أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات،
بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا
فترة النفاس هى الفتره التى تلى الولاده وتمتد لستة أسابيع أى حوالى 42 يوم أو كما يعرف بالأربعين . هذه الفتره هامه جدا حيث يبدأ إدرار الحليب بها من صدر الأم ويصغر الرحم فيها ليعود لحجمه الطبيعى قبل الحمل وتتغير الهرمونات فى جسم المرأه لتعود لمستوياتها الطبيعيه قبل الحمل . كذلك يعود جسم المرأه لشكله قبل الحمل . ولكن لابد من العنايه بكل هذه المتغيرات حتى لا تترك أثر كبير للغايه على جسم المرأه . وقد لاحظت من أسألة المتابعات والمتابعين تفشى مجموعه هائله من الخرافات وحتى عند تحضير هذا المقال صدمت من كمية الخرافات التى يروج لها عبر النت وحتى من قبل بعض الأطباء والطبيبات الذين لغوا لغة العلم وتقبلوا العادات وسلموا بها ولذلك أنوى فى هذا المقال شرح فترة النفاس والتغيرات الطبيعيه التى تحدث مع ذكر بعض الخرافات المنتشره وتفنيدها و سأتطرق إلى العنايه بجرح التوسيع المهبلى وكذلك جرح القيصريه.
لعل من أهم ما يجب ذكره فى هذه الفتره هو عن العنايه بجرح التوسيع المهبلى . يقوم الطبيب أو الطبيبه أو حتى القابله بعمل التوسيع المهبلى فقط فى حالة أن حجم رأس الجنين قد يسبب قطع فى المهبل . وليس كما يعتقد البعض كل بكريه تحتاجه فهذا خطء . حجم رأس الجنين حوالى 10 سم وجميعنا نعلم أن رأس الجنين يحتوى على عظام لينه وكذلك أماكن ليس بها عظام تماما وهذا من حكمة الخالق سبحانه وتعالى . فوقت الولاده وخروج الرأس من المهبل تنضغط هذه العظام وقد تركب فوق بعضها بعضا بدون وضع أى ضغط على مخ الجنين وبذلك ينخفض حجم الرأس ليصبح 7.5 -8 سم مما يسهل خروج الرأس . ولكن أحيانا يكون حجم المهبل صغير بالنسبه لرأس الجنين وعند خروجه يقوم بعمل قطع فى المهبل حتى يستطيع الخروج . طبعا هذا القطع سيكون فى أضعف نقطه فى المهبل وهو أخر المهبل جهة الخلف ولذلك يقوم الطبيب أو القابله بإستخدام شاش ضخم بالضغض على أخر المهبل لمنعه من التمزق حيث لو حدث تمزق قد يصل إلى الشرج ويسبب مشاكل لفتره طويله جدا للمرأه مع فقدها للتحكم فى البراز . وحسب خبرة الطبيب أو القابله عندما يرى الحاجه لقص العجان ( المهبل ) وعمل التوسيع مما يساعد على تسريع الولاده وكذلك يوجه الجرح للجانب وليس للخلف بمعنى التحكم فى الجرح لمنعه من الزياده . بعد ولادة المشيمه ( كما يعرف بالخلاص ) يقوم الطبيب أو القابله بخياطة جرح العجان تحت تخدير موضعى . وبعدها تبدأ حيرة المرأه : كيف سأعتنى بهذا الجرح فى هذا المكان الحساس .
