أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات،
بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا
محمد ناهض القويز
ليست غريبة علينا مشاعر الابتهاج عندما نحقق نجاحا في حياتنا الخاصة والعامة، وكلنا يعيش على أمل تكرار الإنجاز وجمال الشعور.
ولا هي غريبة عنا حالة الإحباط والحزن التي يخلفها الإخفاق، وكم نحرص على أن نمنع حدوثها أو على الأقل نتوجس خيفة من المرور بها ثانية.
ولعله من المنطقي أن أقول بأن النجاح نجاحان.
نجاح مستمر
ونجاح فاشل
ولعل الأخير من أغرب الأمور حيث يعقب النجاح حالة من الفوضى في المشاعر والعواطف والصداقات وتختلط فيه الأمور ويصعب التمييز.
فتجد الأسرة تنجح تجارياً ولكنها ما تلبث أن تتمزق ثم ينشأ صراع مرير دائم يورث للأبناء.
والمؤسسة ليست محصنة فقد يكون نجاحها في مجال معين غمامة تحجب عن مسؤوليها الرؤية فتسقط سقوط المغشي عليه وهي تتغنى بإنجاز الأمس.
ومثل ذلك يحدث على المستوى الفردي حيث يمكن أن يكون النجاح والغنى عاملا تدمير لصاحبهما، فيضيع مال الفرد وعمره على الخمر أو القمار أو في أحضان "نفاضات السجائر".
هذه الأمثلة ليست حصاد فشل ولا إهمال ولا عواقب أفعال سيئة.
بل هي تداعيات نجاح لم توفر له فرص الاستمرار ولم يستخدم في خدمة أصحابه.
وظاهرة النجاح الفاشل محلية عالمية، ومن مظاهرها العالمية المتكررة سقوط نجوم الرياضة والفن في مستنقع المخدرات والكحول.
وأذكر حوادث متفرقة حذرت فيها أفراداً (رجالا أو نساء) من مغبة السقوط بنجاح.
لست أدري كيف استقبلوا تحذيري وقتها!
وكم تألمت وأنا أسمع التأوه او أتبين انقطاع صوت أحدهم في بئر سحيقة لايطالها حبل إنقاذ ولا يغادر غيابتها صوت استغاثة.
ومن هنا فيمكن أن ينظر أحيانا إلى الإخفاقات التي تعترينا نظرة إيجابية، فلربما - أقول ربما - تكون عوامل مساعدة في تحقيق الهدف وخلق أهداف لا تنتهي.
السعي، والاجتهاد، والصبر والمثابرة...الخ هي مقومات النجاح
التأني، والتقييم المستمر، والاطلاع على مشاهدنا بعين المشاهِد المحايد...عوامل ضمان لاستمرار النجاح وتلافي سلبياته.
هذا على مستوى الأفراد أما على مستوى المؤسسة والوطن فهو جهد فريق عمل متكامل. ولا أحد يشك في نجاحنا، وفي أيدينا - بعد الله - استمرار هذا النجاح أو عدمه.