا ليبلغها أنهم سيقتادونه خارج المطار
ولكنه بعد مكالمته مع موضي وراكان أخذوا جهازه المحمول
ومتعلقاته الشخصية كلها.. حتى حزامه وقلمه وحذاءه
لذا قرر أن ينتظر حتى يصل مركز التحقيق ويتصل بالسفارة وبالمحامي
وحينها يستطيع مهاتفتها وطمأنتها من المركز
رغم أنه يعاني قلقا كاسحا عليها
فهي كانت متوترة جدا من توقفهم في لندن
وظهر أن لتوترها وخوفها سببا فعليا
وخصوصا أنها تشعر أن الذنب ذنبها لأن التوقف كان من أجل إكمال نقص في أوراقها هي من تسببت فيه
لذا انهارت في بكاء هستيري وهم يمسكون به ويبعدونه عنها
الأمر الذي أصاب مشعل بالجنون قلقا عليها



**************************



الدوحة
سيارة فارس المتوجهة للمطار

منذ ركوب موضي والصمت يعم السيارة المنطلقة بسرعة
عدا حوار متقطع بين راكان وفارس
موضي جلست خلف فارس وكأنها تحاول بدون أن تقصد أن تبتعد عن راكان قدر ما تستطيع
ولكن موقعها أتاح لها رؤيته بشكل أوضح وهي ترى صفحة خده
إنها المرة الأولى التي تراه من هذا القرب الشديد.. مجرد سنتيمترات بينهما

شعرت بألم مر يجتاح روحها المهزوزة
وهي تراه في جلسته الواثقة التي ألتهمت المقعد في استرخائه الفخم عليه..
كان يسند كوعه اليسار إلى المسند بينه وبين فارس.. ترى بوضوح ساعته الفاخرة
كفه الكبيرة بعروقها البارزة الدالة على قوة يديه التي اعتادت معالجة الأسلحة ومعانقة بيادق الشطرنج.. ولكنها ماعرفت يوما معانقة أنامل إمراة ما!!

تراه أسطورة كما كانت تراه طوال سنين مراهقتها
فكه المرتفع وشفتاه المزمومتان بقوة
العارض المحدد بأناقة في خده الأسمر
وسامته المختلفة عن أي رجل في نظرها.. عامرة بعبق رجولة صميمي موجع
حضوره المتألق الواثق الذي يوحي بسيطرته المتحكمة بشفافية غير متسلطة على ماحوله

كل هذا أورثها إحساسا متعاظما بالمرارة والندم على تهورها في تلك الليلة المشؤومة حين طلبت منه أن يتزوجها
شعرت أنها باهتة بجواره.. باهتة للغاية.. وضئيلة للغاية
شعرت كما لو أنهما يمثلان ثنائية الجبل وحبة الرمل
هو الجبل وهي حبة الرمل
من سيرى حبة الرملة بجوار الجبل؟!
وكيف ينحني الجبل ليصل لمستوى حبة الرمل؟!!

فعليا وحقيقة موضي لها ألق خاص جدا.. قد لا تكون بجمال لطيفة أو حتى مشاعل ذات الجمال الهادئ..
ولكن موضي كانت مليحة جدا
لها جاذبية مثيرة والعين لا تمل من النظر إليها
وشخصيتها وحديثها مختلفان ممتعان وعميقان

ولكن حمد وحياتها معه حطمت كل ثقتها الأنثوية بنفسها أمام أي رجل
فكيف أمام راكان الذي كانت تراه هي بالذات رجلا أسطوريا مختلفا؟!!

حمد مارس عليها خلال أربع سنوات أبشع صنوف القهر والإذلال والمهانة بل والتحقير
كلما شعر هو بالنقص.. حرص على أن يشعرها بنقص أكبر حتى يضمن أن تبقى أسيرته.. وحتى يبقى منتشيا برجولته المريضة


وصلا للمطار وهي غارقة في أفكارها المرة المثقلة بالألم

نزل فارس لينادي حمالا
حينها ألتفت راكان لموضي وهمس بصوته العميق: موضي

موضي انتفضت بعنف وهي تسمع صوته يخاطبها بشكل مباشر للمرة الأولى رفعت عينيها له بخجل وهي تهمس بتلقائية: لبيه

شعرت كما لو أن ماسا كهربائيا صاعقا شطرها نصفين وعيناها تتعلق بعينيه وأسر نظرته المختلفة

راكان من ناحيته لم يكن يشعر بأي شعور خاص..
محرج قليلا من سفرها معه..
ولكن إحساسه بها لا يختلف عن إحساسه بالعنود أو مريم
مجرد أخت ربما
أضطرتهما الظروف للسفر معا
وسيتعامل معها على هذا الأساس


همس لها بهدوء: لبيتي في مكة (داخليا تأثر من ردها التلقائي عليه "لبيه")
ثم أردف: يا الله انزلي

نزلا كلاهما
هو بثقة.. وهي بتوتر مرتعب
وفارس كان قد أنزل حقيبتيهما ويقف مع الحمال
توجها للداخل وفارس ودعهما
همس في أذن موضي: ترا راكان ما يعض شكلش رايحة عزا

لطالما كانت علاقتها بفارس استثنائية همست في أذنه برجاء عميق: خلك معي شوي

فارس يبتسم ويهمس في أذنها: سيارتي واقفة في الممنوع.. يعني بتفيدش ذا الخمس دقايق
يالله مع السلامة وسلمي على مشعل

موضي وقفت بتوتر وراكان همس لها بهدوء: موضي تعالي

كانت تمشي بعيدا عنه قليلا

راكان تراجع وهو يهمس لها بثقة حانية: موضي لو سمحتي خليش جنبي إلا لو تبيني أمسك يدش كنش بزر

موضي أدخلت كفيها في كمي عباءتها رعبا أن يفعلها وهي تهمس: خلاص خلاص جنبك

أنجزا معاملتيهما ودخلا لداخل المطار انتظارا لإقلاع الطائرة المتبقي عليه حوالي ساعة وربع

توجها لقاعة انتظار الدرجة الأولى وهي تمشي بجواره وتتمنى لو كان بينهما كل مسافات الأرض وبحورها وجبالها وسهولها..
جلسا.. موضي جلست مقابلا له في أحد زوايا الصالة الشاسعة وبينهما طاولة زجاجية صغيرة
وهي تتحاشى رفع عينيها إليه
همس لها: تبين تشربين شيء؟؟

موضي هزت رأسها بلا..

راكان وقف وهو يقول بهدوء: أنا بأروح أتوضأ باقي على صلاة المغرب شوي..
تبين توضين؟؟؟

هزت رأسها بلا.. وهمست بخفوت والكلمة تخرج متحشرجة كما لو كانت تكاد تختنق بها: متوضية

حين عاد راكان كان يجلس خلفه ومقابلا لموضي شابان جاءا وراكان غائب في الحمام
كانت موضي غير منتبهة لشيء لأنها لم ترفع رأسها أساسا لشدة توترها وخجلها من الموقف الذي وضعت فيه
لم يخطر لها ما حدث ويحدث ولا حتى في أسوأ كوابيسها

راكان جلس ثم همس لها بثقة: موضي تعالي اجلسي على الكرسي اللي جنبي

موضي بتوتر: نعم؟؟

راكان بذات النبرة الواثقة الهادئة: أقول تعالي على الكرسي اللي جنبي

موضي حين رفعت رأسها ورأت الشابين المقابلين لها عرفت سبب طلبه
رغم توترها قامت تنفيذا لطلبه وجلست جواره

راكان طلب هذا الطلب بتلقائية..فلو كانت أخته سيطلب منها ذات الطلب

ولكن موضي توترت (يعني أنا حد بيطالعني.. أنا حتى مهوب مبين مني شيء
حتى الشيلة منزلتها على النقاب
وش عنده ذا؟؟
يتمسخر علي يعني
وإلا يبي يحرجني؟؟)

تنهدت وهي تنهض

(لا حول ولا قوة إلا بالله
شكلي ماني مخلصة ذا الرحلة إلا مستخفة
مستحيل راكان يفكر ذا التفكير
أنا اللي مخي مركب شمال)

جلست على المقعد المنفرد المجاور له
وهي تعتصم صامتة بمكانها
حتى أذن المغرب.. وقاما للصلاة

أعطاها رقم هاتفه حتى تتصل به فور انتهاءها من الصلاة
صليا كلاهما
ثم توجها لركوب الطائرة