أول نقطه هامه فى العنايه بهذا الجرح هى أنكى لابد أن تتحركى حتى تعود هذه المنطقه لشكلها سابقا وتلتأم سريعا فعدم الحركه يبطىء الشفاء وبعد الشفاء مع بداية الحركه ستكون مؤلمه للغايه ويستمر الألم لعدة أسابيع بل شهور . ولكن الحركه ولا أعنى الخروج للتسوق ولكن المشى حوالى ساعه يوميا فى المنزل يعنى شفاء الجرح فى حوالى إسبوع إلى عشرة أيام مع رجوع جسمك لطبيعته بسرعه جدا . للمحافظه على نظافة الجرح فى هذه المنطقه أنصح بإستخدام الماء والملح ونعم سيكون مؤلم أول 3 إلى 4 مرات ويقل الألم بعد ذلك . عليكى بإذابة كميه كبيره من الملح من أى نوع ملح فهذا لايشكل أى فرق فى وعاء به ماء دافىء وتخصيص منشفة يد صغيره لهذه العمليه . فتقومى بغمس هذه المنشفه فى الماء بالملح وأعصريها ثم إمسحى منطقة المهبل من الأمام للخلف عدة مرات . هذه العمليه تعقم الجرح وتقتل البكتيريا وكذلك تساعد على إذابة الخيط . تقومى بعملية المسح يوميا سته إلى ثمانى مرات بدون حساب التنظيف بعد دخول الحمام . فبعد التنظيف من الحمام وغسيل اليدين عليكى بالمسح بالماء والملح كذلك . يستمر المسح بالماء والملح لمدة إسبوعين أو حتى تسقط جميع الغرز وهذا عادتا لا يأخذ أكثر من 3 أسابيع . لو لاحظتى أن الغرز لم تسقط بعد 3 أسابيع أو أن الجرح مفتوح لابد من مراجعة الطبيب فورا .
وجدت على النت نصائح بالجلوس فى أنواع كثيره من الغسول الموجود فى الصيدليه أو السوبر ماركت أو المصنعه فى البيت . وأوأكد أن الجلوس فى أى منها ضار للغايه ولا يسبب إلا تقطع الغرز بسرعه فائقه قبل إلتأم الجرح أو حدوث جروح وسحجات فى منطقه حساسه للغايه خصوصا بعد الولاده وكذلك زيادة إحتمالات حدوث إلتهابات مهبليه وفى الجرح . ولذلك أحذر منها شديد التحذير .
دم النفاس قد يبدأ فورا بعد الولاده وقد لايحدث لفتره . والطبيعى أن يبدأ نزول الدم خلال أول أسبوعين بعد الولاده . فلا داعى للقلق لو لم يحدث فورا بعد الولاده . وهو دم أحمر قانى يمتد من يوم وحتى إسبوع ثم يتحول إلى دم أحمر غامق يمتد من يوم حتى إسبوع ثم قد يتحول إلى دم بنى أو أسود لعدة ساعات أو يومين . بعض النساء قد يحدث لديهم إفرازات صفراء لعدة أيام يليها إفرازات بيضاء ثم شفافه ثم يقف كل شىء وهذا عادى جدا وأبشرك فقد طهرتى . بعض النساء بعد الولاده يحدث لها الدم إسبوع غزير ثم يقل حتى يختفى وفى الولاده التاليه لايكون بنفس الصوره فتبدأ القلق وهنا أطمئنها فكل حمل له وضعه وإعتباراته وليس بشرط تكرر ماحدث كل مره .
الحليب يبدأ فى التكون فى صدر الحامل خلال الحمل وبعض النساء يحدث لديهم خروج للحليب مع الحمل وفى بعض الحالات من الشهر الأول وهذا طبيعى للغايه . بل أنه وجه لى سؤال عن إمكانية الحامل إرضاع طفلها الأخر مع الحمل وعلميا نعم تستطيع وهذا لن يؤثر على الحمل ولا على الجنين . بعد الولاده تزيد كمية الحليب ولكن بعض النساء ممن لم يحدث لديهن خروج للحليب خلال الحمل يبدأن فى القلق من عدم وجود الحليب . وأطمئنهم فالحليب يأخذ حتى ثلاثة أيام حتى يخرج ويكون بعد الولاده قليل جدا وكثيف ومائل قليلا للصفره وذلك لخروج ما يسمى باللبى وهو حليب مركز للغايه يحتاجه الجنين فى بداية حياته ويحتوى على مضادات للألتهابات وجرعه عاليه من البروتينات والدهون للجنين . يستمر اللبى مدة يوم إلى ثلاثة أيام ثم يصبح الحليب خفيف وعادى ويبدأ فى الزياده مع نموا الجنين وهو هام ولابد لكل أم من تعلم كيف ترضع طفلها وقد تحدثت عن أهمية الرضاعه الطبيعيه للطفل ولكى فى مقال سابق يمكن الرجوع له . وكذلك لابد للسيده من العنايه بصدرها من نظافه وكريم زبدة الكاكاو لمنع حدوث تشققات شديده وللمساعده عل عودة صدرها لشكله الطبيعى بعد إيقاف الرضاعه .
