الاجراءات الطبية الواجب اجرائها في حالة الحمل العنقودي
الحمل العنقودي أو ما يُعرف بإسم الحمل الكاذب أو الرحاء العدارية، هو إحدى المضاعفات النادرة للحمل، ويتميز بنمو غير طبيعي لـ الأرومات الغذائية، وهي الخلايا التي تتطور عادة لتكون المشيمة. وهناك نوعان من الحمل العنقودي هما الحمل العنقودي الكامل، والحمل العنقودي الجزئي.
وفي الحمل العنقودي الكامل تكون أنسجة المشيمة غير طبيعية، ومتورمة، وتبدو على هيئة كيس مملوء بالسوائل، ولا تتكون أي أنسجة جنينية أثناء هذا النوع من الحمل، أما في الحمل العنقودي الجزئي، قد تتواجد أنسجة المشيمة الطبيعية جنباً إلى جنب مع أنسجة المشيمة التي تكونت بصورة غير طبيعية. وقد يتكون جنين أيضاً، لكن لا يتمكن الجنين من البقاء على قيد الحياة، وعادة ما يتم إجهاضه في وقت مبكر من الحمل.
التشخيص
إذا اشتبه الطبيب بحمل عنقودي، فسيطلب إجراء اختبارات الدم، بما في ذلك اختبار يقيس مستوى موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (HCG)، هرمون الحمل في الدم، كما سيوصي بإجراء فحص بالموجات الصوتية.
وباستخدام الموجات فوق الصوتية القياسية، يتم توجيه الموجات الصوتية عالية التردد لأنسجة في منطقة البطن والحوض، ومع ذلك في وقت مبكر في الحمل، يكون الرحم وقنوات فالوب أقرب إلى المهبل من سطح البطن، لذلك قد يتم إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية من خلال جهاز يشبه العصا يوضع في المهبل.
إقرأي أيضا: بعض العلامات الأخرى المصاحبة للحمل العنقودي
ويمكن أن يظهر فحص الموجات فوق الصوتية لحمل عنقودي كامل، والذي يمكن أن يُكتشف مبكرًا بعد ثمانية أو تسعة أسابيع من الحمل، ما يلي:
- عدم وجود جنين.
- عدم وجود سائل سلوي.
- مشيمة كيسية سميكة تملأ الرحم تقريبًا.
- كيسات المبيض.
وقد يظهر فحص الموجات فوق الصوتية لحمل رحوي جزئي ما يلي:
- جنين مقيد النمو.
- انخفاض السائل السلوي.
- مشيمة كيسية سميكة.
وإذا اشتبه الطبيب بحمل عنقودي، فقد يتحقق من وجود مشاكل صحية أخرى، بما في ذلك:
- مقدمات الارتعاج.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- الأنيميا (فقر الدم).
عوامل الخطر:
يعتبر هذا المرض حالة نادرة، ففي الولايات المتحدة تشخص حالة حمل عنقودي واحدة لكل 1000 امرأة حامل.
هناك عوامل تزيد من خطر حدوث الحمل العنقودي أهمها:
العمر: النساء في الحدود القصوى لفترة الخصوبة (تحت سن العشرين وفوق سن الأربعين)، وهو عامل الخطر الأكبر لحدوث الحمل العنقودي.
وتفسير ذلك هو أن النساء اللواتي يحملن وهن لا زلن مراهقات فإن بويضاتهن غالبًا ستكون غير طبيعية، وكذلك بالنسبة للنساء فوق سن الأربعين.
حالة حمل عنقودي سابقة: لقد وُجد وسطيًا أن المرأة التي تتعرض لحالة حمل عنقودي سابقة يرتفع لديها خطر حدوث الحالة مرة أخرى حوالي 1-2%، وهنا تكون فرصة المرأة بالحصول على حمل طبيعي لاتزال عالية، لكن في حال التعرض لحالتين من الحمل العنقودي مسبقًا، سيكون خطر حدوثها مرة أخرى أعلى ب15-20% من المرة السابقة.
العِرق الآسيوي: حيث أنه يزداد خطر حدوث الحالة إذا كانت الإناث من جنوب شرق آسيا بما في ذلك الفييتنام وكوريا، ويعتقد البعض أن لذلك علاقة بالنظام الغذائي في تلك المناطق.