مقعدان متجاوران.. وقلبان أبعد ما يكونا عن التجاور والتقارب

شعرت بتوتر عميق وأن درجة حرارة رأسها ترتفع
تشعر أن دماغها يشارف على الغليان..
فرغم اتساع مقاعد الدرجة الأولى ولكن أقل حركة منها ستجعل كتفها يلامس كتفه
أو ربما قدمها تضرب في قدمه
أخذت المقعد الأقرب للنافذة والتصقت بها وهي تحاول أن تبتعد عن مداه المسيطر
وألقه الذي يشعرها بالضآلة
وحضوره الذي يشعرها بالنقص
ووجوده الذي يربك مشاعرها ويحصرها في زاوية مقيتة تبدأ من انتقاص الذات لتنتهي بامتهانها

راكان يشعر بالفعل بخجلها وتوترها وهو يحاول ألا يزيد عليها وأن يراعي مشاعرها
ولكنه لا يستطيع أن يفعل أكثر من هذا في هذا الظرف الذي وضعا فيه


أقلعت الطائرة
همس لها بهدوء اعتيادي ودود : موضي.. تحبين تمددين ..افتحي الكرسي شوي
الرحلة طويلة

موضي بخجل: لا لا.. مرتاحة كذا

جاء العشاء ورفضت موضي أن تأكل.. راكان كان سيأكل من أجلها فقط من باب اللياقة
وحين رفضت رفض هو أيضا

رفضا كلاهما فتح التلفازات الموجودة أمامهما
تناول راكان الجريدة وبدأ في قراءتها
وموضي أسندت رأسها للناحية البعيدة عن راكان
واستغرقت في تفكيرها الخاص
والـــمــــوجـــــع!!



**********************



واشنطن/ الساعة 11 صباحا

يوسف ينهض من نومه وهو يشعر أن جسده مفتت وعظامه تؤلمه
فهو قضى ليلته البارحة يتجول في طقس صقيعي بعد أن أخذ حماما وشعره مازال مبلولا
شعر ويشعر أن البرد دخل في عمق عمق عظامه
يحتاج لحمام ساخن ينفض عن عظامه البرد

فتح عينيه وهو ينظر لجواره.. لم يجدها
البارحة صعدت قبله.. وحين صعد وجدها تتمدد على السرير وهي تلف جسدها حتى رأسها بالغطاء
تمدد جوارها والألم يستوطن كل خلية وذرة في عقله وقلبه
عاجز عن التفكير.. ويجهل كيف يتعامل معها
هدد كثيرا أن ينتقم منها ويأدبها
ولكنه بينه وبين نفسه يعلم أنه مثقل بحبها وفي ذات الوقت مثقل بالألم والجرح منها
وبين الحب والألم وجد نفسه مصلوبا على مشانق الحيرة واليأس


مازال ألم البارحة غير الإنساني يحز في كل شريان من شرايينه
كيف يجتمع لامرأة ما أن تكون رائعة هكذا!! ومريعة هكذا!!
رائعة.. ومريعة !!
أحرف متشابهة... ووجع لا شبيه له في تنافرهما

أخذ حمامه الساخن وشعر بالنشاط
ارتدى ملابس دافئة ونزل للأسفل
لم يجد باكينام!!
سأل ماريا عنها

أجابته ماريا بحرج:
نزلت مبكرا وهي تحمل حقيبتها



***********************



الدوحة
بيت فارس بن سعود
الساعة العاشرة مساء


كانت العنود تجلس مع أم فارس في صالة البيت الرئيسية
الاثنتان تتبادلان الحديث وتشاهدان برنامجا دينيا على التلفاز

دخل فارس
سلّم ثم جلس
همست العنود برقة: تعشيت؟؟

فارس نظر لها مليا ثم همس بغضب مكتوم من بين أسنانه:
أنا كم مرة قايل لش اللبس ذا ما تطلعين فيه برا غرفتش

كانت العنود ترتدي بنطلون برمودا وبلوزة بدون أكمام
العنود نظرت بتوتر لنفسها وهي تهمس بحرج: الوقت متأخر ومافيه حد بيجينا
وبعدين مافيه حد غيري وغير أمي وضحى

فارس بحدة: وترادين بعد

العنود وقفت وهي تهمس بصوت مختنق: آسفة.. بأروح أبدل

فارس شعر فورا بالضيق من نفسه..فهو يغار عليها بجنون
يغار عليها حتى من الخادمات.. ولا يريد أن تبصر مفاتنها عين سواه
ولكنه تضايق لأبعد حد من أسلوبه الحاد معها
يعلم أنها رقيقة ولا تحتمل قسوته التي مازال عاجزا عن كبح جماحها

ما أن غادرت حتى ألتفتت له أمه وهي تقول بنبرة حانية:
شوف يأمك.. أنا ما أحب أتدخل بينك وبين مرتك
بس هذي مهيب أول مرة تحرج العنود على سبة لبسها قدامي

فارس بهدوء: هذا أنتي قلتيها.. مهيب أول مرة.. يعني تدري إني ما أرضى تسوي ذا الشيء.. ليش تسويه؟؟

أم فارس بحنو: يأمك البيت مافيه حد غيري أنا وياها.. وهي قبل كانت لابسة جلابية
وعقب طلعت فوق وبدلت تنتظرك.. وأنا اللي دعيتها..
العنود صغيرة ومدللة من يوم هي في بيت هلها.. تكفى يأمك ما تحزنها على سبة شيء ما يستاهل..
وحتى لو عندك شيء تبي تقوله لها.. عندكم غرفتكم قول لها وأنت بروحكم..
لا تكسر نفسها وتلاغيها قدام حد.. حتى لو كان أنا

فارس همس بهدوء رغم ضيقه: إن شاء الله يمه

أم فارس بتشجيع: زين اطلع لها.. أدري إنها خلاص ماعاد هي بنازلة عقب ما فشلتها

فارس يحتضن ذراع أمه ويقبل كتفها وهو يهمس بحب ممزوج بالاحترام:
والله مافيه مثلش يمه في الحريم كلهم
خليها شوي.. أدري إنها تبكي الحين
وأنا ما أستحمل دموعها
بعد شوي بأطلع




****************************



بيت مشعل بن محمد
الساعة 10 مساء

لطيفة متوترة جدا وتشعر بضيق عميق
تدور في غرفتها انتظارا لمشعل

مشعل دخل الغرفة وعيناه تبحث عنها كعادته
كانت تقف مكتفة يديها
اقترب منها .. رفع وجهها همس لها بقلق: لطيفة وش فيش؟؟
وجهش فيه حكي

لطيفة ابتلعت ريقها وهي تشد ذراعه لتجلسه ثم جلست جواره
وهي تقول بصوت متجلد لكن مختنق: أبي أقول لك شيء
أنا ما تصرفت بشيء لين أقول لك ونتصرف سوا

مشعل بحدة خفيفة: لطيفة بدون مقدمات.. وش فيه؟؟

لطيفة بألم عميق وخوف أعمق: أنا لقيت زقاير في أغراض حمود



******************



بيت ناصر
الساعة 11 مساء

عاد ناصر منذ حوالي ساعة لم يجدها في الصالة ولا في الغرفة
استغرب فهي لم تستأذنه للذهاب لمكان
ورغم أنه في كل مرة تستأذنه يهبها بعضا من كلماته المسمومة
ولكنها لم تتوقف مطلقا عن استئذانه
نظر للهاتف بيده (أتصل فيها؟؟
مستحيل
مستحيل
يمكن عند أمي وبترجع بعد شوي)

وهو يفكر سمع صوت خلاط كهربائي قادم المطبخ
شعر براحة غير مفهومة أنها هنا.. وقريبة منه
عاد لغرفته استحم وصلى وهي مازالت تعمل في المطبخ
جلس يشاهد التلفاز وهي لم تخرج من المطبخ
وهو يقاوم رغبة عارمة أن يذهب لها ليرى ما الذي يشغلها كل هذا الوقت
في نهاية الأمر وجد نفسه ينهض ويتوجه لها
نظر لها مليا وهي مشغولة تماما في إعداد أكثر من صنف من الحلوى

مشاعل كانت تشعر بضيق عميق يكتم على قلبها وتفكيرها
فهي تعلم أن سفر موضي بهذه الطريقة المفاجئة ليس إلا لمصيبة
وتعلم أنه حتى لو كانت هيا مرضت.. فمشعل يستحيل أن يقلقهم ويستدعي موضي
فمشعل قادر على التصرف.. ولطالما أحكم سيطرته على كل شيء
وليس مرض هيا بالشيء الذي سيعجزه إلا لو كان هو نفسه عاجز عن التصرف
وهذا الخاطر أصابها بتوتر عظيم وقلق أعظم
وحاستها السادسة تعمل بحساسية مرعبة لتنبئها أن هناك خطبا ما بمشعل

