
" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا "
آداب نبوية في المأكل والمشرب
ــ النهي عن التنفس في الإناء .
ــ لعق الأصابع قبل مسحها .
ــ النهي عن الأكل متكئاً .
ــ تقسيم شرب الماء على جرعتين أو ثلاث .
فما الفوائد المترتبة على تلك الآداب الشرعية:
فأما النهي عن التنفس في الإناء :
[ إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء فإذا أراد أن يعود فلينح ثم ليعد إن كان يريد ]
. ( )رواه ابن ماجة (رقم/3427) وحسنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/386)
فمن فوائده المحافظة على السلوك العام والنظافة، لأن تردد النفس في الإناء أثناء الشرب قد يكسبه زهومة ورائحة كريهة، فيعافه الشارب أو غيره لأجلها، كما أن النفس الخارج مضر بالصحة كما ثبت علمياً لأنه سموم ينفثها الجسم خارجه، فإذا امتزجت بالشراب ربما يفسد ويكون فيه ضرر على البدن.
وأما لعق الأصابع قبل مسحها :
فمن فوائده اتباع السنة لفعله صلـى الله عليه وسلم وأمره به، ومن الفوائد كذلك طلب بركة الطعام، كما قال صلـى الله عليه وسلم:(( " إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه ، فإنه لا يدري في أيتهن البركة " )) مسلم واللفظ له والبخاري 2035، إذن فقد تكون البركة فيما علق بالأصابع من الطعام، ومن فوائده كذلك احترام الطعام وحفظه عن الابتذال، وفي ذلك ما فيه من شكر النعمة، وذلك سبب للمزيد، كما قال الله تعالى: لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ {إبراهيم:7}.
وأما النهي عن الأكل متكئاً :
فمن فوائده الجليلة التواضع لله سبحانه وتعالى وإظهار العبودية له، كما قال صلـى الله عليه وسلم:(( آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد )) رواه ابن سعد بِسَند حَسن ، وأبو يعلى عن عائشة ،وحسنه الألباني ، مع ما في ذلك أيضاً من احترام المؤاكل واختيار أحسن الهيئات وأكملها وأدلها على التواضع.
ومن فوائده أيضاً كما قال العلماء أن أكل الإنسان متكئاً على جنب قد يضر بصحته لأنه يمنع مجرى الطعام الطبيعي عن هيئته ويعيقه عن سرعة نفوذه إلى المعدة لانضغاطها فلا يستحكم فتحها للغذاء.
وأما تقسيم الشرب إلى جرعتين أو ثلاث :
فمن فوائده كما في السنة:(( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثًا ، وَيَقُولُ : إِنَّهُ أَرْوَى ، وَأَبْرَأُ ، وَأَمْرَأُ ))) رواه مسلم (رقم/2028) ، ومعنى ذلك كما قال ابن القيم رحمه الله: أنه أشد ريا وأنه شفاء لتردده على المعدة الملتهبة دفعات فتسكن كل دفعة ما عجزت عنه الأولى، كما أنه أسلم لحرارة المعدة وأبقى عليها من أن يهجم عليها البارد وهلة واحدة ويسكن حرارة العطش لتدرجه وتمهله، وهو أسلم عاقبه من تناول الجميع دفعة لأن ذلك قد يؤدي إلى فساد مزاج المعدة والكبد وأمراض رديئة لعدم تمكن البخار الحار من التصاعد أثناء الشرب، إلى غير ذلك مما في هذا الهدي النبوي من إرشاد إلى أكمل الهيئات وأنفعها لسلامة البدن.
وللاستزادة حول هذا الأمر وغيره نرجو مراجعة زاد المعاد من هدي خير العباد للعلامة ابن القيم رحمه الله فقد أجاد فيه وأفاد.
