- يُرجع الدكتور خالد محمد الصيرفي أستاذ أمراض النساء والتوليد، ظاهرة الشعر الزائد لدى الأنثى إلى أمرين، إما وجود خلل معين حدث في طبيعتها كأنثى، أو زيادة في هرمونات الذكورة التي تخالف هرمونات الأنوثة لديها، وتتمثل أعراضه لدى بعض السيدات في زيادة الشعر في الذقن والشارب وبعض المناطق الداخلية مع الرجلين واليدين.ويرجئ سبب ذلك إلى ارتفاع الهرمونات الذكرية بنسبة معينة لدى المرأة مما يؤدي إلى غزارة الشعر.وأكد أن أسباب ظهور الشعر الزائد لدى المرأة يرجع لسببين رئيسين، أولهما أن تكون بصيلة الشعر، حساسة بشكل مفرط عن الطبيعي، وفي هذه الحالة تكون الشعرة رفيعة وغير ملونة باللون الأسود الداكن وغير سميكة، وتعتبر طبيعية إلى حد ما؛ لأن ذلك يعود إلى حساسية البصيلة، وينتشر هذا النوع لدى شعوب البحر الأبيض المتوسط، ولا يثير الخوف أو القلق، ويستخدم العلاج المعروف بإزالة الشعر بالطرق المعتادة التي تقوم بها المرأة في منزلها.وثانيهما زيادة في الهرمونات الذكرية، ويعد هذا النوع حالة مرضية تسبب القلق والخوف من المستقبل لدى المرأة، فتكون الشعرة لديها كبيرة الحجم وسميكة وداكنة اللون تتشابه مع شعرة الرجل، وسرعان ما تعاود الظهور إذا أزيلت بالطرق المعتادة، وفي هذه الحالة يرتبط ظهور هذا الشعر بخلل وظيفي، قد يكون نتيجة زيادة الهرمونات بسبب زيادة إفراز المبيض لهرمونات الذكورة مما يسبب عدم التبويض، أو نتيجة تضخم الغدتين الكطريتين الموجودة فوق الكلى، أو نتيجة مرض بالغدة النخامية، وجميع هذه الأسباب تؤدي إلى خلل في الهرمونات داخل جسم المرأة وبالتالي ظهور الشعر الزائد.ويوضح الدكتور الصيرفي بأن الخلل الهرموني عند الأنثى يؤدي إلى زيادة نسبة الهرمونات، التي غالبًا ما تكون مصاحبة لاضطرابات في الدورة الشهرية وعدم القدرة على الإنجاب، وفي حالات كثيرة تصل إلى فقدان مظاهر الأنوثة كصغر حجم الثديين وفقدان شعر الرأس، والصلع كما عند الرجال، وخشونة الصوت، وظهور حب الشباب، ويكون في حالات مصاحب ببثور تتزايد خصوصًا أثناء زيادة الهرمون.أما عن العلاج، فيؤكد الدكتور الصيرفي أنها تتوقف على التشخيص الدقيق ومعرفة الأسباب، ففي الحالات البسيطة يتراوح العلاج بين إزالة الشعر بالطرق المعتادة أو بالليزر.أما بالنسبة للحالات المركبة والمرضية، فتتم المداواة بمضادات هرمون الذكورة وغالبًا ما يكون من الهرمونات الأنثوية أو حبوب منع الحمل، بالإضافة إلى بعض الأنواع المضادة لهرمون الذكورة.ومن جانبها أكدت الدكتورة عبير محمد الخولي، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية، أن زيادة الشعر بشكل غير طبيعي في المرأة سواء في الرجلين أو اليدين أو ما بين الصدر وغيرها من الأماكن، دليل على أن المرأة تعاني من زيادة الهرمونات، ويظهر حب الشباب في وجهها وتتحول إلى بثور، كما تعاني من وجود صلع في الرأس، وعند التأكد من أن هناك زيادة في هرمونات الذكورة لدى المرأة هنا لابد من الفحوص المعملية، وذلك بتحليل هرمونات الذكورة بالدم وكذلك هرمون التستوستيرون وهرمون البرولاكتين «وهو هرمون إدرار اللبن» وتحليل هرمون الغدة الدرقية في الدم، وكذلك هرمون البروجستيرون في الدم وذلك في اليوم العشرين أو الحادي والعشرين من بداية الحيض إذا كان الحيض منتظمًا، بالإضافة إلى تحليل اضطرابات وظائف الكبد.وأشارت إلى ضرورة اجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتية للحوض لتشخيص أورام المبيض، وإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية للبطن لمعرفة مدى تضخم الغدتين الكظرتين، بالإضافة إلى فحص بالأشعة المقطعية للحوض والبطن وعمل أشعة مقطعية أو رنين مغناطيسي للرأس والجمجمة لتشخيص أورام الغدة النخامية الأمامية.وتعتبر الدكتورة عبير الخولي أن العلاج بالليزر يتمتع بنجاعة عالية لعلاج الشعر الزائد وإزالته، عن طريق القضاء على مادة الملانين الموجودة في بصيلة الشعر، ويحتاج ذلك إلى أكثر من جلسة منتظمة، حتى يتم القضاء على الشعر نهائيًا، وأثبتت الأبحاث أن هذه الوسيلة تخلو من الآثار الجانبية، فضلًا عن أنه دون ألم ويتم دون استعمال مخدر، حيث تشعر السيدة بمجرد لسعة خفيفة، وتحدد مدة العلاج حسب الحالة، إلا أنها لا تتجاوز ستة جلسات في الحالات الحرجة.وأكدت الدكتورة عبير أن الشعر لا يمكن أن يعود مرة أخرى، طالما أن السيدة تتبع التعليمات والإرشادات الطبية بعد العلاج، كما نبهت إلى عدم استعمال الوسائل التقليدية لإزالة الشعر أثناء الجلسات تجنبا لأي أثر سلبي.