السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بعين الله)
الفراسة 
هى البصيرة تنبت في أرض القلب . 
وهي نور يقذفه الله في القلب يفرق به بين الحق والباطل والصادق والكاذب ""
وهى المهارة في تـعٌرف بواطــن الأمــور من ظـواهرها 
الفراسة مكاشفة النفس ومعاينة الغيب ، وهي من مقامات الإيمان .
وفراسة الصحابة رضي الله عنهم أصدق الفراسة . 
وأصل هذا النوع من الفراسة : من الحياة والنور اللذين يهبهما الله تعالى لمن يشاء من عباده ، فيحيا القلب بذلك ويستنير ، فلا تكاد فراسته تخطئ . قال الله تعالى :( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) كان ميتا بالكفر والجهل ، فأحياه الله بالإيمان والعلم . وجعل له بالقرآن والإيمان نورا يستضيء به في الناس على قصد السبيل . ويمشي به في الظلم . والله أعلم . 
وسئل بعضهم عن الفراسة ؟ فقال : أرواح تتقلب في الملكوت . فتشرف على معاني الغيوب . فتنطق عن أسرار الخلق ، نطق مشاهدة لا نطق ظن وحسبان . 
وقال عمرو بن نجيد : كان شاه الكرماني حاد الفراسة لا يخطئ . ويقول : من غض بصره عن المحارم ، وأمسك نفسه عن الشهوات ، وعمر باطنه بالمراقبة وظاهره باتباع السنة ، وتعود أكل الحلال : لم تخطئ فراسته . 
قال أحمد بن عاصم الأنطاكي : إذا جالستم أهل الصدق فجالسوهم بالصدق . فإنهم جواسيس القلوب ، يدخلون في قلوبكم ويخرجون من حيث لا تحتسبون . 
قال ابن مسعود رضي الله عنه : أفرس الناس ثلاثة : 
العزيز في يوسف ، حيث قال لامرأته : أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا . 
وابنة شعيب حين قالت لأبيها في موسى : استأجره 
وأبو بكر في عمر رضي الله عنهما ، حيث استخلفه . 
في رواية أخرى : وامرأة فرعون حين قالت : قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا . 
وكذلك عثمان بن عفان رضي الله عنه صادق الفراسة . وقال أنس بن مالك رضي الله عنه : دخلت على عثمان بن عفان رضي الله عنه . وكنت رأيت امرأة في الطريق تأملت محاسنها . فقال عثمان رضي الله عنه : يدخل علي أحدكم وأثر الزنا ظاهر في عينيه . فقلت : أوحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : ولكن تبصرة وبرهان وفراسة صادقة .
اللهم ارزقنا نورا في قلوبنا نرى فيه الحق ونتبعه