همس ناصر بهدوء فيه رنة سخرية: عندنا حفلة آخر الليل؟؟

مشاعل التفتت عليه وهي تهمس بخفوت متوتر: أنا زهقانة وحبيت ألهي نفسي شوي

ناصر بذات نبرة السخرية: ومن اللي بياكل ذا كله؟؟

مشاعل بهدوء: بيت هلي وبيت هلك وبيت فارس ومشعل وعمتي نورة والمجلس والجيران
ولو زاد أرسلنا للحارة للي جنبنا

ناصر بغضب: تمسخرين حضرتش؟؟

مشاعل بانفعال: تكفى ناصر.. الليلة أنا ماعندي طاقة أتحمل قسوتك
لو قلت لي كلمة زيادة بأروح أنام عند أمك

ناصر بغضب أكبر: وتهددين بعد؟!!.. روحي أبركها من ساعة

كان لسانه يقول شيئا مختلفا عما يشعر به.. فور أن أنهت جملتها التهديدية:
" أنها ستغادره لتنام في مكان آخر"
شعر بالخواء.. خواء متوحش جارح.. شعر أن المكان سيكون خاليا كصحراء مدهرة دون أنفاسها
كيف سينام دون تقلب جسدها الرقيق بجواره؟!!

ولكنه كعادته مؤخرا.. مشاعره الحقيقية مطمورة في نقطة عميقة حتى هو نفسه عاجز عن الوصول إليها وإلى كنهها

صمتت مشاعل فهي لا تريد استفزازه
ولكنه لم يصمت: فالحة بس تهددين.. يا الله روحي.. ليش واقفة؟؟

مشاعل خلعت المريلة التي كانت تغطي بيجامتها الحريرية.. وألقتها جانبا وخرجت دون أن ترد عليه
توجهت للغرفة الخالية وأغلقت الباب على نفسها



*************************



طائرة محلقة في السماء
متوجهة لمطار هيثرو
وتبقى على وصولها حوالي ساعتين

موضي بقيت تفكر لوقت طويل وهي منطوية على نفسها بعيدا عن راكان
حتى داعب النوم أجفانها وهي على ذات الوضعية

وراكان بعد أن أنهى قراءة الجريدة التفت لها ..بدت له نائمة
فأسند هو رأسه للكرسي دون أن يفتح الكرسي لوضعية التمدد
وأغلق عينيه ليغط هو أيضا قليلا

بعد وقت ما لا يعرفه تحديدا
صحا على رائحة عطر خفيف ولكن عميق تداعب أنفه
فتح عينيه
كان رأسها على كتفه
شعر بالحرج ليس من أجل نفسه
ولكن من أجلها
لأنه يعلم أنها إن صحت وهي على هذه الوضعية ستشعر بخجل شديد.. ولن تجرؤ على رفع عينيها له
حرك رأسها بخفة وأبعده عن كتفه وأسنده لرأس الكرسي
شعر أن رائحة عطرها التصقت بكتفه وبقايا دفئها تترك أثارها على عضلات كتفه
بدا غريبا عليه هذا القرب الأنثوي المختلف
ولكن أين الاختلاف؟؟
أ ليست مثل العنود ومريم؟!!!!!!!!

راكان همس بهدوء : موضي.. موضي

موضي انتفضت بجزع وهي تتحسس نقابها لتتأكد أنه على وجهها
وارتاحت حين وجدته ثابتا مكانه
ثم همست برقة متوترة: لبيه

راكان بذات هدوءه الواثق: اسمعيني موضي حن باقي لنا ساعتين وننزل في لندن
وفيه شي لازم أقوله لش قبل نوصل عشان تكونين متماسكة اذا شفتي مرت مشعل وتهدينها مهوب تروعينها

موضي شهقت بعنف مرتعب وقلبها تُشد جميع أوتاره للحد الأقصى: مشعل فيه شي؟؟

راكان بنبرة طمأنة واثقة: مافيه إلا العافية
مسكوه في المطار.. وأنا متأكد إن السالفة هينة إن شاء الله


# أنفاس_قطر#





من مواضيع العاااالي مستواها
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-06-2011, 12:35 PM   المشاركة رقم: 89
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




أسى الهجران/ الجزء السادس والسبعون


غرفة مشعل ولطيفة / الساعة 10 وربع مساء


معركة على وشك البدء ونيران على وشك الاشتعال

لطيفة بألم عميق وخوف أعمق: أنا لقيت زقاير في أغراض حمود

مشعل قفز وهو يقول بغضب كاسح: وشو؟؟ زقاير؟؟ ماعاد إلا ذا؟؟

كان ثائرا بشكل مرعب لم تره لطيفة مطلقا بهذه الثورة
وكان يريد الخروج لولا أن لطيفة تمسكت فيه بشدة وهي تهمس برعب: وين بتروح؟؟

مشعل بذات نبرة الغضب المرعبة: بأروح أكسر رأسه
حن شيبان ماعمر حد منا عرف الزقاير.. وذا أبو 12 سنة قده يعرف

لطيفة مازالت تمسك فيه وهي تقول بنبرة تهدئة لمشعل: تكفى مشعل هذا مهوب حل
أصلا هو الحين راقد
وثاني شي عمرنا ماضربنا عيالنا.. ولا عمر الضرب كان أسلوبنا معهم... تبي تجيء تضربه الحين

مشعل غاضب فعلا: بس عمرها ما وصلت الزقاير.. زقاير مرة وحدة ياحمود

لطيفة بذات النبرة المهدئة لمشعل رغم أنها داخلها يذوب ألما وقلقا:
ضرب لا لا
بكرة الصبح أبي أكلمه انا وياك بالهداوة.. لأنك عارف إن العند والتهديد يمكن يخليه يزيد ويعاند
وبعدين حن ماندري بعد وش سالفة الزقاير ذي.. خل نسمع منه.. ونحل المسألة بالهداوة

مشعل يتناول غترته ليلبسها وهو يهمس بمرارة: أنا ماني بطايق أقعد
بأطلع أي مكان لين أهدأ.. لا أصحي ولدش وأرتكب فيه جريمة
وأنتي لو إنش منتبهة لعيالك.. ماكان وصلت إن ولدش يدخن وأنتي ماتدرين عن شيء

لطيفة بصدمة حقيقية وألم مر: أنا ماني بمنتبهة لعيالي؟؟

مشعل يستعد للخروج وهو يقول بغضب مكتوم: إيه أنتي

لطيفة بغضب مكتوم مشابه: مشعل أنا ما أسمح لك تقلل من اهتمامي بعيالي
أو تحسسني إني قصرت في حقهم
لأني متأكدة إنه مافيه أم مهتمة في عيالها قد ما أنا مهتمة بعيالي
لكن دامك بتتهم.. شوف من اللي لاهي في شغله عن أشياء كثيرة
وأنت عارف إن ولدك داخل على سن مراهقة.. والحين هو محتاجك أكثر
والولد ما يربيه إلا أبيه على المراجل

مشعل يعود وهو يصر على أسنانه: لا لطيفة أنا اللي ما أسمح لش..
صحيح إني مشغول.. بس عمري مالهيت عن عيالي
وخصوصا حمود وعبود دايما معي في المجلس وعيني عليهم

لطيفة تتنهد: شوف مشعل لا تسمح لي ولا أسمح لك
عندنا مشكلة نبي نحلها بكرة الصبح واحنا مبينين قدام حمود متفاهمين وهادين
عندنا عتب على بعض.. خله نتعاتب بيننا عقب




**********************



غرفة فارس والعنود
الساعة 11 مساء


فارس يدخل للصالة أولا
كانت الصالة مضاءة
ولكن غرفة النوم معتمة جزئيا
تنهد بعمق
ودخل للغرفة
كانت تتمدد على السرير ومتغطية بالغطاء بدون أن يظهر منها شيء
شعر بالألم يجتاحه
كيف يحبها كل هذا الحب وفي ذات الوقت لديه كل هذه القدرة على تجريحها؟!!