فى حالة عمل قيصريه أجد أن معظم النساء يحاولن عدم الحركه خوفا على الجرح وهذا خطء . بعد عمل القيصريه فى الماضى البعيد كانت المرأه تمنع من الأكل والشرب يومان إلى ثلاثه وتمنع من الحركه إسبوعان . وقد ثبت علميا أن هذا خطء ويسبب فى زيادة حدوث إلتهابات الجرح وجلطات القدمين . بعد القيصريه بالتخدير العم ينصح بعدم الأكل والشرب ستة ساعات وبعد التخدير النصفى تستطيع المرأه الأكل والشرب فورا خلال العمليه أو بعدها . وهذا لايعنى أن تفعلى ذلك مخالفتا لأمر طبيبك ولكن فى حال المنع من طبيبك تستطيعى مناقشته فى السبب . أما الحركه فهذه علاجك السحري . فحتى تعود العضلات للألتأم فى وضعها الطبيعى لابد من الحركه وهنا أعنى المشى . ولذلك أنصح دائما مرضاى بعمل القيصريه بتخدير نصفى وأوأكد عليهم بالمشى فورا بعد إنتهاء التخدير . ولذلك أنصح الجميع إذا كانت ولادتك بعمليه قيصريه بطلب عمل تخدير نصفى إذا لم يكن هناك مانع . يلى ذلك وبعد نهاية التخدير أن تحاولى الجلوس بمساعده لمدة 15-30 دقيقه ثم البدأ بالمشى حوالى نصف ساعه والجلوس نصف ساعه وتبدأى يوميا محاولة زيادة هذه الفتره حتى تصلى فى خلال يومين للمشى يوميا حوالى ساعتين . بالنسبه لجرح العمليه فى خلال 5-7 أيام يكون الجرح قد إلتأم وتستطيعى الأستحمام بدون فرك الجرح بالصابون أو جل الأستحمام . بعد القيصريه قد تجد بعض النساء دم النفاس ينزل ليومين فقط وهذا عادى ولا داعى للقلق منه . فى حالة رؤية صديد أو إنتفاخ فى الجرح أو مكان كبير مفتوح من الجرح لابد من مراجعة طبيبك فورا .
خلال فترة النفاس هناك مجموعه من الأعراض التى لابد من الأنتباه لها . ومن أهمها إرتفاع درجة الحراره عن 38 درجه مئويه خلال النفاس حيث أن هذا يدل على وجود إلتهاب فى مكان ما فى جسم المرأه . ولعل أحد أهم الأسباب هو عدم إفراغ الصدر عند الرضاعه والبعض يحتج بأن الطفل إكتفى ونام وهنا أقول فرغى صدرك بعد كفاية طفلك حتى تصلى للشعور بعدم وجود شىء صلب داخل صدرك ( عدم وجود التحجر ) وهذا يمنع بقاء الحليب وحدوث إلتهابات به . كذلك الأهتمام بنظافة جرح التوسيع وجرح القيصريه . ومراعات عدم التعرض لتيارات الهواء البارده ولا الجلوس فى وجه التكييف حتى لاتصابى بالبرد والأنفلونزا . ومن المشاكل الهامه فى فترة النفاس حدوث جلطات القدم . والسبب الرئيسى فى ذلك هو عدم الحركه بل وأحيانا التسمر فى السرير طوال فترة النفاس . ومشكلة الجلطات أنها مؤلمه جدا وخطيره للغايه وتحتاج علاج لفترات طويله جدا .
على كل حامل مراعات التغذيه المنوعه فكل ماتأكله يؤثر على الحليب اللذى تنتجه لطفلها . وكذلك يؤثر على سرعة رجوع جسمك لوضعه الطبيعى . أنصح كل إمرأه فى فترة النفاس بتناول صحن سلطه يومى وكذلك صحن من الفواكه وعلى الأقل موزه واحده أو إثنين كيوى وذلك لتلين البراز ومنع حدوث الأمساك الذى تشتكى منه معظم النساء فى النفاس . وللعلم الحركه تساعد كذلك على التقليل من الأمساك . طبعا لن أتطرق لموضوع تناول الفيتامينات فى فترة النفاس فقد تحدثت عن ذلك فى مقالى السابق ويمكن الرجوع إليه .
