أهلا وسهلا بك إلى منتديات حوامل النسائية.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا
العودة   منتديات حوامل النسائية > المنتديات العامة > ملتقى عضوات حوامل

ملتقى عضوات حوامل اهلاً وسهلاً بكن أخواتي عضوات حوامل في هذا الملتقى


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 06-06-2011, 12:39 PM   المشاركة رقم: 91
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




أسى الهجران/ الجزء الثامن والسبعون


واشنطن
سكن باكينام

سمعت باكينام صوت يوسف المتعب يصلها عبر الهاتف: ألو
شعرت أن شرايين قلبها تتصدع شريانا شريانا

ولكنها تجلدت وهي تهمس بثقة: اسمعني كويس يا يوسف
ما ترجعش تاني هنا
ولا حاولت تجبرني على حاجة.. أنت عارف احنا فين
تلفون صغير لـ 911 هتلائي نفسك متورط في جريمة اساءة تعامل
وأنت عارف هم متشددين أد إيه.. فمتجبرنيش أأزيك وأنت خلاص على وش تخرج
أنت مش هتستفاد من العند حاجة.. وأنا مستحيل أغير اللي في دماغي

يوسف بهدوء: جبانة

باكينام بغضب: أنا مش جبانة

يوسف يحاول استفزازها: لو مش جبانة.. مكنتيش استخبيتي مني
انزلي وكلميني وش لوش لو مش خايفة

باكينام بارتباك: مش عايزة أشوفك

يوسف بنبرة مدروسة: خايفة مشاعرك تخونك مسلا

باكينام بغضب: أنا نازلة دلوئتي

يوسف أغلق الهاتف وهو يبتسم بانتصار
كان قادما للتو من المستشفى
وأخذ عنوان سكنها من هناك
وعرف أن سبب انهيارها كان انهيارا عصبيا
استغرب كثيرا..
بكينام بقوتها وشراستها تنهار.. ولكنه لم يربط مطلقا بين سفره وانهيارها
بل توقع أن هناك ماحدث لها قبل أن تصل للمقهى لذا انهارت بعد الخروج منه
ولكن معرفته أنها قد تنهار تحت الضغط رقق قلبه بصورة تلقائية غير مقصودة عليها
وهو يتذكر ما تناساه
أنها تبقى أنثى ضعيفة..
وهو بالغ كثيرا خلال الأسابيع الماضية في الضغط عليها

كان غارقا في أفكاره حتى وصلت وجلست أمامه وهمست بهدوء حاد: نعم؟؟ عاوز تئول إيه؟؟

نظر لها بشجن عميق..
تمنى لو يستطيع زرعها بين أضلاعه..غمر وجهها بقبلاته
سكب مشاعره وحبه بين جنبيها وعلى مسامعها
ولكن

أي زوجين غريبين هما؟؟!!

يوسف بهدوء وهو يعتدل في جلسته: عاوزك ترجعي معاي لبيتك

باكينام بهدوء: أنا ماليش بيت هنا غير السكن ده

يوسف يحاول التزام الهدوء وهو يهمس من بين أسنانه:
باكينام بلاش شغل الجنان ده.. ازاي تئعدي في مكان وجوزك في مكان.. ايه المنطق ده؟؟

باكينام بألم حاولت إخفائه لكنها فشلت: أنته ماخليتش فيها منطق يا يوسف
أنا عمري ما تجرحتش من حد زي ما اتجرحت منك

يوسف بهدوء موجع: إزا على الجرح.. ومين جرح مين.. فأنتي كمان مش مئصرة

باكينام بعمق: ومادام كل واحد بيجرح التاني.. إيه اللي يجبرنا نستمر في الحياة دي؟!!

صمت يوسف
كان بوده أن يقول
(يجبرني أنني أتنفس هواكِ
أنك تدبين في عروقي
وتتغلغلين في روحي حتى أقصى جذورها)

ولكنه يستحيل أن يعترف لها بحبه... بينما هي تصفعه بخيانتها ورفضها
لن يحتمل رفضها حينها
لن يحتمل أبدا

تنهد بعمق: يجبرنا الرابط الشرعي اللي بيننا
هوا من الشرع أنك تعصيني وتخرجي من بيتك من غير إزني؟؟

حينها شعرت بألم عميق.. فهي مع نعمة الله عليها مؤخرا بتزايد تدينها
أصبح كل ما يمس تدينها يسبب لها رعبا خوفا من خدشه أو عصيان ربها

باكينام بألم: يوسف ربنا يخليك.. ما تمسكنيش من إيدي اللي بتوجعني
أنا مش طايئة أرجع لبيتك.. طلئني يا يوسف.. وخلي الاحترام بيننا

رغم ألمه العميق من صفعها له بطلب الطلاق بكل هذه البساطة دون أدنى مراعاة لمشاعره

همس بهدوء وهو يقف: أنا هسيبك ترتاحي كم يوم وهأرجع لك تكوني فكرتي
وافتحي تلفونك.. ما تسبينيش ئلئان عليكي
وفكرة الطلاء دي شيليها من دماغك.. لأنها فكرة مستحيل تحصل



***************************



بيت ناصر

حينما رأت مشاعل ناصرا واقفا بدون عكاز.. أشرق وجهها المتعب بنور خاص
كان بودها أن تنهض لتحتضنه
ولكنها عاجزة عن القيام وهو لم يقترب منها
فرحة عميقة غزت روحها المرهقة من الهجر والقسوة
ولكن هذه الفرحة سرعان ما اُنتزعت منها وناصر يهمس بنبرة غير محددة الملامح:
مشاعل روحي مع أمش.. أنتي تعبانة.. وأمش تبي تراعيش

ثم أكمل بنبرة أكثر تمويها وغموضا:
والأحسن تقعدين هناك على طول

مشاعل مصدومة تماما.. تعلم أنه حدد مهلة شهر أو شهرين لانفصالهما
ولكنها كانت تعتقد أنه مجرد تهديد لا يعنيه بحذافيره
ولكن أن يستغل مرضها كغطاء للإلقاء بها كشيء مهمل لا حاجة له به كان شعورا جارحا موغلا في الألم والإهانة

مشاعل بألم: يعني خلاص ركبت ساقك.. وماعاد لك حاجة فيني؟؟

ناصر لا يعلم أي قسوة غريبة تسيره: وماكان لي فيش حاجة قبل الساق أصلا
بس أنا قلت لش نبي ننتظر شهر أو شهرين
وخلاص الحين صار لنا شهر من تزوجنا.. وأشوفها فرصة ترجعين بيت هلش عشانش مريضة وعقب نتحجج بأي شيء تقعدين هناك لين..........

مشاعل قاطعته بذهول: تشوفها فرصة؟؟ لها الدرجة أنا كاتمة على قلبك؟!!

ناصر يتقدم حتى يصبح على القرب منها وهو يهمس بتهكم مصطنع: تقدرين تقولين كذا!!

مشاعل بنبرة ميتة تماما: ناصر أنا لو طلعت من بيتك مستحيل أرجع له

ناصر بقسوة: وماحد بطالب منش ترجعين

مشاعل بألم: ناصر أنا ما أستاهل منك اللي تسويه فيني
تحاسبني على خجلي وخوفي ليلة عرسي؟؟
أنا قدمت لك عقبها ألف دليل أني أبغيك وأبي أكمل حياتي معاك

ناصر بعمق متوحش: قلتها لش قبل يا بنت عمي
من عافنا عفناه لو كان غالي


مشاعل تحاول النهوض وهي تهمس بألم جرحها العميق: ماخليت فيها غالي يا ولد عمي

مع وقوفها شعرت بالدوار وكانت تريد أن تعاود الجلوس
ولكنها فوجئت بذراع قوية تسندها وتقربها منه
وهو يهمس لها من قرب قريب بنبرة غامضة: أنادي لطيفة؟؟؟

كان موقفا غريبا.. يطردها من بيته لتجد نفسها بين أحضانه
كانت الفرصة الأخيرة لكل منهما ليشعر بقرب الآخر.. يستنشق عبق رائحته وخصوصية عطره
لم يبحث أي منهما عن تفسيرات غبية.. يكفيهما أن يعيشا اللحظة التي لن تتكرر..
كان ينظر لتفاصيل وجهها بتمعن ..
تمنى بعمق ووجع أن يقبلها.. يتعرف على طعم شفتيها التي لطالما أسكرته وهو يراها ترف بعذوبة الفراشات حين تتحدث
وتمنت هي أن تسكن أضلاعه للأبد.. فهي تريده حتى آخر نبض وشريان فيها
ولكن الأمنيات ماتت قبل أن تتجاوز حتى أعماقهما اللا واعية إلى فضاء وعيهما..

نُحرت أمنياتهما على مقصلة غرابة البشر ورغبتهم الدائمة في تعذيب أنفسهم من أجل وهم كرامة هي أرخص بكثير من ألم قلبين يتعذبان دون سبب

كانت مشاعل من همست وهي تبعثر ماتبقى من كرامتها من أجل فرصة أخيرة معه: ناصر أقولها لك أخر مرة.. والله العظيم أنا أبيك..
ولو طلعتني من بيتك ماني براجعة له لو مهما صار..

ناصر أفلتها وهو يتأخر خطوة للخلف وينادي بصوت عالي:
يا أم محمد.. تعالي ساعدي مشاعل تلبس



*************************



بعد ذلك بساعتين
بيت مشعل بن محمد


لطيفة تصل من بيت والدها بعد أن أطمأنت على وضع مشاعل التي عادت لغرفتها المهجورة منذ حوالي شهر
وأكثر الناس فرحا بمرضها هذا سلطان لأن المرض أعادها إليه
لطيفة طبعا لاحظت اكتئاب مشاعل غير الطبيعي ولكنها أرجعته لمرضها
أطمئنت على أنها تغدت رغم أنها لم تكن تريد أن تأكل لولا أن جدتها ظلت تصر.. فأكلت من أجلها وتناولت دواءها وتمددت
بينما لطيفة عادت لبيتها ووعدتها أن تعود لها بعد صلاة العصر

وهاهي تدخل لغرفتها بعد أن تركت بناتها في غرفتهن بعد أن أبدلت ملابسهن
ومرت بغرفة ابنيها اللذين كانا مع والدهما وتغديا معه في المجلس
وجدتهما يلعبان أمام التلفاز.. تركتهما وانسحبت لغرفتها وهي تتنهد
فهي تعلم أن مشعلا لابد هناك
وهناك مواجهة تنتظرها لا يمكن تأجيلها

كان يجلس على الأريكة بيده جهاز التحكم ويتابع الأخبار
حين رأها تدخل.. كتم الصوت ووضع جهاز التحكم على الطاولة
والتفت لها وهو يقول بهدوء: تعالي لطيفة

لطيفة بذات الهدوء: إن شاء الله بس عطني خمس دقايق أغسل وأبدل وأجيك

أنهت مهمتها وهي تشعر بتوتر عميق
فمشعل خلال الثلاثة عشر عاما الماضية ومع تجاهله لها كأنثى لكنه كان يقدرها لأبعد حد كربة بيت وأم..
ولم يتهمها يوما بالتقصير في حق أولادها أو بيتها..
وأن يتهمها بالتقصير بعد أن تصافيا وتمازجا روحيا لأبعد حد كان شيئا جارحا لأبعد حد أيضا

تقدمت بهدوء وجلست جواره
مشعل تناول كفها واحتضنها وهو يهمس بهدوء عميق: آسف حبيبتي على اللي صار اليوم

لطيفة بهدوء: حبيبي أنا ما أبيك تعتذر.. لأنه الاعتذار مهوب حل

مشعل يسند كتفيه للخلف وهو مازال يحتفظ بكفها ويهمس بهدوءه المعتاد: ليه وين المشكلة؟؟

لطيفة برقة: المشكلة إنه أنت طول عمرك هادئ.. وطول عمرك تقدرني
وطول عمرك تتصرف في كل المشاكل بحكمة
جاء على موقف حمود وكل شيء أعرفه عنك اختلف
عصبت.. واتهمتني.. ثم خانتك الحكمة في التصرف لولا إنك تداركت نفسك في الأخير وتصرفت زين

مشعل بهدوء: أعترف إن الموقف كان صعب علي.. لأني ما تخيلت إن حمود يدخن.. كان موقف فوق تصوري

لطيفة تتنهد: وفرضا إنه سواها عقب كم سنة ودخن.. بتحل المشكلة بنفس العصبية اللي اليوم؟؟!!..
ما يصير مشعل.. تدري إن المراهق ما يعامل بالشدة
والطرف الثاني للمشكلة هل كل ماصار موقف صعب عليك تصوره مثل ما تقول.. بتتهمني إني مقصرة؟!!
وصارحني يامشعل هل أنت تشوفني فعلا مقصرة في حق عيالي؟؟

مشعل باستنكار: حاشاش... هي بس كلمة في ساعة غضب.. والله ماقصدتها ياقلبي.. وقلت لش آسف واعتذرت لش..خلاص
وأوعدش إنه لو صار مشكلة لأي واحد من عيالنا..أحاول أتحكم في أعصابي
أنا أصلا نادرا ما تخوني أعصابي.. بس شيء يلحق عيالي ماأستحمله
بس خلاص فكيها ياقلبي.. ما يهون علي شوفتش مكشرة وزعلانة

لطيفة تتنهد وهي تحاول رسم ابتسامة: خلاص حبيبي ماصار إلا خير
ومايصير إلا خير إن شاء الله



***********************



لندن
شقة آل مشعل
ذات الوقت ولكن توقيت مختلف
قبل الظهر بقليل


موضي وهيا في المطبخ تتناولان إفطارا متأخرا
هيا وموضي نفسيتهما رائقة تماما بعد أن بالغ راكان في طمأنتهما على مشعل

موضي تسأل هيا باهتمام: ياقلبي ياهيا من يوم جينا هنا وأكلش مهوب عاجبني
مشعل طيب وبخير وانتي مسوية اضراب عن الأكل

هيا بابتسامة: لا والله مهوب عشان مشعل.. بس ماني بمشتهية الأكل صار لي مدة.. طاري الأكل يلوع كبدي.. وهذا أنا أشرب شاي
ثم أردفت بتساءل: راكان مو كنه تأخر في النوم؟؟ مهوب متريق؟؟

موضي بتلقائية وهي ترتشف من كوبها: أصلا طليت عليه الصبح بدري مالقيته
شكله طلع من بدري

هيا بخبث: يا اللي ما تستحين رايحة تطلين على الرجّال..
ثم أكملت بتهكم: عسى ما نسيتي نقابش وعباتش بس؟؟

موضي ترقص لها حاجبيها: لا ما نسيت.. والرجّال رجالي وش حارق بصلتش؟؟

هيا تبتسم: أنتي قلتيها.. رجّالش.. صدق عبيطة..

موضي تبتسم: العبيطة فاتشة خشتها قدامي.. الله يعين مشعل عليش بس

هيا تنهدت: فديت الطاري.. تكفين موضي.. كلمي راكان أسأليه عنه..
وإذا كان ممكن نشوفه

موضي بحنين مشابه: بأسأله عنه.. بس الشوفة ما ظنتي يوافق لا هو ولا مشعل نروح له في مركز التحقيق

هيا بتأفف: أما عيال آل مشعل ذولا كلهم عاهات فكرية
وش فيها لو رحنا نشوفه في مركز التحقيق.. حد بياكلنا؟!!

موضي بابتسامة: والله هذا اللي الله عطانا... ذا العاهات الفكرية..

هيا بحنين عميق: فديت عاهتي الفكرية... ياني اشتقت له.. جعل يومي قبل يومه

موضي (بعيارة): عشتو.. ماعندش سالفة اللي مشعل يطيح رأسش

هيا (بعيارة) مشابهة: نشوف راكان لا طيح اللي في رأسك

موضي تحاول أن تجاريها: وأنتي كل شيء لازم تدخليني فيه أنا وراكان؟!!

هيا تنظر لها نظرة مباشرة: موضي قولي لي أنتي ليش متوترة كذا من راكان؟؟

موضي بوغتت تماما: أنا ؟؟ من اللي قال لش؟؟

هيا بعمق: مايحتاج حد يقول لي.. عندي عيون.. وماعندي حد غيرش أنتي وياه أسوي عليكم رقابة

موضي كأنها تنظر لما خلف هيا وهي تهمس بألم: بصراحة وبيني وبينش
أشوف أني أنا وراكان طرفين غير متكافئين في معادلة الزواج ذي لا شكلا ولا مضمونا

هيا تنهض لتضع كوبها على المغسلة وتغسله وهي تقول باهتمام: والمعنى؟؟

موضي بألم: يعني هو كشحصية وشكل رجّال يستاهل وحدة تكون توازيه
مهوب وحدة مثلي

هيا تبتسم وتعاود الجلوس بعد أن نشفت كأسها ووضعته في الدولاب:
تدرين إن هذا أغرب كلام سمعته في حياتي
بس ما ألومش أنا مريت بحالة مشابهة ومختلفة.. أنا ماقارنت نفسي في مشعل
قارنت نفسي فيكم أنتي وخواتش.. لقيت نفسي خسرانة المقارنة
وأعرف زين ألم المقارنات الفاشلة

موضي باستنكار: وليش تقللين من قدر نفسش.. وش فينا زود عليش؟؟

هيا ابتسمت وهي تقول: قولي الكلام هذا لنفسش

موضي تراجعت لهجتها الحماسية لتهمس بخفوت: شوفة عينش
راكان شكله ومضمونه شيء أكثر من اللي تستحقه وحدة مثلي

هيا تبتسم: صحيح هو وسيم ماشاء الله لكنها وسامة الرياجيل العادية يعني مهوب مثل فارس مثلا
وما أنكر صراحة إن هيبته مع طوله وعرضه ترج شويتين وتخوف
بس أنتي على الطرف الثاني ألف واحد مثل راكان وأحسن يتمناش
أنتي ذهب موضي.. والله العظيم ذهب.. ما أجاملش في وجهش
أنتي من بد خواتش من غير قصور فيهم ومع غلاهم الكبير في قلبي انتي اللي دخلتي قلبي وعششتي وتحكمتي
لش قدرة غريبة إنش تدخلين بين الواحد وروحه.. وتستولين على مشاعره بصورة طبيعية كأنها قدرة طبيعية أنتي تمتلكينها

موضي هزت كتفيها وهمست باستنكار مؤلم: كلام إنشاء

هيا وقفت وتوجهت ووضعت يدها على كتف موضي وهمست من قرب:
لا تخلين حياتش مع حمد تخرب عليش فرصة إنش تبدين حياة جديدة حقيقية
لانه أنتي مع حمد ما عشتي سعادتش بالسكن لنصفش الثاني
أنا لأني جربت هذي السعادة وعايشة فيها أقول لش لا تفوتينها على نفسش
حمد ماكان هو نصفش الثاني اللي الله كتبه لش.. والحين فيه حياة جديدة تنتظرك مع رجّال نادر لا تضيعينها يا موضي..

موضي همست بألم عميق جارح: حمد ما بقى لي حياة أعيشها
ولا بقى فيني أنثى أصلا عشان تعيش ذا الحياة..



**********************



قبل صلاة المغرب
على الكورنيش
الجو بارد ولكن غاية في الانتعاش


فارس وناصر يرتديان لباسين رياضيين ويركضان على الكورنيش
طولهما وألقهما لافت للنظر تماما

فارس يهمس وهو يلتقط أنفاسه: ناصر بسك ركض.. ضغطت على نفسك وأنت توك مركب الساق..

ناصر يشعر بضيق عظيم خانق منذ خرجت مشاعل من بيته وفي عينيها نظرة انكسار نحرت روحه بوحشية
كان بوده أن يوقفها.. يحتضنها..يُسكنها بين أضلاعه
يمسح عن ألق عينيها المتعبتين وجع نظرتها
يقول لها
(سامحي قسوتي أيتها الحمامة الوديعة
ربما هكذا كنا
أنتي حمامة.. وأنا صقر جارح محلق
والحمائم لا تساكن الصقور!!!
انفذي بجلدك مني
انفذي بما بقي من وداعة روحك قبل أن أنتهكها بوحشيتي
أجل أنا متوحش.. متوحش
وإلا من الذي يستطيع أن يقاوم أن يذوب أمام عذوبة أنوثتك إلا متوحش خال من الإحساس مثلي؟!!)

همس لفارس وهو يلتقط أنفاسه بدوره: لفة بعد.. لفة وحدة وخلاص

ابتسم فارس : بس ماشاء الله.. صدق اللي يشوفك مستحيل يصدق إنك تركض كذا على ساق صناعية

ناصر بعمق: يقطع من ناحية ويوصل من الثانية سبحانه عز وجل له ألف حمد وشكر

فارس يتذكر: يالله لفة ويكون المغرب أذن.. نصلي هنا ثم نلحق نرجع أتسبح وألبس وأصلي العشاء وأحضر شوي من عشاء عمي عبدالله..
ثم أطلع العنود واعدها نطلع نتعشى برا

ناصر يستعد للركض وهو يهمس: الله يهنيكم.. تقول قطاوة مطاعم أنت وياها

فارس يبتسم: قل أعوذ برب الفلق.. وعلى الطاري أنت بعد الليلة لازم تطلع أنت ومشاعل تحتفلون بساقك الجديدة بعد عشاك

ناصر بنبرة غير محددة الملامح: مشاعل تعبانة شوي وعند بيت أهلها

فارس بغضب: تدري ماعليك شرهه.. يعني لنا ساعة نركض وماطرا عليك تقول لي إن أختي تعبانة
خلاص بأروح لها الحين

ثم استدرك فارس وهو يقول بشبح ابتسامة: كذا يا نويصر تسبقونا
خيانة.. تزوجنا سوا.. المفروض نجيب عيالنا سوا

ناصر غصبا عنه كح من الحرج وهو يقول: الله يهداك وش عياله.. تو الناس

فارس وهو يخرج مفتاح السيارة من جيبه: صار لكم شهر.. بس بعد خونه أنت وياها
خلني لين أقول للعنود بس..

ناصر بهدوء: يا ابن الحلال والله العظيم مهيب حامل معها نزلة شعبية

فارس هاجمه القلق: ياكثر ما تمرض ذا البنية.. خلاص يالله نروح البيت
أمش معي نتطمن عليها

ناصر ارتاع: أنا.. لا لا.. بأروح بعدين..

فارس بهدوء: يا ابن الحلال تعال معي.. عشان ما تنحرج تدخل البيت بروحك
ثم أردف وهو يقطب جبينه: وإلا لا تكون ما تبي تشوف مرتك؟!!

ناصر اُسقط في يده.. موقفه سيبدو محرجا لو لم يزرها وهي خرجت اليوم مع والدتها وأختها وبدا الوضع أمام الاثنتين طبيعيا جدا

ناصر تنهد: خلاص بأروح البيت أتسبح وألبس ثم نروح سوا



********************



لندن
شقة آل مشعل
بعد صلاة العصر
الساعة الرابعة والنصف عصرا بتوقيت جرينتش
لندن في الشتاء تكون على توقيت جرينتش تماما
وفي الصيف يكون الفرق بين التوقيتين ساعة لأن الساعات تُقدم لساعة للتوقيت الصيفي


هيا وموضي تجلسان في الصالة الداخلية
تتبادلان الحديث
سمعتا صوت باب الشقة يُفتح

هيا بحماس: وأخيرا جاء رجّالش المبجل.. تكفين قومي إسأليه عن مشعل

موضي بحرج: خلي الرجّال يأخذ نفس.. ما يصير أول ما يدخل يلاقيني ناطة في وجهه

هيا تبتسم: أنتي مهوب بتقومين تلبسين عباتش ونقابش؟؟

موضي بتأكيد جازم ومرح في ذات الوقت: أكيد طبعا

هيا بذات الابتسامة: خلاص على ما تلبسينهم يكون خذ نفس وزيادة

موضي قامت لتلبس وهي تقول لهيا: لو أني أنا ما أبي أتطمن على مشعل أو كان مستحيل أروح له وهو ما دق علي

موضي لبست ثم توجهت للمجلس.. طرقت الباب..
جاءها صوته الفخم المثقل بالعمق: تعالي موضي

فتحت الباب وتقدمت لخطوة واحدة لتشعر بحرج كاسح وهي ترى راكان يتمدد على الكنبة وظهره مسند لطرف الكنبة وقدماه الحافيتان تتجاوزان طرف الكنبة الآخر
وأزرار قميصه العلوية مفتوحة بصورة تلقائية ولكنها سببت لها حرجا بالغا وهي ترى جزءا من عضلات صدره بارزا بوضوح
أنزلت عينيها وهمست: كنت أبي أسأل عن مشعل؟؟

راكان بهدوء: مشعل طيب.. تو تحقيقاتهم ما خلصت بس مهيب مطولة إن شاء الله

ثم أشار لمغلف أصفر يقبع على الطاولة أمامه:
وهذي شهادة بنت سلطان صدقتها خلاص.. اخذيها عطيها إياها

موضي لم تتحرك من مكانها وهي تهمس بخجل: بأخذها بعدين

راكان اعتدل في جلسته وتناول المغلف ونهض ليعطيها إياه لأنه فهم أنها تريد أن تبقى محتمية بالباب ولا تريد التقدم ناحيته

موضي تراجعت لتلتصق بالباب تماما وهو يمدها بالمغلف ويهمس بنبرة واثقة توحي بالعتب:
موضي تراني ما أعض

موضي صمتت بحرج بالغ
وهما يتبادلان نظرات مثقلة بسكون عميق والجو بينهما يُشحن بتوتر غير مفهوم
وكأن هناك شرارات عصية على التفسير تدور حولهما
هي تتأمل وجهه الوسيم المشبع بتفاصيل الرزانة وهو يتأمل عينيها المشبعتان بسحر غريب هو خليط من عمق وانكسار
راكان انتزع نفسه من أسر هذا الجو الغريب وعاد للجلوس مكانه بثقة هادئة

وموضي بقيت لثواني يلفها توترها وحرجها
بعدها قالت بخفوت: أحط لك غداء؟؟

قال وهو يعاود التمدد: أبي أنام بس.. قوميني قبل أذان المغرب ولا عليش أمر



***************************



بيت عبدالله بن مشعل
غرفة مشاعل
بعد صلاة المغرب

مشاعل منذ مجيئها من بيتها السابق عند الظهر وهي معتكفة في غرفتها
نزلت قليلا لجدتها عند الغداء
لأن جدتها أصرت أنها ستصعد لها إن لم تنزل هي
ثم عادت للاعتكاف في غرفتها
فما تشعر به من ألم أكبر من احتمالها
تشعر أن مسام جسدها تقطر ألما بقدر ما تشبعت كل خلية من خلاياه ألما ووجعا
أي ذنب مريع ارتكبته حتى تستحق هذه المعاملة من ناصر؟!!
تحاول أن تجد له مبررا ولكنها لا تجد أي مبررات
أ يكون للقسوة مبرر؟!!
أ يكون للتجريح مبرر؟!!
أ يكون لنحر الروح مبرر؟!!


رن هاتفها.. التقطته.. نظرت للشاشة ثم ردت بضعف: هلا فارس
..........................
تعال حياك لغرفتي ماعندي حد

اعتدلت في جلستها وهي تتناول جلالها وتضعه على ذراعيها لأنها كانت ترتدي قميصا قطنيا بدون أكمام

طرقات قوية على الباب
مشاعل بصوت عالي قدر ما يسمح لها ضعفها وطبيعتها: تعال فديتك.. ادخل

دخل فارس
ولكنه لم يكن لوحده..
كان معه شخصا آخر
شعرت حين رأته أن حرارتها المرتفعة أصلا ترتفع
أكثر وأكثر وأكثر!!





#أنفاس_قطر#
.