اقترب منها جلس جوارها ورفع الغطاء عن وجهها
همست العنود بصوت مختنق: فارس تكفى خلني في حالي

فارس بحنان همس لها: قومي ياقلبي كلميني

العنود شهقت: ما أبي أقول لك شيء ولا تقول شيء

شعر أن شهقتها كما لو قطعت شريانا ما في قلبه وأن دمه ينبثق ساخنا متفجرا من الألم

العنود كانت مجروحة منه بعمق.. ليس من أجل موقفه الليلة ولكنها تراكمات سابقة
فكل يوم لابد أن يجد سببا ليحتد عليها.. تعلم أنه يحبها وهي أيضا بدأت تحبه فعليا وبتعمق يزيد كل يوم
ولكنها لم تعتد على تعامل قاس كهذا.. ولا تستطيع أن تتخيل أنها قد تعيش حياتها كلها على هذا المنوال
إذا كان أكثر من مرة يحتد عليها أمام والدته.. فكيف غدا عندما يصبح بينهما أطفال.. هل سيحتد عليها أمام ابنائها؟؟
في حياتها كلها لم تسمع صوت والدها يرتفع على أمها أو يحتد عليها أمامهم
فلِـمَ فارس عاجز عن التصرف كزوج طبيعي؟!!

انحنى فارس عليها ليقبل أذنها ثم همس في عمقها: آسف حبيبتي
وأنا عمري ما أعتذرت لأحد قدامش
فلا تحسسيني إن اعتذاري ماله قيمة

رغم ان العنود لم يكن بها رغبة للحديث ولكنها لم تصدق أن فارس بغروره وتكبره قد يعتذر
ولم ترد أن تشعره أن اعتذاره لا قيمة له كما يقول
لذا نهضت بضعف واستوت جالسة وهي تمسح وجهها
فارس أمسك بيديها وأنزلها لجوارها
وأمسك هو وجهها بين كفيه ليمسح بإبهاميه دموعها المنحدرة التي شعر بها كشفرات مسمومة تشرّح جسده
قرّب وجهه منها ليقبل عينيها ثم يتتبع بشفتيه مجرى دموعها وهو يهمس بعمق وخفوت:
آسف.. آسف.. آسف.. آسف
والله العظيم الأسف صعب علي.. بس عشانش أسوي كل شي

همست العنود بعتب حزين: فارس تكفى مايصير كل يوم تهزئني قدام أمك

أسند رأسها لكتفه وهو يحتضنها ويهمس لها: أنا أغار عليش يا قلبي
ويوم أشوفش لابسة كذا قدام حد أجن.. أنا أبيش لي أنا بروحي
ومابي حد يشوف ذا الزين غيري

العنود بخفوت: وأنا أنبسط يوم أدري إنك تغار علي.. بس مهوب بذا الطريقة ولا بهذا الأسلوب
أنا ما تعودت على ذا الشدة في الكلام.. قل لي اللي تبيه بالهدواة وبيني وبينك
وصدقني كل اللي تبيه فوق رأسي وعيني

فارس يحتضنها بشدة وهو يهمس: خلاص أحاول.. بس استحمليني شوي ياقلبي.. بس شوي
وكله ولا دموعش تكفين.. قلبي ما يستحمل



**********************



مطار هيثرو
طائرة راكان وموضي تحط على أرض المطار

تعجب راكان كثيرا من تجلد موضي بعد أن أخبرها باعتقال مشعل
تقبلت الخبر بثبات رغم أنه يعلم يقينا شدة تعلق شقيقات مشعل به

موضي كان داخلها يذوي قلقا وخوفا على شقيقها
ولكنها ليست في موقف يسمح لها برفاهية التعبير عن مشاعرها
فهي مع آخر شخص تريد أن تنهار أمامه فيجد نفسه متورطا بها ومعها
ومن ناحية أخرى.. هيا ومشعل يحتاجان صلابتها الآن وليس الوقت أو المكان هما المناسبان لإظهار حالات الضعف الأنثوي الممقوتة

فور أن أنهيا إجراءتهما توجها لاستراحة المطار
سألا عن هيا
وموضي توجهت لغرفتها وراكان طلب منها إحضار هيا
حتى يتوجهوا جميعا لشقة عائلة آل مشعل في أدجوارد رود
ليتوجه هو بعدها لمشعل وللسفارة


موضي طرقت الباب بخفة
جاءها صوت هيا المختنق يهمس بالانجليزية : من؟؟؟

موضي بهدوء حانٍ: هيا افتحي الباب.. أنا موضي

هيا فتحت الباب فورا
لم تصدق أنها ترى أمامها موضي التي تركتها بالأمس فقط
كانت موضي أمامها بعباءتها ونقابها .. رائحة أهلها وعبق مشعل
موضي هنا في لندن ومعها!!
عاجزة عن التصديق وألف انفعال يسحقها

ارتمت هيا في حضن موضي وهي تنتحب بعنف وجسدها كله يرتعش
موضي كان بودها أن تشاركها البكاء ولكنها تجلدت وهي تقول لها:
هيا الله يهداش ليش ذا البكاء كله
ترا السالفة بسيطة.. مجرد اشتباه بسيط ويوم وإلا يومين ويفكونه

هيا من بين شهقاتها وهي تنتحب في حضن موضي: كله مني.. كله مني
لولا أوراقي ماكان جاء بريطانيا وهو عارف إنه ممنوع من دخولها
ليت حن قعدنا في الدوحة أحسن

موضي تربت على ظهرها بحنان بالغ: صدقيني الموضوع بسيط
ويالله قومي البسي.. راكان ينتظرنا برا
عشان نروح لشقتنا اللي هنا

هيا باستغراب وهي تمسح أنفها: راكان؟؟

موضي وهي تنهضها وتبدأ بجمع أغراضها: هذي سالفة ثانية
الحين خليه يودينا الشقة عشان يروح لمشعل



*************************



واشنطن
قبل المغرب


يوسف يكاد يجن.. لا يعلم إلى أين ذهبت
فهو لا يعرف سكن الطالبات حيث كانت تسكن
ولا يعرف أحدا من أصدقائها عدا هيا
حتى هاتفها الأمريكي لا يعرف رقمه
كان قد اتصل به مرة واحدة حين كان دفترها معه والرقم على الدفتر
ولكنه لم يحفظ الرقم خصوصا بعد ردها الجارح عليه في المكالمة
يكاد يجن قلقا فعلا
أين ذهبت؟؟
أين ذهبت؟؟
يعلم أنها تستطيع أن تتصرف لوحدها.. فهي عاشت مستقلة لسنوات طويلة
ولكنها الآن زوجته وهو المسؤول عنها
ذهب للجامعة
وذهب لكليتها ودار بها عدة مرات وانتظر بها مطولا ولكنه لم يلمحها
حين تعب قرر أن يمر بالمقهى حيث كان يعمل
فربما مرت هناك

حين دخل المقهى.. صرخ العاملون ترحيبا به
حياهم بتوتر لم يظهر على محياه
تلفت حوله ولم يجدها.. فسألهم عنها
فهم كانوا يعرفونها جيدا لكثرة ماكانت تمر

النادلة التي كانت تحادثت مع باكينام في آخر مرة كانت فيها همست له وهي تقطب جبينها وهي تتذكر:
لقد جاءت في نفس اليوم الذي سافرت أنت فيه
وحسبت أنها تريد دفترها
ولكنها قالت أنها تريدك أنت شخصيا
ثم خرجت دون أن تأخذ دفترها.. ومازال دفترها هنا

يوسف استغرب بشدة أنها جاءت للسؤال عنه.. ولكنه نحى مشاعره جانبا وهو يهمس بهدوء: أرجوكِ أعطيني إياه

النادلة توجهت للأمانات وأحضرته
كان يوسف على وشك المغادرة حين نادته النادلة:
جو هناك شيء آخر .. لا أعلم إن كان يجب أن أخبرك به

يوسف بقلق: ماذا؟؟

النادلة بهدوء: حين أخبرت فتاتك أنك غادرت
بدا لي أنها صُدمت بشدة
وغادرت دون أن ترد علي رغم أني ناديتها مرارا لأعطيها دفترها
ثم حين أصبحت في الشارع
انهارت وأغمي عليها ونقلها المارة لمستشفى جورج تاون القريب

يوسف برعب: ماذا؟؟ انهارت

يوسف غادر بسرعة وهو يشعر أنه مشوش مشوش لأبعد حد
(لِـمَ انهارت؟؟
من أجلي؟؟
مستحيل.. مستحيل..
هذا التأثر يكون من أجل حب عميق.. وهي لا تحبني
فلِـم انهارت؟؟ لِـمَ؟؟
هل تكون مريضة بشيء معين؟!!)

