
إذا لاحظ الوالدان أن الطفل لا ينمو أو لا يتصرف كأقرانه. أو إذا استطاع ابن صديقتك الحميمة السير في عمر التسعة شهور وطفلك قد بلغ شهره الثالث عشر ولم يخطُ خطوة واحدة بعد، فإنه سوف ينتابك القلق بالطبع وستتساءلين إذا كان طفلك ينمو كما يجب، وما إذا كان يجدر بك فعل شيء بهذا الخصوص. إن إجراء مثل هذه المقارنات يسيء إلى الطفل أكثر مما يفيده بكثير، لذا إذا راودتك الشكوك بأن طفلك لا ينمو بصورة طبيعية، فعليك زيارة طبيب الأطفال، لفحص الطفل والتأكد بأنه ينمو كما يجب.
إن الكثير من الأمهات يقرأن كتباً عن تربية الأطفال، ومن ثم يقمن بمقارنة أطفالهن بشتى أنواع لوائح النمو التي يصادفنها هناك. لا بأس بزيادة معرفتك، لكن قبل أن تصابي بالهلع بخصوص مشاكل نمو طفلك المحتملة، توقفي للحظة واسألي نفسك.. ألست تبالغين قليلاً؟ الحذر واجب بالطبع إلاّ انه لا يجب أن يتحول إلى هوس. وهنا يجب أن ننوه إلى أنه يجب على الأمهات أن يراقبن أطفالهن بشكل دائم للتأكد بعدم وجود أي تأخر في النمو أو أي مشكلة أخرى، لا سيما وأن معظم الأمور غير الطبيعية في النمو يكون من الأسهل إصلاحها في المرحلة الأولى من حياة الطفل. وبالإضافة على ذلك، فإن هناك اختبارات بسيطة يمكنك إجراؤها قبل إخطار طبيبك.
على سبيل المثال، إذا شككت أن طفلك لا يسمع جيداً يمكنك أن تحاولي مفاجأته بإصدار ضجيج عالٍ من خلفه، فإذا ظل الطفل هادئاً وكأن شيئاً لم يكن، عند ذلك يمكنك أن تشعري ببعض القلق حيال سمعه. ومع ذلك فإنه لا داعي للهلع أبداً، بل يجب في الأول عرض طفلك على الطبيب.
إياك والمبالغة بهذا الأمر كي لا ينتهي الأمر بطفلك بأن يكره الأطباء والعيادات الطبية، وهكذا ستعانين من صعوبة كبيرة فعلاً عندما تحتاجين لمعونة حقيقية من الطبيب، لأن طفلك سيرفض الاقتراب منه.
وتذكري أن كل إنسان فينا يملك صفاته المميزة التي تجعله فريداً بحد ذاته، وهكذا فكل طفل يختلف بذاته عن الآخرين، فإذا كان طفلك يمضي معظم وقته مبتسماً وسعيداً دون مشاكل، ولا يبدو عليه أي آثار للألم، عند ذلك ينبغي أن تفكري مراراً قبل أن تتحولي إلى واحدة من تلك الأمهات اللواتي يمضين حياتهن وهن يحملن أطفالهن أمام عيادات الأطباء.