ليس الإنسان في حالة مزاجية واحدة , فهو أحيانا رائق وأحيانا أخرى متوتر, والأمر لا إلى أفعال إرادية دائما , 
 
بل بعضها يرتبط بالتقلبات الجوية , وبعضها بالبيئية , وبعضها بما لانعلم...
 
 
 
 
 
المهم أن علينا أن نعرف ماذا يدور في أمزجتنا , حتى لا نسمح لتعكر المزاج أن يفرض علينا شروطه .
 
وبالطبع فإنه يمكن لتقلباتك المزاجية أن تكون خداعة للغاية , فيمكنها وهي تفعل ذلك فعلا ,
 
أن تقودك إلى الإعتقاد أن حياتك اسوأ مما هي عليه فعلا.
 
 
فعندما يكون مزاجك صافيا تبدو الحياة رائعة , حيث تنظر للأمور بمنظار سليم وتتمتع كذلك بالفطنه والحكمة ,
 
فمزاج الإنسان عندما يكون رائقا فإنه لن يرى أن الأمور على درجة كبيرة من السوء , بل تبدو المشكلات أقل صعوبة
 
وأكثرطواعية للحل , وتنساب العلاقات والمحادثات مع الغير بكل يسر , وإذا حدث وانتقدك شخص ما , 
 
فإنك تتقبل ذلك بصدر رحب.
 
 
وعلى العكس , إذا كان مزاجك غير رائق , فإن الحياة تبدو لك صعبة ومضجرة بدرجة لا تحتمل , 
 
وتكون نضرتك للأمور غير سليمة , كما تأخذ الأمور بمحمل شخصي , وغالبا ما تسيء الظن بمن حولك , 
 
حيث تنسب إلى تصرفاتهم دوافع شريرة.
 
 
 
والمشكلة إن الناس لا يدركون أن أمزجتهم دائمة التقلب وبدلا من ذلك يعتقدون أن حياتهم قد انقلبت إلى الأسوأ من السابق ,
 
ولذا فإن الرجل الذي يتمتع بمزاج رائق منذ الصباح قد يشعر بالحب تجاه زوجته ووظيفته واحبائه ,
 
وربما يشعر بالتفاؤل بشأن مستقبله وبالرضا عن ماضيه , ولكن في الظهيرة , إذا كان المزاج متعكرا , 
 
فقد يقول : إنه يكره وظيفته , ويعتقد أن زوجته مزعجة , وأن أقربائه لا يستحقون المحبة منه وأنه لن يحقق هدفا
 
في مستقبله العملي , ولو سألته عن طفولته لربما أخبرك أنها كانت صعبة للغاية , 
 
وربما ألقى اللوم على أبويه وعائلته.
 
 
 
قد تبدو هذه التناقضات السريعة والجذرية ضربا من السخف , إلا أننا جميعا سواء في ذلك , فعندما يتعكر مزاجنا
 
نفقد نظرتنا الصائبة للأمور , ويبدو كل شئ كما لو كان سيئا , وننس تماما أنه عندما يكون مزاجنا صافيا
 
يبدو كل شئ على حال أفضل , إننا نتعرض لذات الظروف بشكل مختلف تمام الأختلاف ,
 
تبعا لحالتنا المزاجية , فعندما يتعكر مزاجنا , فبدلا من إلقاء اللوم على المزاج المتعكر نتجه إلى
 
الشعور بأن حياتنا برمتها سيئة , وكأن حياتنا قد انهارت فعلا في الساعة أو الساعتين الماضيتين.
 
 
 
 
بينما في الحقيقة أن حياتنا لا تكون على نفس درجة السوء التي تبدو عليها عندما يتعكر مزاجنا . ولذا ,
 
فبدلا من الإستمرار في الإعتقاد بأن الحياة هي فعلا سيئة , عليك أن تتعلم التشكيك في هذا الحكم ومحاولة
 
معرفة الدوافع ورائه في المزاج , فعندما يتعكر مزاجك , تعلم أن تنظر إليه على أنه :
 
 
 
 
حالة طارئة , قد تحدث لما ولكنها سوف تزول مع مرور الوقت , إذا كا تركتها وشأنها , 
 
إن المزاج المتعكر لا يتعبر الوقت المناسب لتحليل حياتك , ولذلك فهو بمثابة إنتحار عاطفي .
 
 
 
فإن كان لديك مشكلة لها ما يبررها , فإنها ستبقى بعد تحسن مزاجك لتحاول إصلاحها , والحيلة في هذه الحالة 
 
تتمثل في أن تشعر بالإمتنان عندما يصفو مزاجك , وإن تتقبل الأمور عندما يتعكر وألا تأخذها على درجة كبيرة من الجدية , 
 
وفي المرة التالية التي تشعر فيها بتعكر مزاجك , لأي سبب كان , فإن عليك أن تذكر نفسك 
 
ب (
إن ذلك أيضا سوف يمر).
 
مما راق لي