تفاضل وتكامل

[اوراق الخريف]

هناك الغريب وهناك الأغرب ، هناك القوي وهناك الأقوى ، هناك الجميل وهناك الأجمل ،،،، وهناك تفاضلات وتكاملات ،ليست في مادة الرياضيات إنما في المادة التي تقدمها لنا الحياة والفرق بينهما أننا في الرياضيات نخضع لاختبارات استعددنا لها بالمذاكرة والتحصيل وإنما في مادة الحياة ؛ فنحن (حظك يا نصيب) وعند إخفاقنا نلوم القدر، ونلعن الدنيا، ونسخط ما نسميه الحظ.

فالحياة بأبسط مفهوم ..وبمنطق الخوارزمي ..تفاضل وتكامل ،، فمن كانت حياته سيئة فهناك الأسوأ منه ،، ومن كانت حياته ناقصة فهناك ما يكملها ، نحتاج للاستبصار والتمعن ؛ قال عز وجل "وفي أنفسكم أفلا تبصرون".

في أحدى العصور كان هناك صياد فقير ينزل بقاربه المتهالك قرابة الغروب ، ويرمي شبكته، ويغرس سنارته..! مناديا على السمك،، يقضي الساعات ، ويرجع بخفي حنين ،، يلوم الحظ ويسخط على القدر ، ويقول هي دنياي ليس لي فيها حظ، ويتجرع كأساً يسهر معه طوال الليل لينسى همومه وفقره، ليستيقظ في اليوم التالي قرابة الغروب ويعيد الكرة.....!!!

إلى أن مات على شبكته وهو يرثي حاله.....الشاهد أن الشاهد مات ولم يتعلم ظاهرة المد والجزر ومفهومها ، و وقت وجود الأسماك ...فعاش فقيرا ومات فقيراً.

فهو لم يتوقف عن المحاولة الذي ذكرها وليام هيكسون في زمانه، ولكنها كانت محاولات ينقصها نظرية التكامل، وينقصها النقص في إعادة المحاولة من دون تخطيط وتصحيح لأخطاء البارحة، فمات الصياد ناقصا متهالكاً.

فعندما أذكر تفاضل فهي وسيلة للتعايش والتقبل والمرونة ولأعلم أن هناك الأسوأ فأرضى ،وهناك الأفضل فأخضع ، وعندما أذكر تكامل فهو لأطور ولأنجز بتعويض جوانب النقص والخلل ، فلا يوجد إنسان كامل لأن صفات الله لا يشاركه فيها احد ، فالكمال مختص به خالق الخلق.

فالمفاضلة تفرض التواضع على من أخذته العزة بالإثم ، وتفرض القناعة على من لام قدره، وهذه هي الحياة دروس وعبر مستمرة لا تقف ولا تمهلنا الفرصة لنفكر، أذكر في صغرنا كانوا يقولون لنا( الحياة تعلم ) أو (بكره الحياة تعلمك) وجاء بكره ونحن نعيش أخطاء الأمس ،،لأننا ننظر لبكرة على أنه زمن ذهبي بعيد الأجل ولم نعلم أن الغد نصل إليه بغفوة لا تتعدى الساعات ، وبحلم جميل أيقظنا منه منبه مضى على وجوده بجانبنا أعوام عديدة شهدت عليه ممارسات تلك الحياة الأمسية .

يجب أن تدرك عقولنا أننا نحيا الحياة لمرة واحده في العمر ، فلا أحد يحيا ويتوفاه الله ليحيا مرة أخرى ويستدرك ما فاته في الحياة مرة أخرى، وهنا أقصد بالإدراك الوعي والفهم الفعلي في العقول الذي من شأنه أن يجعلنا نقرر أن نعيش بأفضل وسيلة ،ونتعايش بأقل قدر من الفقدان والسخط والخسارة ، كذلك نظرتنا للحياة من شأنها أن تكون سببا جوهريا في أيدلوجية التعايش مع الضغوط و الكوارث التي نواجهها ، أما بالتقبل أو الرفض .

والتساؤل يبقى .......




إذا علمنا أن الله يريدنا أن نحيا بقية حياتنا سعداء فماذا سنفعل..؟؟




إجدى روائعك استاذتي / أريج المعلم



اوراق الخريف