الإنفلونزا الموسمية: الأسباب، الأعراض، الوقاية والعلاج
ما هي الإنفلونزا الموسمية؟
تُعد الإنفلونزا الموسمية من أكثر الأمراض الفيروسية انتشارًا حول العالم، وتظهر عادة خلال فصلي الخريف والشتاء عندما تنخفض درجات الحرارة ويزداد التجمّع في الأماكن المغلقة.
وهي عدوى تصيب الجهاز التنفسي، وتنتقل بسهولة من شخص لآخر عن طريق الرذاذ المتطاير من العطاس أو السعال أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس.
تنتمي الإنفلونزا إلى عائلة فيروسات الإنفلونزا من النوع A وB وC، وتختلف شدّتها من شخص لآخر، فقد تكون خفيفة تشبه نزلات البرد، أو شديدة تستدعي التدخل الطبي خاصة لدى كبار السن، الحوامل، والأطفال الصغار.
أسباب انتشار الإنفلونزا الموسمية وكيف تنتقل العدوى
تنتشر الإنفلونزا بسرعة كبيرة بسبب طبيعة الفيروس المعدية وقدرته على التغيّر المستمر، وهو ما يجعل الجهاز المناعي يواجه صعوبة في مقاومته كل عام.
🔹 طرق انتقال الإنفلونزا:
1. عن طريق الهواء: عند العطاس أو السعال تنتقل الفيروسات عبر رذاذ صغير يبقى عالقًا في الجو.
2. الملامسة المباشرة: مثل المصافحة أو لمس الأسطح الملوثة ثم لمس الأنف أو الفم.
3. الأماكن المغلقة والمزدحمة: المدارس، المكاتب، والمواصلات العامة تُعد بيئة مثالية لانتشار العدوى.
🔹 أسباب ازدياد الإصابات في الشتاء:
انخفاض درجات الحرارة يُضعف المناعة.
قلة التهوية في الأماكن المغلقة.
قلة التعرض لأشعة الشمس وبالتالي نقص فيتامين D.
أعراض الإنفلونزا الموسمية وعلامات تمييزها عن نزلات البرد
قد يخلط كثيرون بين الإنفلونزا الموسمية ونزلات البرد، لكن الأعراض تختلف في شدتها وسرعة ظهورها.
إليك أهم أعراض الإنفلونزا الموسمية التي تبدأ عادة بعد 1 إلى 3 أيام من التعرض للفيروس:
🤒 الأعراض الشائعة:
ارتفاع في درجة الحرارة (قد تصل إلى 39 درجة مئوية أو أكثر).
صداع وألم في العضلات والمفاصل.
تعب وإرهاق عام.
سعال جاف ومستمر.
احتقان الأنف أو الحلق.
فقدان الشهية.
قشعريرة وتعرّق.
⚠️ الفرق بين الإنفلونزا ونزلة البرد:
العنصر الإنفلونزا نزلة البرد
سرعة ظهور الأعراض فجائية تدريجية
درجة الحرارة مرتفعة منخفضة
آلام الجسم شديدة خفيفة
التعب والإرهاق واضح جدًا بسيط
طرق الوقاية من الإنفلونزا الموسمية
تُعتبر الوقاية خير من العلاج عندما يتعلق الأمر بالإنفلونزا الموسمية، إذ يمكن تقليل فرص الإصابة باتباع إرشادات بسيطة لكنها فعّالة جدًا.
💉 1. التطعيم ضد الإنفلونزا:
يُوصي الأطباء بأخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية سنويًا، خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر مثل:
كبار السن فوق 60 عامًا.
النساء الحوامل.
مرضى الربو أو القلب أو السكري.
العاملين في القطاع الصحي والمدارس.
اللقاح لا يمنع العدوى بنسبة 100%، لكنه يقلل شدة الأعراض ويمنع المضاعفات الخطيرة.
🧴 2. النظافة الشخصية:
غسل اليدين بالماء والصابون بانتظام.
تجنب لمس الوجه بعد ملامسة الأسطح العامة.
تغطية الفم والأنف عند العطاس أو السعال بمنديل أو بالكوع.
🥗 3. تقوية المناعة بالغذاء:
تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C مثل البرتقال والليمون والفلفل الحلو.
وأيضًا، احرص على النوم الكافي، وشرب الماء بكثرة، وممارسة الرياضة الخفيفة لتحفيز الدورة الدموية.
علاج الإنفلونزا الموسمية ومتى يجب زيارة الطبيب
عادةً ما تتحسن حالات الإنفلونزا البسيطة خلال أسبوع، لكن في بعض الأحيان قد تتطور إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الجيوب الأنفية.
لذلك من المهم معرفة طرق العلاج الصحيحة ومتى يجب مراجعة الطبيب.
💊 1. العلاج المنزلي:
الراحة التامة والنوم الكافي.
شرب السوائل الدافئة مثل الليمون والعسل والزنجبيل.
تناول أدوية خافضة للحرارة ومسكنة للآلام مثل الباراسيتامول.
استخدام بخاخات الأنف أو الغرغرة بالماء والملح لتخفيف الاحتقان.
🧬 2. العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات:
في بعض الحالات، يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروسات مثل Oseltamivir (تاميفلو) لتقليل مدة المرض، بشرط تناولها خلال أول 48 ساعة من ظهور الأعراض.
⚠️ 3. متى يجب مراجعة الطبيب؟
راجع الطبيب فورًا إذا ظهرت عليك أي من الأعراض التالية:
صعوبة في التنفس أو ألم في الصدر.
ارتفاع مستمر في الحرارة لأكثر من 3 أيام.
دوخة شديدة أو فقدان الوعي.
تدهور مفاجئ في الحالة العامة.
الخاتمة: حماية نفسك ومن تحب من الإنفلونزا الموسمية
الإنفلونزا الموسمية مرض يمكن السيطرة عليه بسهولة إذا التزمنا بالوقاية والتطعيم والنظافة الشخصية.
احرص على تعزيز مناعتك، وتجنب الأماكن المزدحمة خلال موسم انتشار العدوى، ولا تتردد في زيارة الطبيب عند الشعور بأعراض قوية.
تذكّر أن الوعي الصحي هو خط الدفاع الأول ضد أي مرض، وأن الوقاية ليست مجرد إجراء، بل أسلوب حياة يحافظ على صحتك وصحة أسرتك.