إقرأي أيضا: ما سبب الحمل العنقودي وماهي أنواعه
العلاج
لا يمكن أن يكتمل الحمل الرحوي كحمل طبيعي قابل للحياة. ولتجنب المضاعفات، يجب إزالة الأنسجة المشيمة غير الطبيعية، ويتكون العلاج عادةً من إحدى الخطوات التالية أو أكثر:
- توسيع وكحت الرحم (D&C).. سيزيل طبيبك الأنسجة العنقودية من الرحم من خلال إجراء يسمى بالتوسيع والكحت، ويُجرى التوسيع والكحت عادةً كإجراء خارجي في المستشفى.
وخلال الإجراء، ستتلقي مخدرًا موضعيًا أو مخدرًا عاما وستوضعين على طاولة غرفة العمليات مستلقية على ظهرك مع تثبيت ساقيكِ في الركاب، وسيُدخل طبيبك منظارًا داخل المهبل، كما في فحص الحوض، ليفحص عنق الرحم، وعندئذٍ، سيوسع الطبيب عنق الرحم ويزيل أنسجة الرحم بجهاز تفريغ.
- استئصال الرحم.. نادرا، إذا كان هناك خطر متزايد من الإصابة بورم الأرومة الغاذية الحملي وليس هناك رغبة في الحمل في المستقبل، يمكن إزالة الرحم (استئصال الرحم).
- مراقبة هرمون "موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية" HCG.. بعد إزالة الأنسجة العنقودية، سيكرر طبيبك قياسات مستوىهرمون "موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية" حتى تعود للمستوى الطبيعي، وإذا استمر وجود الهرمون في دمك، فقد تحتاجين إلى علاج إضافي.
وبمجرد أن ينتهي علاج الحمل العنقودي، قد يستمر طبيبك في مراقبة مستويات هرمون "موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية" لمدة ستة أشهر إلى سنة للتأكد من عدم وجود أنسجة رحوية متبقية.
وبسبب الحمل ترتفع مستويات هرمون "موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية" أيضًا خلال الحمل الطبيعي، قد يوصي طبيبك بأن تنتظري مدة ستة أشهر إلى 12 شهرًا قبل محاولة الحمل مجددًا. سيوصي مقدم الرعاية الخاص بك بطريقة موثوقة لمنع الحمل خلال هذا الوقت.
* التأقلم والدعم
إن لفقدان الجنين آثارًا مدمرة، لذلك امنحي نفسكِ الوقت للشعور بالحزن، وتحدثي عن مشاعركِ ولا تتجاهلي أيًا منها، واطلبي الدعم من شريككِ وأسرتكِ وأصدقائكِ، وإذا كنتِ تواجهين مشكلات في التعامل مع مشاعركِ، فاستشيري طبيبك والذي قد يحيلكِ لاستشاري نفسي.
إقرأي أيضا: تعرفي على ماهي أعراض الحمل العنقودي
المخاطر المحتملة على الأم:
هناك خطر احتمال حدوثه صغير، وهو أن يتطور عند الأنثى سرطان يدعى GTD (مرض الأرومة الغاذية الحملية) وهو مصطلح يشير إلى الحالة التي يبقى فيها النسيج المشيمي داخل رحم الأم بعد عملية التجريف ليتابع هذا النسيج نموه.
يمكن معالجة هذه الحالة علاج كيماوي بالميتوتريكسات، وهناك ميزة خاصة لهذا السرطان هي أنه أحد السرطانات القليلة التي تعالج كيماويًا بغض النظر عما إذا كانت مرحلة السرطان متقدمة أو لا، وذلك جاء أيضًا وفقًا للجمعية الأميركية للسرطان.
نادرًا ما تتطور المشيمة إلى سرطانة مشيمائية (عند نسبة قليلة جدًا من حالات الرحى العدارية)، وهو سرطان خطير قد ينتشر إلى الأنسجة المجاورة أو إلى أماكن أخرى من الجسم، ويمكن علاجه كيماويًا.
وفي النهاية يوصي الدكتور سكورج النساء اللواتي حدث لديهن حالة حمل عنقودي الانتظار سنة كاملة قبل أن يحملوا مرة أخرى.