من مواضيع العاااالي مستواها
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس



قديم 06-06-2011, 12:47 PM   المشاركة رقم: 92
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




أسى الهجران/ الجزء التاسع والسبعون


بيت عبدالله بن مشعل
غرفة مشاعل

بعد صلاة المغرب
فارس يدخل للغرفة وناصر معه يخفي توتره العارم
مشاعل شعرت بصدمة حقيقية.. فهي كانت تعتقد أن اليوم قد تكون المرة الأخيرة التي ستراه فيها
رغم أساها العميق منه.. وجرحها النازف بسببه
ولكنها لا تستطيع انكار شعورها بفرحة شفافة غزت روحها وهي تراه يتقدم منها بصورة طبيعية جدا وخطوات واثقة ثابتة
سلما كلاهما
ردت السلام بخجل بصوتها المبحوح من المرض وفارس يميل عليها ليقبل رأسها بينما ناصر واقف في مكانه..
لم يكن في غرفتها سوى كرسي واحد لمكتبها
جذبه فارس وجلس عليه وهو يقول لناصر بصورة تلقائية:
أنت اقعد جنب مرتك
ناصر وجد نفسه مجبرا أن يجلس جوارها على سريرها وهي تزيح له مكانا بخجل
ولكن هذا لم يمنع عضده الصلب من الالتصاق بكتفها رغم تحاشي كلا منهما لهذا التلامس
ناصر كان ينظر حوله بتأمل.. لغرفة مشاعل قبل أن تصبح زوجته
ذوقها راق جدا وأنثوي لأبعد حد
غرفتها تشبهها تماما
غرفتها يشيع بها روح عذوبة مصفاة وبهجة احتواء ناعمة
شعر بألم غير مفهوم وهو يلتزم الصمت ونعومة بشرة مشاعل تحتك بعضده وهي تحاول أن تبتعد دون أن يلاحظ فارس..
وكل محاولة تبوء بالفشل..
فارس كان أول من تكلم وهو يقول بهدوء: سلامات ما تشوفين شر
ردت عليه مشاعل وهي تدعك أناملها توترا من هذا الملتصق بها: الله يسلمك
فارس يسألها: وش اللي معش بالضبط؟؟
مشاعل ردت بارتباك ودعكها المتوتر لأناملها يتزايد.. التوتر الذي لاحظه ناصر تماما: نزلة شعبية بسيطة
فارس باستفسار: وش منه؟؟
مشاعل بارتباك أكبر ومفاصلها أبيضت تماما من دعكها لأناملها: تسبحت وخليت الدريشة مفتوحة
فارس باستنكار: أنتي صاحية.. حد يتسبح ويخلي الدرايش مفتوحة وحن في شهر واحد؟؟!!
مشاعل تكاد تذوب ارتباكا وخجلا: عاد اللي صار
ناصر كانت عيناه بدون أن يشعر مثبتة على أناملها التي تكاد تتمزق من دعكها المتوتر لها
مد يده بدون أن يشعر ليديها ليمسكهما بقوة حانية وهو يهمس في أذنها: بسش مشاعل.. قطعتي إيديش
مشاعل شعرت بصدمة كاسحة.. ملمس يديه ثم همساته في أذنها شيئان فوق احتمالها
فارس حين رأى اللمسات ثم الهمسات شعر بالحرج وهو يقف ليخرج ويقول لناصر: أنت خذ راحتك.. أنا أتناك تحت عند جدتي
ناصر بجزع لم يظهر في صوته الهادئ: فارس وقف بأروح معك
ولكن فارس كان قد خرج وأغلق الباب خلفه
مرت لحظات صمت طويلة قطعها همس مشاعل المبحوح:
ناصر خلاص فك يدي.. فارس طلع من زمان
تفاجأ ناصر أنه مازال يمسك يديها كلتيهما بيده.. أفلتها وهو يقف ليجلس على كرسي فارس
والصمت يعود ليسيطر على الجو المشحون بينهما..
وهما يتبادلان نظرات عميقة وكأن كل منهما يريد أن يحفر تضاريس ملامح الآخر في ذاكرته
هي شعرها الحريري القصير يسترسل حول وجهها في هالة تحيط بخديها المحمرين من أثر الحمى
تلف ذراعيها بجلال أبيض وكأنها حمامة بيضاء أنهكها الطيران فحطت أرضا لترتاح فأغتالتها أحزان الأرض
وهو كان متأنقا في ثوب شتوي داكن مع غترة شال.. كانت تنظر حتى لقدميه الحقيقية والصناعية وهما في حذاء جلدي ثمين أغمق من لون الثوب بدرجة أكمل أناقته اللافتة
(هل تأنق هكذا لزيارتي؟!!
من المؤكد لا..
ربما هو ذاهب لمكان ما بعد أن يخرج من هنا
أين سيذهب وعشائه الليلة عند والدي؟؟)
أخيرا تكلم ناصر وهو يهمس بعمق: بيضايقش لو جيت أزورش من وقت للثاني؟؟
عشان أهلنا ما يلاحظون
مشاعل بهتت.. بـــهـــتـــت
فهي مصدومة بعنف بطلبه غير المتوقع وغير المعقول
ردت بألم مصدوم: مافيه داعي ناصر.. دامك ناوي تنحرني.. ليش تطول في السالفة
البهيمة اللي هي البهيمة حرام تعذيبها قبل نحرها.. وأنا بنت عمك.. ارحمني شوي
قل لأهلنا ماصار بيننا توافق وخلاص
ناصر لا يعلم أي جنون وتناقض يسيره: مهوب الحين..
لا يعلم حتى ما السبب الذي دفعه لطلب رؤيتها مرة أخرى..
شعر أن شيئا عميقا في مشاعره انتفض وتحرر فيما يشبه الثورة الحقيقية وهو يراها في مكان آخر غير بيته...
وهو يراها في مكانها القديم قبل أن تصبح زوجته
شعر أن نبضات قلبه تتصاعد بشكل هستيري وهو يتمعن في كل تفصيل من تقاصيلها
ووجودها ينسفه بشكل غير مسبوق عاجز هو عن تفهم غرابته
شعر أنه عاجز عن التنفس بحضرتها.. وقلبه يكاد ينفجر من الألم..
ولكن الغريب أنه يشعر بالحرية أخيرا
يشعر أنه حر فعلا.. ومشاعره تتحرر وناصر القديم يعاود الإطلال برأسه
مشاعل أجابته بعتب عميق مشبع بالألم: حرام عليك تعذبني وتهيني كذا يا ناصر
ناصر وقف ليهرب من أسر مشاعره التي فاجأته واكتسحته في سيل متتال من الصدمات..
والتي شعر بصداع حقيقي وهو يحاول مقاومتها أو حتى مجرد تفهمها..
همس بثقة أخفى خلفها طوفان مشاعره الكاسح: أستأذن.. تبين شيء؟؟
مشاعل باستغراب متألم: أبيك ترسيني على بر.. أنا ماني بلعبة عندك..
ناصر فتح الباب ليخرج وهمس لها هو عند الباب: لو احتجتي شيء دقي علي
مشاعل غاية في الاستغراب..
اليوم عند الظهر طردها من منزله.. وبعد المغرب يأتي لزيارتها وكأن شيئا لم يكن
أي تفكير مجنون يخطر بباله؟!!
وأي غرابة تسيطر على أفكاره؟!!
ولكن ليفكر ما يشاء
فهي على كل الأحوال يستحيل أن تعود له
فإذا كان قد قال (من عافنا عفناه لو كان غالي)
فهي قالت ( لو طلعت من بيتك مستحيل أرجع له)
************************
لندن
مركز التحقيق الرئيسي
مشعل يتمدد وهو ينظر للسقف
نعم هو متجلد لأبعد حد ويعتبر أن ما يمر به هو مجرد أزمة ستمضي
وليس هو من يعجز عن مواجهة الأزمات
ولكن إحساس الظلم إحساس مؤذ
أن يتعرض للاتهام والظلم هو وكل عرقه العربي وكأنهم يتعرضون لحملة اتهام عالمية تحصرهم في زاوية مظلمة
أن تُختزل كل عظمة المسلمين والعرب وتاريخهم العريق في خندق اتهام مفصل جاهز اسمه "الإرهاب"
ويُجند كل إعلام العالم في حملة منظمة مقصودة لتعزيز هذه الصورة وتكثيفها حتى يصبح الإرهاب رديفا لاسم كل عربي ومسلم
لتغطية جرائم حكومات معينة وإبعاد النظر عنها
كل هذا كان مؤذيا لروحه الوثابة المشبعة بالإيمان.. يعلم أن راكان طمئنه أن الوضع مؤقت وسيحل الأشكال
ولكن كم من المظلومين ذهبوا في اتهامات ظالمة وانتهى مستقبلهم على عتبة الظلم الغير قابل للنقاش
ماذا لو اخترعوا له تهمة وخصوصا أنه له سابقة عنف مثبتة في ملفاتهم
لمن يترك أسرته؟؟
سلطان مازال صغيرا.. ووالده رغم قوته ولكنه يزحف للشيخوخة
والدته العميقة الصامتة الحنونة.. هل يُكتب عليها حزن تتجرعه بصمت؟!!
ريم مازالت صغيرة..
وهيا؟؟
هيا لمن يتركها.. لن تحتمل مطلقا.. فهي تعبت من الحزن واليأس والفراق
وشقيقاته المتزوجات من سيقف جوارهن لو تعرضن للضيم من أزواجهن
آلاف الأفكار المؤلمة والهموم تزاحمت في عقل مشعل الذي يحمل هموم غيره قبل همه
تنهد بعمق
ثم نهض ليتناول المصحف الذي أحضره له راكان
ويبدأ في تلاوة عميقة
تلاها دعوات عميقة لله عز وجل أن يفرج همه ويشرح صدره
**************************
قبل المغرب بتوقيت لندن
شقة آل مشعل
هيا بودها أن تقول شيئا ولكنها مترددة
جلست بجوار موضي ثم عاودت النهوض
موضي بغيظ: تراش حولتيني.. في بطنش علم.. خلصيني
هيا بارتباك: خلينا نروح الصيدلية
موضي باستغراب: ليش الصيدلية؟؟
هيا بهمس: يا أختي أنا أدل هنا عدل.. بأطلع أنا وياش شوي ونرجع
أبي لي شغلة
موضي بخبث: اللي هي؟؟
هيا بخجل: تيست حمل
موضي قفزت وهي تصرخ بفرح مجنون: يا الخايسة وتوش تقولين
من متى؟؟ من متى؟؟
هيا بخجل عميق: فضحتيني.. راكان سمع صياحش..
أخر دورة شهرية جاتني في واشنطن تاريخ 13/12
واحنا الحين في أخر شهر واحد.. ودورتي كانت منتظمة مثل الساعة
موضي تضحك بفرحة عميقة: لا وكبدش لايعة عليش.. ومنتي مشتهية الأكل
ودمش ثقيل... يعني حامل بدون شك..
بس مايضر خلنا ننزل ونجيب تست وإلا نروح دكتورة أحسن؟؟
هيا بخفوت: تيست يكفي.. وعقب بأروح للدكتورة لا طلع مشعل.. عشان أسالها عن السفر
موضي بتأثر: فديته مشعل يا هو بينبسط.. لا تقولين له لين يطلع.. خلي فرحته فرحتين
هيا بتأثر مشابه: خله يطلع بس
موضي قامت تلبس عباءتها ونقابها: بأروح أصحي راكان وأستاذنه على ما تلبسين أنتي
موضي توجهت للمجلس.. فتحت الباب بهدوء وأطلت برأسها
كان يتمدد على الكنبة ويده تغطي وجهه همست موضي بهدوء خجل: راكان راكان
راكان أزال يده عن وجهه وصوته الناعس بدا لها مؤلما في رجولته: خلاص قايم قايم
موضي بتردد: ماعليه راكان بأنزل أنا وهيا شوي نبي الصيدلية؟؟
راكان استوى جالسا وهو يقول بثقة: انتظري دقايق ألبس وأوديكم
موضي بارتباك: مافيه داعي راكان.. احنا بنروح مشي للصيدلية القريبة وبنرجع
راكان بذات الثقة والهدوء: موضي قلت انتظري دقايق.. بألبس الحين وعقب بأرجعكم هنا وأروح للمسجد
موضي تراجعت وهي تهمس باستسلام: خلاص منتظرينك..
****************************
بيت فارس
الساعة 11 مساء
فارس والعنود يدخلان غرفتهما بعد عودتهما من العشاء في الخارج
فارس يخلع غترته ويهمس لها بنبرة خاصة: يعني ما سألتي عن المفاجأة؟؟
العنود تخلع عباءتها وترد بخجل: شفتك سكتت.. قلت يمكن نسيت
فارس يبتسم: أنا لو وعدت بشيء ما أنساه
روحي افتحي الدرج اللي جنب سريرنا
العنود توجهت للجارور وفتحته واستخرجت تذاكر سفر منه
ابتسمت: شنو يعني؟؟ بتسفرني؟؟
ابتسم فارس: شنو أسفرش ذي.. لا تكونين هندية هاربة من كفيلها
العنود تبتسم وتقرص خده: ياملغك بس
زين وين بنسافر؟؟
فارس بهدوء: أنتي باقي لش حوالي أسبوعين لين ترجعين للدراسة
واحنا ماسافرنا مكان
والدنيا الحين كلها برد
فأنا قلت يا ماليزيا يا تركيا.. أهون شوي
بس أدري إنش سافرتي ماليزيا كم مرة.. قلت خلاص نروح تركيا ولو أنها أبرد الحين من ماليزيا..
وش رأيش؟؟
العنود تسند رأسها لصدره وتهمس برقة: أي مكان معك حلو
ثم رفعت رأسها وهمست باهتمام صادق: زين وأمي وضحى؟؟ بنخليها؟؟
فارس احتضنها بشدة وهو يتأثر بعمق من اهتمامها بالسؤال عن والدته:
فديت اللي مانست أم فارس
أمي قلت لها وكنت أبيها تروح معنا بعد.. بس هي مارضت
تقول فرصة تقعد عند خالي سعد وعياله.. كاسرين خاطرها
يوم يشوفونها كنها نازلة عليهم من السماء
*************************
الدوحة
مابعد منتصف الليل
بيت ناصر
أطال ناصر السهرة لأنه كان يتجنب عودته للبيت
وكان ينكر حتى على نفسه سبب هذا التجنب
كان يبحث لنفسه عن أعذار غير السبب الحقيقي
أنه لا يطيق فكرة البيت من غير وجودها
ولا يتخيل زواياه دون حركتها العذبة في أرجاءه
دخل البيت بخطوات مترددة
مازالت رائحة عطرها تعبق في الجو أو ربما يتخيل ذلك!!
دخل بخطوات أكثر ترددا للغرفة
ما زالت كل أغراضها موجودة..
عطورها على منضد التسريحة
ملابسها في الدولايب
بعد فترة ما سيختفي كل هذا
بالتأكيد ستأخذ كل أغراضها بعد انفصالهما
انتفض بعنف
"انفصال!!"
ويختفي كل ما يخصها من حياته كأنها سحابة صيف مرت واختفت؟!!
مشوش لأبعد حد.. مازال عاجزا عن مسامحتها على ما فعلته به ليلة زواجهما
ولكنه يحتاجها.. يحتاجها
يحتاجها حتى آخر قطرة في دمه.. وآخر نفس في صدره
أي تناقض يعيشه؟!!
أي تناقض؟!!
تنهد بعمق وهو يخلع ملابسه ثم يتوضأ ويصلي قيامه
تمدد بعدها على سريره وهو يخلع ساقه ويضعها جواره
إنها الليلة الأولى مع ساقه الجديدة
والليلة الأولى بدون مشاعل
ليلة باردة.. لن تدفئها كل سيقان العالم الحقيقية والصناعية بدون تلك الضئيلة الرقيقة
تناول هاتفه.. فهو مستمر في جنونه وتناقضه...
اتصل برقم معين.. جاءه بعد لحظات صوتها مرتبكا متعبا: هلا
ناصر بهدوء: هلا بش.. أشلونش الليلة؟؟
مشاعل بصوت مستنزف من التعب والارتباك: أحسن.... ناصر فيه شيء؟؟
ناصر يهمس بهدوء: مافيه شيء.. حبيت أتطمن عليش.. صحيتش من النوم؟؟
مشاعل بحزن: ما نمت أصلا
ناصر يعدل وضع المخدة وراء ظهره وهو يهمس: وليش ما نمتي؟؟
مشاعل بذات النبرة المثقلة: أعتقد أنت آخر واحد يسأل.. لأنك عارف
ناصر لا يعرف هو نفسه ماذا يريد: ماني بعارف.. عرفيني
مشاعل بألم: ناصر أنت وش تبي مني؟؟
ناصر ببوح حقيقي: تبين الصدق؟؟ والله ما أدري وش أبي.. اشتقت أسمع صوتش فاتصلت بدون تفكير
مشاعل مصدومة: ناصر من يوم أنت رجعت من السفر لك أكثر من 3 أسابيع
وما كنت طايق تكلمني
الحين مشتاق لصوتي؟!!..
ناصر يبتسم رغم غرابة الموقف: أدري شيء غريب.. بس هذا اللي صاير
وتبين تسمعين شيء أغرب؟؟
مشاعل بحذر: اللي هو؟؟
ناصر بعمق: ما أبيش تأخذين شيء من أغراضش.. خليهم عندي
مشاعل باستغراب: ناصر أنا قلت لك لو طلعت مستحيل أرجع.. فايش اللي بيخلي أغراضي عندك؟؟
ناصر يبتسم باتساع: مهوب قلت لش شيء أغرب
مشاعل ابتسمت بتلقائية وهي تشتم رائحة ابتسامته في صوته لتسأله سؤالا أكثر غرابة:
وإذا أنت تزوجت.. أشلون بتبرر للزوجة الجديدة أغراضي وملابسي عندك؟؟
يتمدد ناصر وهو يسند رأسه للمخدة ويحتضن هاتفه وهو يعلم أن الحوار الغريب سيطول
يقول بابتسامة: بأشرط عليها أغراضش تقعد
مشاعل عادت للحزن وهي تهمس: يعني تبي الأغراض وأنت مابغيت صاحبتهم؟!!!
ناصر يمد يده للمكان الخالي جنبه ويلمسه بحنو واشتياق
ثم يهمس بعمق: تدرين إني ماني بقادر أنام وأنتي منتي بجنبي
مشاعل صعقت.. يبدو كما لو كان من يحاورها شخصا آخر غير ناصر الذي عاشت مع قسوته ونفوره طيلة الأيام الماضية
مشاعل بحرج بالغ: ناصر أشفيك الليلة.. منت بطبيعي
ناصر يبتسم: بالعكس أنا الليلة طبيعي جدا.. هذا أنا ناصر مثل ما أعرف نفسي
مشاعل بألم: وناصر اللي طردني من بيته وحياته.. أي ناصر كان؟؟
ناصر بضيق: ناصر الثاني اللي شوفتش في بيته طلعت كل عيوبه
مشاعل بألم: ناصر أنا قلت لك أكثر من مرة أنا ماني براجعة.. فليش تسوي كذا فيني؟؟
ناصر بعمق: وأنا ما أبيش ترجعين.. وماقلت لش روحي لبيت هلش وأنا أبيش ترجعين
مشاعل باستغراب: زين وليش تتصل فيني؟؟
ناصر بابتسامة: وأنتي ليش تردين علي؟؟
مشاعل بخجل: ما أدري
ناصر بإبتسامة: وأنا ما أدري..
همست مشاعل في اتجاه آخر : تعشيت زين؟؟
ناصر بنفي: لا.. ولا حتى تغديت.. الليلة جلست مع الرياجيل على العشا مجاملة لعمي بس ماقدرت أكل
مشاعل بعتب: وزين ليش كذا؟؟
ناصر بصراحة غريبة: متضايق وما أشتهيت أكل
مشاعل بقلق: وش اللي مضايقك؟؟
ناصر بعمق: يعني ما تدرين
مشاعل باختناق موجع: ناصر حرام عليك اللي تسويه فيني
ناصر بأسف عميق: صدقيني ما أقصد أضايقش.. أنا نفسي ما أدري وش اللي فيني
ثم أردف في بوح أعمق:
من يوم طلعتي من البيت وأنا مثل المجنون.. وكل زاوية في البيت تذكرني فيش
لكن في نفس الوقت ما أفكر أبد أرجعش
أدري جنون غير معقول.. بس هذا اللي صاير
أنتي وأنتي قدامي في البيت يرجع لي كل ذكريات نفورش مني.. أحس ما أقدر أسامح أو أتقبل
لكن من لما طلعتي من البيت وذكراش تعذبني..
مشاعل بألم عميق: يعني تبي تعيش مع ذكراي وتشوف أغراضي وتسمع صوتي
لكن أنا كمخلوق حقيقي متجسد لا؟!!
ناصر بعمق: جرحتش.. صح؟؟
مشاعل بعمق مشابه: جرحتني شوي على اللي سويته فيني.. لكن خلاص ماعاد يهم
ناصر بشفافية: أنا آسف والله آسف
مشاعل بشفافيه مشابهة: وأنا آسفة والله آسفة على اللي صار في ليلة .....
قاطعها ناصر بحدة: مشاعل لا تذكريني
مشاعل بارتباك وخجل: أنا آسفة
ناصر يتنهد: خلاص لا تعتذرين.. أنا طولت عليش واجد.. وأنتي تعبانة
صمتت بخجل.. ماذا تقول؟؟ أنها لا تريد أن تنتهي هذه المكالمة الغريبة التي أشعرتها لأول مرة بأنها امرأة متزوجة فعلا
وإن كانت متزوجة بطريقة غريبة
ناصر همس: تدرين إنه بكرة أول يوم دوام عندي
كنت أتمنى أصحى على صوتش
مشاعل بعذوبة: خل تلفونك جنبك وأنا بأصحيك
أي غرابة مستعصية تجمع هذين المخبولين؟!!
ناصر ابتسم: أكيد؟؟
مشاعل برقة: أكيد
ناصر بحنان: خلي بالش من نفسش وتصبحين على خير
مشاعل بخفوت: وأنت من أهله
انتهى الاتصال
ولكن الأفكار بدأت وتعمقت
كل واحد منهم تمدد على سريره وتفكيره في مكان آخر
وشبح ابتسامة تلوح على الشفتين بينما القلب غارق في أساه
مرت دقائق وكلاهما غارق في تفكيره
حتى انتفض هاتف مشاعل إعلانا لرسالة قادمة
تناولت مشاعل هاتفها وأشتعل وجهها احمرارا وهي تقرأ مضمون الرسالة وتهتف في داخلها
(ناصر أكيد استخف.. والله العظيم مهوب طبيعي)
"تدرين إن ريحتش اللي تدوخ معبية مخدتش
والمخدة الحين في حضني
أشم فيها ريحة أميرتي اللي ماقدرت أحضنها
واللي بأموت عشان أحضنها صدق"
****************************
مرت خمسة أيام على الأحداث السابقة
انتهت التحقيقات المكثفة في قضية مشعل
وتأكدوا أن قضيته لا تتجاوز المشاجرة قبل 12 سنة
وهو حينها كان دون السن القانونية لأنه كان في السابعة عشرة
لذا فلا أساس أصلا لمنعه من دخول بريطانيا
والمحامي الذي كلفه راكان بالقضية كان محاميا شهيرا وبارعا
وأستطاع أن يستصدر حكما بإزالة اسم مشعل من القائمة السوداء
والسماح له بدخول بريطانيا دون قيود
لذا فخروج مشعل سيكون من التوقيف سيكون اليوم
وعودة موضي وراكان للدوحة ستكون غدا
وكذلك عودة مشعل وهيا لواشنطن ستكون غدا
هيا تأكدت من حملها.. وذهبت للدكتورة وأجرت فحوصات كاملة حتى تتأكد من وضعها قبل السفر
لأنها علمت أنه لا وقت لديها بعد خروج مشعل من التوقيف لأنها سيسافران فورا في اليوم التالي
هيا وموضي أصبح بينهما مساحة أوسع للبوح
وموضي اكتشفت أن هيا تعرف الكثير عن علاقتها بحمد وضربه لها
وتعرف عن علاج حمد في مصر
مما جعل العلاقة بينهما مفتوحة للحد الأقصى
موضي وراكان مازال الحال كما هو عليه
رفيقا سفر لطيفان شهمان مستعدان لتقديم المساعدة حتى آخر نفس
ولكن بينهما لا شيء خاص مطلقا
سوى خجل موضي في حضرته
واحترامه المبالغ فيه لها
وشرارات غريبة تنطلق حال تواجدهما في ذات المكان!!!!!!!
فارس والعنود مستمعان برحلتهما في اسطنبول
علاقتهما بين حب مصفى وقسوة فارس التي لا تلبث أن تبرز مع أبسط موقف
ولكن العلاقة بينهما تتعمق بتجذر
فارس بات مولعا بها لدرجة الوله الخيالي.. ولكنه يغار عليها بصورة غير طبيعية
والعنود باتت مشاعرها تتعمق ناحيته أكثر واكثر
فرغم قسوته التي تجرحها.. لكنها لا تستطيع أن تنكر أنه يغرقها في بحر مشاعر شديدة العمق والدفء والاحتواء
عائلة آل مشعل في الدوحة لا أحد منهم علم بما حدث لمشعل
إلا مشاعل
فهي اتصلت بموضي وأصرت عليها أن تخبرها لأنها تعلم أن هناك شيء ما حدث لمشعل
أخبرتها موضي وطمئنتها أن الوضع مؤقت وطلبت منها الكتمان
باكينام ويوسف
باكينام مازالت في السكن
يتصل بها يوسف فترد عليه بفتور واقتضاب
(كيف حالك؟)
(بخير)
وتنتهي المكالمة
أما المعضلة الغريبة غير المعقولة فهي وضع ناصر ومشاعل
ناصر يكاد يجن من غيابها.. يفتقدها بوجع غير طبيعي
يكاد يجزم أنه بدأ يقع في غرامها
ولكنه ينكر ذلك على نفسه.. كما يستنكر مجرد التفكير بإعادتها إلى حياته
ورغم هذا وذاك
فهو يهاتفها بشكل متكرر بل ومبالغ فيه
لا ينام إلا على صوتها ولا يصحو إلا عليه
زارها خلال الأيام الماضية مرتين ولكن في لقاءتهما المباشرة
يحضر نوع من الحذر مختلف عن انطلاقهما وهما لا يريان بعضهما
ولا يذكر وجه كل منهما الآخر الإهانة التي وجهها كل منهما للآخر
بيت عبدالله بن مشعل
بعد المغرب
غرفة مشاعل
مشاعل أمام المرآة تتأنق
تدخل عليها لطيفة.. تخلع جلالها وتجلس على السرير:
وش هالحلا؟؟ وين رايحة؟؟
مشاعل بتلقائية: ماني برايحة مكان.. ناصر بيجي الحين
لطيفة باستغراب: مشاعل خلاص تراش مسختيها
كنتي مريضة وسلمتي.. لمتى وأنتي محفية المسكين وراش تلفونات وجيات
ارجعي بيتش
مشاعل بتوتر: بعدني تعبانة
لطيفة باستغراب أكبر: وش تعبانته؟؟ هذا أنتي قدامي كنش حصان
مشاعل تخفي وجهها عن أختها الكبيرة حتى لا تقرأ ملامحها وهي تضع بعض الكحل داخل عينيها
لطيفة نهضت ووقفت خلف مشاعل وهي تنظر لوجهها في المرآة لتقول لها بحزم:
ميشو.. وش صاير بينش وبين ناصر؟؟
ليه منتي براضية ترجعين لبيتش؟؟
صار لي كم يوم ألمح لش وانتي تهربين مني
الحين مافيه.. قولي لي
مشاعل تنهدت: إذا أنا دريت وش بيني وبين ناصر.. قلت لش
لطيفة باستغراب: والمعنى؟؟
مشاعل بألم: والله العظيم أني ما أدري.. إذا قدرت ألاقي كلام ممكن يوصف الحال الغريبة اللي أنا وناصر عايشينها قلت لش
لم تكن لطيفة تنوي الاقتناع بكلام مشاعل وكانت تريد الاستمرار في التحقيق لولا أن سلطان دخل عليهم وهو يقول بتقطيب:
مشاعل انزلي.. الشيخ ناصر يتناش تحت في مجلس النسوان
لطيفة تضحك: وشفيك تقولها وانت زعلان
سلطان من بين أسنانه: إيه زعلان.. هي عندنا الحين.. وشو له كل شوي ينط عندنا
لطيفة تقف وتحتضنه: عشانها مرته.. عندك مانع؟؟
سلطان يبتسم: إيه عندي.. مرته في بيته.. الحين أختي وحقتي وفي بيتي
مشاعل أنهت زينتها برشات عطر .. لتقترب من سلطان وتقرص خده وتهمس له لتسكته:
سليطين ترا غلاك ما حد يلحقه.. لا ناصر ولا غيره.. فلا تحاتي
سلطان يضحك: فديت أختي ياناس
مشاعل خرجت ولطيفة تقرص ذراع سلطان وهي تقول له بإبتسامة:
زين مشاعل أختك.. لا أكون أنا أخت الشارع
سلطان يحتضن خصرها ورأسه في صدرها ويقول ببراءة الخبثاء: أنتي أكثر من أختي
أنتي أمي
مشاعل تنزل وهي متوترة نوعا ما.. رؤيته توترها.. عكس اتصاله بها الذي يشعرها بالإرتياح
فتحت باب المجلس ثم أغلقته وراءها
وهو وقف حين دخلت وهو يشبع عينيه نظرا إليها..
سلمت ثم جلست في مقعد قريب منه ولكن بينهما مسافة
همست باهتمام: ليش لابس ثوب أبيض.. مهوب برد عليك؟؟
ناصر يبتسم: وين برد الله يهداش اليوم أول يوم في شهر 2.. البرد خلاص.. الله يذكره بالخير
ابتسمت مشاعل بعمق.. لأول مرة ترى ابتسامته بعد تلك الليلة المشئومة
همست: ليش ما جيت أمس؟؟
همس: جيت قبل أمس.. وأنحرج أنط لكم كل يوم
مشاعل بهمس فيه مساحة شاسعة من الألم: ولمتى واحنا على ذا الحال
أمي تسألني ولطيفة.. وأنا ماعندي جواب
ناصر لم يجبها ولكنه وقف وتوجه للأريكة حيث تجلس.. وجلس جوارها
انتفضت بعنف.. للمرة الأولى يفعلها ويلتصق بها هكذا وبرغبته
كانت ترتعش كعصفور مبلل
وهو يمد ذراعه ليحيط بها كتفيها.. فيزداد ارتعاشها
همس لها من قرب بنبرة عميقة خافتة وهو يلاحظ ارتعاشها : خايفة مني؟؟
************************
لندن
شقة آل مشعل
بعد صلاة العصر
موضي وهيا غاية في التوتر والترقب واللهفة انتظارا لوصول مشعل
وخصوصا هيا التي لديها خبر سعيد تفاجئه به
موضي تهمس بمرح وسعادة: شوفي إذا جاء مشعل روحي داخل
هيا تبتسم: وليش يعني؟؟
موضي برقة: لأنه عندش خبر خاص.. يستحق استقبال خاص
وأخاف تخورونها قدامي
فروحوا انلموا في غرفتكم
هيا تغمز لها: لا تكونين تبين تسكرين علينا.. تروحين لراكان
موضي تبتسم: والله مهوب شغلش.. أنتي مع رجالش.. وش حاشرش بيني وبين رجالي؟؟
هيا بخبث: عشتو.. تطورات.. تطورات يا مويضي.. اليوم رجّالي.. بكرة حبيبي
موضي كحت: وجع هيا يا قليلة الحيا
هيا تضحك: اللي يشوف سحاش من راكان.. يقول سامحيني على الكلمة.. كنش أول مرة تزوجين
موضي تبتسم: مع أنه مفروض أزعل من كلامش.. بس مالي خلق أزعل
وأنا بروحي حاسة كني أول مرة أتزوج
ثم انقلب مزاجها مع التذكر: مع حمد ما عشت حياة زوجية بمعناها الحقيقي
على كثر هو ما كان يتغزل فيني.. عمري ما قدرت أقول له كلمة حلوة وحدة
لا حبيبي.. ولا قلبي.. ولا عيني
أي حبيب.. وأي قلب.. وأي عين!!! وأنا عارفة أنه ممكن يخلي وجهي شوارع بعد ثواني من تغزله فيني..
حمد ماقدر يفتح قلبي لكنه نحره وهو مسكر على مشاعره.. علاقتي معه قائمة على الشفقة والخوف وبس
كنت أشفق عليه وفي نفس الوقت أخاف منه
ولولا عمتي وخالي وغلاهم عندي.. كان مستحيل أصبر عليه لو يوم واحد
هيا جلست جوارها واحتضنت ذراعها وهي تهمس لها بمودة: عطي نفسش انتي وراكان فرصة
موضي بألم: أنا وراكان ما بيننا حتى شبح فرصة.. أنا ماعدت امرأة طبيعية
وماعدت متقبلة إنه رجال يلمسني.. لأنه أصلا ما عندي حتى لا جسد ولا روح ينفعون أي رجّال
هيا باستغراب: موضي أنتي ماعليش قاصر زين ولا أخلاق.. ليش تحطين من قدر نفسش كذا؟!!
موضي بضيق: خلينا نغير الموضوع..
ثم أردفت بابتسامة مصنوعة: مشعل جاي وأنتي وهو والنونو الأهم
ومع انهائها لجملتها كان باب الشقة الرئيسي يُفتح
وموضي توقف هيا وتدفعها لداخل الشقة
وهي تقول بمرح: يالله يالله روحي داخل
#أنفاس_قطر#
.





