سعوديات على خط الجبهة ضد الحوثيين
ساهمت خمس مصورات فوتوغرافيات سعوديات، في توثيق مهام مقاتلي الجنوب، إبان الحرب الأخيرة، التي دارت بين قوات الجيش السعودي، والمتمردين الحوثيين. السعوديات الخمس هن، عزيزة القرني، وزينب بوخمسين من المنطقة الشرقية، كما سلافة الفريح من الأحساء، وأماني الفوتاوي من المدينة المنورة، وإضافة إلى لمياء الرميح من المجمعة، اللواتي شاركن برغبة شخصية ودافع ذاتي، وبدعم القوات الجوية الملكية السعودية.
المصورات اللواتي خضن التجربة؛ تم عرض 60 عملا فوتوغرافيا من أعمالهن، في المعرض الضوئي الأول للقوات الجوية الملكية السعودية، بمقر جناح القوات الجوية الملكية السعودية الذي أقيم في (الجنادرية).
تحكي عزيزة القرني لصحيفة الوطن السعودية كيف سنحت لها التجربة في التعرف على نوعيات الطائرات المقاتلة، ومواقع تركيب المتفجرات في الطائرات، وكيفية تشغيلها تقنياً، ليتم تحديد الزوايا التي يمكن التقاط الصور منها. تروي عزيزة عن نوبات الخوف التي كانت تمر بها، كلما أقلعت طائرة نفاثة، بسبب الارتجاج الهائل لسرعتها وقوة الاهتزاز، وصوتها القوي الذي لا يحتمل سماعه، فيضع كل المتواجدين في الساحة سدادات الأذن لدى إقلاعها، كما تصف دخولها لطائرات تملؤها المتفجرات، بأنه "موقف قوي"، مبينة كيف أنهن كن يحضرن أثناء تركيب القنابل في أجنحة الطائرات، وهو موقف حمل قدرا كبيرا من الرهبة، ممازحة أنه كان يختلف كثيرا عن التجول في الحدائق وتصوير الزهور.
وتقنيا تحكي القرني عن رصدها وتوثيقها الفوتوغرافي فتقول "لالتقاط صورة إقلاع الطائرات النفاثة كان لابد من تركيب الكاميرات على إعدادات معينة، كالتصوير المتتالي أو (السلوت)، والذي يسمح بسرعة الغالق، وتجميد الحركة" موضحة أنه "في الكاميرات العادية لن يتمكن المصور إلا من التقاط خط في السماء، دون وجود الطائرة في اللقطة"، كما تعاملن مع التصوير في الظلام، أو أمام أشعة الشمس، باحترافية ودقة، كانتظار مرور الطائرة بين العدسة والشمس، بمدة قياسية وسريعة.
وعن المواقف الخطرة، التي مرت بها، تروي القرني كيف أن هواء مروحية إحدى الطائرات النفاثة دفعها بعيدا عن موقعها، أثناء وقوفها لالتقاط صورة إقلاع الطائرة، مضيفة "في إحدى اللقطات التي اجتمعنا لتصويرها، كنا نضع سدادات الأذن، مما منعنا من الاستماع إلى تحذيرات الضباط حتى آخر لحظة، مما جعلنا نهرب جريا من موقع التصوير في آخر دقيقة، قبل استدارة المروحية باتجاهنا".