قال رسولُ الله صلّى الله عليهِ وسلّم : " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عنْ رَعِيَّتِهِ , فالإمَامُ رَاعٍ و هو َمَسؤُولٌ عن رَعِيَّتهِ , والرّجُلُ في أهلِهِ
راعٍ وهو مَسؤُولٌ عن رعِيَّتهِ , والمرأةُ في بيتِ زوجِها راعية ,وهي مسؤولةٌ عن رعيّتِها , والخادمُ في
مالِ سيِّدهِ راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيّتهِ , وكُلّكم راعٍ وكُلُّكُم مسؤولٌ عن رعِيّتهِ " متفق عليه .
ينقسمُ دور المرأة في تربيةِ الأجيالِ تبعًا لإنقِسامِ دورِها في الحياة ,
فهي الأمُّ المُكلّفة بتربية أبناءِها والمسؤولة عن ذلك أمام ربِّها عزَّ وجلّ , وهي المُدرِّسة المُكلّفة بتربِيةِ النّشإِ وتنميةِ دورِهم
في المُجتمعِ بِحيثُ يُصبِحوا فاعِلين فيهِ , نافِعينَ لأمَّتِهم ..
وهي أيضا الدّاعية الرّفيقة التي تسعى لزرعِ قِيمِ الإيمانِ داخلَ قلوبِهم .
واجتمعَ السّعيُ لنجاحِ الأولادِ فيهنّ , ولكنّ كلّ أمٍّ تنظرُ لِهذه القِيمِ بعين مختلفة !
فهناكَ من ترى النّجاحَ في كثرةِ الأموالِ ,
ومنها من تراهُ في الشّهرة والنّفوذ,
وأخرى تراهُ في الشّهادات العالية والتّعليمِ المُتميّز
..
ولكن قبلَ التّفكيرِ في نجاحِ أطفالكِ , فكّري كيفَ تكونين ناجحةً كراعِيةٍ لهم !
ولِتُحقّقي ذلك يجبُ عليكِ – و زوجُكِ - اتّباعُ خطواتٍ عدّة .
ينبغي بِدايةً وقبلَ أيِّ شيءٍ أن يتوجَّهَ المُؤمِنُ إلى ربِّهِ حتّى يرزُقهُ الذريَّةَ الطيِّبة الصَّالحة ,
وهذا كانَ دأبُ الأنبياءِ وعبادِ الله الصَّالِحين .
فكان زكريَّا - عليه السّلام – يدعُو ربَّهُ ويقُول :{ ربِّ هّبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَميِعُ الدُّعَاء }
[ آل عمران /38 ] .
وكذلِكَ كَانَ إِبْرَاهِيم – عليه السّلام – يقولُ في دُعائه :
{ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ ومِن ذُرِِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء } [إبراهيم / 40 ]
وكذلِكَ نرى في دُعاءِ المؤمِنين , وطلَبِهم للذريّة الصّالحة أن يكونوا قُرَّةَ أَعْيُنٍ لَهُمْ : فقال الله تعالى عن دُعائِهِم :
{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وّذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَأَجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } [ الفُرقان /74] .
فيا أيُّها الوالِدُ المُباركُ ؛ و يا أيَّتها المُربِّية الفاضلة
احرِصا على الدُّعاءِ في هذه المَواطِن