من مواضيع العاااالي مستواها
0 (((باااركووولي عيااالي نجحوووو)))
0 (((أكبر موسوعة بهاراااات00تفضلي)))
0 مشرفاات اقساام الحوامل ارجوو الحضوور
0 وصل حديثا مميز
0 شوفوا العجوز مو هينه0000
0 وربي بكييييت منشانها
0 الصداقه هي الشي الوحيد اللذي احبه
0 خبير اقتصادي: أسعار العقارات ستنخفض بنسبة 30 % نهاية العام الجاري
0 اهداء لمديرتنا الغاليه برجوعها بالسلامه
0 (هنا مسابقة شهر رمضان00للمعجنات والحلويات)
0 العااالي مستواها تعتذر
0 سجلي حضورك بشي تعشقينه
0 صائم لم يصم 00بقلمي
0 ووووااااوووولذيذ-وبااارد
0 تفسير القران بضغطة الماوس
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-06-2011, 12:48 PM   المشاركة رقم: 93
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




.
أسى الهجران/الجزء الثمانون
بيت عبدالله بن مشعل
بعد صلاة المغرب
مجلس النساء
لقاء ناصر ومشاعل الغريب
فتحت مشاعل باب المجلس ثم أغلقته وراءها
وهو وقف حين دخلت وهو يشبع عينيه نظرا إليها..
سلمت ثم جلست في مقعد قريب منه ولكن بينهما مسافة
همست باهتمام: ليش لابس ثوب أبيض.. مهوب برد عليك؟؟
ناصر يبتسم: وين برد الله يهداش اليوم أول يوم في شهر 2.. البرد خلاص.. الله يذكره بالخير
ابتسمت مشاعل بعمق.. لأول مرة ترى ابتسامته بعد تلك الليلة المشئومة
همست: ليش ما جيت أمس؟؟
همس: جيت قبل أمس.. وأنحرج أنط لكم كل يوم
مشاعل بهمس فيه مساحة شاسعة من الألم: ولمتى واحنا على ذا الحال
أمي تسألني ولطيفة.. وأنا ماعندي جواب
ناصر لم يجبها ولكنه وقف وتوجه للأريكة حيث تجلس.. وجلس جوارها
انتفضت بعنف.. للمرة الأولى يفعلها ويلتصق بها هكذا وبرغبته
كانت ترتعش كعصفور مبلل
وهو يمد ذراعه ليحيط بها كتفيها.. فيزداد ارتعاشها
همس لها من قرب بنبرة عميقة خافتة وهو يلاحظ ارتعاشها : خايفة مني؟؟
كانت أنفاسه الدافئة تصطدم بخدها لشدة قربه منه
مشاعل أجابته بصدق رقيق: خايفة شوي ومستغربة كثير
ناصر ينهي مرحلة الحذر في لقاءاتهما المباشرة وهو يهمس بنبرة أكثر عمقا:
ولو سويت شيء نفسي أسويه من أول يوم شفتش واقفة على الدرج قبل زواجنا بكم شهر.. يوم جيت أسلم على جدتي مع فارس
بتخافين أو بتستغربين؟؟
مشاعل بتوتر وخجل: ما فهمت
ناصر مد كفه الأخرى ليمسك ذقنها بلطف ويقرب وجهها منه
مشاعل شعرت أن قلبها سيتوقف وهي ترى كيف اقترب منها
لينهي رحلة اقترابه بقبلة طويلة .. عميقة.. مشحونة بالتأويلات والشوق والألم
مشاعل تعطل تفكيرها ومشاعر عميقة تغتالها وهي تستكين لاحتضان ناصر الأول لها.. لقبلته الأولى
ولكن حينما عاد لها تفكيرها انتزعت نفسها منه وهي تهمس بصوت مبهور الأنفاس مشبع بالألم: ناصر أنت ليش تسوي كذا؟؟ ليش؟؟
دامك ما تبيني.. وش ذا الجنون اللي حن نسويه؟؟!!
ناصر مازال هائما في سماواتها.. وانفعال أعمق يهزه بعنف ..ولكنه رد عليها بثبات:
هل أنا سويت شيء حرام أو عيب؟؟
مشاعل بخجل عميق: لا.. بس....
ناصر قاطعها بابتسامة: غريب
مشاعل قامت لتجلس على كرسي لوحدها وهي تهمس بحرج: غريب واجد مهوب شوي
ناصر بمرح يعيده لشخصيته القديمة بالكامل: يعني قمتي من جنبي.. تعتقدين هربتي مني.. كلها خطوتين بيني وبينش..
مشاعل تبتسم: تعبت أسأل وأنت ما تجاوبني.. وش آخرتها؟؟
ناصر قام ليجلس جوارها ويحتضن كفها..ثم يهمس بعمق: والله العظيم أنا ما أدري وش أخرتها
طلعتش من بيتي وعشرتي حررت مشاعري.. وماني بمستعد أرجع أقيدها
*************************
شقة آل مشعل في لندن
موضي في الصالة
يُفتح الباب الواصل بين المجلس والصالة ..ليطل وجهه الحبيب عليها
موضي تقفز وهو يدخل لتتعلق بعنقه وهي تهتف بفرح عميق:
الحمدلله على سلامتك فديتك...
ثم تكمل بمرح: الحبس للجدعان
مشعل يقبل رأسها وهو يقول بود عميق: جعل عيني ما تبكيش يا أخيش
سامحيني..
أدري أني حديتش على أقصاش يوم خليتش تجين مع راكان
موضي بتأثر: فديت قلبك.. لو مهما سويت لك.. والله ما يلحق ذرة في غلاك عندي
ثم أردفت برقة: خليتنا نهذر وفيه ناس ينتظرونك داخل
مشعل بقلق: ليش قاعدة داخل؟؟ لا تكون تعبانة؟؟
موضي بلهجة قلق مصطنعة: إيه تعبانة.. رح لها
مشعل باستعجال: زين بأروح لها.. وترى فيه كلام مهم أبي أقوله لش.. راجع لش
يبي لنا قعدة
موضي تخفي ابتسامتها: أنت الحين رح.. والقعدة لاحقين عليها
مشعل يتوجه للداخل.. لا يعرف أي غرفة.. ولكنه اختار التي وجد بابها مشرعا
وبالفعل كانت هيا تقف وظهرها للباب تنظر مع النافذة للخارج.. وتحاول أن تتحكم بلهفتها الكاسحة
اقترب منها بهدوء حتى وصل خلفها وهي مازالت سارحة
همس بالقرب من أذنها بشوق بالغ: وحشتيني
التفتت هيا بابتسامة شاسعة لترتمي بين ذراعيه وهو يهمس لها بحنان: بدون بكا
هيا وهي تدفن رأسها في صدره.. همست بسعادة: ماني بباكية
مشعل أبعدها قليلا لينظر إلى وجهها.. ثم وضع يده على جبينها ليهتف باستغراب: أشوفش زينة
ليش موضي تقول إنش تعبانة؟؟
ابتسمت هيا: لأني تعبانة
مشعل يبتسم: أول مرة أشوف حد يقول أنا تعبان.. وابتسامته شاقة كذا
هيا بابتسامة أكثر إتساعا: لأنه تعب يونس
مشعل باستغراب: حيرتيني.. وش السالفة؟؟
هيا تقرص خده لتقول بوله: مشكلتك بريء بزيادة.. ما أدري متى بتفهم التلميح من أول مرة؟!!
مشعل يضحك: نعنبو دار عدوينش رجّال داخل على الثلاثين وتقولين لي بريء بزيادة
هيا تبتسم وهي تبتعد خطوة للوراء: يعني لازم أقول لك على بلاطة أنك خلاص بتصير بابا.. تعبت ألمح وأنت ما فهمت
مشعل بهت.. بهت تماما
والكلمات تخرج متقطعة من بين شفتيه والفرحة تخترقه حتى أقصى وريد وشريان ونفس:
أنـ ـا.. أنــ تــ ـي.. أنــ ــا بــ ـابــ ــا
ثم انسابت الكلمات كالشلال من بين شفتيه وهو يمسك عضديها ويهزها بفرح عميق:
تكلمين جد.. والله.. والله؟؟؟ أنتي حامل.. حامل.. أنا بأصير أب يعني؟؟
جد؟؟ جد؟؟
هيا تبتسم من فرحته العميقة: ليه المواضيع هذي فيها مزح
مشعل بسعادة: خلاص ترجعين مع موضي وراكان للدوحة..
تعبت عليش حمل ودراسة
هيا برفض قاطع: ولا تحاول ولا تفكر.. طلعنا من الدوحة سوا.. نرجع لها سوا
وبعدين حبيبي خلاص كل اللي باقي لي كم شهر..
خلني أخلصهم قبل أولد وأنشغل بالبيبي
مشعل بتردد: والله تعب عليش يا قلبي
هيا تضع رأسها على صدره: التعب الصحيح أنه أول حمل لي يمر وأنت بعيد عني
أبيك معي كل يوم بيومه..
وأنا رحت للدكتورة وطمنتي.. وعطتني إبرة مثبت وحبوب.. يعني مستعدة لروحة واشنطن تمام التمام إن شاء الله
***********************
شقة آل مشعل
مشعل يعود لموضي الجالسة في الصالة وابتسامة شاسعة ترتسم على وجهه
موضي تبتسم لابتسامته وهي تهمس: مكتوب على وجهك بابا خايب
مشعل يجلس جوارها وهو يهمس بسعادة حقيقية: أنا بأصير أحسن أب.. خله ياتي بس
موضي تضحك: أشهد أن الولد خرب من الدلع
مشعل بابتسامة: وانتي وش عليش.. خليه يتدلع
موضي بسعادة: فديت قلبه الولد اللي أنا عمته.. مبروك يا مشعل مبروك فديتك
مشعل يدخل مباشرة فيما يريد قوله: وأنتي متى بنقول لش مبروك؟؟
موضي انتفضت بعنف: تو الناس
مشعل بحزم رقيق: لا مهوب تو الناس..
اسمعيني يا موضي عدل
ماحد بجابرش على شيء ما تبينه.. بس اسمعي كلامي للآخر
راكان يقول انه يبي يسوي عشاء وتجين لبيته على طول عقب ما ترجعون الدوحة
موضي وقفت بشكل مفاجئ.. وهي تقول برعب: وشو؟؟
مشعل أمسك كفها بحنان وهو يشدها ليجلسها جواره ويكمل:
اسمعيني.. انتي الحين سافرتي مع راكان وصار لكم تقريبا أسبوع مع بعض
إذا رجعتي للدوحة ورجعتي بيت هلي.. وش تبين الناس يقولون؟؟
موضي بانفعال: مشعل ما اتفقنا على كذا
مشعل بقلق: موضي أنتي ما تبين راكان؟؟
موضي بوغتت: لا مهوب كذا.. بس.........
مشعل يقاطعها: دام إنش تبينه..موعد العرس شيء شكلي ماله معنى
والله يا موضي مهيب زينة تسافرين معه وعقبه تبين ترجعين بيت هلي
أدري إني أنا السبب.. بس خلاص المنطق يقول إنش ترجعين لبيت راكان
موضي بتساءل مفاجئ وحذر: هذا كلامك أو كلام راكان؟؟
مشعل بتلقائية: راكان قال لي.. وأنا وافقته على طول.. لأن الفكرة نفسها كانت تدور ببالي بس ماقدرت أقولها له
موضي بسكون وهي تجد نفسها مجبرة منطقيا على الموافقة: خلاص مشعل مثل ما تبون
مشعل يبتسم: خلاص أنا باتصل في الدوحة يسوون العشاء بكرة في الليل عشان يلحقون يعزمون... معارف راكان واجد
موضي برعب: وليش مستعجل كذا؟؟
مشعل بهدوء: دامك فيها وش أنت تتنيها
طيارتكم بكرة الفجر.. قبل الظهر انتو واصلين الدوحة.. ترتاحون .. وعشاكم في الليل
************************
اليوم التالي
فجرا
طائرة راكان وموضي اقلعت
وبعدها بساعات طائرة مشعل وهيا
وهاهما راكان وموضي يجلسان متجاورين
كل منهما غارق في تفكيره الخاص
ويشعر بضيق خاص وتوجس عميق لحياتهما التي ستبدأ فعليا مع بعضهما الليلة
كلاهما صامت ومعتصم بمقعده الذي يشكل حدود مملكة وجوده الخاص به
والتي يوشك الآخر على اقتحامها
بعد صمت استمر لساعات همس راكان بهدوء: موضي
موضي انتفضت بعنف: لبيه
راكان بثبات واثق: لبيتي في مكة..عطيني رقم حسابش.. أبي أحط مهرش فيه أول ما نوصل الدوحة
موضي بحرج: راكان.. مافيه داعي وش باشتري يعني؟؟ وأنا أساسا عندي فلوس
راكان بحزم: فلوسش لش.. وهذا مهرش وحقش..
خلاص بأخلي مشعل يأخذه من أم محمد دامش مستحية تقولينه
صمتت موضي بخجل
راكان تنهد ثم همس: اسمعيني
عندي شور.. وأنتي بكيفش
موضي بحرج: آمرني.. ولا تشاور
راكان بذات هدوءه المعهود: أيش رايش نسافر الليلة عقب العشاء على طول؟؟
موضي باستغراب: نسافر مرة ثانية.. حجزت لمكان يعني؟؟
راكان يشرح لها : لا بنسافر على السيارة.. نروح دبي مثلا وإلا أبوظبي
أسبوع ونرجع
موضي بارتباك: وليش السفر في هالوقت بالذات؟؟
راكان بابتسامة: بصراحة أنا لحد الحين ماني بفاهم أشلون زواجنا بيكون
وأنتي عارفة إنه بنسكن مع هلي.. ما أبي يبين شيء قدامهم يضايقش
حاب أنه احنا نحط إطار لحياتنا مع بعض ونتفاهم عليه قبل نرجع لهم
وخصوصا أنه أنا حتى غرفتي ما جهزت.. أبي أخليهم يفتحون غرفتي على غرفة ناصر القديمة ويرتبونها ويأثثونها من جديد لين نرجع
موضي تهز رأسها بتوتر: مثل ما تبي راكان
موضي تشعر بضيق عميق.. ولكنها من أدخلت نفسها في هذه الدوامة من البداية.. وماعادت تستطيع التراجع
مجبرة أن تعيش حياة مجهولة تنتظرها مع راكان..
حين طلبت من راكان أن يتزوجها.. لم تفكر أن هذا الأمر هو زواج فعلا قد تطول مدته لسنوات..
فكرت فيما سيحدث لحظتها.. خانتها كل منطقيتها لرسم تراتبية حقيقية للأحداث المتوقعة..
ستصبح زوجته فعليا غدا في إتفاق زواج صوري لا تعلم كم قد تطول مدته
أو كيف ستتعامل مع راكان فعلا؟!!
*********************
الدوحة
الجو مشحون تماما لدى عائلة آل مشعل
فخبر عودة راكان وموضي واحتفال العشاء أحدث فوضى ترتيب.. تحملت معظمها لطيفة كالعادة
التي بدأت بالتجهيز بالعشاء والاستعجال في الحجز.. مشعل اتصل بها البارحة وأبلغها..
وزوجها مشعل أعطاها بطاقته المصرفية وطلب منها أن تصرف منها بكامل حريتها
أنهت حجز العشاء والمضيفات والحلويات والضيافة وبدأت في توجيه الدعوة لقريباتهن
أما ما أنهكها فهو أن تجد خبيرة تجميل توافق على حجز متأخر كهذا.. ولكنها وجدت في النهاية
واليوم تريد أن تذهب لتشتري لموضي بعض الأغراض على عجل
أهمها فستان لليلة.. وملابس وغيارات تكفيها لأسبوع أو اثنين على الأقل
لذا قررت أن تخرج مبكرة وتأخذ معها مشاعل ومعالي وعلياء وعالية حتى يتفرقن ويستغللن الوقت في أن تشتري كل واحدة منهن أشياء معينة
وصنعت لكل واحدة منهن قائمة محددة..
علياء وعالية الأحذية والحقائب
معالي العطور والمكياج
ومشاعل التايورات والملابس والجلابيات
ولطيفة تتفرغ لاختيار الفستان واكسسوراته إضافة لملابس النوم والعبايات
بينما عشاء الرجال تكفل به ناصر ومشعل
كل شيء بدأ تجهيزه على عجالة
وهاهما العريسان يصلان للدوحة.. ويتوجه كل منهما لبيت أهله حرا للمرة الأخيرة
***************************
موضي وشقيقاتها في غرفتها
بعد صلاة الظهر
لطيفة كعادتها تدور كإعصار نشيط رقيق .. مهتمة بكل التفاصيل
وهاهي تهتف باستعجال: يالله موضي أنا حاجزة لش كورس سريع في الصالون
بعد ساعة
يا الله ترجعين تأخذين شاور وتصلين المغرب.. بتكون الكوافيره اللي بتسوي لش الشعر والمكياج واصلة
موضي بحرج: لطيفة وش ذا كله الله يهداش؟؟
مشاعل كانت من ردت وهي تبتسم: يأختي أنتي عروس.. لازم تعدلين
موضي التفتت لمشاعل وهي تبتسم: وعروسنا حرم الأستاذ ناصر وش أخبارها؟؟
مشاعل صمتت بحرج وكانت لطيفة من أجابت بنبرة بها غضب:
أختش الشيخة مشاعل.. صار لها أسبوع هنا عند أمي.. أول كانت مريضة.. والحين ما تبي ترجع
مع أن المسكين كل شوي يتصل وكل يوم جاي يزورها
موضي التفتت لمشاعل باستغراب: ميشو شاللي صاير بينش وبين ناصر؟؟
مشاعل بحرج: موضي الليلة ليلتش.. خليني أنا وناصر على جنب
موضي بإصرار: لا مافيه.. قولي لي
لطيفة بدورها همست بإصرار: حتى أنا أبي أعرف.. وأنتي أظني عارفة إنه مستحيل وحدة منا يطلع منها سر لش
مشاعل تنهدت: والله العظيم ما أدري.. في بيته ما كان طايقني.. وهو اللي قال لي روحي مع أمش ولا ترجعين
ومن يوم جيت هنا وهو متغير 180 درجة.. أو بالأصح رجع لشخصيته الطبيعية اللي قبل... واللي أنا ما عشتها معه
الحين تصدقوني لو أقول لكم.. قاعدين نعيش حب جديد.. كل واحد يكتشف الثاني..
الغريب إني أنا قلت له إني مستحيل أرجع بيته عقب ما طردني منه
وهو يقول لي أنا ما أبيش ترجعين أصلا
وش آخرتها بيننا أنا ما أدري..
لطيفة بصدمة: أنتي ورجالش صاحين وإلا مجانين؟؟
تبين أقول لمشعل يكلمه؟؟
مشاعل برجاء جازع: لا لطيفة تكفين.. ما أبي حد يعرف باللي بيني وبين ناصر
موضي باستغراب عميق: بس الوضع اللي انتو فيه وضع غير طبيعي
مشاعل تريد انتهاء الحديث: كثير أزواج يعانون أوضاع غريبة
ومشكلتي أنا وناصر حن بنحلها.. لا تشغلون بالكم فيني
خلنا الحين في موضي
************************
بيت محمد بن مشعل
قبل صلاة العصر
أم مشعل متوترة للغاية
مريم تبتسم وهي تحتضن كف والدتها: يمه وش فيش متوترة كذا؟؟
أم مشعل بتوتر: أخيش هذا جلطني
يبي يفشلنا في موضي.. حتى مكانهم مارتبناه بعد
مريم بحنان: يمه راكان بيسافر الليلة
ومكانهم بنرتبه على راحتنا
ويقول إنه بيقول لمشعل يغير الديكور كامل
أم مشعل باستفسار: متى قال لش؟؟
مريم برقة: قبل شوي قبل يطلع يرتاح
أم مشعل بارتياح: إيه كذا زين.. أنا ما ودي موضي تحس إنها أقل من غيرها
مسكينة راحت معه عشان تعب مرت أخيها
وعقبه انغصبت على ذا العجلة..
مريم بمحبة عميقة: إذا الغصيبة على راكان.. ياحظها اللي غصبت
أم مشعل تبتسم: عشانه أخيش
مريم بعمق: لا والله إنه يستاهل أبو محمد.. ومثله نادر.. جعل يومي قبل يومه
أم مشعل بحنان: العمر الطويل لش في الطاعة.. وجعلني أشوف عيالش
ودام حن في الطاري.. ترا مشعل كلمني البارحة
يقول سعد يبي العرس نص شهر 5 إذا خلصتي دوامش.. وش رأيش؟؟
مريم صمتت بخجل
وقلق عميق ينتابها.. وخوف أعمق يغتال مشاعرها من حياتها المقبلة مع سعد
أم مشعل تبتسم: توكلنا على الله.. بأقول له مافيه مانع..
**********************
تركيا
اسطنبول
أوتيل جيلان انتركونتنتال القريب من ساحة التقسيم الشهيرة
بعد صلاة العصر
توقيت اسطنبول الصيفي ذات توقيت الدوحة ولكن الشمس تغرب في وقت متأخر بين الثامنة والثامنة والنصف مساء
كانت العنود تلبس استعدادا للخروج
بينما فارس الذي كان قد انتهى من ارتداء ملابسه يقف في الشرفة يتحدث في هاتفه
حينما أنهى المكالمة عاد للعنود وعلى وجهه ابتسامة شاسعة
كانت العنود ترتدي نقابها وهي تهمس له: الله يونسك بالعافية
فارس بذات الابتسامة: ويونسش
وإذا دريتي استانستي بعد
العنود باستفسار: أدري عن ويش؟؟
فارس يبتسم: الليلة بيسوون عشاء لراكان وموضي.. وخلاص موضي بتصير من سكان بيت هلش
العنود شهقت: وشو؟؟ وشو؟؟ الخونة... وبدون ما يسوون عرس..وبدون ما ينتظرونا حتى
فارس يحتضن كتفها وهو يربت عليه: خلي الناس ينبسطون..هم مربوطين فينا؟!!
العنود بضيق عميق: كان ودي أكون معهم.. هو راكان بيتزوج كل يوم
فارس قبل رأسها وهمس لها بحنان: ياقلبي المهم التوفيق.. وهذا مجرد عشاء بسيط جاء بدون تخطيط
والحين نكلم راكان ونبارك الله
***************************
بعد المغرب
بيت عبدالله بن مشعل
الترتيب على أشده بين حديقة البيت حيث ترتب الطاولات والمقاعد
وبين داخل البيت حيث يتأنقن الصبايا
يرن هاتف مشاعل
تبتسم موضي: لا تقولين إنه ناصر..
تهز مشاعل رأسها وهي تبتسم وتقوم لتكلمه
وموضي تضحك: قولي له يثقل شوي.. هذي ثالث مرة يتصل خلال ذا الساعة والنص اللي قعدتيها معي
مشاعل تبتعد لتذهب لغرفتها وتغلق عليها الباب: هلا ناصر
ناصر بمرح: هلا بعيون ناصر وقلبه
كحت مشاعل بحرج لأول مرة يتغزل بها بشكل صريح هكذا.. ثم صمتت
ناصر بنفس النبرة المرحة: أحلى كحة سمعتها في حياتي.. وعقب الكحة ياقلبي؟؟
مشاعل بحرج أكبر: ناصر الله يهداك وش فيك؟؟
ناصر بابتسامة: الحين اللي يقول لمرته كلام حلو.. يكون فيه شي؟؟
مشاعل تبتسم: أنت متصل وأنت عارف إني مشغولة عشان تقول لي كلام حلو؟!!
ناصر برجاء لطيف: لا عشان أطلب طلب من حبيبي الحلو
مشاعل بحذر: أي طلب؟؟
ناصر بمناشدة عذبة: أبي أشوفش عقب العشاء.. باشوف شكلش
مشاعل بحزن رقيق: تبي تشوفني بلبس المهرجين وأنا مصبغة وجهي بعشرين ألف لون؟؟!!
ناصر شعر بلوعة ومرارة عميقتين: آسف ياقلبي.. والله آسف.. أنتي لازم تطلعين كل موقف بايخ سويته معش من عيني
مشاعل شعرت بحرج من أريحيته ولطفه: ما أقصد ناصر آسفة
ناصر عاد للابتسام: يا كثر ما نتعذر من بعض.. ترا ماحنا في مدرسة
ثم أكمل: ها أشوفش؟؟
مشاعل بخجل: ما أدري السالفة محرجة.. والوقت بيكون متاخر
ناصر يستعد لانتهاء المكالمة: أنا بأسكر فيه عمال جايين للترتيب
وأنتي شوفي لي حل.. لو ماشفتش الليلة بيصير لي شيء
أهون عليش يعني؟؟!!
*************************
بعد صلاة العشاء
مجلس آل مشعل
هاهو راكان يجرب البشت الأسود كمظهر عريس
دون إحساس فعلي بمشاعر العريس
لا ينكر أن هناك شعور بسعادة ما وهو يرى الكثير من أصدقائه ومعارفه الذين ملئوا المجلس الضخم عن آخره
ولكن هناك شيء يرفض التحرك داخل قلبه
تنهد بعمق.. (كيف يتحرك الأموات؟!!)
بعد العشاء
ومغادرة الكثير من الضيوف كان مشعل شقيقه يجلس جواره
همس له راكان بهدوء: أبي منك خدمة يابو محمد
مشعل بهدوء: آمر يابو محمد اس 2
راكان بذات الثبات: أبيك تفتح غرفتي على غرفة ناصر
وتعيد ديكورها وترتيبها وفرشها خلال أقل من أسبوع
تقدر؟؟
مشعل يبتسم: أفا عليك يا أخيك.. لو تبي خلصتها في 3 أيام
ثم أردف: بس منت بشايف إنك مستعجل على سالفة السفر
انتظروا لبكرة
راكان بهدوء: لا مستعجل ولا شيء.. بنسافر نغير جو لين تخلص غرفتي
أنا حتى الحجز للأوتيل خلصته اليوم العصر
***********************
على الجبهة الأخرى
جبهة العروس المتوترة
كانت موضي متألقة جدا في فستان ذهبي ضيق.. ليس فستان عروس
لكنه يوحي بأجواء العروس
اختارته لطيفة لأنها تعلم أن موضي يستحيل أن تلبس فستان عروس
لكنها في ذات الوقت أرادت إشعار راكان حين يراها أنها عروس فعلا
لطيفة ومشاعل أنهيتا ترتيب حقيبتها وأغراضها
لأنهما علمتا أنهما سيسافران فورا بعد العشاء
ولكن مالم تتوقعاه أن راكان رفض أن يدخل ليرى موضي ويجلس معها
بحجة أنه مستعجل
الأمر الذي أراح موضي على عكس توقع شقيقتيها وضيقهما
فراكان وموضي كلاهما متوتران من مظهرهما أمام الجمهور الذي سيشاهد مسرحيتهما
التي بدءآ بتمثيلها..
وفي حدود الساعة الحادية عشرة
كان راكان يقف بسيارته خارجا
وموضي خلعت فستانها لترتدي طقما خفيفا
وتمسح مكياجها على عجل.. فمكياجها الصارخ لا ينفع للمرور عبر الحدود
ولكن الوقت لم يسعفها لفك تسريحة شعرها
لبست عباءتها وخرجت له
لتجد والدها وسلطان معه
باركا لها بعمق وهما يسلمان عليها
والدها احتضنها وهمس في أذنها بعمق: حلفتش بالله عز وجل إنش ماتدسين علي لو ضايقش راكان في يوم
مثل ما دسيتي علي اللي حمد كان يسويه فيش.. ترا لحد الحين السالفة موجعتني يا أبيش
ووالله ما أسامحش لو دسيتي علي مرة ثانية
موضي همست في أذنه بتأثر عميق: جعلني ما أبكيك.. أنا متأكدة إنه راكان عمره مايضايقني بشيء
ثم ألتفت لراكان الذي كان واقفا بكامل أناقته وهيبته وقال له بحزم أبوي:
وصاتك موضي ياراكان.. موضي ما توجع كبد حد
طالبك ما توجعها يوم
راكان برجولة خالصة: موضي في عيوني وفوق رأسي.. ازهلها إنها ما تضام عندي وربي شاهد علي
موضي تشعر أن كل هذا كثير عليها وهي عاجزة عن مجرد رفع عينيها للنظر لراكان
راكان همس لها : يالله موضي اركبي
سلطان فتح لها الباب الأمامي وهي وقفت لتحتضنه بشدة
ثم تجلس بجوار راكان
وتوتر عميق بعمق الموقف الذي تعيشه يغتالها ويبعثر مشاعرها
وسيارة راكان تنطلق بهما
#أنفاس_قطر#
.