خاطر مرضها سبب له رعبا جديدا عليها
يوسف خرج وهو يتصل برقمها الذي أخذه من الدفتر
ولكنه كان مغلقا
حينها قرر التوجه للمستشفى
بما أنها دخلت المستشفى يوم سفره فهو يعرف التاريخ تماما
يستطيع أن يجد عنوان سكنها في ملفات المستشفى
ويسأل عن سبب انهيارها وظروف دخولها المستشفى



***********************



بيت ناصر
بعد صلاة الفجر

ناصر يعود من المسجد.. وهو يمني نفسه أنها قد تكون خرجت من سجنها الاختياري
ولكنه لم يجدها
يشعر بألم لا يستطيع تفسيره..
يعلم أن الغرفة غير مفروشة والجو فيها شديد البرودة
وهي كانت ترتدي بيجامة حرير خفيفة...فكيف قضت ليلتها؟؟

هو ذاته البارحة قضى ليلة سيئة لم يغمض له فيها جفن وهو يقضي معظم الليلة جالسا على أريكة في الصالة
وهو أيضا متوتر جدا لأن اليوم موعد تركيب ساقه الاصطناعية
وغضب مشاعل هو ما كان ينقصه
كان يستفزها طوال الأسابيع الماضية وهي تحتمل كل شيء منه.. فلماذا قررت أن تعلن الثورة اليوم بالتحديد؟؟
هي لا تعلم أن اليوم هو موعده الهام.. فهو لا يخبرها بشيء مطلقا

يشعر داخليا أنه يحتاجها بشدة
يريد فقط أن يراها قبل الذهاب لموعده
محياها العذب.. ابتسامتها الدافئة المغلفة بحزن عميق
ولكن بما أنها لن تخرج.. فلن يطرق عليها الباب
فلتبقَ أسبوعا لو أرادت.. لن يسأل عنها
رغم أنه بينه وبين نفسه وإن كان ينكر حتى على نفسه
يعلم أنه وقف مرارا أمام الباب وعلى وشك طرقه
لأن قلقه عليها يتزايد ويتزايد
ولكن الوقوف أمام الباب أعاد له ذكريات مؤلمة جارحة تطعنه في عمق رجولته وكبرياءه الممقوت
لذا قرر تركها حتى تخرج لوحدها
حتى لو بعد أسبوع!!!
يستحيل أن يعود لعيش ذات التجربة مرة أخرى.. يستحيل!!!



*************************



شقة آل مشعل
في أدجور رود
شارع العرب المعروف في لندن


شقة قديمة نوعا ما أجري عليها العديد من التعديلات والتجديدات
كان الجد مشعل هو من اشتراها منذ سنوات طويلة
ثم قرر أبناءه تركها كما هي.. وتكون لهم جميعا..وخصوصا أنه غالبا هناك أكثر من زيارة في السنة لكل واحد منهم
لإجراء فحوص طبية.. أو بغرض السياحة أو دراسة اللغة

من التعديلات التي أُجريت أنها فُصل بين صالة المدخل الواسعة وباقي البيت بباب
حتى تصبح هذه الصالة بمثابة مجلس للرجال لها حمامه الخاص
وللشقة مدخل آخر مع المطبخ
يستخدمنه النساء غالبا في حالة تواجد رجال في المجلس حيث مدخل الشقة الرئيسي
والشقة تتكون من أربع غرف نوم.. غرفتين رئيسية بحمامات خاصة
وغرفتين بينهما حمام مشترك

وهاهو راكان ومعه الفتاتان يصلون جميعا للشقة
راكان استأجر سيارتين من المطار
سيارة لحمل الحقائب من أجل حقائب مشعل وهيا
وسيارة كان يجلس فيها بجوار السائق والفتاتان في المقعد الخلفي

ما أن وصلوا..
ودخلوا
راكان نادى موضي وهو واقف عند الباب
موضي عادت له وهي ترد بحرج: لبيه

راكان بهدوء وهو يحافظ على مسافة فاصلة بينهما:
أنا بأروح لمشعل ويمكن أتأخر
لا تفتحون لأحد إلا للحارس.. أنا بأعطيه الحين فلوس عشان يجيب لكم أغراض
وشنطتي خلوها في المجلس
وهاكم خذوا رقمي سيفيوه عندكم
أي شيء تبونه دقوا علي

كل خطابه لها بصيغة الجماعة.. فهما كلاهما في مهمة طارئة
كل منهما يقوم بدوره في هذه المهمة
وأخر من يهمه في هذه المهمة
هو
نفسه!!!




#أنفاس_قطر#





من مواضيع العاااالي مستواها
0 ((خبزللفطورمقرمش00تفضلي))
0 "الإعلام الجديد" .. فوضى خلّاقة دون خطوط حمراء أم تصفية حسابات؟
0 حظر بسرعه
0 لعلك تبكي من خشية الله؟؟؟؟؟
0 **مشررررفه جديده بينكم**
0 (((حلا سهل جدااا على طريقتي)))
0 بنااااااات باركوووووليي روووووز رجعت بخيييير
0 سجلي حضووورك بقصيده من ااختيااارك
0 الروووومااااانسسسسيه تدخل بببببس
0 لمشرفات حوامل
0 تردين تضعفين بسرعه هذي نصائح لك
0 ###قصة فهد وفتون###
0 رمزيات للبلاك بيري2012
0 اغرب الاعلانات في العالم مصوره
0 بنااات فاقده بعض العضوااات00
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-06-2011, 12:37 PM   المشاركة رقم: 90
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




أسى الهجران/ الجزء السابع والسبعون

بيت مشعل بن محمد
الصباح الباكر

مشعل ولطيفة لم يناما مطلقا
فالأبوان قد يحتملان أي شيء إلا ماقد يصل إلى أذية أطفالهما
حينها تتحفز كل المشاعر والتفكير والخلايا
مشعل حين أخذ أبناءه معه لصلاة الفجر كالعادة
كان يسترق النظرات لمحمد
يشعر بألم حاد يتسلق روحه ويمزقها بوحشية
كان يراه مجرد طفل.. طفل حقيقي
لم يلحظ مطلقا أي تغير عليه
يتمنى أن يقتل أحدا ما في هذه اللحظة
أن يقتل من عرّف ابنه على السجائر.. فهو يعرف أن ابنه يستحيل أن يجرب التدخين من نفسه
لابد أن هناك من شجعه...
يتصاعد غضب كاسح في عروقه
من هو ؟؟ من هو؟؟

كان مشعل يتفحص ابنه بطريقة غريبة.. يتشممه
حتى أن محمدا لاحظ غرابة والده.. همس له بعفوية: يبه وش فيك؟؟

همس له مشعل بغموض: مافيه شيء يأبيك

عادوا من الصلاة
مشعل عاد لغرفته والولدان عادا للنوم

حين أصبحت الساعة 7 صباحا
مشعل همس للطيفة بنبرة حادة: يالله قومي ولدش
خلي نشوف سالفته
ناصر اليوم عنده موعد تركيب الساق ولازم أكون معه

لطيفة بعتب: الحين ولدي بروحي
ودامك مستعجل.. خلها لين ترجع

مشعل بذات الحدة: مستحيل .. هذا موضوع ما يتأجل
خلينا نشوف سالفته الحين
وإذا رجعت تفاهمنا

لطيفة توجهت لأبنها وأيقظته من نومه وطلبت منه أن يغتسل ثم يأتي لغرفتها
محمد استغرب هذا الاستدعاء.. فهو منذ كبر قليلا بات يخجل من دخول غرفة والديه

لطيفة عادت لمشعل الجالس في صالة الجلوس الخاصة بهما
بدا الاثنان كما لو كانا على وشك عقد محاكمة في حق الصغير

محمد طرق الباب ثم دخل بتردد
همست له لطيفة بحنان: تعال حبيبي

همس مشعل لها بخفوت من بين أسنانه: وش خربهم إلا لينش معهم ودلعش لهم

نظرت له لطيفة بنظرة عتب عميقة ولكنها وجهت الحديث لابنها الذي وصلهما وبدا مرتبكا ويشعر بالخجل
همست له بحنان: تعال اقعد جنبي

مشعل صمت.. لأنه يشعر أنه على وشك الانفجار..
رغم شخصيته الواثقة التي اعتادت على التصرف بثقة واحكام في كل شيء وبطريقة هي أقرب للبرود
ولكن تصل أن تصل المشاكل بهذا التعقيد لأبناءه يجد أن التوتر والغضب يجتاحانه بعنف

لطيفة تضع يدها على كتف ابنها وتحتضنه برقة وهي تهمس له بهدوء:
حبيبي حمود صح إنك تعرف إن الزقاير تجيب السرطان وأمراض القلب؟؟

محمد مستغرب (مقوميني من النوم.. عشان يعطوني درس في العلوم)
لكنه قرر مجاراتهما من باب الأدب: صح يمه

لطيفة بذات النبرة الهادئة: وانت عمرك شفت أبيك إلا عمانك وإلا خوالك حد منهم يدخن؟؟

