أحيانا ,, وحين تنتابني وعكة الحنين أعتزل زماني والمكان ,,
أقصي نفسي هنالك ,,
حيث اللاصوت ,,
حيث اللاإراك إلا إدراكي لأشواقي ,,
هنالك ,,
وهنالك فقط أمارس طقوس الحنين ,,
فأهجر مكاني إلى آخر ,,
وكطير ادركه موسم العودة أحلق ,,
أحلق بدمعٍ طاهرٍ إلى الأرض ,,
إلى الوطن ,,
بشوق شغوف يحتضنني الوطن ,,
ينسيني ألم غربة تمادت ,,
وأراضٍ غريبة جفَتْ ,,
يمحي من ذاكرتي عيونا تكتم كلاما بنظرات تمزقني ,,
يمحي كلمات خدشت روحا سكنها الحنين ,,
ويمضي بي الوقت هنالك ,, مع وطني ,,
نتبادل أطراف حديث دون كلمات او همسات ,,
تارة أحدث الأرض فأحس بإبتسامتها ,,
وتارة أناجي قمر بلادي فألمح في عينيه بريق ابتسامة أبت الظهور ,,
وتارة تناجيني الأرض ويناجيني القمر ,,
فيشرق دمعي ,,
فيرنو القمر بوجهه عني ,, كي لا أرى دمعا بلل سماءه ,,
وتخفي الأرض خديها مانعةً إياي من إدراك سبب بكائها ,,
سألتهم مرارا عن السبب !!
لكن الكتمان كان دائما سيد الموقف ,,
بكيت مرارا راجية إياهم ان يفصحوا ,,
ولكن ,,,,,
لا فائدة ,,
لمحت هنالك طير ,, طير صغير نحيل ,,
سألته ,,
لمحت دمعه يلمع في عينيه ,,
ردد ,,,,,
يشتاق الوطن كما تشتاقين ,,
ويحن كما تحنين ,,
ألمح أرضك كل ليلة تقبع هنا تنادي ,,
لتردد ,, أما لك من عودة قريبة أيا شعبي ؟؟!!
هنا ,, نزلت للأرض ,, احتضنتها ورويتها دمعا ,,
وعاهدتها ,, كما رويتك اليوم دمعا سأرويك في الغد دما يطفئ ناري ,,