من مواضيع العاااالي مستواها
0 (((خبز جباااتي احمر)))
0 ((ميني تشيز كيك من مطبخي))
0 (((بروستد العاااالي مستواااها)))
0 قوانيين قسم مواليد من 4-6شهوور
0 شوفوهااا000000
0 طريقة عمل كيك الجزر
0 حظر يالغاالياات
0 تتشرف ادارة حوامل بتهنئتكم بشهر رمضان
0 بنااات ارجوووو منكم المسااعده
0 ((شوفوا سفرة العااالي مستوااهاا))
0 ((تجمع كيف تقضين وقتك في المطبخ بشهر رمضان ))
0 مقتطفات من اختيار العاااالي مستواها لكم يالغاليات
0 وووووووااااااااااووووووووو الحقوني بسرعه
0 (((ملف شامل للفطائر والسنبوسه وجميع المعجنات)))
0 ايش رايكم موضوع كله روابط
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-06-2011, 12:50 PM   المشاركة رقم: 94
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




.
أسى الهجران/ الجزء الحادي والثمانون
سيارة راكان التي تخرج من الدوحة متجهة لطريق سلوى
استحكم الصمت بين الطرفين منذ انطلاق السيارة
ومشاعر غامضة عميقة يحوطها ستار حديدي من احترام وتبجيل تكبل راكبي السيارة تجاه بعضهما
السيارة تنطلق في عتمة الليل وظلامه
ليبدآن سويا حياة تبدو معتمة غير معروفة التفاصيل
كلا الطرفين إنسان رائع مفعم بالإنسانية بكل معناها الحقيقي
نذر نفسه لسواه.. ولم يعش يوما لنفسه
بددا سعادتهما من أجل سعادة الآخرين
كان اهتمامهما بنفسيهما في ذيل أولويات كل منهما
كل شيء كان يأتي أولا
ليأتي راكان وموضي في آخر القائمة
قلة من البشر من تعرف هذا النوع من الإيثار النادر
الذي يستجلب إلى عمق الروح نوعا مختلفا من السعادة مقرون بعمق إنساني متجذر في الحنايا
{ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}
راكان ضحى بحبه وسعادته ليكفل أيتاما ويحفظ سمعة والدتهم
وموضي ضحت بسعادتها لتحفظ تماسك عائلتها وتحافظ على مشاعر عمتها وخالها
وشفقة بحمد المريض الذي رجت أن صبرها عليه سيدفعه يوما للعلاج
وهاهما المثقلان بالأسى الدنيوي والعظمة الإنسانية
ينطلقان ليبدآن حياتهما سويا
حياة مجهولة
لا يعرفان حتى كيف سيكون شكلهما وتعاملهما في إطار هذا الزواج الصوري أمام أعين أهلهما
كلاهما يحمل للآخر مشاعر احترام عميق.. ومشاعر ود دافئة هي أقرب للود الأخوي
ولكن هل تكفي هذه المشاعر الرسمية لاستمرار حياتهما معا؟!!!
قد يكون الاحترام أحيانا أقوى من الحب
وعشرات من الزواجات الناجحة قامت على احترام متبادل قد يخلو من الحب كما يُفهم بمعناه المشتعل بالشوق والولع
السكينة.. الرحمة.. الود.. التقدير.. الاحتياج... مصطلحات قد تفي بمتطلبات حياة زوجية ناجحة
ولكن هل هذه المصطلحات تكفي راكان وموضي وقلبيهما المشبعين بالأسى؟!!
ظل الصمت شعار الزوجين الجديدين طوال المئة كيلومتر الأولى الفاصلة بين الدوحة ومنفذ (أبو سمرة) الحدودي
كلاهما غارق في أفكاره الخاصة
نقاشات بسيطة في المركزين الحدودين
ثم حينما تجاوزا سلوى لأول طريق الإمارات
همست موضي بخجل:
راكان أقدر أشيل نقابي وشيلتي .. أبي أفك شعري
الساعة الحين وحدة الليل والطريق مغدر وماحد يشوفني
ورأسي يوجعني من الشباصات اللي فيه
شعور ما.. شعور غامض انتاب راكان
هل يرى وجهها أخيرا؟؟
لا ينكر أنه في لندن تمنى أمنيات غير مفهومة أن يفاجئها يوما بدون نقاب
ليرى كيف أصبح وجهها الذي لم يرَ تقاطيعه منذ كانت في الخامسة عشرة
وفي ذات الوقت شعر بالتوجس الغريب وهو يتمنى ألا يراه
فمهما يكن.. فذاك الوجه الفتي كان الوجه الوحيد الذي سكن أحلامه
مازال كل تفصيل من تفاصيل تلك الصبية المراهقة محفورا في أعماقه
فتلك الصبية هي كل مابقي له من أحلام صبا اندثر.. وتمنيات عاشق عشق ولم يطل
لأن موضي الصبية كانت له.. ولكن موضي المرأة لم تكن له
وإن كان انتزع موضي زوجة حمد من قلبه
فذكرى موضي المراهقة بقيت تسكن ديوان شعر مغبر اصفرت أوراقه
ولكن أيام لندن مرت دون أن يراها
وتمنياته وتوجسه.. أمنياته وأمنياته المضادة.. تؤجل حتى اليوم
همس لها راكان بهدوء عميق لا يكشف مايدور بتفكيره:
براحتش
موضي بدأت بفك شيلتها ونقابها
راكان شعر أن حركتها ألهته عن الطريق وهو يسترق النظرات لحركات أناملها التي تتحرك بتوتر وخجل.. ورشاقة ناعمة
فكت نقابها وطوته بجوارها
ثم أنزلت شيلتها على كتفيها
وهي تفك شعرها الذي ألمتها المشابك فيه.. فهو كان مرفوعا في شنيون غير معقد للخلف في لفات ناعمة دون تشابك
انهت مهمتها وهي تنثر شعرها على كتفيها بعفوية وتدلك فروة رأسها
راكان كان عاجزا رؤيتها بشكل واضح بسبب عتمة الطريق
ولكنه لاحظ بوضوح انثيال شعرها الكثيف على كتفيها
شعر بألم غير مفهوم
وكأن كل هذا كثير.. كثير عليه
همس لها بهدوء: موضي لفي شعرش وألبسي شيلتش
كره أن عينا ما خائنة متطفلة قد تلمح شبح شعرها يغفو على كتفيها
ليس شعورا خاصا بقدر ما هو إحساس بالتملك ربما!!!
موضي شعرت بالحرج وهي تجمع شعرها وتدخله تحت شيلتها
وتلف شيلتها حول وجهها الذي مازال لم يرَ تفاصيله بعد
شعر بحرجها ..فحاول تغيير الجو المشحون حولهما
سألها بمودة: تسمعين شيلات؟؟ (الشيلة: قصيدة تُجر بالصوت فقط دون أي نوع من الموسيقى)
ابتسمت: أكيد
أدخل قرصه المرن الـ cd المفضل
كانت شيلة (الله يسامحني) لتركي الميزاني بصوته العذب تتعالى بشجن عال
كان راكان يبحر في عالمه الخاص وهو يردد القصيدة مع الميزاني بصوت خافت وهو لا يعلم لماذا اختار هذه القصيدة الموجعة الرائعة بالذات
همست موضي بعذوبة تلقائية: تعرف تشيل؟؟
فأجابها بتلقائية مشابهة: أعرف
موضي بخجل: أنا أمزح
اعتقدت أنه يسخر من سؤالها
فهي لم تسمع مطلقا أن راكان يعرف لجر القصائد
ولا تتخيل أن راكان بمكانته ورزانته قد يجر القصائد أمام أحد
راكان أجابها بإبتسامة: وأنا أتكلم جد
موضي هزت كتفيها بتعجب: عمري ماسمعت إنك تجر قصايد أو تشيل
ابتسم راكان: أخيش مشعل هو جمهوري الوحيد
ماعمري جريت قدام أحد.. ولا أحد يعرف
زين شكلي والشيبان يقولون: ياراكان جر لنا شيلة.. وأنا قاعد في المجلس وسط الرياجيل!!!
لا والله ولا عمرها بتصير إن شاء الله
شعرت موضي بشجن عميق أنه يأتمنها بهذه السرعة على سر لا يعرفه حتى أشقائه
وراكان لا يعرف ما الذي دفعه لاخبارها بشيء لا يعرفه أحد عنه
ولكن في أعماقه كان يحضر خاطر يقول: إذا كانت حفظت سر زواجي
الذي لا أعلم حتى الآن كيف علمت فيه
فهي لكل أسراري أحفظ
موضي ابتسمت: فعلا ما أتخيل شكلك تجر وسط المجلس بهيبتك اللي تخوف
راكان بعمق: تشوفيني أخوف يا موضي؟؟
انتفضت موضي للسؤال المباغت ولكنها أجابت برقة: هيبتك تجبر على إلتزام الحدود
وأجمل أنواع الخوف اللي يكون مصدره الاحترام مهوب التخويف
ابتسم راكان: حكيمة يعني؟؟
ابتسمت موضي: بس ما أدعي
كان راكان يحاول لسبب يجهله اصطياد شيئا من ملامحها فلا يفلح
خيال انحناء أنفها.. حركة شفتيها هو كل ما استطاع أن يلمحه في خضم من الضبابية
حاول التلهي عن تفكيره هذا وهو يعود للابتسام ويهمس: وصاحب الهيبة والاحترام يقول تحبين تسمعين نفس الشلة بصوته؟!!
شعرت موضي بألم حاد ورائع وهو يحاول إدخالها في حدوده التي هي تهابها
وتوجس أكبر لما بعد دخول هذه الحدود
فهذا الرجل تحمل له من الاحترام الكثير.. الكثير
ورحلتهما إلى لندن عرّفتها عليه عن قرب.. كل مافيه يدفع لسيل كاسح من الاحترام والتقدير
تفكيره.. كلامه.. تصرفاته... وحتى صمته!!!
أجابته بخجل: براحتك
بدأ راكان بجر قصيدة (الله يسامحني) بطريقته الخاصة..
وبعمق صوته الممتلئ بعبق الرجولة.. والمؤلم حقا هو مضمون القصيدة ذاتها:
الله ولا الهاجس اللي ما يريحني
اسهر عيوني وعناني وعنيته
أحاول أخفيه مير الحزن يفضحني
متمركز(ن) بالحشا كن الحشا بيته
ياللي تعاتب غموضي لا توضحني
ما باقي في الخفوق إلاَّ تناهيته
أصافح الهم قبل إنه يصافحني
وأحب خشمه وأردد في الخفا ليته
ليته قبل لا تزل خطاي ينصحني
وإلا يريّح خفوقي من عفاريته
والغالي اللي عليه الشوق ذابحني
أقفى به الوقت ما جاني ولا جيته
يا سيد الغيد قبل أقول لك بحني
بخبرك عن كلام (ن) عنك خفيته
تدري وش أكبر خطاي الله يسامحني؟
اقفايتي عنك وأنت اللي تمنيته
وهذا هو اللي معذبني وجارحني
أقول ابنساه وأنا ما تناسيته
موضي أبحرت مع صوته في عالم آخر.. آخر.. عنفوان صوته وجبروته ورجولته وحنانه
لصوته فضاءات من شجن شاسع..
وآفاق من وجع مستشرٍ
ومساحات من رجولة رحبة
وامتدادات من جبروت حنون لا يشبه أحدا سواه...
انتهى راكان من الشيلة وموضي صامتة
ابتسم: شكله الجمهور غير راضي وبننحذف بالطماط
موضي انتفضت بعنف لأنه أخرجها من صومعة إحساسها الخيالي بصوته..
وإحساسها الأعمق بما هو خلف الصوت.. مضمون القصيدة وإيحاءات صوته بتغير المعاني..
ولكنها ابتسمت وهي تهمس بصدق شفاف: والله الجمهور مبهور ووده يصفق ويرميك بالورد
ثم أردفت وهي تسأل بحرج عما شعرت أنه يرشح من خلف الصوت:
لو سألتك سؤال خاص ما تزعل مني؟؟
راكان بهدوء راقٍ: إسألي.. ولا عمرش يوم تستأذنين يا موضي قبل السؤال
موضي بعمق: أنت حبيت قبل يا راكان؟؟
راكان بوغت تماما.. المباغتة قلبت كيانه!!
تنفس بعمق ثم همس ويداه مثبتتان على المقود: وأيش اللي خلاش تسألين؟؟
موضي بحرج: شيلتك للقصيدة كنت حاسة إنك قاصد كل حرف فيها خصوصا البيت اللي يقول:
تدري وش أكبر خطاي الله يسامحني؟
اقفايتي عنك وأنت اللي تمنيته
حسيت إنه طالع من قلبك جد.. وفيه رنة حزن توجع
راكان صمت كان مبهوتا..مصعوقا.. للمرة الأولى يكون مرتبكا
(مازلنا في الساعات الأولى من زواجنا الفعلي وبدأت بدك حصون كل أسراري الدفينة)
كيف علمت أنه شعر فعلا أن أكبر ذنوبه هو تركها لحمد
وكيف شعر بعظم هذا الذنب حين علم بضرب حمد لها
مازال يتذكر حين جلس على حاجز الكورنيش الحجري ذلك اليوم يمزقه ألمه عليها
وهو يرجوها أن تسامحه.. لأنه كان سببا لمأساتها حين تركها لحمد
الذي لم يحترم جسد حبيبته السابقة وروحها فمزقهما ضربا وإهانة
كثيرا ما سُئل راكان هذا السؤال.. (هل أحببت أو تحب؟؟) كرد فعل على رفضه القاطع للزواج
وأكثر من كان يسأله مشعل ومشعل
ولكنه كان يرفض أن يجيب ..
ولكن مع سؤال موضي له وجد نفسه يهمس كأنه يحادث نفسه: حبيت ولا طلت.. راحت حبيبتي علي
موضي شعرت بألم غريب..غريب وعميق
لم يكن ألم غيرة ولكنه ألم مساندة.. أن هذا الرجل العظيم المتفاني حين أحب لم يستطع أن يسعد بحبه
همست موضي بابتسامة رقيقة: أكيد إنها الخسرانة
راكان يهز كتفيه: ويمكن أنا الخسران
موضي بعمق: مستحيل.. أي مره خسرتك وخسرت حبك أكيد هي الخسرانة
صمت راكان بدا له الموقف أكبر من كل الكلمات..
نعم قد يكون الحب انتهى من قلبه.. ولكنه كان حبا كبيرا بقيت له ذكرى عظيمة مازالت تتغلغل في ثنايا الروح..
وللذكريات سحر لا ينفذ.. وحضور لا ينتهي
قد تتلاشى الأجساد وحتى الأرواح.. وتبقى الذكرى باقية في كل الأمكنة المشبعة بما يستحضرها
كانت موضي من همست: وباقي لها في قلبك مشاعر؟؟
راكان بصدق: باقي لها الذكرى الحلوة وبس
بعدها الحب كله اندفن ولا عاد له قيمة
موضي بتلقائية هزت راكان بعنف: ياحظها اللي قدرت على قلبك حتى لو مابقى لها إلا مجرد الذكرى
كفاية إنها ذكرى في قلب راكان
وبداخلها كانت تردد:
(أي أنثى تلك التي استطالت إلى هامتك الرفيعة؟!!
أي أنثى تلك التي أسعدتها الأقدار بانتزاع قلبك؟!!
أي أنثى هذه التي استطاعت أن تروض مشاعرك لتمتلكها؟!!
حتى وإن كان لم يبقَ لها إلا الذكرى
فتكفيها هذه الذكرى
يكفيها فخرا أن تكون حب راكان الوحيد
ليتني أستطيع أن أتجرأ أن أساله عنها
أتمنى أن أراها
أتعرف عليها
أشبع عيني نظرا إلى هذه الأنثى الاستثنائية التي استطاعت تطويع قلب هذا الرجل الاستثنائي)
ابتسم راكان رغم تأثره العميق: ما تشوفين إنش معطيتني أكبر من حجمي؟؟
ابتسمت موضي: وماتشوف إنك متواضع زيادة عن اللزوم؟؟
راكان يتجه بالحديث لمنحنٍ أكثر خطورة: تحبين تسمعين وحدة من قصايدي فيها؟؟
"هل تعبث بالنار يا راكان؟!!
إلى أين ستقودك مغامرتك الخطيرة هذه؟!!!"
موضي ابتسمت: وحدة؟؟
ليه أنت كم وحدة كاتب لها؟؟
راكان بابتسامة شاسعة وهو يتكلم معها بإريحية: كاتب لها ديوان كامل
موضي بهمس: ياحظها..شكلها أكثر نساء العالم حظ...سمعني وحدة على ذوقك
راكان بدأ بجر قصيدة من قصائده فيها
ولكنه اختار قصيدة بدون ذكر اسمها فيها
لأن كثيرا من قصائده الأخرى اسم موضي منصوص فيها
كان شيئا غريبا وإحساسا أغرب
أن يلقي قصيدة أمام ملهمته في القصيدة.. أن تسمع القصيدة من كُتبت فيها.. دون أن تعلم أنها المقصودة
وحتى وإن كان كلاهما ..المعشوقة والقصيدة.. مابقي منهما إلا الذكرى
موضي كانت مذهولة تماما
توقعت حين قال لها أنه يقول الشعر.. أن يكون شعرا بسيطا للتعبير عن مشاعر وقتية
ولكنها صُدمت أنه كان شاعرا ومجيدا.. وشعره مشبع بأحاسيس عميقة
شعرت أن قصيدته تصب في عمق نقطة مجهولة من قلبها المنحور وجعا
همست موضي بعد أن انتهى تحليقها مع القصيدة: كنت تحبها ذا الحب كله؟؟
راكان بهدوء: هذا أنتي قلتيها.. كنت
كنت أحبها
(كنت تحبها؟؟!! كنت!!
كم هي موجعة هذه الكلمة
لِـمَ مثلك يحب ولا ينال حبه؟!!
ومثلي لا يعرف للحب لونا أو نكهة؟!!)
موضي باستغراب: تدري أول مرة أدري إنك تكتب شعر لا وبذا المستوى العالي
يظهر إن الليلة ليلة المفاجآت.. وأنت رجل المواهب المتعددة
راكان بهمس هادئ: قلة اللي يدرون إن أكتب شعر
موضي بابتسامة: يعني أفتخر إني وحدة من ذا القلة
راكان بنبرة خاصة: انتي كنتي من أقل القلة اللي عرفوا بأمر أخطر.. زواجي من مرت محمد
موضي صمتت
وراكان يستكمل حديثه: يا ترى أقدر أعرف أشلون عرفتي
ولو مابغيتي تقولين براحتش
موضي هزت كتفيها وابتسمت: عادي وليش ما أقول لك
أنا شلت السر هذا وحفظته فوق سبع سنين..
راكان باستغراب: يعني من أول ما تزوجت
موضي بتأثر بالغ: وما تتخيل أشلون كنت خايفة عليك إنه حد يدري
كنت أعرف إنه أهلنا مستحيل يتفهمون تصرفك ..
وخفت إن قصة عمي سلطان ترجع تكرر معك...
ويا الله اللي سويته خلاك تكبر في عيني أكثر مع أنك طول عمرك كبير
بس معرفتي للموضوع خلتني أحس إن عظمتك وشهامتك مالهم حد
حسيت إني فخورة فيك فعلا.. وأفتخر أنه في عروقنا يمشي نفس الدم
شعر راكان بألم عميق.. عميق.. لا حدود لتجذره في روحه
هو أبى أن يخدعها بإخفاءه خبر زواجه عنها لذا تركها تذهب لحمد
بينما هي كانت تعرف بخبر زواجه فعلا
أي ظلم فادح ظلمه لنفسه وظلمه لها؟!!
وتأثر بعمق أنها فكرت فيه هذا التفكير المشبع اهتماما ومؤازرة..
و شاركته في خوفه الأعظم..
أن تتكرر مأساة عمه سلطان معه
(أي قلب شاسع تحملين؟!!
وأي حاسة مرهفة تتمتعين بها؟!
الإنسانية في حضورك محض شبح باهت
كيف تظهر أمام رهان عظيم للإنسانية تمثلينه؟!!
هأنا أكتشفك كأنسان أفتخر بمعرفتي له
بعد أن فقدت اهتمامي بكل عالم الإناث
بعد أن فقدتكِ أنتِ كأنثى)
خطر لراكان خاطر ما.. خاطر ماعاد له معنى.. ولكن هي حاجة في النفس
همس لها: موضي لو كنت خطبتش وقتها وأنتي عارفة إني متزوج
كنتي توافقين علي؟؟
موضي شعرت أن صاعقة نارية شطرتها نصفين ولكنها ردت بثقة:
اللي تردك تكون مجنونة
راكان بهدوء: أنا ماسألت بشكل عام ..أنا أسألش أنت
موضي بحزن عميق: أنت وقتها مثل ما أنت الحين.. شيء فوق أحلامي
لكن وقتها وبصراحة.. لا طبعا كان مستحيل أرفضك
مالي وجه أصلا أرفض.. مين يجيها راكان وترفض
لكن لو كان الأمر بيدي.. أنقي لك أحسن بنت في الدوحة
راكان شعر أن الحزن بقلبه يتجذر يتجذر ويتجذر.. يشعر أنه أضاع أجمل أحلامه وبدد سعادته دون سبب فعلي
فهي كان لديها استعداد أن توافق عليه مع معرفتها بزواجه
بل كانت فخورة به وترى في زواجه عظمة وشهامة
ولكن ماعاد للندم معنى
فما مضى مضى.. وهذا هو ما كتبه الله له
همس لها بهدوء: موضي للمرة الأخيرة أسمح لش تقللين من نفسش قدامي
وأظني إني قلت لش قبل سالفة أتزوج أو ما أتزوج ما أبيش تفتحينها
موضي بألم: والله راكان حرام تضيع شبابك هدر
خل نشوف لك وحدة تستاهلك
راكان بنبرة غضب: موضي لا تخليني أعصب
أنا نادرا جدا جدا ما أعصب لكن ينطبق علي احذر الحليم إذا غضب
الله لا يوريش زعلي.. بتمنين عمرش ما شفتيه
موضي بارتباك: ما أقصد راكان
راكان يعود لهدوءه: خلاص خليني من موضوع الزواج الثالث ونرجع للأول أشلون عرفتي؟؟
مضي كانت على وشك إخباره بالحكاية ولكنها رأت شيئا أمامها فصرخت:
أرانب
راكان باستغراب: وشو؟؟
موضي بجذل حماسي: شفت أرانب على الشارع.. تبي توقف؟؟
راكان بحماس: نتنور؟؟ تعرفين؟؟
موضي بحماس مشابه: أفا عليك.. أنا اللي أعرف
(التنور: الصيد بالإضاءة)
راكان لف سيارته ودخل بها إلى المنطقة الصحراوية الموزاية للشارع
حيث رأت موضي الأرانب تفر
الصيد من الهوايات التي تنغرس بعمق في روح هاويها
وكثير من الصيادين قد يصطاد ويعاود إطلاق ما اصطاده
لأن هدفه ليس تجميع الفرائس ولكن الاستمتاع بالمطاردة المركزة
وهذا ماخطر ببال راكان
يتسليان قليلا بمطاردة الأرانب.. ولو اصطاد شيئا سيعاود إطلاقه
وفي هذا تشارك عميق لهما في هوايته التي يحبها
راكان أوقف السيارة
ووجه إنارتها للجحور ونزل
موضي نزلت خلفه
ولكنها قبل أن تصل إليه سمعته يقول بهدوء ساكن وأمر حاد:
موضي ارجعي السيارة وسكري على روحش
وإياني وإياش تنزلين لو مهما صار لي
نظرت ناحيته برعب متوحش واستغراب عميق
فالمنطقة هذه قد تكثر بها الثعالب
ولكن
ليس الذئاب..
ليس الذئاب...
فمن أين أتى هذا الذئب الضخم المخيف
الذي كان لعابه يسيل بشكل مرعب
وهو يستعد لغرس أنيابه في جسد راكان الأعزل من كل سلاح؟؟!!
#أنفاس_قطر#
.





من مواضيع العاااالي مستواها
0 [مشاركه مميزه]##طبق مميز من طبخي##
0 من العاالي الى كل المشرفاات00000000
0 توقيف توها في بداية المشوار
0 ماهو حمل السهوو ادخلي لتتعرفي عليه
0 طريقة عمل اقماع اللبنه
0 ويييييين المشرفاااات
0 ازياء اطفال صيف Costumes kids 2012
0 ((هنااا تجمع مشرفااات منتدياات رعاايةالموااليد الاطفاال))
0 غرف اولاد روووعه
0 الامير عبدالعزيز بن فهد يعد بالعمل على ايقااف مسلسل ((عمر))
0 ازرع ثقتك بنفسك00
0 شاب يصيب زميله في رحلة صيد غرب الحوية
0 ((أرجو من الكل يبدي برأيه))
0 ((هنا جميع أدوات العجن والخبز00تفضلي))
0 تكفين يا ام عبدالله
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-06-2011, 12:52 PM   المشاركة رقم: 95
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




قراءه ممتعه للجميع ,,,,,,





من مواضيع العاااالي مستواها
0 ((10 أعمال منزليه تحافظ على لياقتك))
0 رمزيات رماديه للماسنجر 2012
0 ###نصيحه من عجووووز المنتدى###
0 راقبوها 00000
0 ((((اهداءلكاتمة الاحزان بمناسبة الاشراف))))
0 الف الف الف مبرووك الاشرااف لأم سالم
0 كيكة الدجاج بالطماط والبصل المحمر
0 ردود جاهزه للمواضيع00تفضلي غاليتي
0 صور المدينة التي عذبها الله.... ......اللهم عفوك‎
0 (((طرائف بعض العلماء)))
0 وووووووااااااااااووووووووو الحقوني بسرعه
0 *بلايز*بلايز*بلايز*بلايز*بلايز*
0 جميع استفساراتكم هنا عن كل مايخص الطفل من اربعة اشهر الى ستة اشهر
0 ((طريقة العااالي مستوااهاا في اللقيمااات))
0 رمزيات للبلاك بيري2012
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-07-2011, 07:43 PM   المشاركة رقم: 96
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




أسى الهجران/ الجزء الثاني والثمانون


كانت موضي تنظر برعب حقيقي للمشهد أمامها وقلبها يكاد يقفز من بين جنبيها
كان المشهد أشبه ما يكون بمشهد سينمائي مثير وخصوصا مع إضاءة أنوار السيارة القوية للمشهد
ولكن المأساة أنه كان مشهدا حقيقيا.. ويحصل أمام عينيها

كانا ذئبين وليس واحدا
كلاهما يتحفز للهجوم

الذئب بذكائه المعروف كان يدرس راكان ليجد نقطة الضعف لينقض منها
وراكان تتحفز مشاعره للحد الأقصى ليعرف من أين سيهجم الذئب عليه

الذئب يخشى من لا يخشاه.. ويقتات من رعب الآخرين
لأن الخائف يتوتر ويضعف ويصبح فريسة سهلة له
والذئب كان متيقنا أن راكان ليس خائفا مطلقا منه وراكان يقف أمامه واثقا في وضعية قتالية مستعدة


ولكن الذئب كان لا يشغله شيئا سوي التفكير بكيف يصل إلى راكان
بينما راكان كان مشغولا بشيئين.. الدفاع عن نفسه.. والخوف على موضي
وخوفه عليها كان في أول أولياته
وحينما يتمزق التفكير ويتشتت بين عدة أشياء يقل الانتباه
لذا حينما صرخ راكان في موضي للمرة الثانية: موضي للسيارة بسرعة
انتهز الذئب الفرصة النادرة لتشتت راكان الذي أشعر الذئب نفسه بصعوبة مباغتته
لذا استغل هذه الفرصة وهجم دون تردد وهو يعتلي صدر راكان
وراكان يحاول خنق الذئب بيديه العاريتين
ولكن الذئب أمال رأسه وهو يغرس أنيابه في كتف راكان رغم أن الذئب كان يخطط لغرسها في عنقه
راكان كان يحاول إبعاد رأس الذئب
وهو مازال في محاولته لإبعاده
رأى الذئب يطير بعيدا
وهو يهرول مبتعدا متخبطا ويعوي بألم

راكان وقف مدهوشا وهو يمسك كتفه حيث ينبثق الدم بغزارة
كانت موضي تقف أمامه
وبيدها عصاه الضخمة التي كان هو ذاتها قد نسيها
كانت أنفاسها تعلو وتهبط.. وجهها محمر.. وعيناها ممتلئان بالدموع

كان راكان يفتح عينيه ويغلقهما كما لو كان غشيهما إشعاع أعماه
بدت له موضي كما لو كانت تشع..
تـــشــــع!!!
تشع بكل معنى الكلمة!!!
محاطة بهالة نور غير مفهومة
وهي تبدو كما لو كانت جزءا من لوحة فنية نادرة الوجود ونور السيارة يشع خلفها

حينها رأى وجهها
رآه بوضوح

بدت له وفي عينيه جميلة إلى حد الوجع
عذبة إلى حد الحلم
ناضجة إلى حد الهلوسة

أجمل مما يتذكر وأعذب وأنضج
جميلة كزهرة ربيع ندية متفتحة البتلات
عذبة كنسائم أوائل الشتاء
ناضجة كفاكهة صيف مرتوية ومغلفة بالسكر

بــاخــتـصــار
بدت له كمعجزة مذهلة!!!

موضي ألقت بالعصا وهي تركض ناحيته
وهي تضع يدها فوق يده التي تغطي جرحه وتهتف بقلق عميق وصوتها يختنق:
راكان أنت طيب؟؟

راكان شعر بملمس نعومة يدها فوق يده يختلط بحرارة دمه المتدفق بغزارة
كان إحساسا غريبا.. وعميقا.. وموجعا بشفافية.. موجعا بحق
رد عليها وهو يتماسك: طيب.. عضة بسيطة.. بس أخاف إنه الذيب يكون مسعور لازم أروح أقرب مركز صحي يعطوني 21 إبرة

موضي باستعجال وهي مازالت تضغط على جرحه: أقرب مركز الحين البطحاء.. خلنا نروح

كانت تزيح خصلات شعرها عن وجهها بظهر كفها.. فتلطخ وجهها بقطرات من دمه
كان إحساسا خياليا مشبعا بالشجن وهو يرى تفاصيل وجهها الملطخ من هذا القرب.. وفي هذا الموقف بالذات..
شعر برغبة عارمة أن يقيس كل تفصيل من تفاصيلها بالمسطرة
يتحسس هذه التفاصيل ليتأكد هل هي حقيقية فعلا
لأنه شعر أنه كل مابها أكثر من مثالي.. أكثر من رائع
كل مابها يدفع إلى أقصى درجات الإعجاب حتى التفجر والتشظي والانشطار!!!

راكان يريد أن يهرب من جنون أفكاره التي فسرها بمجرد إعجاب آني.. مجرد إعجاب رجل عابر بامرأة ما
فسألها: أنتي شلون عينتي العجراء؟؟؟

موضي تتنهد قلقا عليه: قلت لنفسي إذا أنت مشعلي أصيل لازم ألاقي تحت سيتك يا عجراء يا ليور

ابتسم راكان رغم ألمه: وأشلون طيرتي الذيب كذا.. لا تكونين كنتي تشتغلين في الصاعقة؟؟

موضي بألم: ولك بال تمزح بعد.. خلنا فيك


موضي حينما صرخ بها راكان لتعود للسيارة رجعت وهي تركض وفي بالها شيء واحد
أن تبحث في السيارة عن آلة دفاع ثقيلة تنفع لإبعاد الذئب
ولأنها تعلم أن والدها ومشعل وفارس وحتى مشعل زوج لطيفة جميعهم يحتفظون بآلات كهذه تحت مقعد السائق
فكانت شبه متأكدة أنها ستجد عند راكان
لذا استخرجتها بسرعة وعادت لراكان وكان الذئب وقتها يغرس أنيابه في كتف راكان
استجمعت موضي كل قوتها لتودعها ضربة قوية وجهتها لرأس الذئب مباشرة
تعلم أنها لن تفلح في قتله.. ولو كان من وجه الضربة راكان مثلا كان سيصرعه مباشرة
ولكن ضربتها كانت قوية كفاية لإخافة الذئب وإبعاده

وصلا للسيارة راكان همس بهدوء يخفي ألمه: العضة في كتفي اليمين.. ويدي اليمين كلها ماني بقادر أحركها
ما أعتقد إني بأقدر أسوق

موضي بثقة: أنا بأسوق.. وتكفى ما تقول لا

راكان باستغراب: تعرفين تسوقين؟؟

موضي بقلق عليه وهما يصلان للسيارة: يعني تبي رفقتي لفارس تطلع على الفاضي.. علمني السواقة والرماية بعد..

راكان يبتسم رغم أن الموقف ليس موقفا للابتسام: والله منتي بهينة يا موضي اللي قدرتي على فارس مع شدته وخليتيه يعلمش

موضي تذوب قلقا: خلنا من فارس...تكفى راكان خلني أوديك المركز

راكان بقلق: يا بنت الحلال.. حن في السعودية.. أشلون لو شافنا حد وأنتي تسوقين

موضي برجاء عميق: ماحد بشايفني
الحين الدنيا ليل وماحد بشايفنا
وإذا وصلنا للمركز ونزلنا قل إنك أنت اللي كنت تسوق

راكان وهو يتجه للباب المجاور للسائق: خلاص يا بنت الحلال.. توكلي على الله.. أنتي سواقنا اليوم



*********************



قبل ذلك
بيت عبدالله بن مشعل

جميع الضيوف غادروا
مشاعل كانت تصعد لغرفتها
تريد تبديل ملابسها.. صلاة قيامها والنوم
فهي كانت مرهقة بشدة

رن هاتفها
تنهدت وهي تتذكر.. فهي كانت قد نسيت ناصر وطلبه

ردت بخجل: هلا ناصر

ناصر بمرح: هلا والله بصادقة الوعد

مشاعل تبتسم: لا تكذب علي... ما وعدتك بشيء

ناصر بعمق: بس أنا وعدت روحي.. وأنا وأنتي واحد
وأنا قاعد الحين على الكراسي في الحديقة.. انزلي لي

مشاعل بصدمة: أنت مجنون.. وش تبي هلي يقولون علي؟؟.. حركات مراهقة

ناصر يبتسم: والله العظيم توني أستأذنت عمي.. خليتيني مثل طلاب المدارس
وكنش خطيبتي مهوب مرتي

مشاعل بتردد: زين بأنزل.. بس بشرط

ناصر بحنان: تشرطي مثل ما تبين ياقلب ناصر

مشاعل بخجل: تلزم حدودك.. وماتسوي مثل آخر مرة شفتك فيها

ناصر برجاء: قلبي مشاعل لا تصيرين صكة

مشاعل بحزن: الحين أنا كنت عندك في بيتك وماباقي إلا أرمي نفسي عليك
وأنت قرفان مني
الحين في بيت هلي تبي تحرجني؟!!

