أريد طفلا ..........

[ام عبد الهادي]

أريـد طــفلا‏!‏تأخر حدوث الحمل




اذا تأخر حدوث الحمل‏..‏ فلا داعي للقلق ولا ينبغي ان تسيطر عليك مشاعر الخوف من احتمال أن تكوني عاقرا ولابد ان تعرفي ان القلق واحد من الأسباب التي تؤدي الي تأخر الحمل‏,‏ هكذا ينصحك د‏.‏ ممدوح وهبه استشاري امراض النساء والتوليد ويطمئنك بأن العقم حالات نادرة كما تشير الاحصائيات‏..‏ فالرجل لا يكون عقيما الا اذا توقفت الخصيتين عن العمل‏..‏ والمرأة لا تكون عقيما إلا اذا خلقت بدون رحم أو مبيضين‏..‏ عدا ذلك فحدوث الحمل أمر وارد‏.‏
د‏.‏ ممدوح من خلال ممارسته لمهنة الطب لمدة تزيد علي خمسة وثلاثين عاما صادف الكثير من الحالات التي كانت بحاجة ملحة لمعرفة الطريق الي الانجاب‏..‏ فسيناريو التلهف والتسرع والترقب لحدوث الحمل معروف ومتكرر في عيادات أمراض النساء حيث يدخل الزوجان برفقه مجموعة من افراد العائلة وبيدهم ملف منتفخ بالتحاليل والاشعات والوصفات ويستمع الطبيب الي نفس القصة التي تبدأ بحدوث الزواج والزفاف والتلهف من أول شهر لحدوث الحمل‏,‏ وفي موعد الدورة المنتظر‏..‏ تفتح خطوط التليفون الساخنة بين كل أفراد العائلة لاستقصاء الاخبار عن النبأ السار‏..‏
والسؤال هل تأخرت الدورة؟ ويكون الرد مخيبا للآمال فتتغير نبرات الصوت وتكسوها نبرات الحزن والآسي‏.‏
وهنا تنزعج الزوجة الشابة ويبدأ القلق في التسرب اليها وتمر الشهور تنهال الفتاوي من كل جهة والكل يجزم ان هناك شيئا غلطا ثم يستقر الرأي علي الذهاب للدكتور فلان الذي حملت الجاره علي يديه وتبدأ رحلة التحاليل والاشعات التي تأتي نتائجها كلها سليمة ومرضية ولكن لا تنفع وصفة الصبر والاطمئنان حيث يبدأ القلق والحيرة يتسرب الي قلب الزوجة مما يؤثر علي انتظام افرازات الهرمونات لديها وبالتالي لا ينتظم التبويض وتتوالي زيارات الزوجين للاطباء‏..‏ والسؤال المهم الآن متي تقلق الزوجة علي عدم حدوث الحمل؟
من الناحية العلمية المفروض ان تنتظر الزوجة لمدة عام كامل قبل ان تقلق وينصح ممدوح وهبة الازواج بألا يفكروا ولا يقلقوا ولا يذهبوا للاطباء حيث ان العقم ـ وهو عدم القدرة علي الانجاب نهائيا ـ شيء نادر الحدوث‏,‏ ويحكي قصة لمن أعياه القلق وطول الانتظار لكي يتعظ ويؤمن بقدرة الله تعالي واعجازه الالهي فيقول‏:‏
جاءتني سيدة في العيادة تشكو من تأخر حدوث الحمل لمدة عشر سنوات وحكت لي أنها طافت خلال رحلة العلاج علي عدد كبير من الاطباء وأجريت لها عملية نفخ عانت بعدها من حمي وآلام بأسفل البطن‏,‏ وبعد اجراء التحاليل والاشعة اتضح ما توقعت‏..‏ انسداد كامل بأنبوبتي فالوب مما يمنع وصول الحيوانات المنوية الي داخل الانابيب للالتقاء بالبويضة وللتأكد تم اجراء عملية منظار للبطن وكانت النتيجة ان احتمالات الحمل معدومة والحل اما اجراء ما يسمي بأطفال الانابيب او اجراء جراحة لمحاولة التغلب علي انسداد الانابيب والحل الاول باهظ التكلفة ونسبة نجاحه ليست كبيرة والحل الثاني نتائجه غير مؤكدة‏.‏
واختارت السيدة الحل الثاني ورأت ان تؤخر العملية ستة أشهر ولكنها حضرت للعيادة بعد ثلاثة أشهر وقد تأخر نزول الطمث لديها لمدة شهرين وكانت المفاجأة انها حامل ووضعت فاطمه وبعدها بسنة أخري حملت مرة ثانية ووضعت هاله‏.‏ ان الله علي كل شيء قدير لابد اذن من الثقة في الله وفي النفس ولابد من الصبر فهناك دائما أمل‏.