متى تلتئم سرة المولود

[Pizza]

يبقى الحبل السري الذي يربط الجنين بجسم أمه، متزايد الطول خلال الحمل حتى الأسبوع الثامن والعشرين تقريباً حينها، يتوقف عن النمو، مهما كان طوله آنذاك ومن الملفت للانتباه أن طوله متباين جداً من وليد لآخر، ولا يعرف سبب واضحا لذلك

في الواقع، تعد هذه إحدى الخاصيات الأكثر تغيراً عند الطفل الوليد، حيث نجد أن الحبل السري قد يكون بطول 17,5 سم في حده الأدنى، وقد يصل طوله إلى 120 سم في حده الأقصى إلا أن متوسط طوله هو 50 سم وليس لمقاييس جسم الأم ومقاييس جسم الطفل أي تأثير على طول الحبل السري, وفي الواقع يبدو أن ليس لطوله إلا علاقة على عنصر وحيد جنس الطفل فعند الذكور ولسبب مايزال مجهولاً، يزيد طوله عن طول مثيله لدى الإناث بنحو 5سم.



عقب الولادة، يبقى الحبل السري في حالة نبضان، حيث يدور الدم داخله بسرعة 6 كم /سا في الوريد الكبير والشريانين، مؤدياً وظيفة نقل الأكسجين والمواد الغذائية للطفل وعند توقف دوران الدم فيه، بعد ثلاث دقائق، يربط الحبل السري في مكانين، ويقطع بينهما ويصل طول الجدعة التي تشكل نتوءاً على بطن اليد إلى نحو 7 سم عقب ذلك، يوضع مشبك بلاستيكي بين طرفه والمكان الذي يخترق فيه جسم الوليد، على ارتفاع نحو 1 سم من بطنه ويبقى المشبك في مكانه حتى تتيبس الجدعة وتسقط.

عندما يولد الطفل، يكون لون الحبل السري أبيض مائل للزرقة، ويشرع بالاسوداد مع جفافه و تحدث هذه الظاهرة في غضون بضع ساعات ويستغرق سقوط الجدعة بين 5 إلى 10 أيام.

بعد قطعه يترك الحبل السري خلفه سرة (الجابة المعروفة)مآلها إلى التصلب بعد ذلك وفي هذا الوقت، يظهر هنا ورم أو انتفاخ بسيط، وقد يكون كبيراً أكثر من المعتاد لدى البعض، لكنه يتلاشى في جميع الأحوال مع مرور الوقت وحتى عند وجود فتق صغير وهو أمر شائع فليس هنالك ما يدعو للقلق، ومآل هذا الفتق الصغير إلى الزوال، تدريجياً مع مرور بضعة أشهر.

لا يتعرض الطفل الوليد في أية مرحلة من هذه المراحل، لمعاناة حقيقية من الألمنوهي تشير في مجموعها، إلى وضع من الانتقال الطبيعي، من تابع إلى أمه إلى مستقل عنهاوليس للأم في ذلك كله، أي دور يمكن أن تؤديه كضرورة حتمية، فالقاعدة تنص على أن تأخذ هذه المراحل مجراها الطبيعي و لنتذكر أن الناس، فيما مضى، لم يكونوا يلجؤون إلى تغطية السرة بالشاش الجراحي، و اللصقات المشمعة، والضمادات كانوا يتركونها هكذا، مكشوفة ويكفي أن تبقى نظيفة، وجافة بشكل خاص لأنها إن كانت رطبة مبللة، فلن تجف بالشكل الصحيح وإذا من الأنسب أن تبقى مكشوفة، كي يتسنى لهذه العملية إكمال سيرورتها بأسرع وقت ممكن.



ينبغي ألا نصدق بأن قطع الحبل السري، منذ اللحظات الأولى للولادة، هو عادة قديمة جداً بالعكس، لم تنتشر هذه العادة إلا منذ بضعة قرون فقط وقبل ذلك كان هنالك ميل للانتظار حتى الخلاص وهو عندنا تسقط المشيمة.

وآخر ما نود قوله حول الحبل السري، هو أننا درجنا اليوم على رميه كأية فضلات أخرى غير أن هذه العادة جديدة ففي المجتمعات القبلية، حيث كانت تعزي للحبل السري قدرات سحرية، كان الناس يولونه أهمية كبيرة و كانوا يمتصونه خلال الاحتفالات على أنه دواء، ويحملونه معهم أينما تنقلوا، ويدفنونه تحت شجرة ما وكانت مجتمعات أخرى تجعل منه تعويذة ولجأت بعض المجتمعات أيضاً إلى الاحتفاظ به بعناية في المحفوظات الأسرية ليدفن مع صاحبه او صاحبته عند الموت، ضمن طقوس محددة وفي هذه الأيام، نبدو أكثر جحوداً، أما أن يكف عن أداء مهمته حتى نهمله ونرميه و كأي شيء لا أهمية له.