أبشركم عن ربي بهذا الحديث

[ريحانة الجنة]

بشرى أسوقها لأحبتي أحببت أن أذكر لكم حديث "الحثيات" لعل بعضنا لم يبلغه، فهو من أعظم ما يُبشر به المؤمنون وهو من أعظم رحمات الله التي وسعت كل شيء. والحديث صححه الأئمة الأوائل الأعﻻم، صاح عمر بن الخطاب رضي الله من شدة الفرح عند سماعه من رسول الرحمة صلوات الله وسﻻمه عليه... رواه الإمامُ أحمد والبيهقي بسندٍ صحيحٍ بشواهده كما قال الحافظ بن حجر وغيره، من حديث أبي هريرة أن نبي الهدى صل الله عليه وسلم قال: (سألتُ ربي عز وجل فوعدني أن يدخل الجنةَ من أمتي سبعين ألفَاً على صورةِ القمرِ ليلةَ البدرِ... فاستزدتُ ربي عز وجل فزادني مع كلِ ألفٍ سبعين ألفاً...) ثم قال رسول الله: (((ثم يحثو ربي جل جلالُه بكفهِ لا يعلمُ مقدار حثوات المَلِك إلا المَلِكْ ثم يحثو ربي بكفهِ ثلاثَ حثياتٍ ...))) فَكَبَرَ عُمر بنُ الخطابِ اللهُ أكبر . ورواه أَبَي أُمَامَةَ رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي وابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « وعدني رَبِّى أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفاً لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلاَ عَذَابَ مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفاً وَثَلاَثُ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ ربيِ » . قلت: إذا كان العدد المحدد في الحديث هو أربعة مليارات وتسعمائة مليون مؤمن موحد يدخلون الجنة بغير حساب!، فهذا العدد ﻻشك ﻻ يذكر وﻻ يزن بجوار حثية من كف الرحيم الرحمن! كيف والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه؟! سبحانه جل جلاله ُوتقدست أسمائهُ ﻻ أرحم منه بعباده الذين تركوا دنياهم ولقوه ﻻ يشركون به شيئا. فكيف وهي ثﻻث حثيات من كفيه التي ليس كمثلها شيء؟! كل ذاك العدد الذي ﻻ يحصيه إﻻ الله يدخل الجنة ^بغير حساب وﻻ عذاب^. لايركنن عبدٌ بعد سماع هذا الحديث ويتواكل ، بل اخلص لله موحدا مؤمنا واستقم ما استطعت ع ما أمُرت به واجتنب ما نُهيت عنه وصن نفسك من حقوق العباد، واسأل الله العون والثبات والتوفيق دوما اللهم اجعلنا معهم واكتبنا منهم يا أرحم الراحمين. آمين