قبل فوات الآوان لنصلح نفسنا ولندعُ غيرنا

[وردة سورية]

لا تخرج قبل أن تقرأ كامل الموضوع اصلح نفسك وادع غيرك : يقول الحق عز وجل " ونفس وما سواها * فالهمها فجورها وتقواها *قد افلح من زكاها * وقد خاب من دساها " . فقد علق الحق تبارك وتعالى الفلاح على تزكية النفس , والخسران على ترك النفس للشيطان . نظرة الى الواقع : المتامل فى حالنا يجد اننا تركنا نفوسنا مهملة وقلوبنا تركناها للشيطان يفعل بها مايشاء . اصبحنا كالبيت العفن .. خارجه جميل وداخله نتن . . السجدة اصبحت بغير خشوع ، والصلاة بلا روح ، والمصاحف تشكو هجرها . السٌحر يان من قلة القائمين . ندعو الله فلا استجابة .. ونذكرة فلا نلمس لهذا الذكر اى اثر ، لا يقيم اكثرنا من الطاعات الا الصلوات المكتوبة . *من منا يحاسب نفسة قبل النوم ؟؟ *من منا يختم القران مرة على الاقل كل شهر ؟؟ *من منا يصوم خلاف شهر رمضان؟؟ كالاثنين والخميس . . *من منا يقوم الليل ؟؟ وكم ليلة قمناها بعد رمضان الماضى ؟؟ *من منا يزور المقابر للاعتبار ؟؟ *من منا اذا ذكر الله خاليا فاضت عيناه؟؟ *من منا لا يفتر لسانة بذكر الله؟؟ *من منا اذا اصبح لاينتظر المساء واذا امسى لا ينتظر الصباح ؟ *من منا لا يفارق ذكر الموت قلبه؟؟ *من منا يحب لاخيه كما يحب لنفسه ؟؟ *من منا غلب حب الله ورسولة على حب ما سواهما؟؟ *من منا ... من منا ؟؟؟ . ليسال كل منا نفس هذة الاسئلة وغيرها . سيفاجأ بإجابات قاسية .. يفاجأ بانة اصبح كالألة ، يؤدى الفروض بغير روح ، هذا اقصى ما يربطة بالاسلام . قلوبنا منغمسة فى حب الدنيا فى الدراسة او الوظيفة وأخر ما يخطر ببالنا هو التفكير فى امر الاخرة . ان الموت اقرب الينا من شراك نعلنا ومع ذلك ضعف هذا اليقين فى قلوبنا .، واصبح طول الامل هو المسيطر على حياتنا ... فانعكس على تصرفاتنا وافعالنا .. فملأ الحسد قلوبنا. وانشغلنا بعيوب الناس وتركنا عيوبنا .. من صور عذاب اهل النار : ليسال كل منا نفسه : ايحب ان يكون من اهل النار مع ابليس وجنودة ؟؟ وفرعون وهامان ؟؟ ليتخيل كل منا نفسه وهو يسحب فى النار على وجهه تخيل الجلد وهو يشوى ، تخيل النار وهى تحيط بصاحبها من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينة وعن شمالة ، ومن فوقة ومن تحتة طعامه نار وشرابه نار وكل حياته اصبحت فى الحجيم . تخيل هذا كلة جيدا فهذا ابسط وصف لحال النار فمن منا يرضى لنفسه هذا المصير ؟؟؟؟؟؟!!!!!! ولماذا لا نعمل من اجل البعد عنها ؟؟؟ خوف الصحابة والسلف الصالح من النار : والمتامل لاحوال الصحابة والسلف الصالح يجد ان ذكر الموت والخوف من الحساب كان يؤرق مضاجعهم ويسيل مدامعهم . *فهذا عثمان بن عفان يقول : وددت انى متٌ لا ابعث . *وهذا ابو عبيد بن الجراح يقول : وددت انى كبش فيذبحنى اهلى فياكلون لحمى ويحتسون مرقى . *وبكى عبد الله بن رواحة فقيل لة ما يبكيك يا بن رواحة ؟؟ قال : انبأنى ربى انى وارد النار ولم ينبئنى انى خارج منها . *وبكى النخعى عند موتة وقال : انتظر رسول ربى ما ادرى ايبشرنى بالجنة ام بالنار ؟؟! . *وكانت امراة ابى محمد حبيب الفارسى ، توقظة من الليل وتقول لة : قم يا حبيب فان الطريق بعيد ، وزادنا قليل ، وقوافل الصالحين قد سارت من بين ايدينا ونحن قد بقينا . *وهذا رجل من اصحاب سفيان الثورى يقول : اذا جلسنا الى الثورى فكأن النار قد احاطت بنا ، بما نرى من خوفة وجزعة . *وقال الحجاج الثقفى لسعيد بن الجبير : بلغنى انك لم تضحك قط . . قال : كيف اضحك ، وجهنم قد سعٌرت ، والاغلال قد نصبت والزبانية قد اعدت؟! . فهذة بعض اقوال واحوال الخائفين ، صبروا اياما قليلة فاعقبتها راحة طويلة . ايها العبد : عد الى مولاك ، مولاك يناديك ليل نهار ، من اتانى يمشى اتيتة هرولة ، وانت عنة معرض ، وعلى غيرة مقبل لقد خسرت اكبر الخسران . فلننتبه !! قال حسن البصرى رحمة الله" يابن ادم انما انت ايام فاذا ذهب يوم ذهب بعضك واوشك اذا ذهب البعض ان يذهب الكل". الى العمل : فلنبدأ من الان قبل فوات الاوان ، ولنشمر عن سواعدنا لاصلاح انفسنا ، ولنفتش عن عيوبها من كبر وغرور وحسد ورياء وعجب وركون الى الدنيا وحب الشهوات والشح والحرص على المال ..... الى اخر هذة الصفات . ولنشغل انفسنا بازالة هذة العيوب والتخلص منها فى ضوء الكتاب والسنة النبوية . من معينات الطريق : وقبل هذا كلة ينبغى على من اراد سلوك هذا الطريق ان يضع نفسه فى مناخ يذٌكره بالموت دوما ، فليبدأ فى تعويد نفسة على الطاعات فيلزمها بقراة جزء يوميا من القران ، والتزام الصلاة فى المسجد وخصوصا صلاة الفجر والعشاء واللتان تثقلان على المنافقين وليحافظ كل منا على السنن المؤكدة . وليجاهد نفسة على صيام الاثنين والخميس وليحافظ على السنن العملية مثل ذكر الله عند كل مناسبة : عبد اللباس وعند الطعام وعند الخروج من البيت ......... الى اخرة . وليعود نفسه على قيام الليل فهو من اعظم القربات واجل الاعمال تقربا الى الله وتجلى القلب . فالليل مدرسة تخرج منها الربانيون لهذة الامة . وقبل هذا كلة علية باذن الله ان يتوجة الى الله عز وجل بالدعاء والدعاء الذليل الفقير الى مولاة ، ويلح فى الدعاء والاستغاثة وطلب العون والمدد من الله العلى الاعلى . فهذة الامور باذن الله كفيلة بان تجلى الصدأ الذى يعلو القلوب ، فتجعلة سريع التاثر بالموعظة وتجعل الاخرة هى اكبر همة وفى هذة الحالة يسهل اقتلاع اى مرض قلبى يصاب بة الانسان ويزرع بدل منة محبة الله عز وجل الذى هى منتهى طلب الطالبين . ادعِ غيرك : يقول الحق تعالى " قل هذة سبيلى ادعو على بصيرة انا ومن اتبعنى " . فكما انك مطالب باصلاح نفسك ، فانت ايضا مطالب بدعوة غيرك وانقاذه من برائن الجاهلية التى كنا يوما من ضحاياها ، والدعوة فى هذة الايام اصبحت شيئا ملحا وضروريا يستلزم منا كل جهد ولاسيما ونحن نرى مدى ما وصلت الية امتنا . واقع الامة الان : فالمتأمل لحال الامة الان يجدها اشتاتا متفرقة . ففى هذا العصر نحيت الخلافة وقسمت امة الاسلام الى اكثر من اربعين دولة لا يطبق فيها الاسلام كاملا ، وتولى الحكم فيها دعاة الى ابواب جهنم ، نشروا الفساد واغرقوا الشعوب فى حب الشهوات ، خربوا الاخلاق فاصبح العرى هو الاساس والتدين هو التطرف والتخلف ، حاربوا العقيدة بأدعياء حرية الفكر وحاربوا فنون القوة بفنون اللذة حتى اصبح من يحافظ على دينة كالقابض على جمرة من نار ينتظر كل ليلة من يطرق بابة من زوار الفجر ليلقية فى السجن بتهمة العمل للاسلام لقد اجتمع على امتنا كل امم الارض من صليبيين حاقدين ، وشيوعيين ملحدين ، ويهود طامعين ، ووثنيين شامتين ، وحتى عباد البقر كل هؤلاء اجتمعوا عليبنا ليبيدونا ، يكفى انك لو وضعت يدك على اى جزء من العالم ستجد دم مسلم ينزف او اخت تغتصب واخر فى السجن واخر يموت جوعا ...... . كل الدماء غالية الا دم المسلم فانه اصبح ارخص الدماء . اصبحنا اضيع من الايتام على مائدة اللئام . هدمت المساجد ، قتل الراكعون والساجدون ، انتهكت اعراض المحصنات المؤمنات تخيل انها اختك او امك او زوجتك ... ماذا كنت ستفعل ؟؟؟ فاعلم ان اختك او وامك او زوجتك معرضة لمثل هذا الموقف فى يوم من الايام اذا بقى الحال كما هو الان . فرصة التغير لقد اصبح تغيير المسلمين فرض عين على كل مسلم . وكل مسلم يلقى الله عز وجل وهو لا يعمل على نصرة دينه وتغيير وضع المسلمين البائس المظلم فهو آثم مهما حاول ان يختلق من اعذار . بالله عليكم .. ام لم يكون التغير الان متى سيكون اذاُ ؟؟؟ سيدون التاريخ ان هذا الجيل الجبان لم يحافظ على شرف امتة ولا كرامتها . وسيكون لهذا الجيل الذى حنى رقبتة لاخس اهل الارض موقف عسير وحساب رهيب امام الله عز وجل يوم القيامة اذا لم نعمل على نصرة الدين . فإياك ان تكون مع من سيكتبهم التاريخ من الملعونين ابد الدهر واحرص ان تكون مع المنصورين الخالدين . الادلة الشرعية على فرضية التغيير : 1- ان الله تبارك وتعالى وصف هذة الامة بالخيرية لانها تامر بالمعروف وتنهى اعن المنكر ، كما قال فى كتابة " كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " .فالامر بالمعروف والنهى عن المنكر واجب على كل مسلم ، كلُ حسب استطاعتة .واى منكر اكبر من غياب شريعة الله وحكمة فى الارض ، واى معروف اكبر من العمل لرفعة الاسلام وهيمنة شريعتة على الناس . 2- ويقرر الفقهاء فى حكم الجهاد فى الاسلام انه اذا غلب العدو على بلد من بلاد الاسلام ، او ناحية من نواحيها فقد اصبح وقتها الجهاد فرض عين على كل المسلمين .وكما نرى الان كثير من بلاد المسلمين ستولى عليها الكفار فالمسجد الاقصى مازال اسير فى يد ابناء القردة والخنازير وكشمير مغتصبة فى يد عباد البقر والفلبيين . ... والشيشان ....و...... . فالواجب علينا تحرير هذة البلاد بكل ما اوتينا من قوة بالجهاد او توعية الناس كل حسب استطاعتة . دفع شبهة : سيقول الكثير وكيف ابدأ بالدعوة واصلاح الغير وانا مضطرب مع نفسى ولم اصلحها . . لابد من تهذيبها اولا قم الدعوة ثانياًُ . ان هذا القول ظاهرة فية الرحمة وباطنة فية عذاب كبير ، وهو مدخل من مداخل الشيطان على الانسان ليقعده اولا عن الدعوة بحجة اصلاح النفس لكى يعزلة عن اخوانة ثم يجهز علية بعد ذلك بمفردة ، فالذم فى الاية الكريمة " اتامرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون " ليس مقصودا بة امر الناس بالبر ، انما مقصودا بة نسيان النفس .اى يجب عليك ان تامر الناس بالبر ولكن لا تنسى نفسك . وهل يستطيع مسلم مهما حاول وجاهد مع نفسة ان يرضى عن نفسة ويقول انة الان قد اصلحها ؟ 1 انه من فعل ذلك اصبح من الخاسرين " أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون " . الخلاصة انك اذا قمت بالدعوة ونسيت نفسك قصرت مع نفسك واذا اهملت الدعوة فستحاسب على تقصيرك هذا . مثلا انت لا تستطيع ان تترك الصيام بحجة انك لم تصلح صلاتك او ان خشوعها غير كامل لان كليهما فرض عين ، كذلك الدعوة واصلاح النفس . بركة الدعوة الى الله : للدعوة الى الله بركات ، تصيب من يقوم بها ، ولا يشعر بهذة البركات الا كل من سار فى طريق الدعوة . يقول ابن القيم: ان بركة الرجل تعليمة للخير حيث حل ، ونصحة لكل من اجتمع بة ، قال الله تعالى اخبار عن المسيح فى القرآن " وجعلنى مباركا اينما كنت " صدق الله العظيم . اى معلما للخير ، داعيا الى الله ، مذكرا بة ، مرغبا فى طاعتة ، فهذا من بركة الرجل . ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة . كما ان تعليمة للغير يفتح بة باب الهداية ، فإن الجزاء من جنس العمل ، فكلما هدى غيرة وعلمة هداة الله وعلمة ، فبصير هاياً كما فى دعاء الرسول صلى الله علية وسلم الذى رواة الترميذى " اللهم زينا بزينة الايمان ، واجعلنا هداة مهتدين ، غير ضالين ولا مضلين ولاسلما لاوليائك ، حربا لاعدائك ، نحب بحبك من احبك ونعادى بعداوتك من خالفك " . فالبئر لن يتجدد مائة الا اذا اخذنا منه ، فإن تركناه ركد ماؤه واسن ، فمن اراد ان يجدد ايمانه فليدعو وليعلٌم غيره فهو اول من يستفيد من ذلك