ناصر بحزن مشابه: خلاص يا قلبي.. أبي أشوفش بس.. مشتاق لش
وماني بمسوي شي.. وعد



**************************



مركز البطحاء الصحي
قبل أذان الفجر
غرفة الاستراحة

تم تنظيف جرح راكان وتضميده
كما تم إعطائه 21 إبرة مضادة للسعار.. خوفا أن يكون الذئب مسعورا

هاهو يتمدد بصدره العاري والضمادات على كتفه
وهاهي موضي تجلس عند رأسه
وهو يفتح عينا ويغلق الأخرى
همست موضي عند أذنه بحنان: راكان أشرايك أتصل بفارس يجينا؟؟

راكان همس بهدوء مرهق: لا مافيه داعي

موضي بقلق: أنت تعبان.. خلنا نرجع للدوحة

راكان يهمس: ماني بمغير مخططاتي عشان شي مايستاهل.. أنا الحين أحسن
وحن الحين صرنا في البطحاء
والمركز السعودي على بعد دقيقة
بأسوق 5 دقايق لين الغويفات المركز الإماراتي
وبأخلي سيارتي هناك.. وبنأخذ تكسي لدبي
وهناك بنستخدم التكاسي .. وكلها يومين وأكون تمام
بس الحين جيبي لي ثوب من شنطتي من السيارة ولا عليش أمر
بدل ثوبي اللي تشقق



***********************



حديقة بيت عبدالله بن مشعل
بعد منتصف الليل

ناصر يجلس على أحد المقاعد التي كانت معدة لاحتفال العشاء
ومشاعل كانت تقترب بتردد وارتباك

مشاعل لم تكن مرتاحة مطلقا لهذه التصرفات التي باتت تشعرها بالحرج من أهلها
فلا هي بالغاضبة منه.. ولا هي من عادت معه
ووالدها مازال معتصما بالصمت.. حتى لا تشعر أنه متضايق منها
وتفكير عبدالله يتجه إلى أن ربما مشاعل هي من تريد البقاء عند أمها
لأنه يرى أن ناصر يأتي لزيارتها وهاهو الليلة يستأذنه لهذه الزيارة
لذا قرر أن يمنحهم عدة أيام قبل أن يتدخل لحل المشكلة هو ومحمد الذي لاحظ هو أيضا
بل تجاوز الملاحظة للغضب وهو يعنّف ناصر الليلة بعد عشاء زواج راكان:
ناصر ما تشوف أنك مسختها... لمتى ومرتك عند أهلها؟؟

ناصر انتفض من المباغتة غير المتوقعة: مشاعل تعبانة شوي وتبي ترتاح عند أمها

محمد بنبرة غضب: والله البارحة شايفها عند أمي ومافيها إلا العافية
رد مرتك ياولد.. وبلاها حركات دلع النسوان اللي مالها معنى
ولا تصير كمخة ومرتك تمشي شورها عليك...
بنت عمك لها القدر والحشيمة والغلا.. بس لا تخليها تقلل من قدرك أنت


ناصر تضايق بالفعل أن يكون هو سبب المشكلة ويتجه الاتهام لمشاعل
برأسه تفكير معين يتمنى أن توافقه مشاعل عليه


مشاعل وصلت بخطواتها الرقيقة المترددة وناصر غارق في أفكاره
وصلت وهو مازال غير منتبه.. همست برقة: نحن هنا

ناصر انتفض ثم ابتسم وهو يمعن النظر في طلتها الملائكية والمثيرة في آن
فستانها بلونه الأزرق الملكي مع الدانتيل الفضي
شعرها المجعد.. ظلالها الدخانية.. ثم شفتيها الملونتين بأحمر شفاة زهري فاتح يتلألأ برونق خاص

ابتسم ناصر: هلا والله في ذمتي باللي هنا..
وهنا ( قالها وهو يشير إلى قلبه)
وش هالزين؟؟!! خليتي لباقي الحريم شيء من الزين؟!!
ثم أردف: عادي أقول لش اقعدي جنبي وإلا يدخل ضمن الاتفاق؟؟

مشاعل توجهت لكرسي يبعد عنه بمسافة كرسي وجلست وهي تبتسم:
نعم... يدخل ضمن الاتفاق..

ناصر ابتسم: زين ما فشلت روحي.. كنت أبيش تجلسين في حضني أصلا

مشاعل كحت من الحرج بشكل فعلي وهي تقول بحرج: ناصر تحشم.. وش اتفقنا عليه؟؟

ناصر بخبث عميق: بس ما اتفقنا تكونين حلوة كذا.. أنا ما استحمل
تبين أتحشم طاوعيني في اللي أقوله لش.. لأنه الشيبة العود غسل شراعي اليوم.. ويقول إنش مشيتيني على شورش
فأنا عندي راي..

مشاعل بحذر: راي وشو؟؟؟ وش ذا الكلام اللي عمي يقوله؟؟ أنا اللي مشيتك على شوري؟!!




*************************



واشنطن دي سي
شقة مشعل


باب الشقة ينفتح
وهيا ومشعل يدخلان

هيا تدخل وتلقي بنفسها جالسة على الأريكة
ومشعل يُدخل الحقائب التي كان حارس البناية يصفها عند الباب من الخارج
حتى انتهى
أغلق الباب ثم جلس جوار هيا وهو يضع ذراعه على كتفيها ويهمس لها بحنان:
تعبانة ياقلبي؟؟

هيا وضعت رأسها على كتفه وهمست باختناق: مشتاقة لهلي

احتضنها مشعل وهمس بتأثر: فديت المشتاقين يا ناس
خلاص يا بنت الحلال مشتاقة رجعتش الدوحة

رفعت هيا رأسها: واخليك ترجع بروحك
لا والله.. ولا تحاول.. أنا دارية تبي تخلص مني

مشعل وقف ليدخل الحقائب وهو يقول باهتمام:أنا حانش بس..
اسمعيني زين ..لا تسوين أي شيء
أنا بأتصل الحين في مكتب الخدم.. يرسلون لنا وحدة تنظف وتساعدش في الشناط

هيا برفض: مافيه داعي حبيبي

مشعل بحزم: لا حبيبتي أنتي مهوب مثل اول.. تبين تشتغلين في البيت بعد؟؟
كفاية عليش الحمل والدراسة
نخليها تجي في النهار تغسل وترتب.. وفي الليل ترجع لبيتها مثل طريقتهم هنا

هيا نهضت وهي تقول بحب: جعلني ما أذوق حزنك يا قلبي

ثم أردفت: خلني أتصل في باكينام.. أشوف أخبار العروس



***********************



دبي
الصباح
فندق الماريوت/ شارع أبي بكر الصديق

راكان وموضي يصلان جناحهما الضخم.. ورغم ضخامته ولكنه ليس مفصولا بحواجز أو أبواب
بل مفتوحة أقسامه جميعها على بعضها

الاثنان كانا مستهلكين من الإرهاق والتعب وفي حالة مزرية
كان منظرهما مريبا وهما يدخلان إلى بهو الفندق يترنحان من التعب
ولكنهما لم يكونا يفكران بشيء سوى الاستحمام والنوم

راكان بعد دخولهما للجناح ورؤيته لنظامه: تبين نغير الجناح؟؟

موضي بتعب: مافيه داعي راكان.. والله ما أقدر أتحرك يالله أتسبح وأنام أقوم لصلاة الظهر

راكان بصوت مرهق: أنا أبيش تكونين مرتاحة

موضي تبدأ بخلع نقابها وعباءتها كدليل على اقتناعها بالغرفة رغم أنها غير مقتنعة
ولكنها تعلم فنادق دبي وازدحامها
وخصوصا أنهما مازالا في فترة عطلة منتصف العام
ويستحيل ان يجد حجزا بديلا
ولا تريد أن تبدو أمام راكان متطلبة أو مهزوزة أو متوترة من تواجدها معه

راكان بدأ بمحاولة خلع ثيابه.. رغم صعوبة المحاولة عليه ولكنه نجح في المهمة بينما موضي كانت مشغولة بفتح حقيبتها التي رتبتها شقيقتاها
استخرجت فوطتها وروبها وبيجامة حريرية وجدتها بصعوبة بين أكداس ملابس شعرت بالصداع وهي تراها وتغلق الحقيبة خوفا أن يراها راكان

ثم ألتفتت له لترى إن كان يحتاج للمساعدة ولكنها وجدته خلع ثوبه
همس لها: تسبحين؟؟

موضي باهتمام: لا أنت أول.. عشان ترتاح

راكان توجه للحمام.. همست موضي بحرج: تبي مساعدة؟؟

راكان بابتسامة: لا مشكورة.. بأعرف اسنع روحي

كان ينظر لها بتمعن
البارحة أعتقد أنه كان يهلوس حين رآها شيئا أشبه بالحلم وظن أن هلوساته ناتجة عن الموقف الغريب الذي وضعا فيه
ولكنه يراها الآن في ضوء النهار ..بوجهها المتعب وبقايا آثار كحل يسكن أهدابها.. ومازال يراها ذات الحلم وبصورة أعمق وأكثر وجعا
ولكنه مقتنع تماما أنه ناتج عن أنها المرة الأولى التي يقترب من امرأة إلى هذه الحد..مجرد سحر وقتي قابل للتبخر والذوبان

موضي قاطعت تأمله وهي تهمس بحرج: راكان تبي أجيب لك شيء؟؟

راكان انتفض ولكنه همس بثبات: لا مشكورة.. بأروح للحمام

موضي باحترام: خلاص بأطلع لك ملابس على ما تخلص



************************



شقة مشعل /واشنطن دي سي
غرفة هيا


باكينام وهيا في الغرفة تتحدثان

هيا بغضب: تدرين إنش مجنونة

باكينام بحزن: هيا ما تعاتبنيش.. اللي إيدو في الميه مش زي اللي إيدو في النار

هيا مستمرة في غضبها: بس أنتي خليتيني في النار
لأنه ولد عمتي هو سبب المشكلة
يعني شنو كان بينقص عليش لو قلتي له الحقيقة
يعني أنتي مرتاحة الحين وهو يشك فيش؟!!

باكينام تبتسم رغم أن عينيها بدأتا تغيمان بالدموع:
مال الإريال عندك مش مزبوط.. الوشوشة عالية أوي
بئيتي تتكلمي زي الدكتور مَشعل تمام.. وهو بيئول لي كل ما يشوفني:
أشلونش؟؟ وكيف حالش؟؟

ابتسمت هيا: مافيه تهربين من السؤال
أنتي عارفة إنه هذا كلام باباتي
وأنا مبسوطة بالرجوع لقواعدي سالمة
خلينا فيش الحين
أنا بأكلم يوسف وأقول له كل شيء
إنه حمد ولد عمتي أنا.. وإنه أنا اللي طلبت منش تزورينه

باكينام بجزع: حلفتك بربنا ما تعمليها
والله لأكون زعلانة منك عمري كله

هيا بحزن: يعني عاجبش حالش كذا.. أنتي ذبلتي مرة وحدة
وأنتي عارفة إنش تحبينه من أيام ما كنتي تظنينه جرسون وتكابرين
الحين يوم صار زوجش.. عاجبش تعذيب النفس ذا؟؟

باكينام بنبرة عميقة: زي ما كنتي بتعزبي نفسك وبتعزبي مشعل وأنتي بتموتي في الأرض اللي بيمشي عليها
الوحدة منا بتشوف مشكلة التانية بسيطة.. بس الإحساس اللي جوا هوا اللي بيدبح
آه أنا بحب يوسف وهأموت عليه كمان..
بس هو ما بيحبنيش.. هو حب فكرة أنو أنا أبئى ليه
وما كنش عندي مانع أكون ليه ولأخر نفس عندي
بس إيه اللي لئيته منو؟؟
شك؟؟.. شك؟؟.. أنا يا هيا.. أنا؟؟
أنا يشك فيني إني بأخونه؟؟
أنتي أكتر وحدة عرفاني.. حتى أئبل ما أتحجب عمري ماكنش ليا أي علائة بشب
هأعملها بعد ما تحجبت وبئيت على زمة راجل
خليه يتحرء بشكه زي ما حرق ئلبي

هيا تتنهد: والحل؟؟ عاجبكم حالكم؟؟

باكينام بحزن عميق: أنا عاوزة أتطلء بس هو مش راضي

هيا تبتسم: أنا وأنتي مجانين.. تذكريني بنفسي لما طلبت الطلاق من مشعل
أطلب الطلاق وأنا ما أبغيه.. ولو كان طاوعني في جنوني
كان جنيت صدق وقتها
والحين يوسف لو طاوع جنانش وطلقش.. ماحد بيندم غيرش

باكينام ببوح عميق مشبع بالوجع: واحشني أوي
والله واحشني
الندل الحقير والله باحبه.. باحبه.. بس هو ما يستاهلش
عاملني زي الحيوانة.. خد مني اللي هو عاوزه وبعدها سابني زي الزبالة اللي الواحد ئرفان منها

أنهت عبارتها الموجعة ثم ارتمت في حضن هيا تنتحب بألم شاسع لا حدود له
هيا احتضنتها وهي تتنهد وتربت على ظهرها
وتشعربألم عميق.. مساندة لبكينام التي لم ترها بهذا الضعف إلا بعد معرفتها بيوسف!!



************************



بيت عبدالله بن مشعل
الصباح الباكر


مشاعل مازالت عاجزة عن النوم من بعد مقابلتها البارحة مع ناصر
تعلم أن الآن وقت نهوضه لعمله.. بودها أن تتصل به لتتأكد إن كان قام لعمله كما كانت تفعل طيلة الأيام الماضية
ولكن ربما كان لم ينم أساسا مثلها.. كما أنها لا تستطيع مواجهته بعد أن استلت ابتسامته برفضها لعرضه الذي عرضه عليها البارحة
شعرت وقتها وحتى الآن بحزن عميق يدمي فؤادها وهي ترى وجهه يكفهر وحاجبيه ينعقدان وهو ينهض دون أن يضيف كلمة واحدة
ليغادرها ويتركها مشبعة بالألم.. والأسى
كانت غارقة في أفكارها التي انتزعها منها رنين هاتفها
التقطت الهاتف تسللت ابتسامة دافئة لوجهها وهي ترى اسمه..
ردت بهمسها الخافت الذي يعذبه: الو

صوته المرح المشبع بالدفء: ليش ما اتصلتي تصحيني كالعادة؟!!

مشاعل بخجل حزين: خفت تكون زعلان عشان اللي صار البارحة

ناصر بنفس النبرة المرحة: وأنا فعلا زعلان.. بس شأسوي؟؟
صوتش صار مثل كوب القهوة.. لو ما سمعته أول ما أصحا.. بيظل رأسي يوجعني

مشاعل ببوح مفاجئ: تدري إنه كل يوم أحبك أكثر من اليوم اللي قبله


ناصر صمت.. كان مبهوتا مصعوقا.. وكلمة (أحبك) تبعثر مشاعره بعنف كاسح
ولكن صمته لم يستمر سوى لحظات وهو يرد عليها بعمق خاص:
وأنا والله العظيم مهوب بس أحبش.. أنا أعشقش.. وأذوب فيش
مشاعري ناحيتش تفجرت بشكل صار يخوفني
أنا مرعوب إني ممكن أصحى يوم وما أصحى على صوتش
ما أصحى على أمل إني بأصحى يوم والاقيش في حضني
خلاص مشاعل يا قلبي.. والله العظيم إني تربيت وتبت.. ارجعي لي
حرام تعذبيني كذا.. لذا الدرجة أهون عليش
وافقي على اقتراحي اللي اقترحته عليش البارحة

مشاعل بألم: جرحك بقلبي بعده طري.. وطردتك لي من بيتك ترن في أذني



**************************



دبي
فندق الماريوت/ جناح راكان موضي

موضي لم تخرج من الحمام حتى نشفت شعرها وفردته بالمجفف الكهربائي
خجلت أن تخرج لراكان بروبها وفوطتها
كما تشعر بالخجل من أن يراها الآن ببيجامتها الحريرية
تنهدت بعمق وهي تخرج
(لازم أتعود عليه
أنا اللي ورطت نفسي في ذا الزواج
على الأقل أحاول ما أحرج راكان وأقيد حريته بذا الخجل
اللي مدري من وين ركبني)

حين خرجت كان راكان يتمدد على الكنبة في غرفة الجلوس
رغم أنها رأته عار الصدر أكثر من مرة اليوم إلا أنها مازالت تشعر بخجل متعاظم من الالتفات ناحيته
همست بدون أن تقترب: راكان أنت نام على السرير
أنا بانام مكانك

راكان بهدوء وهو يسترخي استعدادا للنوم مع شعوره المتزايد بالتعب:
لا موضي أنا بانام هنا.. مكاني مريح بس جيبي لي غطا ولا عليش أمر

موضي أحضرت له الغطاء وهي تتعثر في خطواتها
فردت الغطاء لتغطيه به.. بدأت من قدميه حتى أوصلت الغطاء لكتفه
حينها أمسك راكان بكفها
انتفضت بعنف ويده الضخمة الدافئة تحتوي كفها
همس لها بحنو وتقدير: ما شكرتش اليوم
مشكورة يا موضي مشكورة

ثم أفلت يدها
انتهى التلامس الجسدي ولكن مفعوله الروحي لم ينتهِ بل بدأ بالتعمق
وخصوصا عند موضي
التي كانت دائما تشعر بالرعب من كل لمسة من حمد
ولكنها الآن تشعر بعبق لمسة مختلفة دفعت شيئا من الإحساس بالأمان في روحها

راكان تمنى لو تجاوز احتضان كفها إلى تقبيل أناملها
فهو يشعر بامتنان عميق ناحيتها
وهذه القبلة لو حدثت ليست سوى تعبيرا عن امتنانه لها على طريقة الإزواج.. ليس إلا!!!!!!


موضي توجهت للسرير وهي تحتضن كفها
تمددت وتغطت
وهي مازالت تحتضنها



***************************



الدوحة
بيت مشعل بن محمد
الساعة 11 صباحا


لطيفة تعيد ترتيب ملابس بناتها في غرفتهن والاثنتان بجوارها يساعدنها حينا ويلعبن حينا

رن هاتفها.. التقطت الهاتف وابتسمت: هلا شيخة
لحقتي تشتاقين لي.. توش شايفتني البارحة في عشاء موضي

شيخة بمرح: آه لا تذكريني بموضي.. ماشاء الله عليها البارحة كانت تهبل
تحسرت على وخيي رويشد.. اللي قاعد قدامي بوجهه المصفوق يقطع الخميرة من البيت

لطيفة تضحك: أمحق أخت.. الحمدلله منتي بأختي

شيخة تضحك: ياحظش يصير عندش أخت تنكة عسل.. وكيس سكر.. ودرام شكولاته
كل شيء عندنا احنا المتان راهي وبالكوم

لطيفة تبتسم: زين أنا لاهية الحين.. أرتب.. بأكلمش بعدين

شيخة بمرح: يا أختي حد قال لش ميتة على وجهش.. أنا أصلا ناسيتش
بس شفت رجالش في الجريدة طريتي علي
قلت أكلمش

لطيفة تبتسم: مشعل طالع في الجريدة اليوم؟؟ ماقال لي

شيخة تبتسم: ماشاء الله تبارك الله جعل عيني ماتضره
أطول واحد في كل اللي معه... صدق رزة
وإلا اللي جنبه.. صدق نسوان ماعاد يستحون..
زين كسران خشم ذا العوبا

لطيفة كانت تبتسم مع الشطر الأول من حديث شيخة
ولكن وجهها بدأ يكفهر مع الشطر الثاني

ثم همست بنبرة اعتيادية: خلاص بأشوفها إذا خلصت شغلي

بينما هي كانت تنهي المكالمة وهي تنزل ركضا للأسفل بسرعة
حتى تنظر للجريدة التي لم تتصفحها أصلا

تناولت الجريدة وهي تقفز للملحق الاقتصادي حيث تتوقع وجود صورة مشعل
نظرت لمجموعة الصور الملتقطة في حفل لغرفة التجارة والذي دُعي له غالبية أصحاب الشركات الكبيرة في قطر
كان مشعل يظهر في ثلاث صور مختلفة
وفي كل الصور كانت تقف سيدة أنيقة غاية في الجمال إلى جواره
شعرت لطيفة بغضب غيرة هادر يتصاعد في روحها غصبا عنها وهي تتعرف على صاحبة الصورة
(يعني يا مشعل
مهوب صورة ولا صورتين
في كل الصور لازقة جنبك)

ولكنها حاولت التحكم في أعصابها وهي تتوجه لتتوضأ لصلاة الظهر
حتى تهدئ روحها
فالوضوء يطفيء الغضب كما يطفئ الماء النار
لطيفة بعد أن صلت الظهر ودعت الله مطولا أن يهديها ويلهمها العمل الصائب
قررت ألا تثير موضوعا قد يكون في رأسها هي لوحدها
لأن مشعل خلال الفترة الأخيرة كلها كان لا يتوانى عن إظهار حبه لها
فلا تريد أن تبدو صغيرة العقل ومحدودة التفكير بينما مشعل لم يبدر منه مطلقا ما يضايقها



***********************



مبنى إداري ضخم في أحد شوارع الدوحة الرئيسية
تحمل واجهاته الزجاجية اسم شركة شهيرة


في أضخم غرفة في المبنى.. كانت تستعد للقيام عن المكتب الفخم الذي يقبع في صدر الغرفة الشديدة الفخامة والبالغة الأناقة
فهي كانت تستعد للمغادرة وهي تنظر للمرآة وتعدل عباءتها ولف شيلتها حول وجهها الجميل وترتدي نظارتها الشمسية

سكرتيرتها ترتب مجموعة من الأوراق لتعطيها لها لتراجعها مرؤوستها في البيت
ثم همست باحترام بالغ: مائلتي الي .. أي شركة ننطيها إنشاء المجمع الجديد؟؟
منشان جهز لوراء

ابتسمت ابتسامة شاسعة كشفت عن صف اسنان جذاب: شركة المشعل طبعا

السكرتيرة بلهجة عملية: هني صحيح شركة منيحة وشغلون منيح ومواعيدون بيرفكت.. بس فيه شركات عملت لنا سعر أئل وبنفس المستوى

تناولت حقيبتها لتخرج وهي تهتف بلهجة الأمر التي اعتادتها: قلت شركة المشعل
نفذي بدون نقاش



***************************



تركيا
جزيرة الاميرات في بحر مرمرة بالقرب من أسطنبول


كان فارس والعنود يطوفان الجزيرة الشهيرة على عربة تجرها الخيل.. فهذه الجزيرة لا توجد بها سيارات مطلقا

كان فارس يجري اتصالا مهما والعنود صامتة حتى ينهي اتصاله الذي أثار فضولها

فارس كان ينهي المكالمة بابتسامة شاسعة: الله يبارك فيك.. ومشكور
..................
مع السلامة

العنود تبتسم: فرحني معك

فارس تناول يدها وطبع على ظاهرها قبلة عميقة وهو يهمس بسرور شفاف:
ترقيت يا وجه الخير.. شفتي وجهش أشلون حلو علي
صرت وكيل نيابة أول.. يعني كلها شوي وأصير رئيس نيابة

العنود بفرحة عميقة احتضنت كفه وهمست: مبروك ياقلبي مبروك
تستاهل..

فارس يبتسم: الله يبارك فيش

العنود برجاء حقيقي: وإن شاء الله إنه شغل المشاركة في المداهمات خلص؟؟

فارس بذات الابتسامة الدافئة: أكيد أقل من أول.. وهو على العموم نادر ما يحتاجونا في المداهمات

العنود تبتسم: عقبال ما نخلص منها يارب يا كريم.. زين تبينا نرجع الدوحة؟؟

فارس بهدوء: وليش نرجع.. قرار الترقية طلع وأنا في أجازة.. وبينتظرني لين أرجع



***********************



دبي
جناح راكان وموضي
قبل صلاة الظهر بقليل

موضي نهضت من نومها قبل راكان..
تشعر بالحيرة.. ماذا ترتدي؟؟ كيف من المفترض أن تبدو أمام راكان؟؟

تتأنق؟؟
كيف سيتفهم تأنقها؟؟
دعوة مبطنة؟؟ إدعاء؟؟ فراغ داخلي؟؟
تلفها الحيرة فعلا!!

وإن لم تتأنق.. كيف سيفهم ذلك؟؟
إهمال منها؟؟ عدم احترام له؟؟ انعدام في الذوق؟؟

في الختام قررت أن تلبس بشكل اعتيادي دون تفريط أو إفراط
توضئت أولا ثم فردت شعرها بشكل مرتب
ثم ارتدت طقما مكونا من تنورة مشجرة طويلة باللون الذهبي والتركواز.. وبلوزة ضيقة بكم طويل باللون التركواز ومغلقة تماما.. فأكثر ما تخشاه ظهور أجزاء معينة من جسدها
ثم وضعت بعض الكحل وأحمر شفاه بلون فاتح فقط

تشعر بتوتر ملحوظ للتحدث مع راكان بعد كل أحداث الأمس
لا تعلم ماذا أصابها.. ولكن هذا القرب من راكان بات يوترها ويرفع تحفزها ويبعثر أفكارها
لا تريد أن تضايقه بأي شكل
وتتمنى لو تستطيع إسعاده بأي طريقة
لذا كان طلبها المتكرر له أن يتزوج من أخرى
أخرى تناسبه وتستطيع أن تسعده وأن تكون أما لأولاده
(زوجة لراكان؟؟
وأم لأولاده؟؟
وأنا كيف سيكون وضعي؟؟
عشت مسحوقة أولا
ثم مهمشة ثانيا
وراكان كيف سيتعامل مع زوجته الأخرى؟؟
هل سيكون رقيقا معها كما هو رقيق معي؟؟
هل سيبتسم لها ابتسامته الدافئة؟؟ ويحدثها بصوته العميق الساحر الذي يتسلل لعمق الروح؟؟
هل؟؟ وهل؟؟ وهل)

كانت موضي تغرق في خضم أفكار تشعرها بضيق غير مفهوم
وكأن هذه الأفكار مشنقة تخنق روحها وتستجلب أوجاعها
ومع ذلك هي مستعدة بصدق حقيقي أن تمضي فيها من أجل راكان
لأنها ترى أنها لا تناسب راكان أولا
وهو مجبر عليها ثانيا
كل هذه الأفكار المتناقضة كانت تخنقها.. تخنقها

كانت أمام المرآة تنظر لنفسها وهي غارقة في أفكارها
نظرت للساعة كان وقت الأذان
التفتت لتوقظ راكان ولكنها فوجئت أنه كان مستيقظا وينظر ناحيتها
ابتسمت بارتباك: صباح الخير

راكان بصوته العميق: صباح النور

موضي بذات الارتباك: صاحي من زمان؟؟

راكان بهدوء عذب: توني صحيت
(استيقظ من أكثر من خمس دقائق قضاها في مراقبة موضي
التي كانت تتأمل نفسها في المرآة
ومعها راكان يتأمل فيها)

موضي باهتمام حقيقي رقيق: أشلونك اليوم؟؟

راكان بابتسامة وهو يلمس الضمادة على كتفه: الحمدلله زين
أصلا السالفة كلها بسيطة.. الله سبحانه أنعم علي بجسم كنه طوفة على قولت فارس
بعد طوفة تتأثر من عضة.. طوفة ما منها فايدة

موضي باستنكار تلقائي: قل ماشاء الله..

راكان يبتسم: خايفة أنظل روحي يعني؟؟

موضي بحرج: العين حق..

راكان كان ينظر لها بتمعن وهي تقف لتتوجه ناحيته ثم تقف على بعد خطوتين وهو يهمس لها: عسى نمتي زين؟؟

موضي تبتسم: الحمدلله

راكان يتذكر شيئا: موضي تراني حطيت مهرش في حسابش أمس بس نسيت أقول لش

موضي صمتت وحرج بالغ يكتم على روحها.. (يعطيها مهرا وهي من خطبته بالمعنى الفعلي؟!!!!)

