ما هو المقصود بطبقة الرقبة الخلفية Nuchal translucency؟
هي تجمّع لسائل تحت الجلد في الرقبة الخلفية للجنين. يمكن قياسها باستخدام التصوير بالموجات ما فوق الصوتية ما بين الأسبوعين 11 و14 من عمر الجنين. يتواجد هذا السائل لدى جميع الأجنّة، لكن كميته تكون أكبر لدى الأطفال المصابين بمتلازمة داون المنغولية.
أما التصوير الطبقي للرقبة الخلفية، فهو عبارة عن فحص أو اختبار للكشف عن إصابة طفلك المحتملة بمتلازمة داون المنغولية لا سمح الله. ومن خلال هذا الفحص، يمكنك فقط تقدير خطر إصابة الطفل بهذا المرض، بينما يعطيك الفحص التشخيصي، مثل عملية سحب عيّنة من الأنسجة المخصبة لمعرفة الأمراض الوراثية أي CVS أو عملية فحص السائل المحيط بالجنين نتيجة تشخيص نهائية (لكنها تنطوي على مخاطر إجهاض (خسارة الجنين) ضئيلة).
يمكن أن يخبرك التصوير الطبقي للرقبة الخلفية إلى حد ما إذا كان طفلك مصاباً. كما أنه يساعدك على اتخاذ القرار بشأن الخضوع أو عدم الخضوع للفحص التشخيصي.
كيف يتمّ إجراء التصوير الطبقي للرقبة الخلفية؟
يجب الخضوع للتصوير بالموجات ما فوق الصوتية ما بين الأسبوعين 11 و13 مع إضافة ستة أيام من الحمل. قبل الأسبوع 11، يكون التصوير بالموجات ما فوق الصوتية صعباً تقنياً لأن الطفل يكون في منتهى الصغر، وبعد الأسبوع 14، يمكن أن يتمّ امتصاص أي فائض في السائل من خلال جهاز طفلك اللمفاوي الذي ينمو.
يتمّ الاختبار عادة عبر البطن، لكن في بعض الأحيان، يكون من الضروري إجراء تصوير مهبلي للحصول على صور أفضل. ليس هناك أي خطر عليك أو على طفلك ولكن لن يكون الأمر مريحاً جداً.
وبهدف تحديد فترة حملك بدقة، يقوم أخصائي التصوير بقياس طفلك من أعلى رأسه حتى أسفل عموده الفقري. ثم يقيس عرض الرقبة الخلفية. سيظهر الجلد كخط أبيض بينما يظهر السائل تحت الجلد أسود اللون. تستطيعين حينها رؤية رأس طفلك وعموده الفقري (الشوكي) وأضلاعه ويديه وقدميه على الشاشة. قد يتمّ استبعاد بعض الشذوذ (الحالات غير الطبيعية) خلال هذا التصوير، لكن يُنصح بأن تخضعي لتصوير مسحي للتشوّهات مفصّل قرابة الأسبوع 20 من الحمل.
من الجيد أن تجعلي زوجك أو إحدى صديقاتك يرافقانك لمشاركتك التجربة والبقاء معك عندما تحصلين على النتيجة.
ما هو المقاس الطبيعي؟
يعتبر المقاس حتى 2 مم للرقبة الخلفية طبيعياً في حوالي الأسبوع 11 من الحمل، وحتى 2.8 مم في الأسبوع 13 وستة أيام من الحمل. إن الرقبة الخلفية عادة تنمو بالتناسب مع طفلك. في الصورة إلى اليسار، يظهر جنين برقبة خلفية طبيعية بقياس 1.3 مم، مما يجعل هذا الطفل أقل عرضة للخطر. ولا تعني الزيادة في حجم الرقبة الخلفية بالضرورة وجود مشكلة. يكون السائل فائضاً لدى بعض الأطفال الطبيعيين أيضاً. وفي الصورة إلى اليمين، يظهر جنين برقبة خلفية من مقاس 2.9 مم، والذي يتجاوز المعدل الطبيعي. هناك 9 من أصل 10 أطفال بقياس ما بين 2.5 مم و3.5 مم يكونون طبيعيين بالكامل.
ومع الزيادة في حجم الرقبة الخلفية، يزداد خطر الإصابة بمتلازمة داون المنغولية وغيرها من شذوذ الكروموسومات. لدى الطفل في الصورة إلى اليمين، رقبة خلفية بقياس 6 مم وهو معرّض لخطر متلازمة داون المنغولية بالإضافة إلى غيرها من عيوب الكروموسومات وأمراض القلب. لحسن الحظ أن قلّة قليلة من الأجنّة تحمل مثل هذه الكمية من السائل.