محمد بنبرة استنكار حقيقية بها روح رجولة مبكرة: لا إن شاء الله
ما يدخن إلا الكمخة.. تكرم لحاهم

حينها مشعل انفجر ليمسك عضد محمد الهزيل وينتزعه من مقعده بيد واحدة بقوة وهو يصرخ فيه بغضب هادر: ويومك تدري إنه ما يدخن إلا الكمخة.. ليش تسويها؟؟

اتسعت عينا محمد برعب وهي تمتلئ بالدموع: والله ما سويتها.. والله ماسويتها

لطيفة وقفت وهي تخلص عضد محمد من يد مشعل الضخمة التي اخترقت عضده كالكلاليب وهي تهمس بدبلوماسية: حبيبي مشعل شفت أنه مستحيل يسويها مثل منت قلت لي

مشعل يشعر بالفعل أن أعصابه فلتت منه لذا جلس وهو يترك للطيفة التصرف
لطيفة أجلست ابنها الذي يشعر بألم في عضده عادت لتحتضنه وهي تمسح على شعره وتقول بلين: حبيبي ترا أبيك مايقصد يوجعك
بس هو متروع عليك عشان لقينا زقاير في أغراضك
من وين جات الزقاير ذي؟؟
إذا هي لك.. قل لنا.. وحن عاد حن في الأول.. والناس لهم سنين ويعرفون مصلحتهم ويخلون التدخين..والله العظيم مانسوي لك شيء

محمد بدأ في البكاء وهو يقبل كف أمه ويشهق: والله العظيم مهيب لي.. والله العظيم مهيب لي

لطيفة شعرت أنها تتمزق ودموعه تغرق كفها.. انتزعت كفها بحنو وهي تحتضنه بشدة وتهمس له: زين قل لي حقت من؟؟

محمد من بين شهقاته: والله العظيم إنها حقت راشد اللي معي في التدريب
كنا في التدريب أمس وقال لي دسها معك عشان أخيه الكبير يشك فيه ويفتشه
أنا والله إني كنت أبغي أقطها عشان ما أرجعها عليه.. بس نسيت

لطيفة كانت تنظر لمشعل وتشير له حتى يتحدث.. مشعل كان يشعر بألم عميق لأول مرة يجد نفسه عاجزا عن التصرف بمنطقية
ولأول مرة يؤلم أحدا من أطفاله ولذا يشعر هو بوجع جارح متشعب
مشعل نهض وجلس بجوار ابنه وهو يضع يده على رأسه ويهمس له بهدوء حانٍ:
اسمعني يا أبيك.. انت غلطان يوم خذت الزقاير من الولد وخليته يدس عن هله
والمفروض إنك جيت وقلت لي.. شفت يوم تدس علينا وش يصير؟؟
تخلينا نشك فيك ونتصرف معك تصرف أنت ما تستاهله

محمد ينهض ويقبل رأس والده وهو يقول من بين دموعه: آسف يبه والله ما أعيدها
أخر مرة أدس عليكم شيء

مشعل بهدوء: زين اليوم إذا وديتك للتدريب قل لي اسم الولد كامل بأخذ رقم هله وأكلمهم..
اللي مانرضاه لك .. مانرضاه لعيال الناس
والحين تبي تروح لغرفتك روح؟؟

محمد قبل رأس والدته ووالده ثم أستأذن وهو يمسح وجهه وأنفه المحمرين وخرج وأغلق الباب خلفه

فور إغلاق الباب نهضت لطيفة.. مشعل شد يدها ليجلسها
همست لطيفة بعتب: مشعل هدني
أنا الحين متضايقة..

مشعل بتأثر: زين حبيبتي خلينا نتكلم
لطيفة ابتعدت وهي تهمس: روح الحين مع ناصر
وإذا رجعت بأكون روقت.. ونتكلم
لأنه فيه كلام كثير بيننا..
عيالنا كبروا يا مشعل.. ومشاكلهم بتكثر
إذا أنت على أول مشكلة استسهلت إنك تهاجمني وتتهمني
تكون فيه فعلا مشكلة كبيرة بيننا تبي لها حل


**********************


لندن
مكتب التحقيق الرئيسي
وقت سابق

راكان يجلس مع مشعل للمرة الثانية خلال 3 ساعات

مشعل بهدوء: هاه وش صار؟؟
راكان بنبرة مطمئنة: إن شاء الله مافيه إلا الخير
تدري هم لحد الحين ماعندهم عليك شيء
اسمك في البلاك ليست.. لكنهم مهوب مصدقين إنه عشان الموضوع التافه اللي قبل 12 سنة
وعشانك عربي خايفين السالفة فيها سوالف الإرهاب الله يبلاهم في أنفسهم
يعني صدقني إن السالفة بس كم يوم يتأكدون من التحريات
ويرجعون لسجلات شرطة كامبردج وين ماصار التوقيف الأول
وبتطلع إن شاء الله
لا وأزيدك بعد.. المحامي يقول لو صدق سالفتك بس على موضوع الضرب
بينشال اسمك من البلاك ليست وتقدر تدخل بريطانيا بدون قيود

مشعل يبتسم: يا ابن الحلال خل نخلص منهم.. ماعاد أبي أشوف وجه بريطانيا بكبرها

راكان بهدوء: زين أنا مخلي البنات من بدري.. ولازم أرجع لهم

مشعل يستوقفه: زين راكان دام سالفتي مطولة كم يوم.. أبيك ولا عليك أمر تصدق شهادة مرتي من التعليم العالي
أبي أطلع نسافر على طول واشنطن.. تأخرنا على دراستنا

راكان يبتسم: صدق إنك مشتط.. ذا اللي أنت فيه وما همك إلا شهادة مرتك

مشعل مازال مبتسما وكأنه في رحلة استجمام وليس موقوفا مجهول المصير:
أفا عليك.. كل شيء عندي ولا بنت سلطان

يتنهد راكان بعمق وهو يغادر
(وأنا وش أسوي ببت عبدالله؟؟
يا سبحان الله.. أشهد أن القلوب تغير
هذي موضي جنبي.. وماني بقادر أحس فيها)


**************************


بيت فارس بن سعود
غرفة فارس والعنود
الساعة 6 ونصف صباحا


يرن جرس منبه هاتف العنود.. الذي نبهته بعد صلاة الفجر على موعد صحو فارس لعمله

كان فارس الذي كان نومه ثقيلا بعض الشيء مازال نائما
تطفئ العنود الجرس
ثم تميل لجانبها حيث ينام وتمعن النظر فيه وهو مستغرق في نومه
كم يبدو وسيما حتى وهو نائم
وسامته وصلت لحد الألم
ولكنها لا تجرؤ على إخباره بذلك
فهو يتحسس من هذا الموضوع وإثارته بأي شكل
كان هذا هو الحاجز الأول الذي بُني بينهما وتم الانتهاء من بنائه
وهاهي تخشى من ارتفاع الحاجز الثاني والحاجز الثالث والحاجز الرابع
غيرته... قسوته.. ثم كبتها وخوفها منه

ولكنها رغم كل شيء تشعر أنها سعيدة معه.. لأنه تعلم بعمق حبه لها
ولكن ما تخشاه أن تُدفن هذه السعادة يوما حينما لا يعود للحب معنى أمام القسوة والجبروت

مالت عليه لتقبله قبل أن توقظه ثم همست له بنعومة: حبيبي فارس
قوم الدوام

فارس همس بنعاس: وحدة ثانية وعقبه بأقوم

العتود باستغراب: أي وحدة؟؟

ابتسم فارس وهو يفتح عينيه الناعستين: نفس اللي عطيتني وأنا نايم

ابتسمت العنود: يعني ماكنت نايم؟!!

ابتسم: صحيت على أحلى شفايف

عادت لتقبيله ثم همست: يالله قوم يا الكسلان.. بأقوم أجهز ريوقك على ما تلبس

كان مازال مستلقيا وهي تميل عليه..مد سبابته ومسح خدها بظاهر السبابة بحنان
ثم همس لها: ياترى سامحتيني على ثقل دمي البارحة أو بعده خاطرش فيه شيء؟؟

العنود بنبرة فيها رنة أسى: خلاص حبيبي نسيت

فارس بألم: كنه اللي كنت تحذريني منه صار..
صرتي تخبين علي؟؟!!

العنود بعمق صادق: هذا أنت قلتها حذرتك منه
غصبا عني فارس.. صرت أخاف منك

فارس انتفض جالسا وهو يمسك بكتفيها ويقول بنبرة تأثر:
لا حبيبتي تكفين.. إلا إنش تخافين مني
كأنش تقولين لي إن روحي تخاف مني
وقلبي يخاف مني
وعقلي يخاف مني
وأنفاسي اللي أنتفسها تخاف مني
أشلون تبيني أعيش عقب؟!!!

