
أود أن تكونوا جميعكم فى تمام الصحة والعافية
فى قول الله تعالى (فتلقى ءادم من ربه كلمت فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم * قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * يبنى اسرءيل أذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم وإيى فارهبون )
وفى هذه الأيات أختلف المفسرون فى تفسيرها ..
فعن رجل من بنى تميم , قال أتيت ابن عباس فسألته :قلت ما الكلمات التى تلقى سيدنا آدم من ربه ؟ قال : علم آدم شأن الحج..
وقال بن أبى نجيح عن مجاهد أنه كان يقول فى قول الله تعالى (قتلقى ءادم من ربه كلمت فتاب عليه) قال الكلمات :اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك , رب إنى ظلمت نفسى فاغفر لى إنك خير الغافرين , اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك , رب إنى ظلمت نفسى فارحمن إنك خير الراحمين ,اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك , رب إنى ظلمت نفسى فتب على , إنك أنت التواب الرحيم..
والله تعالى أعلى وأعلم..
وأن الله تعالى يتوب على من تاب وأناب , ويغفر الذنوب وهذا من لطفه بخلقه ورحمته العظيمة...
عن ابن بريده وهو سليمان عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لما أهبط الله آدم إلى الأرض طاف بالبيت سبعا , وصلى خلف المقام ركعتين , ثم قال : اللهم إنك تعلم سرى وعلانيتى فاقبل معذرتى , وتعلم حاجتى فاعطنى سؤلى , وتعلم ما عندى فاغفر ذنوبى , أسألك إيمانا يباشر قلبى , ويقينا صادقا , حتى لا أعلم أنه لن يصيبنى إلا ما كتبت لى .
قال فأوحى الله تعالى إليه , أنك قد دعوتنى بدعاء أستجيب لك فيه ولمن يدعونى به , وفرجت همومه وغمومه , ونزعت فقره من بين عينيه , وأجرت له من وراء كل تاجر زينة الدنيا , وهى كلمات عهد زإن لم يزدها..
رواه الطبرانى فى معجمه الكبير. .

ويقول الله تعالى مخبرا عما أنذر به آدم وزوجته وإبليس حتى أهبطهم من الجنة , والمراد الذرية , وأنه سينزل الهدى والكتب والأنبياء والرسل والبيان ,
(فمن تبع هداى ) أى من أقبل على ما أنزلت به من الكتب وأرسلت به الرسل (فلا خوف عليهم) أى أنهم من اتبع رضوان اله لا يضل فى الدنيا ولا يشقى فى الأخرة ولا يحزنون أبدا..
عن أبى سعد بن مالك بن سنان الخدرى قال (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون , لكن أقواما أصابتهم النار بخطاياهم , أو بذنوبهم فأماتهم إماتة حتى إذا صاروا فحما أذن الشفاعة ) رواه مسلم ..

ويقول الله تعالى آمرا بنى اسرءيل بالدخول فى الإسلام , ومتابعة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ..
واسرائيل هنا المقصود به سيدنا يعقوب عليه السلام , وهنا ذكر الله تقديره لهم
انه يابنى العبد الصالح المطيع لله كونوا مثل أبيكم فى متابعة الحق ..
اذكروا نعمة الله التى أنعم بها عليهم من نعم لا تحصى , وفجر لهم الحجر , وأنزل عليهم المن والسلوى , وأنجاهم من عبودية آل فرعون ..
وأوفوا بعهد الله الذى أخذه عليكم من أن تؤمنوا بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام , وأن الله تعالى سوف يوفى بعهدكم أى أنجز لكم ما وعدكم به بوضع ما كان عليكم من الذنوب وإدخالكم الجنة , والسعاده فى الدنيا والأخرة , وأخشوه..
وهذا إنتقال من الترغيب إلى الترهيب , فدعاهم إليه بالرغبة والرهبة , لعلهم يرجعون إلى الحق وإتباع الرسول (صلى الله عليه وسلم ) والإتعاظ بالقرآن..