كيف يتمّ احتساب خطر متلازمة داون المنغولية؟
كل امرأة معرّضة لإنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون المنغولية، ويزداد الخطر كلما تقدّمت المرأة بالسنّ.
من أجل احتساب الخطر، يقوم أخصائي التصوير بإدخال عمرك والقياسات من التصوير الطبقي للرقبة الخلفية إلى قاعدة البيانات الخاصة بك. هكذا، يظهر الخطر المحتمل في جميع النساء من فئتك العمرية والذي يعرف باسم "خلفية الخطر" background risk.
يتمّ جمع قياسات التصوير مع عمرك لمعرفة الخطر الخاص في حالتك الشخصية بالنسبة للحمل الحالي. وقد يكون أكبر أو أصغر من "خلفية الخطر" لديك. وستحصلين على النتائج مباشرة بعد انتهاء جلسة التصوير.
ماذا عليَّ أن أفعل لو كنت في معرّضة بقوة لهذا الخطر؟
غالبية النساء اللاتي لديهن خطر (واحد من 150 أو أقلّ) يحصلن على مولود طبيعي. حتى لو كان الخطر يمثّل 1 من أصل خمسة، سيكون لطفلك 4 من أصل 5 فرص كي لا يكون مصاباً بمتلازمة داون المنغولية.
مع ذلك، عندما يوصف حملك بالخطر جداً، ربما ستشعرين بالقلق وقد لا تكوني متأكدة مما ستفعلين.
إن الطريقة الوحيدة لمعرفة دقيقة ومؤكدة ما إذا كان طفلك مصاباً بمتلازمة داون المنغولية أو أي عيب في الكرموسومات هي من خلال الاختبار التشخيصي، مثل عملية سحب عيّنة من الأنسجة المخصبة لمعرفة الأمراض الوراثية أي CVS أو عملية فحص السائل المحيط بالجنين. يمكن أن يكون هذا القرار صعباً للغاية، لكن ليس عليك الاستعجال في اتخاذه.
من بين العناصر الإيجابية للتصوير الطبقي للرقبة الخلفية أنه يتمّ في مرحلة مبكرة من الحمل، ومن المحتمل أن تُجري اختبار CVS والحصول على النتائج وأنت ما تزالين في المرحلة الأولى من الحمل. في حال لم تكوني على يقين مما ستفعلين، يمكنك الانتظار حتى الأسبوع 16 للقيام بعملية فحص السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين لو رغبت بذلك. وستوفّر لك طبيبتك أو ممرضة التوليد المعلومات إن احتجت إليها.
هل سأحصل كذلك على نتائج احتمالات خطر الإصابة بعيوب أخرى؟
ستعطين أيضاً نتائج مخاطر الإصابة بعيبين أخريين في الكروموموسات هما: متلازمة إدوارد ومتلازمة باتو. وتعتبر هاتان الحالتان أكثر ندرة من متلازمة داون المنغولية، كما يحدث إجهاض (خسارة الجنين) في حالات الحمل المصابة بهما. عادة، يمكن معرفة هذين العيبين ورؤيتهما خلال جلسة التصوير.
ما مدى دقة التصوير الطبقي للرقبة الخلفية؟
يكشف هذا النوع من التصوير حوالي 75 بالمئة من حالات الإصابة بمتلازمة داون المنغولية.
أحياناً، يقترح التصوير احتمالات إصابة طفل عادي بمتلازمة داون المنغولية. وهذا يسمى "الخطأ الإيجابي". وهو يمثل نسبة 5% في هذا النوع من التصوير. ومعناه أن امرأة واحدة من أصل عشرين يتمّ تشخيص خطورة حالتها بشكل خاطئ.
يعطي الجمع ما بين التصوير الطبقي للرقبة الخلفية وفحص الدم نتائج أكثر دقة. يقيس اختبار أو فحص الدم مستويات الهرمونات الحرة من بيتا إتش سي جي beta-hCG وبروتين PAPP-A. غالباً ما تكون مستويات beta-hCG عالية لدى الأجنّة المصابة بمتلازمة داون المنغولية، في حين تكون مستويات PAPP-A لديهم منخفضة. حين يتمّ الجمع ما بين التصوير الطبقي للرقبة الخلفية وفحص الدم، يزداد احتمال الصواب بنسبة 90%. ويسمى هذا الفحص الاختبار الموحّد.