الإجهاد والتعب

[الماسة26]

لِمَ أشعر بكل هذا التعب بعدما أصبحت حاملاً؟ من الطبيعي جداً أن تشعري بالتعب عندما تكونين حاملاً. حين تحملين بطفل، تحدث تغيرات هائلة تقريباً في كل جهاز من أجهزة جسمك، ما يشعرك بالتعب الشديد والإجهاد. حتى لو كنت في العادة ممن يحبون السهر، فقد تجدين أنه من المستحيل عليك البقاء صاحية طوال فترة الفيلم، أو حتى خلال مسلسل قصير لا يتجاوز 30 دقيقة. خلال فترة الحمل، وخاصة في الثلث الأول منها، يعمل جسمك بكثير من الجدّ. أنت تكوّنين المشيمة التي تشكل نظام الاستمرار في الحياة بالنسبة لطفلك. كما تتغير بسرعة معدلات الهرمونات والتمثيل الغذائي لديك، في حين تنخفض معدلات السكر في الدم وضغط الدم. تساهم هذه العوامل مجتمعة في زيادة إحساسك بالتعب والإرهاق. متى يكون التعب دليلاً على أمر آخر؟ قد تشعرين بالهبوط عندما تكونين تعبانة ومنهكة. في بعض الحالات، قد يدل الإجهاد والاضطراب في النوم على الإصابة بالإكتئاب. تحدثي إلى طبيبتك أو ممرضة التوليد لو شعرت بأن لا جدوى من الأمور وخسرت اهتمامك بما كنت تستمتعين به في السابق. كما قد يكون التعب وانخفاض مستويات الطاقة من مؤشرات الإصابة بالأنيميا أو فقر الدم، وهو ليس حالة غير شائعة في الحمل. ستفحص طبيبتك دمك للكشف عن فقر الدم أثناء زيارتك الأولى لها وأيضاً في فترة لاحقة من حملك كجزء من فحوصات الدم الروتينية. إلى متى يستمر هذا الشعور؟ يختلف الأمر من امرأة حامل إلى أخرى، لكن من المحتمل أكثر أن تشعري بالإرهاق في الثلث الأول من الحمل وفي بداية الثلث الثاني. لذا ربما تكافحين ضد الإجهاد حتى قبل أن تخبري الناس أنك حامل. في المرحلة الأولى من حملك، يكون التعب عادة أحد علامات الغثيان الصباحي أي اللعيان أو اللوعة فضلاً عن فقدان الشهية والتقيؤ أحياناً. لو أثّرت هذه الأعراض على نومك، ستشعرين أكثر بالتعب والانفعال. حاولي الاستراحة قدر الإمكان لأن التعب يجعل الغثيان والتقيؤ أكثر سوءاً. ربما تجدين أن الغثيان الصباحي لديك قد خفّ قرابة الأسبوع 14 أو 16 من حملك. غير أن مستويات الإحساس بالغثيان المختلفة قد تستمر حتى الأسبوع 20 أو ما بعد لدى بعض النساء. من المحتمل أن تنخفض الطاقة لديك مرة أخرى في الأسبوع 28 تقريباً. في هذا الوقت، سيكون بطنك قد كبر وربما سيصعب عليك الشعور بالراحة في السرير والحصول على ليالي نوم هادئة. كما قد يشعرك الوزن الزائد الذي تحملينه بالتعب أثناء النهار. مع ذلك، لا تتشابه هذه الأمور لدى جميع النساء. قد تشعرين بالتعب طوال فترة حملك أو بالكاد يتباطأ إيقاعك. ماذا أفعل للتأقلم مع التعب؟ اتبعي ما يمليه عليك جسمك. جربي أخذ قيلولة قصيرة كلما استطعت أو اذهبي باكراً الى الفراش. ستحتاجين إلى مزيد من النوم في المرحلة المبكرة من الحمل، لذا نامي كثيراً كلما اتيحت لك الفرصة. في العمل، تشكّل قيلولة قصيرة لمدة 15 دقيقة فرقاً في الوضع. إن كنت محظوظة مع وجود باب لمكتبك، أغلقيه واسندي رأسك إلى المكتب وخذي قسطاً من الراحة. خذي قيلولة قصيرة ساعة الغداء في سيارتك ما لم تجدي مكاناً آخر للنوم. لو كنت في المنزل، خصصي وقتاً لرفع قدميك أثناء النهار. حاولي تنظيم جدولك اليومي. خذي بعض مهام العمل معك لإنجازهها في المنزل إذا أمكن لتستطيعي مغادرة العمل في وقت مبكر عن موعدك بين الحين والآخر. ولو كنت أمّاً ولديك أطفال آخرون، حاولي أن تعطي نفسك مساحة خاصة كلما أتيحت لك الفرصة، واتركي أطفالك مع شخص آخر، مثل والدهم أو الخادمة أو بعض الأقارب لكي تنعمي بنوم هادئ. احرصي على تناول الطعام الصحي. يساعدك النظام الغذائي الصحي المكوّن من الحبوب الكاملة، والكربوهيدرات، ومشتقات الحليب، والبقوليات، والبيض، والسمك، واللحوم الخالية من الدهون في الحفاظ على مستويات عالية من الطاقة لديك. واهدفي إلى تناول خمس حصص من الفاكهة والخضروات في اليوم الواحد. لو كان من الصعب عليك تناول وجبة كاملة بسبب الغثيان الصباحي، يمكنك تجريب بعض الوجبات الصحية الخفيفة المناسبة للحمل. مارسي بعض الرياضة الخفيفة حتى لو كانت آخر ما ترغبين في القيام به. سيريحك أكثر المشي أو السباحة ويساعدك على النوم في الليل. تماسكي! بعد فترة وجيزة، ستصلين إلى الثلث الثاني من الحمل وتستعيدين نشاطك كاملاً مرة أخرى. استمتعي بوقتك الآن واذهبي إلى السينما لمشاهدة فيلم أو خذي إجازة في عطلة نهاية أسبوع قبل أن يولد طفلك الجديد وتعود قلة النوم في الليالي. , , ,