رَحْمتُهُ- صلَّى الله عليه وسلَّم- بِالحَيَوانِ، ومِنَ الأمثِلةِ على ذَلِك :
*
قِصَّتُه مع الغَزَالة ، فقد رُوِي عن أنس بن مالك أَنَّه قال : (( مرَّ رسُولُ الله صلَّى الله عليهِ وسلَّم على قوْمٍ قد اصْطادُوا ظَبْيَة فشَدُّوها على عمُود فسطاط فقالت : يا رسُول الله إنِّي أُخِذْت وَ لِي خشفان (رضِيعان) فاسْتَأذِنْ لي أُرضٍعُهما وأعودُ إليهم فقال: "أين صاحِبُ هذه؟" فقال القوْمُ: نحنُ يا رسولَ الله"، قال: "خلُّوا عنْهَا حتَّى تأتِى خشفيها تُرضِعهما وتَرْجِع إليْكُم"، فَقالُوا مَنْ لَنا بِذَلك؟ قال "أنَا" فأطْلَقُوها فذَهبَتْ فأرضَعَتْ ثُمَّ رجَعَتْ إليْهُم فأوْثَقُوها فمَرَّ بِهِم رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم
فاشْتَراها مِنْهُم وأَطْلَقَها.
**
وقِصَّتُهُ معَ الجَمَلِ الَّذي رآهُ صلَّى الله عليْهِ وسلَّم حِينَ دخَلَ بُسْتاناً لِرَجُلٍ مِنَ الأنْصارِ، فَإذا فيهِ جمَلٌ فَمَا إِنْ رَأى النَّبيَّ صلَّى الله عليهِ وسلَّم حتَّى حنَّ وذَرَفَتْ عَيْناهُ فأتَاهُ الرَّسولُ الكريمُ فمَسحَ ذفراهُ فَسَكَت ،
فَقالَ الرَّسُولُ صلَّى الله عليه وسلَّم :"مَنْ رَبُّ هذا الجَمَل؟"
فقالَ فَتى مِنَ الأنْصار:" أنا يا رسُولَ الله ، فقال لهُ
: " ألاَ تَتَّقِي اللهَ فِي هذِهِ البَهِيمَة الَّتي أمْلَكَكَ اللهُ إيَّاهَا؟! فإنَّهُ شكَا إليَّ أَنَّكَ تُجيعُهُ وتدئِبه"
***
وهذا جمَلٌ آخَرَ ( كانتْ تَرْكبُهُ السَيِّدةُ عائِشَةَ رضِيَ اللهُ عنْهَا لِتُرَوِّضهُ، فجَعَلَتْ تَذْهَبُ بِهِ وَ تَجِيء ، فأتْعَبَتْهُ، فقالَ لهَا صلَّى اللهُ عليْهِ وَ سَلًَّم:" علَيْكِ بالرِّفْقِ يَا عَائِشَة")