أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات،
بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا
إنها رلى حطيط... المرأة الوحيدة التي حقّقت أحلام الكثيرات في قيادة الطائرة. هذه المهنة التي برعت بها النساء في بعض الدول العربية كالكويت وسوريا والأردن ودول المغرب العربي أدخلتها رلى وحدها الى لبنان. منذ سنتين كان الحلم وترقّت إلى رتبة قبطان طيار وطارت بأحلامها الى عالم كان ولا يزال يعتبر حتى هذه اللحظة حكراً على الرجال. في هذا الحديث لموقعنا روت لنا رلى تفاصيل إختراقها لهذه المهنة.
لماذا اخترت هذه المهنة وهل كان من الصعب عليك التأقلم معها كإمرأة؟
لم أختر هذه المهنة بإرادتي وبتصميم مسبق مني، بل شاءت الصدف أن زميلاً لي في الجامعة الأميركية حيث كنت أدرس مادة الرياضيات أخبرني ومجموعة من الزملاء - وبطريقة تهكمية- بأن شركة "طيران الشرق الأوسط" تطلب طياريين إناثاً وذكوراً. فخضت تحدياً وإياه، وما كان إلا ان بادرني بالقول : "النسوان ما بيعرفوا يقلو بيضة" وقلت عندها نتقدم سويا ولنرى من سينجح؟ وهذا ما حصل بالفعل، فمن أصل مئات الطلبات اجتزت الإمتحانات الخطية ومن ثم الشفهية وبدأت مرحلة الدراسة في إسكتلندا لمدة سنة ونصف تقريباً لأصبح بداية مساعد طيّار.
كيف كانت ردة فعل المحيطين بك وخاصة ان هذه المهنة كانت بعيدة عن مجال دراستك وخياراتك؟
قوبلت بمواجهة شديدة من قبل الأهل طبعاً، كان أهلي كجميع الأهل يرون في ابنتهم حاملة لشهادة الدكتوراه. أبي عارضني كثيرا وخاصة اني نلت المرتبة الأولى في قسم العلوم في الجامعة وحصلت على زر ذهبي من الرئيس الراحل رفيق الحريري. وهنا خضت تحدياً جديداً، فقلت لأبي إما أن اطير او أبقى في المنزل ولن أكمل دراستي. فما كان منه إلا أن رضخ لأحلامي ورغباتي، وها هو اليوم فخور بي الى أبعد حدود.
والتحدي الثالث الذي خضته كان من قبل المجتمع والنظرة الدونية لقدرات المرأة. فمجتمعنا العربي لم يعتد بعد على خوض الفتيات لمهن جديدة وفريدة من نوعها. الدراسة كانت صعبة طبعًا وخاصة أنني لا أملك أية خلفية أو فكرة عن هذه المهنة من قبل. لكن الحمدالله كنا فتاتين وحيدتين مع ما يقارب الـ 500 شاب ندرس مهنة الطيران.
وعندما عدت الى بيروت كانت الصعوبة بإقناع من حولي أنني قادرة على قيادة الطائرة تمامًا كما يفعل الرجال.
ألا يعتبر وجودك مع مئات الشباب تدرسين الى جانبهم هذه المهنة تحدياً وقوة بحد ذاته؟
بالطبع فكنت مضطرة في كثير من الأحيان ان ألبس مثلهم وأن أبقى قوية لإثبات ذاتي وأبرهن أنني قادرة على منافستهم. ولكن بالفعل تلقيت دعماً كبيراً من زملائي اللبنانيين ضمن الدفعة وهذا ما جعلني أتغلب على المصاعب.