حلولت تجاوز خجلها وهي تهمس باحترام: تقوم توضأ؟؟

راكان ينهض بتثاقل ويهمس بهدوء: قايم

موضي تهمس برقة: خلاص بأطلع لك ملابسك وبأكويهم.. أنا جايبة مكواة معي

راكان يبتسم: أنا ما تعودت على الدلال.. بعدين تخربيني

موضي بابتسامة غاية في العذوبة: إذا أنت ما تدلل وتحط رجل على رجل بعد
ماحد يستاهل الدلال عقبك



******************************



بيت سعد بن فيصل
الساعة الثانية ظهرا

سعد يدخل إلى بيته عائدا من عمله
فوجئ بأصوات عراك عالية تصدر من الأعلى
كان صوت فيصل وفهد يتعاركان.. وصوت عمتهما أم فارس تحاول فض الاشتباك

سعد ركض للأعلى بخطوات واسعة ليصل لغرفة فهد حيث صوت العراك
ليصرخ بصوت حازم: بس

عم الهدوء المكان
اقترب بخطوات ثابتة ليسأل شقيقته بحزم: وش اللي صاير؟؟

أم فارس تتنهد: والله ما أدري يا أختك.. أنا كنت أرتب ثيابك في حجرتك سمعت صوت الهدة
جيتهم لقيتهم كنهم ديكة يتهادون وعيوا يتخلصون

سعد نظر لفيصل بحزم: أنت قل لي وش اللي صار

فهد كان من قاطع بخوف: أنا بأقول لك يبه

سعد بحزم عميق: فهيدان أنا أكلم أخيك الكبير.. تسكت لين أسألك

فيصل نظر لفهد بعتب ثم همس باحترام: بأقول لك بروحنا يبه

سعد بحزم: لا قل لي الحين.. مافيه حد ندس عليه.. الهدة بينك وبين فهد
وعمتك وضحى كانت حاضرة

فيصل بخجل: عينت فهيدان يسوي شاتنغ مع بنات.. عصبت عليه.. وهو يقول لي مالك دخل

سعد بدهشة: نعم؟؟ فهيدان؟؟ وشاتنغ؟؟ وبنات؟؟

فهد انخرط في البكاء: والله يبه ماقلنا شي.. سوالف عادية.. روح للكمبيوتر وشوف... المحادثات كلها محفوظة

سعد تنهد بعمق: وضحى أنتي وفيصل ولا عليش أمر.. اطلعوا وسكروا الباب وراكم

فهد وقف مرعوبا وهو يشعر بذنبه.. سعد تنهد للمرة الألف وهو يهمس بثقة لفهد وهو يجلس على سرير فهد: تعال اقعد جنبي

فهد تقدم بخطوات مترددة وجلس
سعد بحزم مخلوط بالحنان: اسمعني يا أبيك.. أنا عمري ماضنيت عليكم بشيء
واللي تبونه أجيبه لكم.. ومعطيكم ثقتي فيكم لأني أعدكم رياجيل
والمثل يقول: من أمنك لا تخونه ولو كنت خوان
وأنا إبيك.. ومعطيك الثقة كلها.. يكون ردك علي إنك تخون ثقتي

فهد بضعف: والله العظيم يبه سوالف عادية

سعد بحزم: الخطأ ما ينتصغر ولا يتجزأ.. إنك تكلم بنات مهما كان نوع الكلام غلط
ما قلت لك لا تسولف مع عيال من سنك.. ومن يوم جبت لك الكمبيوتر وأنا معطيك ذا التنبيهات
يعني كل شيء واضح قدامك
لا واللي زاد وغطا.. إنك يوم سويت الخطأ تكابر وتهاديت مع أخيك الكبير عشانه يبي مصلحتك

فهد بأسف لا يقصده بحذافيره: خلاص يبه آسف وماني بمتعودها

سعد بحزم أبوي: يا سلام عليك.. وتعتقد كذا خلاص..
أول شيء تروح تعتذر لفيصل
وعقب بأقول لك وش عقابك؟؟

فهد بتأفف: ما أبي اعتذر له.. هو مهوب أبي عشان يتحكم فيني

سعد بغضب حقيقي: نعم يافهيدان.. ما سمعت.. عيد

فهد بخوف من نبرة غضب والده التي لم يعتدها: خلاص خلاص الحين بأعتذر له

سعد ينادي بصوت عالي: فيصل.. فيصل

ثم ألتفت لفهد وهو يقول له: تعتذر له الحين قدامي

فيصل فتح الباب وأطل برأسه وهو يهمس باحترام: لبيه يبه

سعد بحزم: تعال فهيدان يبي يعتذر لك

فيصل بخجل: مافيه داعي يبه.. أنا أصلا ماني بزعلان

سعد يلتفت لفهد وهو يهمس بعضب: لا بيعتذر لأنه عارف أنه غلطان

فهد لوى شفتيه وهو يقبل رأس فيصل ويقول ببرود: آسف

سعد تنهد بعمق.. تصرفات فهد في الفترة الأخيرة باتت تقلقه.. فهو عنيد جدا
ومعاركه مع فيصل ازدادت مؤخرا
مازال مطمئنا إلى أنه يخشاه هو فقط.. ولكنه لا يحترم شقيقه الأكبر منه رغم أنه يعلم يقينا حبه الكبير لشقيقه
ولكنه يعلم أنها بداية مرحلة المراهقة المتعبة.. فيصل مر بما يشبه ذلك قبل عدة سنوات
ولكن وضع فيصل كان أهون بكثير... ففيصل كان أكثر اتزانا وتهذيبا

التفت لفهد وهو يقول له بحزم: ترا طول لسانك وقلة حياك مهي بطايفة علي.. أنا سكتت لك.. حسبتك رجال كفو وبتحشم أخيك اللي أكبر منك
لكنك زدت الخطا بخطا
والحين كمبيوتر مافيه.. الكمبيوتر بأشيله وأحطه في المخزن.. ولا أنت بشايفه طول ذا الفصل

فهد بجزع: لا يبه تكفى.. كله ولا كمبيوتري.. أشلون أسوي مشاريعي

سعد يرفع حاجبه: يا سلام عليك يا بو مشاريع
عندك مشروع.. تسويه على كمبيوتر فيصل وتحت عينه
عشان تعرف الكمبيوترات ليش سووها.. سووها للفايدة مهوب لقلة الحيا
والشيء الثاني يا ويلك لو طولت لسانك على أخيك الكبير مرة ثانية
إذا شفت إنك رجال كفو.. أبشر بكمبيوتر جديد أحدث طراز.. بس مهوب ذا الفصل
ذا الفصل كله أنت معاقب لين أشوف فعايلك ونتايجك اللي تسر


فهد انكب على سريره يبكي.. وسعد ينزع أسلاك جهاز الكمبيوتر
ثم يأخذه للأسفل ويضعه خارجا.. وينادي أحد صبيان المجلس
ويطلب منه أنه يضعه في كيس كبير ويضعه في المخزن

ثم يعود للداخل وهو يشعر بهم كبير
يحتاج إلى من يعاونه فعلا.. مشاكل أولاده تزداد
وفهد بالذات يقلقه لأبعد حد
فهل كان مصيبا حين قرر أن يكمل حياته مع ضريرة لن تستطيع أن ترى أخطاء أولاده حين تحدث
تنهد بعمق.. والهم يحاصره أكثر وأكثر وأكثر




*************************



بيت جابر بن حمد
بعد الغداء


معالي تدخل على شقيقتيها في غرفتهما.. وجهها على غير العادة لا يحمل ابتسامته المعتادة

تمددت على سرير عالية بصمت
عالية اقتربت وجلست جوارها وهي تداعب شعر معالي بحنان

وعلياء التي تجلس على سريرها هي من همست: معالي وش فيش فديتش
شكلش متضايقة

معالي بحزن: عاجبكم حال أمي؟؟
كل مالها في النازل

عالية كفت يدها عن شعر معالي وهي تهمس بألم: مهوب عاجبنا بس وش نسوي

معالي بهدوء: حمد صار له أكثر من 4 شهور غايب.. وما يكلمنا إلا بالقطارة
وأمي شوفت عينكم.. تصّبر.. بس حن عارفين إنها تعبانة
أنا خايفة على أمي

علياء برعب: تكفين معالي لا تخوفينا عليها

معالي بحزم: شوفو المرة الجاية إذا اتصل حمد اللي منكم بترد عليه
تقول له يرجع فورا..
تقول له أمي تعبانة.. لا أبو ذا الدورة اللي بتخليه يبعد عنا كذا



************************



واشنطن
الساعة 9 صباحا
سكن باكينام

باكينام تنزل على عجل للحاق بمحاضرتها

كانت تتوجه بسرعة للباب لذا لم تنتبه للجالس في البهو ينتظرها
حين وصلت للباب كانت هناك يد قوية تطبق على معصمها
وصوت دافئ يهمس لها من قرب: مستعجلة كده على فين؟؟

انتفضت بعنف وقشعريرة حادة تهز عمودها الفقري
(الحقير.. تذكر أن يزورني أخيرا
كم مضى لم أره.. أكثر من أسبوع
كم اشتقت إليك!!
أكره اشتياقي لك
وأكره نفسي أكثر لأني أشتاق إليك
أكره روحي التي تأبى الإنسلاخ عن عوالمك
أكره اضطراب عواطفي وأنت جواري
أكره مناداة دقات قلبي لك وهي تتقافز بجنون حين أراك
أكره رغبتي الغبية في الارتماء بين ذراعيك
وأكره نفسي ألف مرة.. أكره نفسي الغارقة في غرورها الزائف
وهي تأبى التنازل لتعترف لك أنه لا يوجد في القلب سواك
ولم يوجد به يوما سواك
فهذا القلب التعس لم ينفتح إلا لك.. ولم يعرف هوى أحد سواك)

باكينام نحت ثورة مشاعرها الموجعة وهي تهمس له ببرود:
عندي محاضرة وهاتأخر عليها

يوسف يمسك بعضدها وهو يشدها خارجا ويقول بثقة:
امشي معايا هنمشي لحد الجامعة.. ونتكلم



*********************



بيت عبدالله بن مشعل
بين العصر والمغرب

الصالة السفلية
لطيفة ومشاعل يدور بينهما حوار حاد نوع ما

لطيفة بغضب: وليش ماوافقتي على كلام ناصر؟؟ عاجبش حالكم كذا؟؟

مشاعل بمناشدة عميقة: لطيفة تكفين ما تضغطين علي
أنا صحيح أبي ناصر.. بس مجروحة منه.. صدقيني لو رجعت له
وأنا قلبي ينزف منه كذا.. بتكون رجعة فاشلة من أساسها
هو ما نسى اللي سويته فيه ليلة عرسنا وظل يحاسبني عليه
وأنا ما نسيت اللي سواه فيني عقب رجعته وأخاف أحاسبه عليه

لطيفة بغضب متزايد: خبلة.. وما تخَلَين على كيفش.. بس دواش عندي يا مشاعل

مشاعل وقفت وهي تستعد للمغادرة وتقول بغضب رقيق: أنا غلطانة إني قلت لش

مشاعل غادرت ولطيفة تناولت هاتفها وهي تغادر لمجلس النساء وتتصل برقم معين
فور أن رد عليها الطرف الآخر باحترام عميق: هلا والله حيا الله أم محمد

لطيفة بود واحترام: حياك الله ناصر.. أبيك في موضوع مهم كان وقتك يسمح

ناصر بنخوة: آمري.. أفا عليش يا أم محمد الوقت كله لش يا أخيش

لطيفة تنهدت بعمق: عشان موضوعك أنت ومشاعل والاقتراح اللي قلته لها



#أنفاس_قطر#
.





من مواضيع العاااالي مستواها
0 لالا تكوني إمعه 00من كتاباتي
0 فستان زفاف ابنة الرئيس التركي فاق كل التوقعات
0 كيف تعرفين ان ما في رحمك هوا
0 @@تحذير من الشرطه@@
0 ((تقرير عن المسابقات في قسم البوفيه ))
0 ***الضغط لا يفوتكم شي مميز**
0 أهتمامك بأناقة الرجل في حياتك00تفضلي غاليتي
0 [مميز]((الفول اللذيذ00تفضلي))
0 مقبلات الجمبري
0 ((سلطات من مطبخ العااالي مستواها))
0 بناااااات انا فرحاااانه
0 $$$نداااااااااااء عااااااااااااااااجل$$$
0 بناات قصة هذا اليووم00ادخلووو
0 (((العلاج بالاعشاب00تفضلي)))
0 شيلة وجدي حالي
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-07-2011, 08:16 PM   المشاركة رقم: 97
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




.
أسى الهجران/ الجزء الثالث والثمانون


واشنطن
طرقات منطقة جورج تاون
بين سكن باكينام وجامعة جورج تاون


خطوات مثقلة تنقل باكينام ويوسف
ومشاعر ثائرة مكتومة تهدر بين الاثنين
كانت باكينام من بدأت الكلام وهي تهمس ببرود: نعم يوسف عاوز إيه؟؟

يوسف يتمنى لو يمسك بكفها يحتضنها بين أنامله وهما يمشيان..
فهو يكاد يجن شوقا لها
ولكنه لا يريدها أن تغضب وترفض أن تتفاهم معه ..هو قادم للكلام معها
همس لها بهدوء: مش كفاية وترجعي لبيتك خلاص

باكينام بهدوء يخبئ خلفه كثيرا من الألم: وأنا ئلت لك مش راجعة
وطلئني.. العشرة بيننا مستحيلة

يوسف بعمق: باكينام بلاش جنان.. طلاء مافيش طلاء.. ارجعي للبيت
عيب عليكي اللي بتعلميه.. همّا بنات الأصول بيعملوا كده؟!!

باكينام بألم: انته اللي خليتني أعمل كده
أنت نسيت عملت فيا إيه أول يوم جينا واشنطن

يوسف صمت..
بدت له الذكرى غائمة وجميلة وعميقة وموجعة وكريهة في آن
تمنى أن يعيد تسجيل الذكرى كأجمل أحداث حياته
وتمنى أن يلغيها من ذاكرته كأسوأ أحداث حياته

استمرا يمشيان معا يلفهما الصمت.. كلاهما تمنى أن يطول هذا المشوار ويطول ويطول
ولكنهما وصلا أمام مبنى كلية باكينام
وقفا كلاهما وهما يتبادلان نظرات عميقة
حينها همس يوسف: ها باكينام.. ترجعي معايا لبيتك النهاردة؟؟

باكينام أشاحت بوجهها وهي تهمس بألم: ما تحاولش.. مستحيل

حينها مد يوسف يده ليدها.. احتضنها.. ليبعث دفء يده في يدها قشعريرة حادة جارحة
ثم يترك يدها معلقة في الهواء تعاني بردا مفاجئا موجعا
ويرتحل مغادرا وفي رأسه تفكير ما
لو كان يوسف في مصر لاستطاع إرجاعها بالقوة.. ولكنه هنا في أمريكا لا يستطيع.. لذا لابد أن يلجأ للحيلة
وكل شيء مباح في الحرب والحب

باكينام كانت تنظر بألم لظهره العريض وهي تشعر برعب حقيقي أن تكون هذه المرة الأخيرة التي تراه فيها!!!



***********************



بيت عبدالله بن مشعل

مشاعل غادرت ولطيفة تناولت هاتفها وهي تغادر لمجلس النساء وتتصل برقم معين
فور أن رد عليها الطرف الآخر باحترام عميق: هلا والله حيا الله أم محمد

لطيفة بود واحترام: حياك الله ناصر.. أبيك في موضوع مهم كان وقتك يسمح

ناصر بنخوة: آمري.. أفا عليش يا أم محمد الوقت كله لش يا أخيش

لطيفة تنهدت بعمق: عشان موضوعك أنت ومشاعل والاقتراح اللي قلته لها

ناصر تفاجئ فهو لم يتوقع أن مشاعل قد تخبر أحدا باقتراحه لها
والاقتراح كان ببساطة.. إن كانت عودتها لبيته مرفوضة
فلتكن عودتها لبيت والده
ويتبادل هو وراكان الأماكن
مشعل حاليا يعيد ترتيب غرفة راكان بعد أن فتحها على غرفة ناصر
فاقترح عليها أن ينتقلا هما لقسم راكان
وراكان وموضي ينتقلان للقسم المستقل/ قسم ناصر بحجة أنهما الأكبر ويستحقان مكانا مستقلا لهما
ولكن مشاعل رفضت اقتراحه
وقالت: أنها حين قالت أنها يستحيل أن ترجع لبيته لم تكن تعني بيته تحديدا
ولكنها تعني العودة لحياته ولعشرته
وهو من أرخصها وطردها واستمر يشدد على رفضه لعودتها
فما الذي تغير الآن؟؟


ناصر رد على لطيفة بهدوء: مشاعل قالت لش؟؟

لطيفة بهدوء عميق: ناصر أنا أعرف كل شيء.. وتأكد إن مشاعل ما قالت لي إلا عقب ماضاقت بها
وتأكد إن اللي بينكم سر ما حد بعارفه

ناصر بهدوء يخفي وراء أمله: يعني تقدرين تقنعنيها؟؟

لطيفة بهدوء: خلك الحين من اقناعها.. أول ما يخلص مشعل الشغل في بيت هلك
أنا بجي وبأنقل أغراض مشاعل هناك
وأغراض موضي وراكان بأنقلها لبيتك
والباقي خله علي



***********************



دبي
جناح راكان وموضي

بعد صلاة العصر

موضي وراكان تغديا في جناحهما لأن وضع راكان مازال لا يسمح له بالخروج
دار ويدور بينهما حديث شيق عذب
فقد قضيا الساعات الماضية في الحديث وهما يكسران حاجز الرهبة

راكان يبتسم: وصدق أنتي اللي مسويته؟؟

موضي تبتسم: ليش بأكذب عليك يعني؟؟

راكان باستنكار رقيق: لا والله محشومة.. بس مفروض خذتي ثمن التصميم على الأقل

موضي بعذوبة: تصميم الموقع كان هدية مني لهم..
ثم أردفت بحماس وهي يخطر ببالها شيء ما: إشرايك أسوي لك موقع شخصي؟؟

راكان باستغراب: أنا؟؟

موضي بحماس: وليش لأ.. بطل رماية وبطل شطرنج.. بأسوي لك موقع بروفشنال.. أقل من ظفرك سوو لهم مواقع

راكان يبتسم: لا يا بنت الحلال.. أكثر شيء أكرهه الاستعراض على غير معنى

موضي برقة: حتى لو استعرضت نفسك.. تستعرضها على حق

راكان يعدل جلسته على الأريكة وهو ينظر بعمق لموضي التي تجلس لوحدها على كرسي منفرد
همس بعمق: موضي بلاها نبرة التقديس ذي.. مهيب عاجبتني

موضي بحرج: ما أقصد راكان أضايقك
بس جد راكان من يوم أنا صغيرة وأنا أشوفك شيء كبير

راكان باستفهام: كبير بأي معنى؟؟

موضي بعمق: كبير بأكبر معنى.. أشوفك شيء مثل الأساطير اللي فوق مستوى البشر العاديين

راكان ضحك: عاد أساطير مرة واحدة.. خليتيني هركليز

موضي بابتسامة رقيقة: شنو هركليز؟؟ هركليز ولا شيء عندك

راكان بثقة: موضي مافيه داعي تحطين كل ذا الحواجز بيننا
تعاملي معي بطبيعية
أنتي كنتي تشوفيني شيء كبير
وأنا كنت أشوفش بشكل معين
لكن كل الرؤيتين انتهت
خلينا نتعامل مع بعض بطبيعية

موضي ببوح مؤلم: بس أنا ماعدت طبيعية

وصل الحديث للنقطة المنتظرة والنقطة التي حاول الاثنان الوصول لها
وفي ذات الوقت تلافيها
حياتهما معا.. كيف ستكون؟؟

راكان تنهد: أشلون غير طبيعية؟؟

موضي بحرج: قلت لك قبل.. ماعاد عندي قدرة للتواصل مع رجل بالصورة الطبيعية ولا أتقبل لمس رجل لي

راكان هز كتفيه: وأنا أصلا فقدت اهتمامي بالجنس الثاني من سنين
يعني ماراح أضايقش بشيء ولا أطالبش بشيء

موضي بعمق: وتعتقد إنه وضع طبيعي نعيش فيه اثنينا؟؟

راكان ابتسم لها بتشجيع: مادمنا اثنينا مرتاحين ماعلينا من حد




************************



ذات الليلة مساء
بيت مشعل بن محمد

مشعل يعود للبيت
كان شكله مرهقا تماما.. فهو بين أعماله وبين قسم راكان الذي يريد انجازه في وقت قياسي

كانت لطيفة تجلس على الأريكة تقرأ في كتاب استعدادا للفصل الدراسي القادم
دخل مشعل وسلم.. ألقى بغترته ثم جلس جوارها ليتمدد ويضع رأسه على فخذها
لطيفة تحرك شعره برقة وتهمس له بحنان: تعبان حبيبي؟؟

مشعل بإرهاق: والله ميت من التعب

لطيفة بعذوبة: تبي أجيب لك شيء؟؟

مشعل بمودة : خليش جنبي وبس

مضت لحظات صمت همست بعدها لطيفة بلهجة حاولت أن تكون تلقائية تماما:
عندكم ذا الأيام شغل مع شركة فاتن الفرج؟؟

مشعل تناول كفها واحتضنها وهو يقول بعفوية: خلصنا لهم مجمع وبنبدأ في الثاني
ليه تسألين ياقلبي؟؟

لطيفة تنهدت بعمق وهي ترسم ابتسامة على وجهها: لا حبيبي أسأل عادي

مشعل نهض وهو يقول بتثاقل: بأقوم أتسبح وأصلي قيامي

لطيفة ابتسمت: وأنا بأروح أسوي لك شاي أخضر
ثم أردفت: قسم راكان متى بتخلصه؟؟

مشعل يصل باب الحمام ويهمس لها بهدوء: أحاول أخلصه قبل يجون بكم يوم
يعني 3 أيام إن شاء الله وأخلص



****************************



دبي
الساعة 10 مساء بتوقيت الدوحة/11 بتوقيت الإمارات
جناح راكان وموضي

الليلة الأولى الفعلية التي يقضيانها كزوجين في مكان مغلق عليهما
اليوم لم يخرجا مطلقا من الجناح
ولكن راكان طلب من ادارة الفندق أن ترسل له طبيبا ليغير له على جرحه
ويعطيه بعض المسكنات لأنه يشعر بألم مبرح في سُرته
حيث تم إعطائه الإبر جميعها في سُرته.. فإبر السعار تُعطى في السُرة إذا كان المريض يحتمل لتعطي نتيجة أسرع..
وراكان وافق أن يأخذها جميعها في سُرته
والبارحة رفض أن تبقى موضي معه وهم يعطونه الإبر..
فلم تعلم بمقدار الألم الذي تعرض له
ولكنها فجعت اليوم وهي تعلم أنه أخذ جميع الإبر في سُرته دون أن يبين لها شيئا من آلامه.. رغم أنه منذ البارحة وهو يعاني من الألم
ولم يطلب الطبيب إلا بعد أن وصلت آلامه منتهاها

وهاهو الآن يتمدد على كنبته وهو يفتح عينا ويغلق الأخرى بعد أن أعطاه الطبيب إبرتين مسكنتين وبدأ يشعر بالخدر في كل جسمه
موضي كانت تجلس قريبا منه على مقعد منفرد وهي تشعر بقلق مر عليه
راكان همس لها بصوت ناعس: موضي قومي لفراشش

موضي برجاء عميق: راكان أنا بفرش لي فراش على الأرض قريب منك

راكان برفض حاد قدر ما يمنحه صوته المرهق: لا والله العظيم ما تنامين إلا على فراشك.. وهذا أنتي قريب.. إذا بغيت شيء دعيتش

موضي بعذوبة: خلاص بأقعد عندك لين تنام.. ثم بأصلي قيامي.. وأنام.. وعد

راكان بصوت دائخ تماما: قوميني قبل الفجر عشان أصلي قيامي.. تكفين
ماصدقت ارتاح من الوجع عشان أنام



**************************



اليوم التالي
بعد صلاة العصر بقليل

ناصر يخرج من البيت وهو متوجه للتدريب حيث تواعد على الالتقاء مع حسن

رأى سيارة بيت عمه عبدالله تخرج
كان سلطان يجلس بجوار السائق
وفي الخلف تجلس امرأة.. ولأن ناصر يعلم أن كل من في منزل عمه هم محارم له
تمعن في المرأة وقلبه ينبئه بشيء

شعر بغضب متصاعد وهو يتصل بمشاعل
فور ردها عليه همس بغضب من بين أسنانه: وين طالعة يا الشيخة بدون ما تعطيني خبر؟؟

مشاعل بحرج: بأروح الجمعية أجيب شوي أغراض للبيت.. حبيت أكفي أمي
وسلطان معي

ناصر بذات الغضب وهو يقف أمام سيارة عمه ليمنعها من التحرك: انزلي أنا بأوديش
وياويلش تسوينها مرة ثانية وتطلعين من غير أذني

سلطان عقد ناظريه وهو يرى سيارة ناصر تعترض طريقهم أخرج رأسه وهو يحاول أن يتحدث بأدب:
عسى ما شر يابو محمد؟؟ وسع خلنا نطوف

ناصر بهدوء: كثر الله خيرك يا سلطان.. مشاعل بتروح معي

سلطان حينها غضب فعلا وهمس بغضب مكبوت: مالك لوا يابو محمد.. منت بمنزل أختي مني عشان تركبها سيارتك

ناصر غضب فعلا وهو ينزل من سيارته بلباس الفرسان الأنيق
مشاعل تشعر بالرعب من هذا العراك غير المتوقع ودقات قلبها تتصاعد بعنف
همست لسلطان بخفوت: سلطان عيب عليك.. بأنزل أروح مع ناصر

سلطان بغضب: والله ما تنزلين.. ولو نزلتي والله عمري كله ما أسلم عليش

ناصر اقترب من نافذة سلطان وهو يقول بغضب: نعم يا سليطين تراني ما سمعتك

سلطان باحترام رغم غضبه: أولا اسمي سلطان يابو محمد.. وثاني شي عيب عليك تنزل أختي مني.. منت بشايفني رجال
لو أنها مع مشعل كان نزلتها منه؟؟ وإلا أنا ما أنا بتارس عينك؟؟

ناصر لم يستطع إلا أن يبتسم من ردة فعل سلطان التي أثارت إعجابه برجولته المبكرة:
محشوم يابو عبدالله.. وكفو وألف كفو
خلاص توكلوا على الله

ثم عاد لباب مشاعل التي اطمئنت وهي ترى انتهاء المعركة على خير ولكنها لم تنتبه أن ناصر سيفتح بابها وهي متسندة عليه
فتح ناصر الباب ووكادت أن تسقط مشاعل لولا أنه سارع لسندها
تسارعت دقات قلبها من قربه الذي بات يعذبها
ذلك القرب البعيد.. أسوأ أنواع البعد والقرب
فلا هو بالقرب الذي يريح الفؤاد.. ولا هو بالبعد الذي ينهي حبائل الأمل

ناصر بهمس مرح دافئ: سلامات

مشاعل تتأخر قليلا وهي تهمس بحرج: ما انتبهت إنك بتفتح الباب

أخرج ناصر محفظته وهو يمدها ببطاقته: مامعي الحين كاش يكفي.. بأرسل لش رقمها الحين وخلي البطاقة هذي معش
عندي غيرها

مشاعل بحرج فعلي: مافيه داعي ناصر

ناصر يحتضن كفها بقوة وتملك وحنان وهو يشد كفها للأسفل حتى لا يلحظهما سلطان وهو يهمس لها: لا تراديني.. خذيها

سلطان كان من قاطع لحظاتهما الخاصة وهو يقول بلباقة مصطنعة: تأخرنا يابو محمد

ناصر أغلق الباب وهو يقول : السموحة يابو عبدالله... توكلوا على الله

مشاعل كانت تحتضن البطاقة في يدها.. ومشاعرها متناثرة ومبعثرة..
إحساسها بناصر بات يعذبها ويجرحها ويشجيها ويستجلب كل أشكال المشاعر المتناقضة إلى روحها

بينما سلطان كان (يتحلطم) على ناصر بعبراته التي اعتادتها منه
كانت تسمع بعضها وتغفل عن بعضها الآخر:
رجالش ذا يفقع المرارة..
شايف حاله.. لا وجاينا بلباس الفروسية.. يعني شوفوني ما أزيني
مزيون طل..
لا وكان يبي ينزلش من السيارة اللي ما يستحي
لو أنه سواها.. والله لأشتكيه عند عمي محمد

استمر سلطان في ثرثرته المعتادة ومشاعل تحلق في عالمها الخاص حتى انتزعها منه رنة رسالة تصل هاتفها

فتحت الهاتف:
" رقم البطاقة ××××
.
.
وحشتيني والله العظيم
بغيت أخورها من قلب قدام سليطين"

ابتسمت وهي ترد عليه:
" أول مرة أشوفك بلبس الفرسان على الطبيعة
لا تعليق"

" لا تعليق
أفهمها شيء سلبي؟؟
أو شيء إيجابي؟"

"تك.. تك.. تك
هذي دقات قلبي
ماني بقادرة أسيطر عليها
تكون الشوفة برأيك سلبية أو إيجابية؟؟"


ابتسم بعمق وخبث شفاف وهو يكتب رسالته الأخيرة
" إذا رجعت من التدريب
مريت أسلم على جدتي
وقتها أشوف عيونش
وأسمع دقات قلبش
و أعرف شوفتي سلبية أو إيجابية"



********************



دبي
جناح راكان وموضي
بعد صلاة العشاء بحوالي الساعة

موضي تشعر بقلق عميق على راكان
فهو خرج من حوالي ثلاث ساعات للتغيير على جرحه ولم يعد بعد
كانت تريد الذهاب معه ولكنه رفض وقال أنه لن يتأخر
واتصلت به عدة مرات وكان يرد ويطمئنها
ولكنها كانت قلقة من تأخره غير المبرر وتخشى أن يكون قد تعب ولا يريد إقلاقها
اليوم صحا مبكرا وكان وضعه أفضل بكثير.. ولكنها تخشى أن يكون يتألم كما كان البارحة دون أن يخبرها


موضي قفزت وهي تسمع صوت الباب يُفتح
هتفت بقلق وهي ترى راكان يدخل: أشفيك تأخرت الله يهداك؟؟

راكان ابتسم وهو يخلع غترته ويلقيها على الأريكة ويرفع كيسا بالغا الفخامة في يده: رحت أجيب شغلة

موضي باستغراب: شغلة؟؟

راكان جلس على الأريكة وهو يهمس بهدوء: تعالي اقعدي جنبي

موضي اقتربت بحرج وهي تجلس جواره وتجعل بينهما بعض مسافة
راكان وضع الكيس الذي قرأت عليه اسم محل مجوهرات شهير جدا على رجليها وهمس لها بمودة: افتحيه

موضي بحرج: وش هذا ياراكان؟؟

راكان يبتسم: افتحيه وشوفي

موضي فتحت التغليف الفخم بتردد لتجد علبة مجوهرات جلدية بالغة الرقي فتحتها بأنامل متوترة لتجد بداخلها قلادة كارتير ألماسية بالغة الفخامة والأناقة
موضي بخجل حقيقي: كثير راكان.. والله العظيم كثير.. وبعدين مالها مناسبة

راكان مد يده للقلادة وتناولها: ماني براد على كلامش اللي ماله معنى
ممكن ألبسش أشوفها عليش

موضي كان بودها أن ترفض ولكنها لم ترد أن تبدو قليلة التهذيب أمام لطف راكان
لأنها تعلم أنه لم يطلب تلبيسها إياها إلا من باب الذوق

همست بخجل: أكيد ممكن

راكان فك قفل القلادة وهو يقترب من موضي ليلبسها إياها
راكان كان يتصرف بطبيعية وإحساسه بها كان تلقائيا وعاديا
ولكن موضي شعرت بارتفاع درجة حرارتها وهي تشعر بحرارة أنامله على نحرها وعنقها
كانت تعصف بها مشاعر توتر غير طبيعية مصدرها الأول خوفها أن يلاحظ الأثر بالقرب من كتفها وهو يقترب من حدوده

راكان أنهى مهمته وهو يهمس بإعجاب حقيقي وطبيعي: حلو عليش تلبسينه بالعافية

موضي همست بتوتر: مشكور.. حلت دنياك

راكان مد يده بعفوية ليعدل وضع العقد على طرف جيبها من اليسار
حينها انتفضت موضي بعنف وهي تقفز وتضم جيبها بأطراف أصابعها وتغلقه وهي ترتجف وتبتعد

راكان استغرب ردة فعلها المفاجئة التي أشعرته بالحرج
همس بهدوء لبق: آسف موضي.. والله ماقصدت شيء

