بسم الله الرحمن الرحيم..
تكثر الزواجات في هذه الأيام و تظهر في مثل هذه المناسبات الإسراف في الطعام ، كما يلاحظ على النساء عدم التزام قواعد الشريعة في هذه الأمور . فنأمل منكم شيخنا الفاضل – وفقكم الله – بتوجيه في هذا الشأن .وأن يبين لنا أهم المنكرات التي تقع في الأفراح حتى نتجنبها .
وجزاكم الله خيراً .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فتكثر مناسبات الزواج في الإجازة ، وهو وقت مناسب لها ، حيث يتفرغ الناس للحضور ، ويتفرغ الزوجان لقضاء أيام العرس في هناء ومتعة، ولكي يكون الزواج موفقاً، وتحصل الألفة بين الزوجين، وتحسن عاقبتهما فإن على الزوجين صاحب الشأن في هذا الأمر أن يتقوا الله فيه ، وأن تكون أحكام شرعه وآداب دينه حاكمة على كل ما يأتون ويذرون ، أن يكتفوا بما أحلَّ عما حرم الله.
ولعلي في هذه العجالة أن أنبه إلى الأمور الآتية : -
- الحذر من الإسراف في وليمة العرس بتكثير الأطعمة وتكثير المدعوين والواجب أن يكون الطعام بقدر الحاضرين وإن فضل منه بقية أُعطي من يستفيد منه ، كما يجب الحذر مما حرم الله تعالى من اللهو والطرب وتهيئة سبل الفساد للناس
- اختصار وقت حفلة الزواج قدر الإمكان ، حذراً من السهر ، ولا يتم ذلك إلا بتقليل المدعوين، و اختصار الوليمة قدر الإمكان ، وتحديد وقت الحضور ووقت تقديم الطعام.
- الحذر من إسراف النساء في ملابس الزينة ، وذلك بشراء الملابس ذات القيمة الغالية ، والتي قد لا تلبس إلا مرة واحدة ، والإسلام يمنع الإسراف في كل شيء . ومنه الإسراف في مطالب الحياة. والجري وراء شهوات الدنيا ولذّاتها . . مما يسبب فساد الأمم، وخراب الديار.
ولا جدال في أن ظاهرة الإسراف في الزينة موجودة . . إسراف في الملابس، إسراف في الحلي . . إسراف في أدوات التجميل . . إسراف في متابعة المستحدثات المستجدات، والإسلام ينهى عن ذلك كله. . فهو ينهى عن الإسراف في الأكل، والشرب، وينهى عن الإسراف في الإنفاق.
قال تعالى: ((وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)) (الأعراف: 31).
ويذكر تعالى من صفات عباد الرحمن: ((والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً)) [الفرقان: 67].
وقال النبي (كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة ) .
قال الحافظ ابن حجر: ( الإسراف: مجاوزة الحد في كل فعل أو قول وهو في الإنفاق أشهر) .
- الحذر من مخالفة قواعد الإسلام وأحكامه في باب زينة المرأة عموماً و ملابسها خصوصاً، فإن كثيراً من النساء اليوم قد تركن تعاليم الإسلام في باب الزينة وتنكبن الصراط المستقيم، حتى صار لباسهن وزينتهن لا يمت إلى الإسلام بصلة، إن المرأة اليوم تجيد التقليد والمحاكاة، سريعة التأثر بتلك الدعايات الخبيثة والشعارات البراقة التي تنادي بالتشجيع على متابعة المبتكرات المستحدثة (الموضة) وهي التي في حقيقتها نَبْذٌ لآداب الإسلام الداعية إلى الحشمة والحياء، وتَشْجيعٌ على العري ، واللباس المثير، لباس الكاسيات العاريات..
- فعلى المرأة المسلمة التي ترجو ثواب الله وتخشى عقابه أن تتقي الله في نفسها وفي مال الله الذي آتاها ، فلا تنفقه في سبيل تحاسب عليه ، ولا تضع على بدنها ما حرم الله من الزينة واللباس .
قال سعيد بن جبير : ((من إضاعة المال أن يرزقك الله حلالاً ، فتنفقه في معصية الله).
والله تعالى أعلم
منقول