أستغرب على من لا يطيق إنسان لما تزوجه منذ البداية معرضا ميثاق الله الغليظ للنقض ، و كيف الرجل منذ البداية قبل أن يتزوج امرأة لا تطيقه !!، خاصة أن أكيد هذا كان واضح من اول يوم !! لما لم يفعل ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم في الدليل الأول مع ابنة الجوني كما ورد في صحيح البخاري ، هل أراد أن يتذوق أولا ثم يطلقها ، بإعتبار أن الطلاق حلال على إطلاقه إلا أنه مكروه استنادا لحديث{ إن أبغض الحلال عند الله الطلاق} و اكتشف أنه ضعيف ، و لا يمكن اإستناد عليه في الأحكام .
ليس عيبا أن نخطئ و لكن العيب ألا نصارح أنفسنا بالخطأ ، فنجد الرجل يطلق أكثر من مرة ، و كلما تزوج امرأة لا يحاول أن يحبها ، و يدعي أنها لم تحبه ، و نجد المرأة بعد الطلاق بإرادتها تكتشف أنها نادمة و راغبة في العودة ، و كل هذا لأننا لا نعلم أن الطلاق لا يباح لأي سبب سوى لإستحالة العشرة بعد تجربة كل الأسباب ، و الإحساس بالهلاك إذا استمرت تلك الزيجة ، و لا ننسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضح أنه {جبلت النفوس على حب من يحسن إليه و بغض من يسئ إليها} ، أحيانا يأتي لخاطر أحد الزوجين التفكير في الطلاق ، إلا أنه يجب إن كره من زوجه خلقا رضي منه آخر ، يوجد حديث رواه ابن ماجة و صححه الألباني يقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة ثم راجعها ، لأن الله قال له أنها صوامة قوامة ؛ و بمأن الحديث الذي رواه أبوها في صحيح مسلم و سبب نزول آية{لعلمه الذين يستنبطونه منهم} ينفي ذلك ، فلعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هم بذلك و لم يفعل ، لأن الله أثناه عن ذلك لما بها من صفات أخرى جيدة ، و كذلك لابد أن يفعل من يفكر في الطلاق ، يبحث في صفات زوجته الجيدة ، و لا يكفر العشير ، و هكذا يتقوا الله من حوله و يذكروه بها ، و لا يعينوه على الوزر .
_ و أما من يعتقد أن الطلاق وسيلة لتأديب الزوجة ، فالدليل الأخير لم يذكر الطلاق ضمن وسائل تأديب الزوجة لمن يريد الإصلاح ، فالقرورة إذا كسرت ستجرح يد من كسرها ، و ستسرب ما يضعه فيها ، و بالتالي ستكفر العشير ، و أحيانا كثيرة يكون أفضل وسيلة لتأديبها و تقويمها ، هو أن تعمل بوصية حبيبك صلى الله عليه وسلم بأن تستوصي بها خيرا ، فرب كلمة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء تقابل بها اساءتها و تجعلها تثق في أن زوجها يحبها ، أو ضمة حانية تهدئ من روعها هي التي تفعل مفعول السحر ، و تجعلها تحملها لك جميلا مدى الحياة ، و ما دام المرأة تثق في حب زوجها يمكنها أن تتقبل أي شئ منه ، و هذا هو الإصلاح و ليس الإفساد