موضي لم ترد عليه وهي تتوجه للمكتب البعيد وتجلس عليه

راكان تنهد بعمق وهو يحترم صمتها ورغبتها في الاختلاء بنفسها
لا يستطيع أن يلومها.. فهي نبهته أنها ماعادت تتقبل لمسات رجل
ولكن لمسته كانت مجرد لمسة إنسانية ليس بها أي شعور خاص
فهو أيضا ماعاد في حاجة إلى ملامسة امرأة
بعد أن تبخرت آماله ومعها فتاة أحلامه قبل سنين



#أنفاس_قطر#





من مواضيع العاااالي مستواها
0 اضخم ملاهي في اوروبا
0 ((زهره اسمها نزيف القلب))
0 وليمة العاااالي مستواها (كبسة لحم + مصقع )
0 دائما تكتبون عن البنات00اليوم بكتب عن الشباب
0 وصل حديثا مميز تفضلوا يالغاليات
0 ((جربوا المندي يجنن))
0 لالالالاشيء !!!!!!
0 جرائم الخادمات-اطفال يستقبلون ابائهم عند ابواب الجنه-وقاتلات ينتظرن القصاص
0 (((صينية الخضار على طريقتي)))
0 لمشرفات حوامل
0 الروووومااااانسسسسيه تدخل بببببس
0 **الف الف الف مبرووووك الاشراف ,ولنائبة المديره**
0 حظر بسرررررعه
0 (((ملف شامل للفطائر والسنبوسه وجميع المعجنات)))
0 معزه تتحدى الاعاقه وتمشي
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-07-2011, 09:36 PM   المشاركة رقم: 98
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




أسى الهجران/ الجزء الرابع والثمانون


مضى حوالي أسبوع على الأحداث الأخيرة
وبدأ الفصل الدراسي الثاني

فارس والعنود عادا من السفر
وعادت العنود لجامعتها.. وفارس لعمله
علاقتهما تعمقت كثيرا.. وفارس يحرز تحسنا ملحوظا في سيطرته على قسوته
ولكنه فاشل جدا في السيطرة على غيرته على العنود
ولكن وضعهما بشكل عام مستقر جدا وهما يستمعان لأبعد حد بحياتهما معا


مشعل ولطيفة كذلك وضعهما مستقر
أولادهما عادوا للدراسة وكذلك عادت لطيفة
ومشعل أنجز قسم راكان ولطيفة أنهت مهمتها المتعبة في نقل أغراض الفريقين وترتيبها
ولكن الصدمة الحقيقية التي أفسدت مخططات لطيفة وناصر أن مشاعل أخبرت والدها قبل حوالي أربعة أيام
أنها على خلاف مع ناصر ولا تريد العودة له في الوقت الحالي
ناصر غضب منها كثيرا.. ليس لأنها أخبرت والدها فهو ذاته أخبر والده حين سأله قبل أيام لمَ لم يُرجع زوجته بعد.. أن بينهما خلافا بسيطا سيحلانه بنفسيهما
ولكن غضبه العميق كان لأنها رفضت العودة له
لم يعاود الاتصال بها أو رؤيتها من حينه
وكلاهما يكادان يجنان شوقا ولوعة
وعبدالله ومحمد حاولا إقناع مشاعل بالعودة ولكنها رفضت


مشعل وهيا.. مستغرقان في الدراسة
هيا تعاني من الوحم ومرهقة قليلا.. لكن مشعل يغمرها بحنانه واحتواءه
ويخاف عليها من كل شيء.. ولو استطاع أن يحملها عن الأرض لحملها


باكينام ويوسف
لم يريا بعضهما خلال الأسبوع المنصرم
ولم يعاود يوسف الاتصال بها
وباكينام تشعر بألم عميق جارح متعمق لأنها اعتقدت أن ظنها صدق
وأن المرة الأخيرة كانت المرة الأخيرة التي تراه فيها
تنتظر برعب خبر طلاقها
بينما يوسف أنهى تنفيذ مخططه وينتظر نقطة الصفر فقط


موضي وراكان هما حالة الغرابة الجديدة
غرابة ومنطقية في آن
الاثنان يتعاملان مع بعضهما بشفافية مطلقة
عدا في موضوع حرج موضي البالغ أن يلمح راكان أي جزء من جسدها يتجاوز شعرها ووجهها وكفيها
قضيا الأسبوع المنصرم كصديقين حميمين في رحلة استجمام معا
كلاهما يستمتع برفقة الآخر وحديثه لأبعد حد
بينهما تفاهم مدهش.. وبدآ ينهيان جمل بعضهما
هذه حالة تحدث للمتزوجين بعد سنين.. ولكنها بدأت تحدث معهما من الأسبوع الأول
بعد أن تحسنت إصابة راكان لم يتركا مكانا في دبي لم يزوراه معا
لا يفترقان مطلقا إلا حينما يذهب راكان للصلاة في المسجد ويعود لها فورا
كلاهما بدأ بتفهم طباع الآخر وما يحب وما يكره
موضي انطلقت في الحديث مع راكان ومشاعر ود عميقة تتكون في قلبها ناحية راكان.. ولكنها لم تحاول مطلقا جذبه كرجل لها
بينما راكان يتعامل معها بطبيعية بعد أن نحى مشاعره منذ سنوات ومازال مستمرا في تنحيتها
في حالة موضي.. موضي لم تجرب الحب مطلقا.. ورجل في شخصية راكان يستطيع تفجير الحب في قلب أي أمرأة تعاشره..
فكل ما على موضي أن تفعله أن تسمح لقلبها المغلق بالانفتاح.. وأن تدع راكان يداوي جروح روحها بحنانه واحترامه لها

ولكن حالة راكان أكثر صعوبة.. فراكان جرب الحب وتعمق فيه حتى تغلغل في كل خلاياه.. لكن حبه انتزع منه.. فمات قلبه..كما كان يكرر دائما..

تستطيع إنقاذ الجريح.. ولكن كيف تحيي الأموات؟!!!



***************************


بيت فارس بن سعود
غرفة فارس والعنود
الساعة 8 ونصف صباحا

العنود مازالت نائمة.. بالكاد استطاعت أن تصحو مع فارس قبل أن يذهب لعمله وعادت للنوم
ويُفترض أنها صحت قبل الآن.. لأن محاضرتها الساعة التاسعة
وسائقة مريم تنتظرها في مطبخ بيت فارس منذ أوصلت مريم لعملها وعادت لكي توصل العنود للجامعة

هاتفها يرن ويرن.. تسمعه ويبدو لها أنها تحلم
السائقة تتصل بها.. وفارس يتصل بها
ومريم اتصلت بها لأنها قلقت عليها حين أخبرتها السائقة أنها لم تنزل عليها ولم ترد على اتصالاتها

فارس اشتعل من قلقه عليها فهي منذ قامت لصلاة الفجر ثم معه لعمله وهي تبدو خادرة تماما
اتصل بوالدته وطلب منها أن تصعد لتراها
وهاهي أم فارس تفتح باب غرفتهما بحرج.. كانت تسمع صوت هاتف العنود يرن
تجاوزت الصالة لغرفة النوم.. وجدت العنود مستغرقة في النوم
اقتربت منها وهزتها بلطف: العنود يأمش .. وش فيش؟؟ ما تسمعين ذا التلفون اللي انفرى جوفه من الصياح

العنود بصوت متعب: اسمعه واحسب روحي اتحلم..

أم فارس بقلق: أنتي تعبانة يأمش؟؟

العنود بإرهاق: مافيني حيل ومكسلة بالمرة

أم فارس ابتسمت بسعادة حقيقية وخاطر أمنية غالية يهب على روحها وهي تساعد العنود على النهوض وتقول بحزم:
قومي نروح الدكتورة

العنود بكسل: مافيه داعي.. أبي أنام بس

حينها رن هاتف أم فارس: هلا يأمك
.....................
هذا أنا عندها.. شكلها تعبانة.. أبي أوديها الدكتورة بس هي مهيب راضية
................
هاك.. كلمها

العنود تناولت الهاتف لترد بصوتها المرهق: هلا

فارس بقلق: ليه حبيبتي ما تبين تروحين الدكتورة

العنود: مافيه شيء يستاهل.. بأنام شوي وبأقوم زينة

فارس بحزم: تخلين أمي توديش ؟؟ أو بأجي أنا بنفسي أوديش

العنود برقة: خلاص.. خلاص.. بأروح مع أمي وضحى



************************


دبي
جناح راكان وموضي
الصباح

موضي أمام المرآة تمشط شعرها
وراكان يتصفح جريدة الصباح
فور أن أنهت موضي مهمتها توجهت للجلوس مع راكان الذي نحى الجريدة جانبا وهو يضعها بجواره ويبتسم لها

موضي ابتسمت: في وجهك حكي.. آمر

راكان بابتسامة: صايرة خطيرة.. ماعاد أقدر أخبي عليش شيء

موضي تهز كتفيها وهي تبتسم بعذوبة: شأسوي وأنت واحد مكشوف كذا

راكان بعمق: عمري ما كنت مكشوف..وإسالي أخيش مشعل.. أنا هو ربع من عادنا بزران
بس أنتي اللي عندش قدرة مذهلة إنش تقريني كأني كتاب مفتوح قدامش

موضي بحرج: لا تبالغ

راكان يبتسم: وانتي تعرفين إني أزعل من تقليلش لقدرش

موضي ابتسمت: خلاص خلنا من إنك تمدحني وأنا أسوي روحي متواضعة خرطي
وقل لي وش اللي في خاطرك؟؟

راكان باستفسار عميق: أبي أعرف اشلون عرفتي بزواجي من مرت محمد
صدقيني المعرفة نفسها ما تهمني.. لأنه يمكن أنا نفسي كان قلت لش
بس أبي أعرف أشلون عرفتي

موضي ابتسمت: من مرت محمد نفسها



**************************



بيت عبدالله بن مشعل
الصالة السفلية
الصباح

الجدة هيا أمام قهوتها الصباحية ومشاعل معها تصب لها

الجدة بعتب: لين متى وأنتي عندنا؟؟

مشاعل بابتسامة مغتصبة: افا يا أم محمد.. زهقتي من مشاعل حبيبتش

الجدة بعمق: مشيعل يأمش أنتي عارفة إن غلاش عندي غير.. وأحزن ما جاني يوم رحتي وخلتينا
بس يأمش السنع سنع.. وناصر ولد عمش.. وعيب عليش تخلينه ذا كله.. صار لش أكثر من أسبوعين عندنا
يأمش حتى لو ناصر غلط عليش.. المرة الأصيلة تدمح زلة رجالها وخص إن ناصر كان مستوجع من اللي صار له
فإذا أنتي ما داريتيه ودورتي اللي في خاطره.. فتربيتي لش مالها خانة

مشاعل قفزت وهي تجلس عند قدمي جدتها وتحتضن كفها وتغمرها بقبلاتها وتهتف برجاء عميق:
تكفين يمه ما تقولين كذا
وإذا ناصر كان مستوجع.. فأنا الحين مستوجعة
خليني يمه شوي.. تكفين ما تلحين علي.. وإن شاء الله مايصير إلا خير

جدتها انتزعت يدها واحتضنت رأس مشاعل وهي تقول لها بحنان:
أنا ما ابغي لش إلا الزين.. وناصر والله ما يستاهل منش ذا الجفا

مشاعل تنهدت بعمق وهي تصمت
حينها أردفت جدتها وهي تسألها باهتمام: زين علمتيه إنش بتروحين اليوم للمدرسة التي طالبتش؟؟

مشاعل بحرج وجزع: لا

جدتها بغضب: لا كذا مهوب سنع.. قومي كلميه وترخصي منه

مشاعل بحرج وخجل شديدين: ما أقدر يمه.. استحي

جدتها بغضب: يعني ما استحيتي من عمش وأبيش وهم يترجونش البارحة ترجعين لبيتش
والحين مستحية تكلمين ناصر

مشاعل بحزن: يمه تكفين ما توجعيني كذا

مشاعل مازالت لم تتجاوز ألم البارحة وهي تجلس كالتلميذة المذنبة امام والدها وعمها.. اللذين ترجياها طويلا أن تعود لزوجها
ولكنها بقيت صامتة.. ثم انهمرت دموعها بصمت وهي تهمس بجملة واحدة
(تكفون لا تغصبوني على شيء ما أبيه)
الدموع كانت سلاحها الناجح.. فرجال آل مشعل قلوبهم القاسية لا يلينها الحديد ولكن تذيبها دموع امرأة
لذا تنهدا بعمق وهما يغادران ويهمسان لها بحنان:
خذي وقتش وفكري.. لكن حطي في بالش إن المره مالها إلا رجّالها


جدتها تنهدت: قومي عطيني إياه.. أنا بأكلمه.. لازم تستأذنينه.. وإلا تبين تشتغلين من وراه؟!!

مشاعل تناولت هاتف المنزل.. واتصلت برقم ناصر الذي تحفظه أكثر مما تحفظ اسمها وناولت جدتها السماعة

ناصر وقتها كان في مكتبه في مقر عمله.. حين رأى رقم هاتف منزل عمه توتر نوعا ما.. ولكنه حين سمع صوت جدته ابتسم وهو يهمس بمرح:
هلا والله بالغالية.. هلا والله بشيخة النسوان كلهم وأزينهم

جدته ابتسمت: ولو أنك كذوب.. بس ماعليه.. امدحه وخذ عباته

ناصر يضحك: أفا يا ذا العلم.. أنا كذوب..

الجدة بحنان: كذوب شوي مهوب واجد.. أشلونك اليوم يأمك؟؟

ناصر باحترام: طيب.. ذيب ولد جدتي الذيبة.. أنتي أشلونش جعلني الأول؟؟

الجدة بذات اللهجة الحنونة: طيبة ياولد جدتك.. جعل عين جدتك ما تبكيك

ناصر بحنان: وش ذا النهار المبارك اللي تصبحنا بصوتش

الجدة بحزم رقيق: كنت أبي أستأذن لمشاعل.. مشاعل طالبينها مدرسة وتبي تروح لهم اليوم

ناصر حين سمع اسم مشاعل أحس بما يشبه الدوار في رأسه والأعاصير في قلبه
ولكنه رد عليها بثبات: وليه هي ما كلمتني؟؟

الجدة بعفوية: مستحية

ناصر بحزم: هي تكلمني تستأذني.. وعقبه أشوف أرخص لها وإلا لأ

جدتها مدتها بالسماعة وهي تقول بحزم: هاش كلمي رجالش.. وأنا بأقوم أتوضأ أصلى الضحى

مشاعل كانت تشير لا.. ولكن جدتها حلفت عليها أن تكلمه

مشاعل تناولت السماعة بتردد وهي تكاد تذوب خجلا
همست بصوت خافت: ألو



*************************



بيت مشعل بن محمد
الصباح

أبناء لطيفة ذهبوا لمدراسهم ومشعل ذهب لعمله
ولطيفة كانت تستذكر في غرفتها تنتظر قيام جود من نومها
رن هاتفها.. تناولته.. ابتسمت وهي تهمس برقة: هلا حبيبي

مشعل بحنان: أنا خلصت الأوراق اللي تبي توقيع
أشرايش نروح السيتي.. نتريق في ريشو.. ونلاعب جود شوي
وعقب نرجع البيت على صلاة الظهر

لطيفة بعذوبة: ومن يعيي من خوتك؟!!

مشعل بحزم اعتيادي: خلاص تجهزي وصحي جود ولبسيها.. ساعة وأكون عندكم

لطيفة تجهزت وجهزت جود التي كانت سعيدة بهذه الطلعة الصباحية المفاجئة التي ستكون هي أميرتها في غياب أشقائها

وهاهما تنزلان لمشعل الذي جاء على الموعد تماما
انطلقت السيارة ومشعل يتحادث مع لطيفة وهما ينظران من حين لآخر لجود المثبتة على مقعدها الخاص في الخلف

بعد دقائق رن هاتف مشعل.. رد بتلقائية واحترام: هلا أم علي
....................
لا والله ما أقدر سامحيني
.....................
طالع مع الأهل
.....................
السيتي سنتر (بدا عليه الضيق من مطاردة الطرف الآخر له بالأسئلة)
.....................
لا والله ماني براجع للشركة إلا العصر
.....................
مافيه شيء ضروري
.....................
خلي سكرتيرتش ترسلها بالفاكس لسكرتيري ومايصير إلا اللي يرضيكم
....................
مع السلامة


لطيفة عرفت من المتصلة.. شعرت بضيق عميق.. فهذه ليست المرة الأولى التي تطارد مشعل بالهواتف
بل وصدف أن رأتها لطيفة عدة مرات وكأنها تتعمد أن تظهر نفسها أمام لطيفة
تعلم أن مشعل قد يكون لم ينتبه لحركاتها وهو يتعامل مع العديد من سيدات الأعمال
ولكن حركاتها لم تطف على الحاسة السادسة لأمرأة مثلها بدأت تشعر بالخطر من اقتحام حصونها الخاصة
لطيفة تشعر بالقلق منها منذ أكثر من عام.. حتى حينما قال لها مشعل أنه سيتزوج.. كانت هي من قفزت لمخيلتها
فهي سيدة قوية وجميلة ومن عائلة معروفة.. ليس لديها سوى ابن واحد هو علي من زوجها الراحل..
مازالت في أواسط الثلاثينات وتتمتع بجبروت تلقائي مثير
رأتها لطيفة للمرة الأولى الصيف قبل الماضي في باريس مع ابنها في ديزني لاند
بدا للطيفة أن هذه المقابلة لم تكن صدفة مطلقا لأن مشعل أخبرها بتلقائية أنه من أخبرها بتواجدهم فيها حين اتصلت به فاتن
ولكن لطيفة رأت أن مشعل لم يتجاوز مع هذه الدخيلة الاحترام العادي
ثم أخذ عائلته وغادرها رغم أنها كانت تلمح برغبتها أن تبقى مع مشعل وعائلته
لذا لطيفة حاولت أن ان تحترم علاقات مشعل العملية وتنحيها جانبا عن حياتهما الشخصية
ولكن الجديد أن علاقتها الآن بمشعل ازدادت تعمقا
وأصبحت متيقنة أنه كله لها قلبا وقالبا.. ولن ترضى بتعدي أي أنثى على ماهو لها

لطيفة غارقة في أفكارها بينما مشعل يوقف سيارته
همس مشعل بابتسامة: اللي ماخذ عقلش.. وصلنا

لطيفة تبتسم: ماحد ماخذ عقلي غيرك

نزلا.. ومشعل يحمل جود حتى دخلا للداخل ثم أمسك بكفها الصغيرة بحرص وحنان

رن هاتف مشعل..
كانت هي للمرة الثانية بصوتها الأنيق الواثق: آسفة أبو محمد على الإزعاج
بس جد لازم توقع على الأوراق الحين عشان نلحق البنك قبل الظهر

تنهد مشعل بضيق: خلاص ساعة وأرجع للشركة وأوقع الأوراق

فاتن بهدوء: لا ما نبي نخرب عليك طلعتك.. أنا وسكرتيرتي جريب منكم
ممكن نييب لك الأوراق توقعها

مشعل بهدوء عملي: مافيه داعي أم علي.. الشغل شغل.. ومكانه في الشركة
وأنا ما أحب أخلط حياتي الخاصة بشغلي

فاتن بذات نبرتها الواثقة: لكل قاعدة استثناءات ومانبي نخرب على أم محمد طلعتها وياك..
أصلا خلاص احنا نوقف في مواقف السيتي.. وياينكم



****************************



واشنطن دي سي
سكن باكينام
مساء

باكينام تعود للسكن كانت مرهقة تماما ومستنزفة
وتشعر بالانطفاء تماما
ولكن ما أن تجاوزت المدخل ورأت العينين البنيتين الدافئتين
حتى تحول الارهاق إلى تحفز
والانطفاء إلى اشتعال مدو
و عصافير الفرحة تحلق في أسراب شاسعة في سماوات روحها وهي تراه بعد كل هذا الغياب
ولكن كل هذه المشاعر اختفت خلف قناع برودها وهي تقترب منه
بينما هو نهض فور رؤيتها وهي تهمس له ببرود جليدي هو سر انجليزي عتيد:
مشرفنا بالزيارة ليه؟؟

يوسف بنبرة جدية لأبعد حد: بسرعة معايا للبيت
أنّا صفية وفيكتوريا هيوصلوا المطار بعد شويه




#أنفاس_قطر#





من مواضيع العاااالي مستواها
0 العااالي مستواها تعتذر
0 بنااات فاقده بعض العضوااات00
0 ((المرقوق00إهداء لسموة الشووق))
0 سجلي حضووورك بقصيده من ااختيااارك
0 وصل حديثا مميز تفضلوا يالغاليات
0 ★۩★هنا جميع سور القرآن مكتوبة لقرأتها والإستعانة بها لوضع المواضيع والمشاركات★۩★
0 ردود جاهزه للمواضيع00تفضلي غاليتي
0 مكتبه اللعاب جديده للآيفوون تفضلي غاليتي
0 غرائب فن النحت على الاشجار
0 بنااااااات تكفوووون ساااااعدوني ضرووووري
0 مساءكم عسسسل يالغالياات
0 جميع استفساراتكم هنا عن كل مايخص الطفل قبل وبعد واثناء الختااان
0 ايش رايكم موضوع كله روابط
0 ((زهره اسمها نزيف القلب))
0 فستان زفاف ابنة الرئيس التركي فاق كل التوقعات
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-07-2011, 09:39 PM   المشاركة رقم: 99
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




أسى الهجران/ الجزء الخامس والثمانون


دبي
جناح موضي وراكان

راكان باستفسار عميق: أبي أعرف اشلون عرفتي بزواجي من مرت محمد
صدقيني المعرفة نفسها ما تهمني.. لأنه يمكن أنا نفسي كان قلت لش
بس أبي أعرف أشلون عرفتي

موضي ابتسمت: من مرت محمد نفسها

راكان بدهشة عميقة: نعم؟؟

موضي ضحكت: بسم الله عليك.. وش فيك تروعت؟؟

راكان ابتسم: وش تروعت ذي..راكان ما ينقال له تروعت... تفاجأت طال عمرش في الطاعة ..
من وين عرفتي مرت محمد؟؟

موضي تهز كتفيها: مجرد صدفة.. والحمدلله إنها كانت أنا.. ماكان حد غيري

راكان يبتسم: ممكن شوية تفاصيل يا شهرزاد

موضي تبتسم: حاضرين يا شهريار.. بس المهم الأمان.. مهوب ما تعجبك الحكاية تقوم تنادي مسرور يقص رقبتي

راكان بعمق رقيق: سلامة رقبتش.. ماعنده سالفة اللي يقص جيد الغزال

موضي كحت من الحرج: كنك تغازلني؟؟

راكان ضحك: ليه هذا هو اللي يسمونه الغزل.. ماعندي خبر

موضي ابتلعت حرجها وهي تعلم أنه يجاملها ليس إلا: خلنا من مجاملاتك يالشاعر
خلني أقول وين شفت مرت محمد
قبل حوالي سبع سنوات كنت سنة ثانية جامعة
وكان جاي لنا خدامة جديدة.. ولطيفة كانت نفاس بعبود وأمي عندها
فأنا رحت أودي الخدامة للقومسيون الطبي عشان يسوون لها فحص
واحنا قاعدين ننتظر شفت المرة اللي جنبي معها بطاقتك فوق أوراقها
بصراحة استغربت فسألتها: من هذا؟؟
جاوبتني بعفوية: زوجي

أنا مثل اللي انضربت على رأسي .. سألتها: متأكدة؟؟

المرة وقتها ارتبشت وعرفت إني عرفتك.. فهي سألتني: أنتي من؟؟

قلت لها: بنت عم اللي أنتي تقولين إنه زوجش

المسكينة والله تلخبطت.. وهلت شريطها كامل.. إنه أنت متزوجها على الورق بس عشان عيالها وبس..
وأنها جاية تخلص فحص خدامة أنت جايبها لهم باسمك
وصارت تعتذر وتعتذر..

أنا قلت لها: دام الرجال مسوي فيكم خير.. المفروض تصيرين أحرص عليه
هالمرة صدفتيني أنا.. وأنا مستحيل أقول لأحد
لكن الدوحة صغيرة وبكرة تصدفين حد غيري يعرف راكان.. وش بتسوين وقتها؟؟

المسكينة حلفت لي إنها ماعاد تقول لأحد إنك زوجها في مكان عام.. اللي يهمها جيرانها ومعارفها.. وهم يدرون
وهذي السالفة كلها

موضي أنهت حكايتها وهي تبتسم..
بينما راكان كان في غاية التأثر لأسباب عديدة..
همس بعمق: ومن وقتها تدرين وما قلتي لأحد؟؟

موضي بتلقائية: وليش أقول لأحد
يعني أنت تستر على بنت الناس وعيالها أجي أنا وأفضحك

راكان بهدوء آسر: تدرين إنش عظيمة يا موضي

موضي بخجل: وتدري إنك تستخدم ألفاظ فضفاضة زيادة عن اللزوم

راكان يبتسم: أنا ما أعرف أجامل ولا أنافق ولا أنفخ ريش ولا أمسح جوخ
بس جد موضي أحس كل الكلام ما يوفيش حقش علي
حفظتيني وحفظتي سري.. ولو كنتي كشفتيه ما كان عليش لوم
أنت كنتي بنت صغيرة.. والمنطق كان يقول إنش بتخافين وتبلغين أمش على الأقل

موضي تبتسم: ودام قلت لك سري.. ليش ما تقول لي سرك
دام إن السرين كلهم انتهوا
وسر بسر ونكون خالصين

راكان بحذر: أي سر؟؟

موضي بعذوبة: اللي كنت تحبها.. نفسي أعرفها بس
لو ما حبيت تقول براحتك.. أنا بس نفسي أعرف اللي قدرت على قلبك

اكفهر وجه راكان وهو يقول بهدوء: اسمحي لي موضي
أحب أحتفظ باسمها لنفسي

موضي شعرت بضيق ما..
عميق ربما.. حاد ربما.. اعتيادي ربما.. غير طبيعي ربما
مادام يرفض أن يخبرها باسمها مع أنه بات يعرف إن موضي هي موضع ثقة ولن تفشي له سرا
فهذا يعني أنه بقي لها شعور ما في قلبه
وأنها مازالت تتلحف بغشاء فؤاده في أحد الزوايا التي يحاول تناسيها

موضي حاولت رسم ابتسامة فاشلة على شفتيها : براحتك راكان.. أنا آسفة جد

راكان نظر لها بتعمن وهي تشيح بناظريها همس بهدوء: طالعيني موضي

موضي رفعت عينيها له.. وهو همس لها بثبات عذب: زعلتي صح؟؟

موضي ابتسمت بعذوبة مثقلة بالشجن: مازعلت والله العظيم.. يمكن تضايقت
أدري أنك كاشفني.. فما فيه داعي أنكر
ولا تقول لي ليه تضايقتي لأني ما أدري بالتحديد
يمكن أكون كرهت إنك مهوب قادر تأتمني على سرك
بينما احنا صرنا أصدقاء بالمعنى الفعلي

راكان ابتسم: واحنا فعلا أصدقاء وأكثر .. عمري ماحسيت بالراحة وأنا أتكلم مع حد مثل راحتي معش
بس بلاها تنبشين في ذا الموضوع يا موضي

موضي ابتسمت: خلاص راكان.. ما يهم.. خلك من حساسية النسوان
متى بنمشي بكرة؟؟

راكان بهدوء: بكرة إن شاء الله نتغدى .. وأسوي شيك آوت ونمشي



*****************************



بيت عبدالله بن مشعل
الصالة السفلية

مشاعل تجلس مع جدتها التي كانت تحادث ناصر في الهاتف
جدتها مدتها بالسماعة وهي تقول بحزم: هاش كلمي رجالش.. وأنا بأقوم أتوضأ أصلى الضحى

مشاعل كانت تشير لا.. ولكن جدتها حلفت عليها أن تكلمه

مشاعل تناولت السماعة بتردد وهي تكاد تذوب خجلا
همست بصوت خافت: ألو

ناصر تنهد بعمق وهمسها يصب في أعمق نقطة في قلبه.. رد بهدوء: هلا

مضت دقيقة صمت.. قطعها ناصر وهو يقول بحزم: وين المدرسة التي تبين تروحين لها؟؟
(رغم أنه كان يتمنى أن يقول لها:
اشتقت لك
بل أكاد أجن من شوقي
أما لهذا الهجر من آخر
أما لهذا العذاب من نهاية؟!!)

مشاعل تشعر أنها تختنق بكلماتها وهي تجيبه: اللي ورا بيتنا بشوي
(رغم أنها كانت تتمنى أن تقول له:
ألا تأتي لزيارة جدتي حتى
أراك لو من بعيد
أشعر بالاختناق بعيدا عن أنواءك
أشعر بالضياع بعيدا عن موانئك
أشعر أنني أذوي بعيدا عن شمسك وظلالك)


ناصر بهدوء: بس أنتي منتي بحاجة للشغل الخير واجد

مشاعل بحرج: الشغل حاجة نفسية قبل ما يكون مادية

ناصر بذات الهدوء: زين أنا بجي أوديش

مشاعل بجزع: لا ناصر لا.. يعني توهم عمي وأبي عندي البارحة يبوني أرجع وما رضيت.. اليوم أروح معك

ناصر ببرود: زين إنش فتحتي الموضوع بنفسش
ما تشوفين إنها كبيرة واجد تردين شيبان آل مشعل الكبار
على الأقل احشمي شيباتهم

مشاعل بألم: وأنت ما حشمتني قبلها

ناصر بغضب: وأنتي ما حشمتيني لا أول ولا تالي

مشاعل بألم عميق: ناصر مافيه داعي نفتح جروح بعض.. أنا عشان كذا ما أبي أرجع
كل واحد منا مجروح من الثاني.. أخاف عند أقل خلاف بيننا كل واحد يفتح للثاني الدفاتر القديمة
خلنا الحين في موضوع المدرسة
عندي مقابلة.. نص ساعة بس وأرجع..

