الحامل المصابه بمرض السكر

[عزيزة النفس]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحدث الإصابة بمرض السكر بسبب وجود نقص بكمية أو بفاعلية هرمون الأنسولين الذي تنتجه غدة البنكرياس ويتحكم الأنسولين في مرور الجلوكوز ( السكر البسيط الذي يستخلص من المواد الكربوهيدراتية ) من الدم إلى خلايا الكبد والعضلات ليتم حرقه واستهلاكه للحصول على الطاقة اللازمة للجسم وبدون الأنسولين أو بسبب نقصه يرتفع بالتالي مستوى الجلوكوز بالدم ويحرم الجسم من الطاقة اللازمة له وأمام هذا الوضع يتحول الجسم إلى الدهون والبروتينات ليستخلص منها الطاقة ويؤدي ذلك إلى خروج مواد كيماوية سامة تسمى كيتونات (ketones) وإذا لم يقدم أي علاج لخفض مستوى السكر تصاب المريضة بغيبوبة ارتفاع السكر والتي من علاماتها حدوث جفاف بالجسم ودوخة وقد يفقد الوعي وقد تحدث وفاة وهناك نوعان من مرض السكر نوع يظهر في مرحلة الطفولة أو الشباب وهذا يعالج بالأنسولين لأن البنكرياس لا ينتج الأنسولين نهائيا ونوع يظهر في سن متقدمة نسبيا تكون عادة بعد سن الأربعين وهذا النوع يمكن علاجه بالحبوب المخفضة لأن البنكرياس ينتج الأنسولين ولكن بكمية غير كافية أو قد تكون الكمية طبيعية لكنها محدودة الفاعلية وقد وجد أن النوع الثاني (سكر الكبار) تزيد فرصة الإصابة به بين البدينات كما أن الإصابة به تنتشر بين بعض العائلات بعينها أي أن هناك ميلا وراثيا للإصابة به.
وقد يحدث أيضا أثناء الحمل أن يظهر السكر في البول من خلال اختبارات متابعة الحمل ولكن دون إصابة فعلية بمرض السكر وتفسير ذلك انه قد يمر السكر من الكلية عندما يصل مستواه بالدم لحد اقل من المستوى الذي يجب أن تبدأ عنده الكلية بإخراجه في البول في الحالة العادية وذلك بسبب تأثير الحمل لكنه في جميع الأحوال يجب متابعة اختبار السكر بالبول وقياس مستواه بالدم لاستثناء وجود المرض أو إثبات الإصابة به.
الأعراض:
- الإحساس بظمأ شديد بسبب كثرة التبول
- الشكوى من حكة بالفرج وربما تقرح والتهابات واحمرار بالفرج بسبب مرور السكر بالبول
- نقص الوزن (في بداية الإصابة) بسبب استخدام الجسم للدهون كمصدر للطاقة
- في الحالات الشديدة التي تظهر فيها الكيتونات يحدث جفاف بالجسم واضطرا بات بتمثيل المعادن تؤثر على وظائف القلب والكلى وقد تؤدي لغيبوبة كما يؤدي وجود الكيتونات في لدم لإنبعاث رائحة مميزة من الفم
تأثير مرض السكر على الحمل:
يجب أن تلقى الحامل المريضة بالسكر عناية زائدة واهتمام خاص لأن الحمل يمكن أن يفقد هذا المرض توازنه ففي حالة إهمال السيطرة على المرض وخاصة إذا كانت الحامل متقدمة في السن فإنه تزداد فرصة تعرضها للإجهاض خلال الشهور الأولى من الحمل وللإصابة بتسمم الحمل كما تزداد المتاعب الأولى التي تصاحب الحمل في بدايته خاصة القئ والغثيان أما بالنسبة لتأثير السكر على الجنين نفسه فإن هناك احتمال حدوث وفاة للجنين في الشهور الأخيرة من الحمل أو ولادة جنين زائد الحجم والوزن لكنه رغم ذلك قد يكون غير مكتمل النمو وقد تحدث ولادة مبكرة قبل الأوان كما تتسبب زيادة حجم الجنين في زيادة متاعب الأم أثناء الولادة وسواء في وجود الحمل أو في الأحوال العادية تزيد قابلية المريضة للإصابة بالتهاب المهبل والمجاري البولية بسبب وجود السكر في البول كما تزيد قابلية المريضة بالسكر أكثر من غيرها لأضرار بعض العلاجات الهرمونية مثل تناول حبوب منع الحمل والعلاج الهرموني التعويضي للتغلب على متاعب سن اليأس لذا يجب إلا يقدم أي علاج هرموني لمريضة السكر إلا في وجود احتياطات شديدة
ماذا يمكنك أن تفعلي ؟
- يجب مع حدوث الحمل استبدال علاج السكر بالحبوب بالعلاج بالأنسولين وذلك بمعرفة الطبيبة لان استعمال الحبوب المخفضة للسكر أثناء الحمل محدود الفاعلية علاوة على أن الحبوب تؤدي من ناحية أخرى لاحتمال حدوث أضرار أو تشوهات للجنين
- الالتزام بنظام غذائي صحي مناسب يعتمد على الإكثار من تناول البروتينات كاللحوم بأنواعها والحبوب والبقول كالفول والعدس والفاصوليا
- الإقلال من تناول الملح والمواد الحريفة و تقليل تناول الدهون
- الإقلال من تناول النشويات مثل المكرونة والبطاطس والأرز
- تجنب الانفعالات النفسية والإجهاد الجسماني
- ضرورة تحليل البول للسكر من وقت للآخر وقياس مستوى السكر بالدم لحكام السيطرة عليه
- التفكير في اختيار مستشفى جيد للولادة بحيث يكون مجهزا باستقبال الحوامل المريضات بالسكر ويفضل الانتقال للمستشفى في فترة مبكرة أي خلال بضعة أسابيع قبل الولادة لتكون الحامل تحت اشراف طبي دقيق للوقاية من حدوث متاعب في الحمل مع اقتراب موعد الولادة .
ولكن ليس معنى ذلك أن أي مريضة بالسكر معرضة للخطر بسبب الحمل فهناك الكثير من مريضات السكر يحملن ويلدن بسلام وأمان بشرط وجود السيطرة على السكر بالدم من خلال ضبط الناحية الغذائية والدوائية

[الشوق عطري]

موفقه بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .