تعتبر هذه المرحلة هامة جداً في نمو وتطور الطفل، فهو يمتاز بكثرة الحركة والنشاط. لذلك يعتبر الغذاء عنصراأساسياً، حيث يكون الطفل في هذا العمر قد تعود تناوُل أطعمة العائلة. يجب أن تكون وجبة الطفل متوازنة بحيث تشتمل على العناصر الغذائية الضرورية للنمو من خلال التنويع في مجموعات الغذاء الأساسية.
معدل النمو في هذه الفترة بطئ مقارنة بعام الطفل الأول أو بالمرحلة التالية وهي المراهقة. يظهر شكل الطفل أطول وأنحف ويفقد دهن الطفولة وهنا يبدأ قلق الأهل على أطفالهم، إذ تقل شهية الطفل ويقل تناوله للطعام وينشغل أكثر باللعب ويتأثر الطفل بالأقران أكثر.
في هذه المرحلة هناك نمو للعضلات وترسيب للمعادن في العظام لتقويتها ولتتحمل الوزن المتزايد، لذلك تزداد احتياجات البروتين لتتناسب مع نمو العضلات ويفضل أن يكون نصف الكمية المقدمة للطفل من البروتين الحيواني لأن قيمته الحيوية عالية.
ومن الضروري أن يتناول الطفل كمية كافية من الكالسيوم خلال فترة الطفولة لمنع إصابتهم بهشاشة العظم لاحقاً في الحياة، ويمكن تأمين احتياجات الكالسيوم بتناول الحليب ، اللبن والجبنة مصادر جيدة أيضاً للكالسيوم.
يعتبر الحديد ضروري لزيادة حجم الدم بزيادة حجم الجسم. نقص الحديد و الأنيميا شائع عند الأطفال من عمر 6 أشهر – 4، سنوات وتشمل أعراض الأنيميا عدم التركيز وانخفاض القدرة على التحصيل العلمي. مصادر الحديد الجيدة والتي تعتبر مقبولة لدى الصغار تشمل الحبوب المدعمة بالحديد، الزبيب، لحوم حمراء خالية الدهن.
وفي حال تم تشخيص الأنيميا عند الطفل فالجرعات الإضافية من الحديد ضرورية، ويجب إبعادها عن متناول الأطفال لأن الجرعات العالية منها تعتبر سامة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اختيارات الغذاء:
إن تغذية الطفل الصغير ليست بالمهمة السهلة. أغلب الأطفال في نهاية عامهم الأول يصبحوا معتمدين على أنفسهم في الأكل، إن ما يقدم للطفل من طعام يعتمد على الأهل بينما الكمية المتناولة تعتمد على الطفل نفسه، لذا يجب أن يتم تقديم أصناف متنوعة من الطعام المغذي وأن يسمح لهم باختيار الغذاء.
تتفاوت الاحتياجات الغذائية حسب درجة نشاط الطفل وشهيته، حيث يحتاج الأطفال إلى أن يتم تقديم كميات صغيرة من الطعام لهم خلال اليوم لأن معدتهم صغيرة، ويمكن استعمال الهرم الغذائي كدليل لإتباعه، وإعطائه من المجموعات الغذائية فيه للتأكد من أنه يحظى بغذاء صحي ومتنوع.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الحليب
يحتاج الأطفال من 2-3 حصص من الحليب، أحياناً كثرة تناول الحليب ( أكثر من 3 أكواب ) تكون على حساب أطعمة أخرى، كما قد يحدث عند الطفل أنيميا لكثرة شرب الحليب لأن الحليب مصدر فقير بالحديد.
وقد يكون الطفل ممن يكره الحليب، في هذه الحالة نقدم له أنواعاً أخرى من الحليب كالحليب الجاف بإضافته للحبوب أو البطاطا المهروسة، أو عمل مهلبية أو إضافة منكهات للحليب حتى يتقبله الطفل، كما يمكن إعطاؤه بدائل الحليب، كاللبن والجبنة أما إذا رفض الطفل تناول الحليب ومشتقاته الأخرى فيجب في هذه الحالة إعطاؤه جرعات إضافية من الكالسيوم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخضار والفواكه
قد تكون الخضار غير مرغوبة عند الصغار، لذا يمكن أن نقدمها بطرق مختلفة ونحضرها بطرق محببة لدى الطفل، لأنها مصدر مهم للفيتامينات والمعادن، كما يمكن أن نقدم لهم الفواكه إذا رفضوا الخضار.
هل يحتاج الأطفال إلى جرعات إضافية من المعادن والفيتامينات ؟
أغلب المختصين متفقون على أن معظم الأطفال لا يلزمهم جرعات إضافية، كما هو الحال مع البالغين، فإن الطفل الذي يتناول وجبة غذائية متنوعة يحصل على حاجته من الفيتامينات والمعادن من الغذاء، بل على العكس إذا تم استعمال الجرعات الإضافية دون حاجة لها ولفترات طويلة قد يؤدي إلى نتائج عكسية و إصابة الطفل بالتسمم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأغذية السريعة Fast Foods
يقبل الأطفال على تناول الأغذية السريعة، ولا يوجد خطأ إذا تم تناولها بين فترة وأخرى، ولكن الأغذية السريعة فقيرة بالألياف والكالسيوم وفيتامين (أ ) و (ج )، ولجعلها وجبة صحية يجب إدخال الحليب والفواكه والخضار واستهلاكها في أوقات أخرى، لأنها غير موجودة في الوجبات السريعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
السمنة عند الصغار
غالباً إن البالغين الذين يعانون من السمنة، كانوا يعانونها فترة طفولتهم أيضاً. السمنة المبكرة قد تكون صعبة العلاج، ولذلك فإن الوقاية المبكرة أفضل سبيل لمعالجة هذا الموضوع. ولعل مشاهدة التلفاز والجلوس أمام الكمبيوتر لساعات طويلة وقلة الحركة وعدم توفر مكان آمن للعب وكثرة ارتياد مطاعم الوجبات السريعة واختيار أطعمة غنية بالدهون والطاقة، أهم أسباب السمنة عند الصغار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عزيزتي الأم تذكري:
* إن الطعام مهم جداً للأطفال في سن ما قبل المدرسة لكي ينمو بشكل سليم، في هذا السن تحدث مشاكل صحية كثيرة من جراء عدم تناولهم الطعام الجيد، أو لأنهم يأكلون الأنواع الخاطئة منها. إن أهم شيء في هذا العمر هو التأكد أن الطفل يأكل الكمية الكافية من الطعام.
* العادات الغذائية تتكون في أول سنتين من العمر، وقد تستمر العمر كله، لذلك يجب تشجيع العادات الغذائية الجيدة مبكراً، كما أن تقديم أصناف متنوعة للطفل يساعد على تكوين عادات غذائية جيدة عنده.

* العادات الغذائية الجيدة في مرحلة الطفولة تؤدي إلى حياة صحية وطويلة في حياة الطفل لاحقاً.
* وجبة الإفطار مهمة جداً للصغار في سن المدرسة حتى يبدأ الطفل يومه بنشاط وحيوية.
* التغذية الصحية أساسية في نمو الطفل وتطوره، وللتأكد من حصول الطفل على الغذاء الكافي يجب مراقبة وزنه، وإذا كان وزنه لا يزيد باستمرار بالرغم من عدم إصابته بالأمراض فهذا يعني أنه لا يتلقى القدر الكافي من الطعام.
* الأطفال الذين لا يتغذون جيداً يمرضون كثيراً ويكونون عرضة لسوء التغذية، وينمون ببطء ويحتاجون لوقت أطول للتعلم.
* عندما يلتحق الطفل بالمدرسة يصبح هناك تنظيم لوجباته، الهرم الغذائي دليل جيد يمكن إتباعه لتخطيط الوجبات والحرص على تناول مصادر الحديد والزنك والكالسيوم بكمية كافية.
* تجنب استعمال الأسبرين – كخافض للحرارة أو مسكن للآلام – عند الأطفال الأقل من 18 سنة، لأن الأسبرين مرتبط بمرض الرييس ، الناتج عن فرط الحساسية للأسبرين والذي يؤدي إلى تلف دائم في الدماغ .