ناصر يستعيد بروده: أنا أوديش.. أو مافيه روحة

مشاعل توترت بشدة.. ستكون المرة الأولى التي تركب معه في سيارته
وهما أمام الناس بينهما خلاف كبير
وبالفعل بينهما ما هو أكبر من مجرد خلاف
جرح عميق متجذر

همست بمناشدة عميقة: تكفى ناصر لا تعقدها

ناصر بعمق: أنتي عقدتيها قبلي

مشاعل تنهدت بعمق: بس توديني للمدرسة وترجعني بيت إبي

ناصر بغضب: لا تشرطين علي

مشاعل بخفوت: لا حول ولا قوة إلا بالله
خلاص ناصر هونت.. ما أبي المدرسة.. ولا أبي الوظيفة

ناصر بحزم: نص ساعة وأكون عندش.. ولو ما نزلتي لي.. طلعت لش



************************



الدوحة
سيتي سنتر


مشعل يلتفت للطيفة: انا آسف ياقلبي.. بس هذي أم علي ، فاتن الفرج
تعرفينها... تبي تجيب لي أوراق أوقعها.. يضايقش؟؟
شغلة دقيقتين بس

رغم أن لطيفة تجاوزت الإحساس بالضيق للغضب الفعلي لكنها همست بهدوء وهي تسيطر على غضبها:
خلاص خلنا نروح الكوفي.. وتجينا هناك.. مايصير توقعون الأوراق في الممرات

كان يدور تفكير ما في رأس لطيفة.. فهي تعلم أن تلك الحية الخبيثة لم تحضر إلا لتعلن وجودها أمامها
وهي مستعدة لها

مشعل ولطيفة توجها لريشو المقهى كان خاليا تماما
أخذا زاوية منعزلة ولطيفة تعطي ظهرها للمدخل ثم تهمس بهدوء: ممكن أحط نقابي مشعل؟؟

مشعل باستغراب: غريبة مهيب عوايدش

لطيفة بعفوية مصطنعة: أشوف الكوفي فاضي.. وبعدين أنت اللي وجهك للباب لو حد دخل نبهني
والجرسونات ناد لنا وحدة من البنات

مشعل بعفوية: براحتش

لطيفة قررت أن تلجأ لسلاح جمالها هذه المرة.. حتى تعلم هذه المتطفلة أن أم محمد ليست بالخصم السهل
ففاتن لم ترَ مطلقا وجه لطيفة.. ففي كل مرة كانت تراها بنقابها حتى في باريس
فإن كانت لا تعرف شخصيتها وكيف هي قادرة على احتواء زوجها
فعلى الأقل فلتريها أن الله أنعم عليها بنعمة الجمال التي تكفي لملء عين مشعل
حتى وإن كانت حقيقة لم تملأ عين مشعل إلا في الفترة الأخيرة فقط

لطيفة أخرجت مرآتها وتأكدت من شكلها ثم من ترتيب ابنتها
ومشعل يهمس لها بإعجاب: البنت وأمها كل وحدة تقول الزود عندي

لطيفة ابتسمت: مهيب واسعة شوي.. ضيقها عشان أصدق

مشعل يضحك: اللي يكذب يروح النار.. وأنتي وجودي أحلى من شافت عيني

وهو مستغرق في حديثه المرح مع لطيفة كانت فاتن تصل ومعها سكرتيرتها بعد أن أخبرها مشعل بمكانهما

اقتربت بهدوء وهي تسلم باحترام وذوق
لطيفة وقفت لها وهي تصافحها وترحب بها بدفء محترف
فاتن شعرت بصدمة حقيقية... فهي لم تتوقع أن زوجة مشعل قد تكون بهذا الجمال المبهر
ولكن انفعالها لم يظهر مطلقا على وجهها وهي تهتف بمهنية راقية:
جاكلين عطي أبو محمد الأوراق يوقعها ما نبي نخرب قعدته مع هله

فاتن بالنظرة الموضوعية الطبيعية.. ليست بالشخصية السيئة مطلقا.. فهي امرأة ناجحة وواثقة.. لها سمعتها الممتازة في السوق تعاملا مهنيا وأخلاقيا
ولكنها امرأة تعرف ماذا تريد تماما.. وتصل إليه
فهي تريد والدا قويا لابنها.. يربي ابنها كرجل حقيقي
وفي كل من عرفت من رجال.. كان مشعل هو الأنسب في نظرها
ولكن مشعلا لم ينتبه إليها.. أو ربما انتبه وادعى عدم الانتباه وحصر علاقته بها في العمل فقط


فاتن أخذت الأوراق بعد أن وقعها مشعل... وغادرت
ولطيفة تشعر بالارتياح العميق وهي تظن أنها ربحت المعركة
بينما المعركة لم تكن بدأت بعد.. بل هي على وشك الاندلاع



***************************


مركز طبي خاص/ الدوحة

أم فارس والعنود تجلسان أمام الطبيبة... أم فارس كانت شبه متأكدة أن العنود لابد حامل
ونقلت إحساسها للعنود وهي تسألها باهتمام وهما في الطريق عن آخر دورة شهرية
الاثنتان تشعران بتوجس سعيد مفعم بالأمل.. وخصوصا أم فارس التي نذرت حياتها لهذا الولد الوحيد.. لفارس
كم هي مشتاقة لرؤية صغاره.. أحفادها
بداخلها كم كبير من الحب ينتظرهم.. ينتظر وجووهم وأناملهم الصغيرة
تكاد تحلم الآن بملمس هذه الأنامل الزبدية بين يديها منذ الآن
تحلم بخطواتهم الأولى وأسنانهم الأولى وكلماتهم الأولى
تحلم برائحة فارس فيهم.. نظرة عينيه وابتسامة الرائعة
تتمنى أن يأخذوا من عبق روح والدهم وجمال أمهم..
مرجلة آل مشعل إن كانوا فتيانا.. آصالة عماتهن بالرضاعة إن كن فتيات
تريدهم أن يجمعوا كل الصفات المميزة.. تريدهم الأروع

أو ...
بالأحرى تريدهم كيف كانوا.. وكيف كان شكلهم
حتى وإن كانوا الأبشع بين الأطفال
يكفيها أنهم أبناء فارس

العنود كانت تشعر بتوجس مثير رقيق عذب
قطعة من فارس تنمو في أحشائها؟!!
تمازج روحيهما وخليط صفاتهما
هل سيشبه فارس؟؟ أم سيشبهها؟؟
هي تريده يشبه راكان إن كان فتى
وتشبه لطيفة إن كانت فتاة
يا الله لا تستطيع الصبر حتى يصبح جسده الصغير بين يديها وفي أحضانها

انتزع الاثنتان من أفكارهما صوت الطبيبة الهادئ:
نقص بي12 .. هو اللي مسبب الخمول واضطراب الدورة الشهرية

أم فارس شعرت بصدمة موجعة نسفت أبراج أحلامها
تعلم أنهما لم يتجاوزا شهرين بعد منذ زواجهما ومازال الوقت مبكرا
ولكنها كانت قد بنت أحلاما عريضة.. وانهيارها كان موجعا لها
همست أم فارس بخفوت بينما العنود غارقة في صدمتها الرقيقة: نعم؟؟

الطبيبة بذات الصوت الهادئ: البي12 عندها 300 والطبيعي من 450 ل900
تبي لها كورس علاج مكثف
10 إبر كل ابرة بقوة 500 يوم ورا يوم
وبعدين 4 ابرة بقوة 1000 مرة في الأسبوع
وبعدين من الأفضل تأخذ ابرة بقوة 1000 مرة كل شهر بشكل دوري

أم فارس باهتمام: والنقص هذا يأثر على الحمال؟؟

ابتسمت الطبيبة: لأ إن شاء الله
بس هالفيتامين أساسي في تكوين خلايا الدم الحمراء والحمض النووي
ومهم جدا أنه يكون في المستوى الطبيعي وقت الحمل عشان نضمن أطفال أصحاء خالين من التشوهات بإذن الله

الطبيبة استغرقت في كتابة الوصفة الطبية بينما كانت أم فارس تهمس للعنود بابتسامة وتقول لها كلام لا تقصده بحذافيره:
الشهر بداله شهور.. وانتو توكم معاريس وصغار.. استانسوا الحين ولاحقين على غثاء البزران




*********************************



واشنطن دي سي
بيت يوسف

باكينام تدخل البيت ويوسف يدخل قبلها يحمل حقيبتها وفي عينيه نظرة انتصار واضحة
باكينام صُدمت وفُجعت ويوسف يلقي الخبر على مسامعها
رتبت حقيبتها على عجل وهي تشعر بثقل المهمة على قلبها
وطوال الطريق وهي تتحاشى النظر إليه أو حتى محادثته
وهاهي تدخل بيته كأنها تُقاد إلى قبرها

همست وهي تتجاوز الباب بحرج حقيقي: وممكن أعرف أنّا وفيكتوريا جايين ليه؟؟ وإزاي ما يبلغونيش؟؟

يوسف بنبرة اعتيادية: شكلهم عاوزين يعملوها سربرايز

باكينام بتصميم: بس اسمعني أول ما يسافروا أنا هأرجع للسكن

يوسف بهدوء رغم التماع نظرة الخبث في عينيه: لما يسافرو يحلها الحلال

ثم أردف باهتمام: أنا ئلت لماريا تجهز لهم أوضة الضيوف اللي تحت
شوفي هي عملت إيه.. وعملت إيه للعشاء
عشان تباني ئدامهم إنك عارفة كل حاجة
وأنا رايح المطار أجيبهم



***************************



بيت جابر بن حمد
الصباح

أم حمد مريضة اليوم.. فهي باتت تمرض كثيرا الفترة الأخيرة
عالية من بقيت عندها اليوم.. وعلياء ومعالي توجهتا للمدرسة

حينما رن هاتف البيت سارعت لإلتقاطه فهي وشقيقتيها ينتظران اتصالا غاليا على قلوبهن منذ فترة
وكثيرا ما خاب ظنهن في المتصل حين لا يكون حمد الذي لم يتصل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع
الفتيات الثلاث يشعرن بحزن عميق وخوف أعمق
غياب حمد جعل والديهما يكبران كثيرا.. وخطوط الهم ترسم علامات غائرة على وجهيهما وروحيهما
لو حدث لوالديهما شيء وحمد غائب.. فمن لهن؟؟
إحساس ضياع يلف أرواحهن المراهقة القلقة

التقطت السماعة بتوتر وهي تهمس: الو

حين سمعت صوته الدافئ يهمس بمرح: أي وحدة في الغزلان الثلاثة أنتي؟؟
انهارت مشاعرها المثقلة
وانخرطت في بكاء حاد وهي تشهق بعنف
حمد شعر برعب كاسح وهو يصرخ: وش شفيش؟؟ حد منكم صار عليه شيء؟؟

عالية تشهق: لا والله كلنا طيبين.. بس اشتقنا لك.. تكفى حمد ارجع خلاص
تكفى

حمد برعب: عطيني أمي أكلمها.. أبي أتطمن عليها

عالية بتوتر وصوتها يهتز: أمي تعبانة شوي ومتمددة في غرفتها

حمد بغضب مختلط بالقلق والتوتر: عالية خلصيني.. أمي وش فيها؟؟

عالية بصدق وكلماتها تنثال بوجع: والله تعبانة شوي بس..وإن شاء الله إنها طيبة
أمي مشتاقة لك يا حمد.. حتى إبي مشتاق لك واجد ولا يبين
وأنا وخواتي
حمد حن مالنا غيرك.. لمتى وأنت مخلينا
حالتنا حالة عقبك

حمد شعر أن روحه تتمزق.. هتف لها بحزم: خلاص قولي لأمي وأبي إني راجع قريب.. قريب



#أنفاس_قطر#
.





من مواضيع العاااالي مستواها
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-07-2011, 10:11 PM   المشاركة رقم: 100
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




.
أسى الهجران/ الجزء السادس والثمانون



رجلان اثنان يجتاحهما شوقهما واحتياجهما لنصفهما الآخر
مثقلان بالأسى والأذى
ومصدران للأسى والأذى
يحتاجان لحيلة ما لخلق الحصار.. وإعادة الحوار
لِـمَ لا؟؟
كل شيء مباح في الحب والحرب
فكيف حينما يكون هو الحب المباح والمتاح والمحال؟!!!!!


**********



واشنطن
بيت يوسف

يوسف غادر البيت بعد أن وضع حقيبة باكينام في غرفته
وهاهي باكينام تصعد بخطوات مترددة
وصلت للغرفة.. جالت فيها بعينيها..
ليلة واحدة قضتها في هذه الغرفة
ليلة واحدة بذكريات قرن كامل.. ألما ووجعا ويأسا
ماذا وجدت من يوسف إلا الإهانة والتجريح ؟!!
كل ما يرتبط بيوسف يجرحها لأبعد حد
ويشجيها لأقصى حد
ويهزها بلا حد


اقتربت أكثر
قميصه ملقً على السرير..تناولته
قربته من أنفها وهي تستنشق رائحته بعمق
عبق رائحة يوسف!!!

احتضنت القميص وهي تشعر أن جروح قلبها لا تتوقف عن النزيف
فهل لهذا النزف من آخر؟!!
وهل لأوجاعها من نهاية؟!!

انتزعها من الموقف رنين هاتفها
انتفضت بعنف وهي تلتقطه..
تنهدت وهي ترد: خوفتيني يا بت يا هيا

هيا بمرح: بسم الله عليش.. وينش؟؟ أنا في السكن
ومشعل راح وخلاني
بتجين أو أتصل فيه يرجع علي

باكينام بحرج: أنا في بيت يوسف

هيا انفجرت ضاحكة: نعم.. نعم.. عيدي ما سمعت

باكينام بغيظ: بلاش عبط يا هيا.. أنا مش نئصاكي

هيا مازالت تضحك: لا جد جد.. قولي لي أشلون صادش يوسف وسحبش لبيته
ثم أردفت هيا بخبث: أو يمكن أنتي تبين تنصادين

باكينام بغيظ أكبر: بس يا عبيطة.. أنا صفية وستي فيكتوريا جايين لواشنطن
عاوزاهم يجوو يلائوني طافشة من بيت جوزي وأنا ماليش تلات أسابيع متجوزة

هيا بصدمة: جداتش كلهم جايين.. فيه اجتماع للامم المتحدة بيصير في واشنطن؟؟

باكينام تضحك باصطناع: زريفة أوي يا بت
ما تنسيش لازم تيجي تسلمي عليهم

هيا تبتسم: أكيد بدون ما تقولين.. خليهم الحين يرتاحون.. وبكرة بأخذ منش العنوان وأخلي مشعل يجيبني



*************************



بيت عبدالله بن مشعل
باحة البيت الأمامية
الساعة 9 صباحا

سيارة ناصر تتوقف في الباحة
ومشاعل تنزل بعباءتها ونقابها بخطوات مترددة ثقيلة
يغمرها طوفان من الخجل والارتباك............ والشوق

وقفت بجوار سيارة ناصر
ناصر أنزل الزجاج وهو يهمس بحزم: اركبي

مشاعل توجهت للباب الخلفي
ناصر بحزم أكبر: وين رايحة.. تراني ماني بسواقش.. رجالش يا مدام

مشاعل تنهدت وهي تتوجه للركوب جواره
ركبت بصمت ورائحة عطرها الرقيق تخترقه بكثافة
هي تعطرت بعفوية لأنها ذاهبة لنساء فقط
أو......
ربما تعطرت من أجل من تجلس جواره ويغتالها اشتياقها له؟!!!

ناصر تحرك وهو يهمس بهدوء: مافيه سلام حتى؟؟

مشاعل بخجل: السلام عليكم

ناصر بذات الهدوء الذي لا يُعلم ما خلفه: وعليكم السلام..
أشفيش زعلانة؟؟

مشاعل بخجل حقيقي: بصراحة محرجة ومستحية.. وش تبي هلي يقولون علي
أقول لهم ماني براجعة بيته.. ثم أروح معك وأرجع عليهم؟!!

ناصر بابتسامة جانبية وهما يصلان للمدرسة القريبة: محلولة يا بنت الحلال.. أنتي الحين خلصي مقابلتش
وأنا أتناش هنا



************************



واشنطن
بيت يوسف


باكينام استحمت ورتبت شعرها وتأنقت لأقصى حد
لا تعلم هل هي تتأنق أمام جدتيها لتظهر بمظهر العروس
أم تتأنق من أجله؟!!!

متوترة كثيرا
تعود لبيت يوسف.. وفي وجود جدتيها الدقيقتي الملاحظة
أي عذاب نفسي هذا؟!!!

نزلت للأسفل وهي تحمل زجاجة عطرها لتكون قريبة منها
توجهت للمطبخ
أشرق وجه ماريا بسعادة: أهلا بعروسنا الهاربة

باكينام تبتسم: أرجوكِ ماريا لا أريد أن تعلم جدتاي أنني لم أكن هنا
أنا هنا منذ اليوم الأول لوصولنا واشنطن

ماريا تبتسم: لا تخشي شيئا.. جو أخبرني وأخبر سانتياغو.. تأكدي أننا حريصان عليكما
ولكن أتمنى ألا تعاودي الهروب مرة أخرى

باكينام تبتسم: أخشى أني سأهرب فور عودة جدتيّ كلٌ لبلدها

ماريا بجزع: أرجوكِ لا تفعلي... جو كان غاية في الاكتئاب طيلة الأيام الماضية
أرجوك ابنتي لا تضغطي عليه أكثر.. فهو على وشك إنهاء دراسته
ويحتاج للتركيز.. وغيابك شتته تماما.. غالبا أدخل عليه لأجده مستغرقا في التفكير والحزن على محياه

باكينام شعرت بحزن شديد يخترم فؤادها.. لم تتوقع أن هذا المتوحش المدعو يوسف قد يتأثر من أجل غيابها

( وما أدراني أنه متأثر لغيابي
قد يكون تأثره لأي سبب آخر
فهو لا يحبني حتى يحزن لغيابي ويكتئب)

(وحتى وإن كان هناك سبب آخر لحزنه
أليس ذلك السبب يكفيه.. حتى آتي أنا لأزيد همه هما)

(لست أنا سبب همومه
بل هو السبب في كل شيء.. كل شيء)



***************************



الدوحة

سيارة ناصر

مشاعل أنهت مقابلتها وعادت لناصر الذي كان ينتظرها
ركبت بهدوء يخفي أعاصير قلبها
وناصر كان من تكلم: وش قالوا لش؟؟

مشاعل بهدوء: يبوني أدوام الأسبوع الجاي

ناصر بثبات : خير إن شاء الله

مشاعل همست بخجل.. وحزن ما يغمر فؤادها.. بالكاد رأته : خلاص رجعني

ناصر ابتسم وهما يقتربان من البيت: حاضرين

ولكنه بدل أن يدخل داخل سور بيت عمه عبدالله.. دخل إلى داخل بيت والده

مشاعل برعب: ناصر احنا ليش جايين هنا؟؟

ناصر بابتسامة شاسعة: بيتش يا قلبي

ناصر أصبح يعرف بجميع مخاوف مشاعل من لطيفة..
ولطيفة قررت مصارحة ناصر لأنها شعرت فعلا بعمق حبه لمشاعل ورغبته العميقة في عودتها إليه
وناصر يرى أن تأجيل حل المشكلة سيأزمها
وكلما تأجلت عودتها إليه.. ستجد أن العودة تصبح أصعب وأصعب
وخصوصا أنه حتى الكلام ماعادا يتكلمان سويا

لذا لابد أن يضع مشاعل أمام المدفع.. ويجبرها أن تراه وتعرفه كما هو حقيقة
ناصر بشخصيته الفعلية
ليس ناصر القاسي الذي عرفته بعد عودته من الإصابة
وليس شبح مخاوفها من تجارب شقيقتيها لطيفة وموضي
أن يداوي هو جروح قلبها النازف وهي بقربه

مشاعل بغضب: عيب عليك ناصر تكذب علي.. أنت قلت إنك بترجعني البيت

ناصر يلتفت لها وهو يبتسم: أنتي اللي لا تكذبين علي
أنا ماقلت نهائي إني بأرجعش لبيت عمي

مشاعل تعصر مخها تفكيرا وتذكرا لتجد جملة تدينها فيه..
ولكنه بالفعل لم يصرح أنه سيعيدها لبيت والدها بعد انتهاء مقابلتها

ورغم ذلك لم تنزل وهي تقول بغضب طفولي: ودني لبيت هلي أو بأروح بروحي

ناصر من بيت أسنانه: مشاعل انزلي قدامي.. أو بأجي لش أشلش وأنزلش

مشاعل بخوف: ماني بنازلة

ناصر نزل وهو يغلق بابه بصوت مسموع ..ويتجه لبابها ويفتحه.. قبل أن تنجح في محاولته المرتبكة لاغلاقه
وهو يشدها ليحملها فعليا

مشاعل صرخت بخفوت مرتعب: خلاص ناصر بأنزل بروحي لا تفضحني

مشاعل نزلت بخطوات مترددة: وين أروح؟؟

ناصر بحزم: داخل البيت

مشاعل بمناشدة: حرام عليك تفشلني كذا في هلك

ناصر بذات الحزم: البيت الحين فاضي.. يالله قدامي
مريم في الدوام.. وأمي وأبي رايحين الكَبرة..

مشاعل تتعثر في خطواتها وهي تفكر أنه حينما يرجع ناصر لعمله ستعود هي لبيت أهلها قبل أن ينتبه أحد
ولكن ناصر قطع عليها خط الرجعة وهو يقودها للأعلى ويتصل في ذات الوقت بوالده ووالدها ثم بجدته
ويبلغهم جميعا أن مشاعل عادت برضاها لبيتها المفترض

شعرت بيأس عميق أنه خطط لكل هذا..
تحبه ومشتاقة له ولكنها لا تريد العودة قبل شفاء جروح قلبها
ولا تريد العودة بهذه الطريقة الإجبارية


وصلا للأعلى
ناصر فتح لها باب إحدى الغرف
كانت غرفتان واسعتان مفتوحتين على بعضهما
ومأثثتان بذوق رفيع جدا
هما غرفته وغرفة راكان السابقتان.. بعد أن أستأذن راكان في هذا التبادل
وبدا هذا التبادل لراكان أكثر راحة مع فكرة الزواج الصوري السخيف المعقود بينه وبين موضي.. حتى يتلافى التمثيل أمام أهله

مشاعل دخلت بتردد وهي تقول بتوتر: زين وأغراضي؟؟

ناصر يبتسم: كلها هنا من كم يوم.. لطيفة جابتها

مشاعل بعتب عميق: يعني متفقين علي

ناصر يقترب منها وهو يمسح بظهر سبابته على خدها ولكنها ابتعدت لتترك سبابته معلقة في الهواء

تنهد ناصر.. يعلم أن مهمته صعبة.. وكأنهما في معركة بين شد وجذب
همس لها بهدوء حازم: أنتي تبيني وإلا لا؟؟

صمتت مشاعل.. وردها واضح في صمتها

ناصر همس لها بحنان: وأنا أموت فيش... وش ذا العبط واحنا مسوين فيلم هندي
وكل واحد يعذب في الثاني

مشاعل بألم: بس فيه شيء في نفسي انكسر

ناصر بعمق: الكسر نجبره.. وهالمرة بكل صدق ماني بجابرش على شيء
بس خلش جنبي.. تعبت من بعدش
خلش هنا واعرفيني عدل لين تشوفين إنه أنتي مستعدة تبدين معي حياة جديدة ننسى فيها كل اللي فات



*************************



واشنطن
بيت يوسف

باكينام تنتظر بترقب وصول جدتيها.. مشتاقة لهما كثيرا
وروحها الممزقة تحتاجهما لجوارها

وقتها كانت سيارة يوسف تتوقف في الخارج
وهو يبتسم ويلتفت للعجوزين القويتين اللطيفتين الذكيتين
ويهمس بالعربية ثم بالانجليزية:
كما اتفقنا.. أنتما قادمتان لمفاجأة باكينام
لا أريدها أن تعلم أني من طلبت حضوركما حتى لا تغضب مني
فأنا رأيت أنها حزينة وتفتقدكما وأنتما تعلمان أن الفتيات يتأثرن في بداية الزواج لفراق أهلهن
لذا أردتها أن تشعر أنكما تفكران بها.. كما هي تفكر بكما

العجوزان تبادلتا النظرات الخاصة
فهما منذ وجودهما في القاهرة معا وكانت فيكتوريا تستعد للعودة لبريطانيا
ووصلهما اتصال يوسف مع هذه الحكاية اللطيفة المحبوكة عن الزوج المحب المهتم بعروسه
وهما تعلمان أن هناك ماهو أكبر بكثير
وخصوصا مع استعجال يوسف وتوظيفه لمعارفه حتى ينجز لأنا صفية فيزا الدخول لأمريكا لأن فيكتوريا بجنسيتها البريطانية لا تحتاج لفيزا
لذا قررت الاثنتان الحضور وبرأس كل منهما ذات التفكير
"ما بها باكينام؟؟؟"


ما أن دخلت العجوزان حتى قفزت باكينام لترتمي في أحضانهما وهي تنخرط في بكاء جنائزي حاد موجع
الجدتان ويوسف معهما انصدموا جميعا بل فُجعوا.. فبكينام القوية كانت تشهق بشكل مأساوي
يوسف شعر بالتمزق وهو يتمنى أن ينتزع باكينام من أحضان جدتيها ليزرعها في أحضانه هو..
لم يتخيل أنه قد يرى هذه الأنثى الاستثنائية القوية تبكي يوما

باكينام نفسها لم تتوقع أنها قد تبكي
ولكنها مرهقة.. مرهقة تماما
موجوعة.. ومجروحة.. ورؤيتها لجدتيها فجرت كل أوجاعها

الجدتان تبادلتا النظرات ثم نظرتا ليوسف بعتب عميق وكأنهما تحملانه ألم صغيرتهما

صفية همست بحزم: بس بت باكينام.. دموع لا

وفيكتوريا تهمس بحزم مشابه: الدموع للضعفاء وأنتِ لستِ ضعيفة

باكينام تشعر بالألم..
وتريد أن تكون ضعيفة..
وتريد من يحتوي ضعفها ووجعها وانهزام روحها
ولكنها لابد أن تبدو قوية أمامهما.. مسحت وجهها وهي تبتسم:
أنا اشتقت لكما فقط
.
وحشتيني آوي يا أنّا

حينها يوسف اقترب ووضع يده على كتفيها.. انتفضت بعنف وذهول وهي تشعر بثقل ذراعه ودفئها على كتفيها
ثم شعرت بقشعريرة باردة وهو يهمس في أذنها بدفء عميق:
البكا مش عيب... سيبك من جنان الاتراك والايرلنديين
احنا عرب وعندنا مشاعر سخنة مش عندهم

باكينام التفتت له بعينيها الغائمتين التي غرزت حزنا غائما في روحه
ولكنه التفت للعجوزين وذراعه مازالت على كتفي باكينام وهو يقربها منه ويبتسم:
كده تزعلوا عروستي وتخلوها تعيط

أنّا صفية من أجابت بحزم: أديك ئلتها.. عروستك
لأنه بنتنا ما بتعيطش

يوسف طبع قبلة على شعر باكينام وهو يأخذ نفسا عميقا رغم أنه حاول أن يجعل قبلته عفوية وهو يهمس بمرح:
أحلى عروسة.. ربنا ما يحرمنيش منها

باكينام مازالت مذهولة.. ماذا يخطط هذا اليوسف؟؟
ربما يريد فقط أن يبدوا عريسين طبيعيين أمام جدتيها

ربما!!!

باكينام أعادت الترحيب بجدتيها بحرارة وهي تريهما غرفتهما ليبدلا ملابسهما استعدادا للعشاء

ثم عادت ليوسف وهي تهمس له بغضب: ممكن أعرف إيه لزمة التمسيل ده؟؟

يوسف جلس وهو يرد عليها ببرود: أديكي ئلتيها.. تمسيل
عاوزاني أديكي ألمين مسلا عشان تنبسطي

باكينام بغضب: أنته مخلوء غير مهيأ للتفاهم الإنساني خالص

يوسف يرفع حاجبا وينزل الآخر: سبنا التفاهم الإنساني والنفسي ليكي
ما أنتي خبيرة في التفاهم الإنساني... والنفسي خصوصا

باكينام شعرت بألم إهانة حاد لأنها فهمت أنه يعرض بعلاقتها المفترضة مع حمد
ويوسف تنهد وهو يشعر بألم عميق.. يبدو أن كل محاولاته للتناسي باءت بالفشل مع أول حوار بينهما
سيبقى شكه فيها حاضرا كوحش مرعب يقف بينهما
لا يستطيع أن ينسى بل يستحيل مادامت هي لم تبرر له شيئا.. ولم تدافع عن نفسها
وهاهو الحائط يزداد ارتفاعا بينهما
والجرح يزداد تعمقا


مضت فترة العشاء على خير
الجدتان أشعلتا أبراج المراقبة وهما تتفحصان علاقة باكينام بيوسف
ويوسف علم أنه لعب لعبة خطرة بإحضار العجوزين
فلو علمتا أن باكينام غاضبة منه فهو يعلم أنهما ستقفان في صفها وقد يجبرانه على تركها
ولكن كان احضارهما حله الوحيد لإجبار باكينام على العودة إلى حياته
يعلم أنه يلعب بالنار.. ولكنه سيستخدم كل ذكائه لإكمال اللعبة
باكينام لن تخرج من سجنه..
يشك بها!!.. يحتقرها!!.. ولكنه يريدها!!
ومجنون بها

باكينام حاولت أن تبدو طبيعية جدا أمام جدتيها وأنها سعيدة مع يوسف وتحبه
رغم أنها أبعد ما تكون عن الطبيعية والسعادة
ولكن ماذا عن الحب؟؟
نعم.. تحبه
في هذا لم تكذب ولم تمثل..

انتهى العشاء
والعجوزان استأذنتا للراحة والنوم فهما متعبتان من الرحلة الطويلة
تبقى يوسف وباكينام.. يطوف حولهما جو مشحون تماما
حرب نظرات صامتة مشتعلة تستعر بينهما
وكانت باكينام من أنهت هذه الحرب
حين نهضت وتوجهت للأعلى تريد الهرب من أمامه
تخشى فتح حوار ينتهي بتجريحه لها

يوسف كان يريد التحجج بإطروحته ليتركها
ولكنه لم يستطع تركها تغيب عن عينيه
فهو لم يرتوي من النظر إلى محياها العذب بعد

تبعها للأعلى

فور وصولهما.. التفتت له وهي تقول بحدة: إياك تفكر تلمسني

اقترب منها يوسف بهدوء وهو يثبت عينيه على عينيها ويهمس ببرود:
لو فكرت ألمسك دا حئ من أبسط حئوئي.. وأنتي مالكيش حئ تمنعيني

باكينام تتنهد بعمق: أنا عاوزة أعرف انته ليه بتكون كويس لحد ما توصل عندي وكل البشاعة اللي فيك بتطلعها فيا

اقترب منها أكثر
واحتضن وجهها بين كفيه وهمس لها من قرب بدفء حقيقي عميق:
وحشتيني

باكينام شعرت بالتبعثر ودفء صوته يتسلل لروحها
وأحرف كلمة (وحشتيني) تخترقها بكل العنفوان
ولكنها همست بألم: وحشتك بأي معنى؟؟
وحشتك كروح بتنبسط بإهانتها؟؟
أو وحشتك كجسد رخيص للاستهلاك الحيواني؟؟

يوسف تنهد بعمق وهو يشدها ليدفنها بكل قوته بين أضلاعه:
باكينام أنتي ما بتتعبيش من الحرب؟!!!
هدنة ادينا هدنة
سيبك من وحشيتي
وسيبك من غرورك
وادينا هدنة..
وحشتيني وخلاص.. ليه عاوزة تخربي كل احساس جميل بيننا


#أنفاس_قطر#





من مواضيع العاااالي مستواها
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد منتدى ملتقى عضوات حوامل


الانتقال السريع


الساعة الآن 02:46 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 (Unregistered)

Privacy Policy - copyright

لا يتحمّل موقع منتديات حوامل النسائية أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في موقعنا، ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر .