الوقت المناسب لختان الذكور

[و بشر الصابرين]

السلام عليكم

"إنتي لسة مختنتيش الولد، إزاي خرجتي من المستشفى بعد الولادة قبل ما تعرضيه على الدكتور"، " ابنك بيعاني من مشكلات سلوكية؛ اسئل الدكتور هل السبب تأخر الختان".. أسئلة غالبا ما تطرحها الحموات على زوجة الابن، والأم الحديثة على الزوج، وكأن "الذكورة لن تكتمل إلا بالختان"، الأمر الذي يتسبب في بعض المشكلات الصحية إذا لم تتم العملية في موعد مناسب، بينما يتعرض "الطفل" الذي أمر الطبيب بتأجيل "تختينه" إلى مشكلة نفسية وذكريات سلبية، له ولوالدته.

قالت خديجة عامر، أذكر تلك اللحظة الرائعة التي ولد فيها حفيدي الغالي، وكم سعدت حينما قال طبيب النساء والتوليد، إنه لن يخرج إلا بعد تختينه، وكأنه أزاح عنا عبء البحث عن طبيب جراحة لإجراء هذه العملية البسيطة، إلا أنني أدركت بعدها أنه ارتكب خطأ كبيرا في حق حفيدي وابنتي، حينما تحول جلد هذه المنطقة الحساسة من اللون والملمس الطبيعي، لجلد شديد الحساسية والالتهابات المستمرة، حتى أصبح تغيير الحفاض مشكلة نفسية لي ولابنتي.

ويوضح أستاذ أمراض الذكورة ورئيس الجمعية العربية للصحة الجنسية، الدكتور طارق أنيس، أن ختان الذكور لا يستحب أن يتم في اليوم الأول، خاصة مع الأطفال المبتسرين؛ فأجزاء الجسم لم تكتمل بعد، وتكون العملية بلا جدوى، وتظل الأم لمدة طويلة تعتقد أن ابنها خضع للختان الذي أوصانا به الدين والأطباء، لتفاجأ بأنه مجرد وهم.

وأكد أن هذا الخطأ يعرض الطفل لمشكلة احتباس جزء من "البول" في هذه المنطقة شديدة الحساسية، الأمر الذي سبب التهابات شديدة لا تناسب حساسية جلد المولود، وتأخذ مدة للعلاج، ترتبط في ذاكرته "بالألم"، وتبدء رحلة الأم لاختيار طبيب جراح ماهر، لإجراء العملية من جديد، فلو أن الطبيب تركه على حاله كان سيكون الوضع أيسر بكثير، من إعادة العملية.

الختان مشكلة نفسية للأم والولد

بينما أكد "خ – س" خطورة تصديق الأهل للمفهوم الخاطئ بأن "للختان دور في الصحة الجنسية" الأمر الذي عانيت منه سنوات عديدة؛ فقد تأخر والدي عن "تختيني" حتى سن الثانية تطبيقا لنصائح الطبيب حين ذاك، ورغم ذلك، فقد عاملني في طفولتي المبكرة وكأنني مختلف عن الآخرين، أو "شاذ" لمجرد صدور رد فعل طبيعي جدا لرغبتي في قضاء حاجتي بينما دورة المياه مشغولة، حتى أن ذكر بعض الأسئلة التي وجهها لي وأن لم أبلغ الحُلم، ظنا منه أنني أعاني من مشكلة سلوكية ما ترتبط بصحتي العضوية، أو مفهومي عن العملية الجنسية.

ابتسام أم أحمد، غالبا ما يكون مولد الطفل الأول بمثابة تجربة صعبة جدا بالنسبة للأم والطفل سويا، فعندما نصحني الطبيب بتأجيل "ختان" أحمد حتى تسمح صحته، تأخرت كثيرا في تحديد الموعد، خاصة عندما علمت أن طفلي سيأخذ "بنج كامل" وهو في عامه الأول، لتمر الأيام، ويزداد الرعب، ويتحول الوضع لأزمة نفسية بالنسبة لي، خاصة مع كثرة الأقاويل بأن التأخير سيضر صحته "الجنسية وسيشكل مشكلة نفسية في المستقبل، فضلا عن النظرة الخاطئة لعلاقته بالمرأة"، وقد بدأت المشكلة مع أسئلته "رايحين فين يا ماما"، "عاوز أعمل بيبي وخايف من الوجع"، "هو في ايه هنا".

ليوضح "الدكتور طارق أنيس" أن أفضل توقيت لإجراء عملية الختان للذكور تكون بين 3-4 شهور من ميلاده، حتى تكون الأعضاء التناسلية اكتمل نموها، ويستخدم الطبيب مخدر موضعي، خاصة مع استخدام أحدث وسائل "الختان"، والتي تتناسب مع حالة الطفل الصحية، ويكون الجلد أسرع في عملية الالتئام، وأقل ألما، وبالتالي لا يشكل عبئا نفسيا على الأم والأب.

وأضاف، أحيانا نمو جسم الطفل يقتضي تأخير عملية الختان، وهنا يجب متابعة الطبيب، وعدم النظر للوضع على أنه مشكلة كبرى، أو أن له آثارا سلبية على صحة الابن الجنسية، أو نظرته للزواج، فمعتقدات أولياء الأمور تزرع في أبنائهم بشكل غير مباشر، وتعاملهم مع الطفل بأنه مختلف عن أقرانه، هو البداية الحقيقية للمشكلات النفسية والسلوكية التي تنتهي بمشكلات في الزواج والقدرة على الإنجاب.

احذر الدعابة في هذه الأمور

وحذر "أستاذا أمراض الذكورة" أولياء الأمور من استخدام الألفاظ الخادشة، والذكريات السلبية عن مسئلة الختان، حتى لو على سبيل الدعابة، في حديثهم مع أبنائهم الذكور أو الإناث؛ والتي تشعر المراهق بأنه صغير في عيني والديه، أو أن شيئا ما ينقصه، أو حتى أنه أفضل من غيره، فما بالنا بنظرة الآخرين له، الأمر الذي يدفعه لمحاولة التعرف على المعلومات الخاصة بصحته الجنسية من مصادر غير صحية، لتتكون لديه صورة خاطئة عن هذه المسئلة وعن العلاقة الحميمة مع الزوجة، والقدرة على الإنجاب