من أكثر ما تشتكى منه النساء بعد الولاده ألم البطن وهو كالمغص فى أسفل البطن يقل ويزيد وفى البدايه هو ألم شديد . لو تخيلت كل إمرأه حجم الرحم بعد الولاده فهو نفس حجمه عندما كنتى فى الشهر الخامس ويجب أن يصغر ليعود لحجمه الطبيعى قبل الحمل بمعنى حجم الكمثرى الصغيره . لذلك تكون الألام فى أشدها فى أول ثلاث أيام وتأخذ فى الضعف شيئا فشيئا حتى تختفى تماما فى خلال إسبوع وقد تحدث أحيانا مع الرضاعه لعدة أسابيع لاحقه . وخير علاج لها المشي ولو كانت غير محتمله فحبة بندول ستخفف الكثير من الألم .
هناك الكثير من الخرافات على شرب العصير البارد أو الماء البرد والأستحمام بالماء البارد وأن هذا يسبب تجلط الدم داخل الرحم . ويكفى القول بأن هذه خرافه سخيفه وساذجه وليس لها حتى أصل . وهناك خرافه أخرى على أهمية الغسول وكيف هو هام حتى يزيل التضخم الذى حدث فى المهبل ويعيد المهبل لحجمه السابق . وهذه خرافه فالمهبل به عضلات دائريه تعيده لوضعه الطبيعى بعد الولاده فورا والخياطه تعيد الجزء الذى تم توسيعه كما كان . وكذلك خرافة أن المرأه فى النفاس لو حملت أى شىء ثقيل فسيسبب ذلك لها توسع فى المهبل . وهذا غير صحيح تماما فتوسع المهبل ليس له علاقه بحمل شىء ثقيل من عدمه . أما أكثر الخرافات غرابتا فهو كون المرأه ولدت فهذا يعنى أنها جاهزه للحمل فورا . وأقول هذا صحيح فى الأرانب والقطط فقط وليس فى البشر فبعد النفاس ومع الرضاعه تقل إحتمالات الحمل مع إرتفاع هرمون الحليب ولكن هذا ليس بمانع تام للحمل فقد يحدث حتى مع الرضاعه . ولكن الولاده بحد ذاتها لاتعنى جهوزية الجسم للحمل .
أخر ما سأتحدث عنه هو منع الحمل فقد قال صلى الله عليه وسلم [ تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة ] . وللحصول على أطفال بصحه جيده لابد للأم من أن تحافظ على صحتها . وقد أثبتت البحوث العلميه بأن وضع فراغات من سنه إلى 4 سنوات بين الأطفال له فوائد جمه على صحة الطفل وصحة الأم . ولعل فرق سنتين بين كل حمل والأخر قد يكون الخيار الأنسب فى المنطقه العربيه . ولمنع الحمل للمرضع أنصح بإستعمال حبوب منع الحمل مع الرضاعه من اليوم 35 فى النفاس . وهى حبوب تستمر بدون توقف لمدة الستة شهور الأولى من عمر الطفل مع الرضاعه . ومن ثم تبدأ الأم فى أخذ حبوب منع الحمل العاديه . الطريقه الأخري هى وضع لولب لمنع الحمل ويمكن تركيبه لمن ولدت طبيعى ولمن ولدت بقيصريه بين الأسبوع الرابع والسادس بعد الولاده بمعنى أى وقت خلال أخر إسبوعين من النفاس . ونعم أعنى تركيب اللولب لمن أجرت قيصريه أو أكثر فى هذا الوقت بدون شائعة الأنتظار لمدة ستة شهور قبل تركيبه . والسبب بسيط جدا ففى كل الأحوال إذا ولدت المرأه بقيصريه أو طبيعى يعود الرحم خلال الأسابيع الأربعه الأولى بعد الولاده لحجمه الطبيعى قبل الحمل . وبالتالى فلافائده من الأنتظار أما من تسأل هل إلتأم جرح الرحم ؟ أقول الرحم يلتأم فى خلال 3-5 أيام فقط لاغير فلاداعى للقلق والخوف . بالنسبه للصقات والأبر فجميعها يمكن إستعمالها لمنع الحمل ولكن بعد الستة شهور الأولى حيث أنها تجفف الحليب .
أرجو أن أكون قد شرحت الموضوع بمايكفى لتهتم كل إمرأه بنفسها فى فترة النفاس وتبتعد عن الأشاعات الفارغه وغير المسؤوله .