اليك يا امي كتبت كلمات (اصبح العيد ذكرى حزينه بدونك عودي) لو يعلم الراحلون الحالة التي يتركون أحبابهم عليها، لأدركوا مدى عشقنا لهم، ولعرفوا مقدار الحسرة التى تنتاب ذويهم حين يرحلون، ولاستوعبوا التأثر الهائل لمغادرتهم دنيانا إلى دار البقاء والخلود .. وإذا كان هذا مع كافة الراحلين فكيف إذا كان أحد هؤلاء هو أقرب الناس إلى قلبك، ومصدر العطف والحنان الذى عرفته منذ أن كنت جنينا إلى أن أصبحت فتاه بالغه؟ عن أمي الحبيبة الراحلة أتحدث، وقبل أيام من يوم العيد افتقدها كثيرا بشكل لم أكن أتصوره. ولعلها المرة الأولى التى أناديها بهذا النداء "أمى الحبيبة"؛ فلم تكن للألفاظ بيننا قيمة؛ حيث كانت لغة العيون وسيلة لتوصيل المحبة والتعبير عن العرفان. فعن طريق نظراتها كانت المعانى تصل إليها، وبواسطة إشارات القلوب كانت تشعر بما أريد أن أقول دون أن أفعل.
[/color]
كم هي قاسية مشاعر الكتابة عن الأم حين تغادر الدنيا وتذهب مع الذاهبين، تاركة أبنتها تجتر الذكريات وتغسل عيونها بالدموع، مع كل تذكر للحظة من لحظات حياتها ولفتة من لفتاتها الحانية أو تصرف من تصرفاتها الكريمة. وأعتقد أن سيل الدموع الذى يجرى حزنا على فقدان الأم لن يتوقف حتى لو مرت عشرات السنين .. فهى نبع الحنان الذى نضب، وطاقة الحب التى افتقدت، ونهر السعادة الذى توقف جريانه .
كم هى قاسية مشاعر الكتابة عنها مع يقينى أنها لن تقرأ ما أكتب، فكم كنت أتعمد أن أعرض عليها ما ينشر لى من كتابات خواطر في موقع المدرسه حتى أرى السعادة بادية على وجهها الصبوح؛ للدرجة التي تصورت بعدما رحلَتْ أنى كنت أكتب - فقط - لكى تقرأ اسمى مطبوعا مع إدراكى لكمية السعادة التى كانت تنتابها حينئذ .
لم أتصور من قبل أن يأتى اليوم الذى يحتفل فيه الأبناء فى كل مكان بأمهاتهم دونكِ ودونى، وألاَّ أتمكن من تقبيل يدك مع ظهيرة هذا اليوم حين نتجمع أنا وبنات الخاله والجميع في "لمة" إلى جوارك كما كنت تفضلين ونفضل. حيث كنا ندرك أنك تستمتعين بصراخ الرضع وهرولة الصبيان، وحكايات البنات اللاتى كن يتحلقن حولك لتحكين لهم قصة البنت الصغيرة التي كانت تسكن فى البيت الصغير .
فإلى روحك الغالية أُهدى دعائى بالرحمة والمغفرة جزاء ما كابدت من تعب ومشقة ومعاناة. ولتقبلى دعائى بديلا عن الهدية التى حُرمت من تقديمها إليكِ في يوم العيد
وباختصار ايها الرجل الذي كنت افخر به دائما (رجل الاعمال المنساوي ) وباختصار اقولها
(في غيابك انت ابي ايضا الوان فرحي بااااهته)[/size]