غصبا عنها ابتسمت: المشكلة ما اقدر عليك ولا أقدر على كلامك اللي يذوبني

ابتسم ابتسامة شاسعة وهو يميل ليقبلها بعمق ثم ينفض الغطاء وينهض واقفا
وهو يقول: زين الليلة بنطلع نتعشا برا.. ولش مفاجأة عندي عقب


******************


مستشفى حمد
مبنى العيادات الخارجية
الساعة 10 صباحا

الطبيب انتهى من تركيب الساق لناصر وعلّمه طريقة تركيبها وفكها ثم طلب منه أن يقف
شعر نوعا ما بالغرابة وهو يقف بدون عكازين
كان يريد تناولهما.. ولكن الطبيب رفض وهو يطلب منه أن يقف لوحده ويبدأ بالحركة
كاد أن يسقط.. ولكن مشعل سارع إليه وأسنده وهو يقف جواره بقلق
همس له ناصر: خلني يا مشعل

مشى قليلا بين الحاجزين.. ثم تجاوز الحاجزين ومشى لوحده
كان لديه إحساس دائم أنه سيسقط
ولكن ثقته بنفسه وجسده الرياضي القوي ساعداه على التوازن وبسرعة قياسية
إحساس رائع وعميق ومذهل وهو يعاود الوقوف بثقة دون العكازات

همس له الطبيب بابتسامة: تقدر تستخدم العكازات لين تتعود على الساق

ناصر بابتسامة سعادة حقيقية: لا خلصت من العكازات.. بأمشي شوي شوي لين أتعود

وبالفعل كان يريد المشي بل والركض بلا توقف.. بلا توقف

ثم التفت لمشعل الذي كان مبتسما بسعادة ومساندة لناصر: يا الله يا أبو محمد
أبي اشوف أبي وأمي.. خليتهم وراي يحاتون

( أ ليس هناك شخص آخر تريد رؤيته يا ناصر؟؟!!)

الطبيب بمهنية: مبروك ساقك الجديدة.. وأهم شيء تتبع التعليمات اللي عطيتك إياهم
والأهم إنك ليليا لما تخلع الساق تدهن مكان البتر عشان ما يتحسس من ملامسة الساق
إذا استمريت على متابعة التعليمات بدقة.. إن شاء الله إنك بتكون مرتاح تمام

مشعل وناصر توجها بالشكر للدكتور وغادرا عائدين للبيت
ولكن قبل ركوب السيارة طلب ناصر من مشعل أن يطوفا قليلا في أروقة المستشفى ليمشي بساقه الجديدة التي ألفها بسرعة..
وهي تبعث في روحه إشعاع مختلف من السعادة.. لأنه سيعود بأذن الله إلى ممارسة حياته الطبيعية بصورة طبيعية

مشعل يبتسم لناصر: باطلع أنا وياك العصر نمشي على الكورنيش لو تبي أو روح أنت وفارس
بس الحين الشيبان أبيك وعمك جنونني اتصالات.. خلنا نروح لهم
في البداية مرا بالمجلس حيث كان محمد وعبدالله ينتظران بلهفة حقيقية رؤية ناصر واقفا بدون استخدام العكازات

عبدالله أصر أن يكون عشاء ناصر عنده الليلة احتفالا بوقوفه على قدميه
بينما مشعل كان يقسم أن يكون العشاء عنده
ولكن عبدالله كان من انتصر في حرب العزائم

بينما ناصر ينتظر انتهاء المعركة الكلامية للذهاب لأمه.. ولكن أذان الظهر فاجأهم
فقرر الصلاة أولا.. ثم التوجه لأمه


*******************


واشنطن
سكن الطالبات حيث تسكن باكينام

باكينام تتمدد في غرفتها رغم أنها عاجزة عن النوم
تشعر بألم فعلي ينغرز في جسدها كدبابيس مسنونة انغرزت في كل خلية من خلاياها
تشعر بمرارة الاهانة الموجعة ..تشعر أنها اُهينت جسدا وروحا
ويوسف استباح كل مافيها.. أنوثتها.. ثقتها في نفسها.. كرامتها
حتى حبها له استباحه بوحشية
ماعاد هناك ما يجمعهما ويجبرها أن تبقى معه
قررت أن ترحل بما تبقى من شتات إنسانيتها.. يكفي ماناله يوسف من روحها
ماعاد لديها استعداد لتقديم مزيد من التنازلات من أجل أي أحد

وهي غارقة في أفكارها رن هاتف غرفتها
التقطت الهاتف كانت مشرفة السكن تناديها أن تنزل

ارتدت ملابسها وحجابها ونزلت
حين وصلت للبهو الرئيسي
رأت ظهره العريض وهو جالس
شعرت بقشعريرة باردة تجتاح جسدها
عادت لغرفتها قبل أن يراها
اتصلت بالمشرفة في الأسفل وطلبت منها محادثة زائرها
حين سمعت صوته المتعب: ألو
شعرت أن شرايين قلبها تتصدع شريانا شريانا

ولكنها تجلدت وهي تهمس بثقة: اسمعني كويس يا يوسف
ما ترجعش تاني هنا
ولا حاولت تجبرني على حاجة.. أنت عارف احنا فين
تلفون صغير لـ 911 هتلائي نفسك متورط في جريمة اساءة تعامل
وأنت عارف هم متشددين أد إيه.. فمتجبرنيش أأزيك وأنت خلاص على وش تخرج
أنت مش هتستفاد من العند حاجة.. وأنا مستحيل أغير اللي في دماغي


********************


لندن
شقة آل مشعل
وقت سابق

الفتاتان غاية في التوتر انتظارا لعودة راكان بالأخبار
وهاهو يعود..
دخل من الباب الرئيسي واتصل بهاتف موضي حتى توافيه في المجلس

موضي حين أنهت الاتصال قامت لترتدي نقابها وعباءتها
هيا باستغراب: أنتي من جدش وإلا تستعبطين؟؟

موضي وهي تلبس: وشو اللي من جدي أو أستعبط؟؟

هيا بذات الاستغراب: إنش تبين تلبسين نقاب وعباة قدام رجالش؟!!

موضي بخجل: تونا متملكين مالنا يومين.. وعرسنا مابعد صار
تبين أفرّع قدامه.. ليه وجهي مغسول بمرقة؟؟

هيا أخيرا تبتسم: لا طال عمرش.. مغسول بخبال.. روحي له وأنتي بنقابش
طفشيه أحسن

موضي تنهي لبس نقابها: إذا بيطفش من نقابي.. خليه يطفش

هيا بهدوء: ما أقول فرعي قدامه.. تحجبي وكفاية

موضي بحزم: مالش لوا.. نقابي وعباتي علي قدامه لين نرجع الدوحة

ثم توجهت له طرقت الباب.. فتحته وتركته مفتوحا ووقفت عنده وهي تهمس: لبيه

راكان بهدوء: تعالي اقعدي.. خلني أقول لش علوم مشعل عشان تقولين لمرته عقب وتطمنينها

موضي بخجل: قل لي وأنا هنا

راكان يتفهم خجلها تماما وهو يقف ويتوجه ناحيتها: خلاص أنا أجي عندش

تراجعت موضي بحدة وهي تلتصق بالباب وكأنها تحتمي به من سطوة حضور راكان
وراكان يتوقف على بعد خطوة
ليخبرها بكل شيء ويطمئنها أن قضية مشعل لن تستغرق سوى أيام معدودة فقط

أشرقت عيناها بفرحة عميقة.. شعر راكان أنها تتسلل منها لعمق روحه ليبتسم بتلقائية لفرحتها

همست بنبرة سعادة طفولية شعر راكان بالجذل وهو يسمعها: بأروح أبشر هيا
ياقلبي بتجن من محاتاة مشعل


**********************


بيت محمد بن مشعل

ناصر يتوجه لبيت والده بعد أن صلى الظهر
كانت مريم ماتزال في عملها
لذا لم يجد إلا أمه التي أشرقت عيناها الباديتان من خلف برقعها بفرحة عميقة لا حدود لها وهي ترى ناصر يدخل عليها بدون عكازيه

ناصر يحتضن والدته ويقبل رأسها بحنو وهو يهمس لها بمحبة عميقة:
تكفين يالغالية لا تبكين.. دموعش الغالية خليها لشيء يستاهل

أم مشعل تمسح عينيها الغارقتين في بحر من الدموع وهي تهمس:
إذا ما بكيت وأنا أشوفك واقف قدامي.. ماعاد للدموع عازة

ناصر يعاود احتضان والدته : جعل ما يغدي لها عازة أبد
أمه تهمس باهتمام: خلني أشوف رجلك

ناصر يجلس ويجلسها جواره: اقعدي.. وأوريش
ثم يرفع طرف ثوبه عن ناحية قدمه اليسار ووالدته تحسسها بخليط من الألم والفرح
حزن على ساق ذهبت.. وفرح ناقص مبتور بساق تعوضه الحركة ولكنها تبقى جزءا غير فعلي من جسده..

