تأثير الإصابة على الجهاز البصري للجنين:
1- تسبب الإصابة خلال الثلث الأول من الحمل آفات ثنائية الجانب بالشبكيّة* هذه الآفات قد تهدد الوظيفة البصريّة.
2- وخلال النصف الثاني من الحمل قد تكون هذه الإصابة أقل وضوحا عند الولادة وتعطي علاماتها السريريّة عند سن البلوغ.
العلامات الإيكوغرافيّة:
أكثر العلامات الإيكوغرافيّة التي يمكن مشاهدتها هي العلامات العصبيّة وبشكل خاص عندما يؤدي تنخر الدماغ إلى انسداد في قناة "سيلفيوس" محدثاً بذلك استسقاء الدماغ، ويسبب الأخير توسع في البطينات الدماغيّة يمكن رؤيته بواسطة التصوير بالصدى، وعادة ما يكون هذا التوسع ثنائي الجانب ومتناظر، ويبدأ بالقرن القفوي. يمكن للإيكو أيضاً أن يكشف بؤر التنخر الدماغي التي تتصف بأنها مولّدة للصدى وكثيفة ولكنها قد لا ترى إلا بشكل متأخر ومن هنا ضرورة إعادة الفحص، والتأكد منها بعد الولادة بفضل المسبر ذو التردد العالي 7.5MHz
من العلامات الإيكوغرافيّة الأخرى: العلامات المشيميّة، فنظراً لوجود الخرّاجات المشيميّة تبدو المشيمة بسماكة أكبر من العادة. كما يمكن البحث عن العلامات الدالة على إنتان جنين شامل مثل تضخم الكبد والطحال مع الزيادة في الكثافة الأيكوغرافيّة للنسيج الكبدي، وهذا يترافق مع ظهور الحبن وانحراف الوريد السري إلى اليسار نظراً لتضخّم الفص الأيمن للكبد. كما يمكن أن نلاحظ أيضاً انصباب في الجنب وفي الشغاف القلبي.
التدبير و الخطوات العلاجيّة:
ينصح بداية بمباشرة العلاج الدوائي فور اكتشاف المرض بفضل المراقبة الدوريّة التي تكشف عن التحول المناعي من سلبي إلى إيجابي. وينصح أن تبدأ المريضة بتناول السبيراميسين بجرعة 9 ملايين وحدة باليوم. هذا العلاج يسمح بالتخفيف من انتقال الطفيلي من المشيمة إلى الجنين* حيث يتوضع ضمن الخرّاجات المجهرية. ومن ثم تبدأ الدراسة المخبريّة لتحديد تاريخ حدوث الإصابة. إن كانت الإصابة قد حدثت خلال الأسابيع القليلة من بداية الحمل، فإن احتمال انتقال الإنتان إلى الجنين يقارب الـ1%، وكما ذكرنا أعلاه أن الإصابة الباكرة ذات عواقب وخيمة ولا تمر دون أن تعطي علامات إيكوغرافيّة. ومن المعروف أنه كلّما تقدم تاريخ حدوث الإصابة بالنسبة لعمر الحمل يزيد احتمال انتقالها للجنين ولكن تخف وطأة عواقبها. ومن هنا أهميّة تشخيص الإنتان عند الجنين من أجل تحديد الإنذار. ويُقترح إجراء هذا التشخيص اعتبارا من الأسبوع الـ16 من انقطاع الطمث، فإن ثبت إصابة الجنين وظهر أنها ذات إنذار سيئ ، يُقترح إجراء الإجهاض العلاجي أو الاضطراري* إن سمحت قوانين البلد بذلك . الحل الآخر إضافة أدوية أخرى مثل الـ Adiazin و الـ Malocid مع مراقبة أيكوغرافيّة دوريّة.
الـ Malocid
هو المركب التجاري للبيريميثامين ويعطى بجرعة 50 ملغ يوميّاً.
أما الـ Adiazin
فهو المركب التجاري للسولفاديازين ويعطى بجرعة 3غ يوميّاً على ثلاثة دفعات ويترافق هذين الدوائيين مع حمض الفوليك وذلك لمدة أربعة أسابيع. تقطع لمدة أسبوعين يعطى خلالهما السبيراميسين من جديد ويتوفر تجاريّا تحت إسم amycine ويعطى بجرعة 9 ملاين وحدة يوميّاً، وبعد ذلك تكرر الدورة العلاجيّة حتى نهاية الحمل ونعود لمدة أربع أسابيع أخرى كما ذكر أعلاه.
بعد الولادة يجب التأكد من إصابة الوليد أو عدمها، وهذا ليس بالأمر السهل، فيمكن تلقيح الفئران بالمشيمة مما يساعد على التشخيص علما أنه قد يعود سلبيّاً رغم إصابة الجنين، كما ينصح بدراسة قعر العين وإجراء الأيكوغرافي الدماغي قبل التحام عظام الرأس، بالإضافة لدراسة السائل الدماغي الشوكي والدراسة المصليّة علماً أن الأجسام الضدّية قد لا تظهر فوراً. يقترح أطباء الأطفال متابعة العلاج بالروفاميسين ريثما تظهر النتائج، فإن ثبت إصابة الطفل حديث الولادة يعطى له نفس الأدوية التي أعطيت للأم كما ذكر أعلاه مع مراعاة الجرعة اللازمة وذلك طوال العام الأول من حياة الطفل. وتتابع المراقبة المصليّة مع دراسة قعر العين حتى سن البلوغ.
الخلاصة:
التوكسوبلاسموز ذو انتشار واسع في منطقة الشرق الأوسط، لهذا فإن أغلب النساء اللواتي يصلن لسن الإخصاب يتمتعن بالحماية المناعيّة منه، وخطره يكمن في إمكانيّة إصابة المرأة الحامل به لأول مرّة أثناء حملها، واحتمال إنتقال الإصابة للجنين ضئيلة في بداية الحمل ولكن عواقبها وخيمة، وينعكس الأمر في نهاية الحمل.
التشخيص ممكن عند الأم ومن ثم عند الجنين بفضل التطور الذي وصل إليه طب الأجنة.
العلاج الدوائي ممكن إن لم تُحدث الإصابة أضرار في دماغ الجنين أو في جهازه البصري، بسبب تأخر التشخيص أو لحدوث الإصابة في بداية الحمل.
تنصح كل سيدة حامل لا تعرف حالتها المناعية ضد الـ التوكسوبلاسموز تجنب القطط وتغسل خضارها جيدا، و تمتنع عن أكل اللحم النيئ. كل سيدة عندها مناعة ضد هذا الطفيلي، لا تتعرض لأي خطر لدى تعرضها لهذا الطفيلي
منقول
-----------------