تذكرت أم مشعل شيئا أنساها إياه فرحتها برؤية ناصر.. همست بعتب: ناصر وين مرتك؟؟

لم تغب مطلقا عن باله.. تشغل تفكيره حتى لو أنكر
همس بارتباك: خليتها في البيت

نهضت أم مشعل وهي تربت على كتف ناصر وتقول بذات نبرة العتب:
أنا بأروح أصلي الظهر..
وأنت روح شوف مرتك اللي تقول إنك خليتها وراك في البيت
وانتبه لمرتك يا ولدي.. ترا بنات عبدالله ذهب.. والذهب لو ضاع ما يعوض

ناصر شعر كما لو أن قلبه يعتصر بقسوة.. وأنه عاجز عن سحب أنفاسه
(وش فيها مشاعل؟؟ وش فيها؟؟)

توجه لبيته بسرعة.. وفتح الباب بسرعة ليتفاجأ بوجود عمته أم مشعل تصلي في الصالة
شعر بحرج شديد وتشويش.. نادى بصوت منخفض: مشاعل.. مشاعل

فوجئ أن من ردت عليه كانت لطيفة التي تأكدت من إسدال عباءتها
ثم عدلت وضع نقابها على وجهها وخرجت له من غرفته وهي تقول: الحمدلله على سلامتك يابو محمد

ناصر بقلق لم يظهر في صوته.. وعيناه تبحثان عن شيء ما خلفها:
الله يسلمش يأم محمد

لطيفة بفرحة حقيقية: والله ماني مصدقة شوفتش كذا قدامي الله يتم عليك عافيته

ناصر بهدوء رغم أن داخله يغلي قلقا غير مفهوم: مشكورة طال عمرش في الطاعة

يود أن يسأل عنها ولكن لسانه يلتصق بسقف حلقه جفافا وترددا

كان من تكلم هي أم مشعل التي أنهت صلاتها وأنزلت برقعها على وجهها وهي تلتفت له وتقول له بهدوء: الحمدلله على سلامتك يأمك

ناصر توجه لها وقبل رأسها وهو يقول باحترام: الله يسلمش يمه

أم مشعل بعتب عميق لم تخطئ أذنا ناصر نبرته الموجعة: ليش ما كلمتنا يأمك قدام تروح موعدك تعلمنا إن مشاعل تعبانة
مشاعل يأمك ضعيفة وأدنى شيء يمرضها
ناصر صمت.. لم يعرف ماذا يقول.. شعر بالمرارة والضآلة
والألم غير المفهوم يستمر في الانغراز بوحشية في قلبه
ماذا يقول؟؟ ماذا يقول؟؟

أنه يعلم أنها قضت ليلتها في غرفة باردة على بلاط بارد
وبدون أي غطاء أو حتى ملابس دافئة
أنه لم يرحم ضعفها ويأسها من قسوته وتسلطه
أنه لم يحاول حتى مجرد محاولة أن يكلمها ويطمئن عنها
أنه خرج صباحا دون أن يطمئن عن حالها وهو يعلم أنها لابد قضت ليلة مزرية تصارع وجع البرد والهجر والقسوة والأهمال
ماذا يقول؟؟ ماذا يقول؟؟
أنه تجرد من إنسانيته معها
لا ينكر أنه وقف مرارا أمام باب الغرفة وعلى وشك طرق الباب
ولكن ذكرى مقيتة كانت تعاود اكتساحه
هو يقف أمام الحمام في ليلة زفافه المشئومة.. يرجوها ويناشدها
ويبعثر وجعه أمامها دون أن ترأف برجولته وهي تصفعه برفضها له ونفورها منه

الآن عاجز عن الرد والكلام.. يشعر أنه صغير.. صغير
مفعم بضآلة مقيتة
انتزع كلمات ميتة من بين شفتيه: وديتوها المستشفى؟؟

لطيفة بأدب: وديناها.. معها نزلة شعبية.. الله يهداها ألف مرة قايل لها لا تسبحين وتخلين الدريشة مفتوحة
لأنه أقل برد يمرضها

(أهكذا قالت لكم؟؟
استحمت وتركت الباب مفتوحا
أ لم تقل لكم أنه زوجي الهمجي معدوم الإحساس
جرحني وأهانني ودفعني لقضاء ليلة في أحضان غرفة مثلجة
ستكون هي في احتواءها أكثر دفئا من أحضانه الصقيعية)

أردفت أم مشعل برجاء: أنا كنت أبي أخذها البيت أراعيها لين تصح وتشالى (تشالى=تطيب من المرض)
بس هي مارضت.. تقول ماتقدر تخليك
ياليتك ترخص لها يأمك.. وخص إنك ماشاء الله قطيت العكازات

شعور عارم بالمرارة يلتهمه.. أليس هذا ماكان يريده؟؟
أن يتخلص معها
وتحت عذر شرعي
ربما كان هو فوق ماتستحق
وربما كانت هي فوق ما يستحق
ماعاد يهم من منهما لا يستحق الآخر..
تفكيره مشوش للغاية.. ويشعر أنه يقف على أرض شديدة الهشاشة
وعشرات الأفكار القديمة والجديدة تنثر تفكيره في موجات عاتية

دخل إلى غرفته.. كانت تتمدد على السرير بضعف
لا يعلم لِـمَ رؤيتها بهذا الضعف تهز روحه بعنف لاسع..موجع
لطالما تسلحت بقوة رقيقة أمامه.. تحملت الكثير..الكثير منه طوال الأيام الماضية
بدت له دائما قوية حتى في ضعفها
ولكنه اليوم يراها غاية في الضعف.. وما عاد بها جَلد لاحتمال قسوته
وهو غير قادر على النسيان والمسامحة
عاجز عن تقبلها ومسامحتها ونسيان ما فعلته به
فقلبه مفعم بالسواد.. ومغموس بالمرارة
وفي ذات الوقت يرى أنه تجاوز الحد في القسوة عليها
تجاوز الحد كثيرا
يشعر بألم مر منها وعليها.. وكلا الألمين يتنازعان مشاعره بوحشية

همس بعد أن اقترب قليلا وهو يترك مسافة غير قليلة بينهما: مشاعل

حاولت الجلوس وهي تتسند بضعف وتستر كتفيها العاريين في غلالتها البيضاء وتهمس بخفوت معذب: لبيه

حينها رأته واقفا بدون عكاز.. أشرق وجهها المتعب بنور خاص
كان بودها أن تنهض لتحتضنه فرحا وتأثرا
ولكنها عاجزة عن القيام وهو لم يقترب منها
فرحة عميقة غزت روحها المرهقة من الهجر والقسوة
ولكن هذه الفرحة سرعان ما اُنتزعت منها بوحشية
وناصر يهمس بنبرة غير محددة الملامح:
مشاعل روحي مع أمش.. أنتي تعبانة.. وأمش تبي تراعيش

ثم أكمل بنبرة أكثر تمويها وغموضا:
والأحسن تقعدين هناك على طول


#أنفاس_قطر#





من مواضيع العاااالي مستواها
0 ((عاااده اصبحت معتااااده))
0 غرائب فن النحت على الاشجار
0 كيف تعرفين ان ما في رحمك هوا
0 كلمات من قلبي لصديقاتي في منتدانا الرائع00بقلمي
0 طريقة عمل عيدان التوت
0 دليل المستشفيات في المملكه
0 [مميز]~~موسوعة حبيبة ماما للاطباق الشهيه ~~
0 فساتين عرايس بين الفخامه والنعومه
0 ((أكبر موسوعه للسندوتشات))
0 ((تعالوا أخواتي العزيزااات00شاركونااا))
0 (((فهرس روايات منتدى الحوامل)))
0 ممارسة العنف ضد الازواج
0 كبسة مطعم الطازج
0 أغرب جسر في العالم
0 ((حلا مجربته يجنن00تفضلي))
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد منتدى ملتقى عضوات حوامل


الانتقال السريع


الساعة الآن 02:52 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 (Unregistered)

Privacy Policy - copyright

لا يتحمّل موقع منتديات حوامل النسائية أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في موقعنا، ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر .