أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات،
بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا
النساء اكثر عرضة لآلام الظهر من الرجال ودور نفسية المرأة في ذلك
ليست كل آلام الظهر عضوية، ولكن يمكن جدا أن تكون نفسية، أو أن العامل النفسى هو الذى يلعب الدور الأكبر فى آلام مبرحة يمكن أن تشعر بها، وكثيرا ما نسمع شكوى «عظامى تؤلمنى»، وبالطبع تذهب إلى الطبيب الذى يصل بعد الفحوصات والتحاليل إلى أنه لا توجد أسباب عضوية ولكن ربما تكون هناك أسباب نفسية.
وكثيرة هى الحكايات التى رويت عن مرضى قطعوا شوطا فى علاج بعض الأمراض منها أمراض جسيمة مثل أمراض القلب وتبين أن التشخيص لم يكن دقيقا وأن الأمر لا يعدو إلا أن يكون مجرد عدم الإحساس بالرضى النفسى.
المهم هناك العديد ممن يعانون من الآلام الحادة في أجسامهم من وقت إلي آخر كنتيجة إصابات أو حوادث, ولكن هناك الاكثر ممن يعانون من آلام بأنحاء الجسم بصفة عامة وبآلام الظهر بصفة خاصة بدون أسباب عضوية حقيقية يستطيع الطبيب أن يصل من خلالها إلى أسباب هذا الألم، وبسبب أن الإنسان يفضل الشكوى من الآلام العضوية وعدم البوح عن الآلام النفسية فإن الشكوى تتفاقم من الآلام، وهناك من يقول إن 90% من المصريين يشتكون من آلام الظهر لأسباب نفسية.
وأوضح د. عادل عدور أستاذ العظام والأمراض الروماتيزمية أن كفاءة الجهاز الحركى فى جسم الإنسان بما فيه من عظام وعضلات وأعصاب تعتمد على حالة جهاز المناعة بدرجة كبيرة وأى خلل فى هذا الجهاز يؤدى إلى متاعب جمة لعظام ومفاصل الإنسان ومجموعة العضلات المحيطة بالجهاز العصبى به ومن أكثر الأشياء التى تؤدى إلى حدوث خلل فى جهاز المناعة وجود اضطرابات نفسية، وتتفاقم المشاكل المرضية المؤثرة على مفاصل الجسم مثل الروماتويد وخلافه بتأثر الحالة المزاجية أو الاضطراب المزاجى وتأثيره تأثيرا مباشرا على وجود آلام فى العمود الفقرى بالتحديد فى منطقة الفقرات القطنية أو أعلى الفقرات الظهرية أو العنقية، فهناك علاقة واضحة بين وجود متاعب أو اضطرابات مزاجية بوجود آلام فى الفقرات العنقية حيث دائما ما تكون مصحوبة بصداع قد يكون نصفيا أو وجود آلام فى منطقة العضلات والفقرات الظهرية، ويشعر المريض دائما بالإجهاد المستمر وعدم القدرة على القيام بوجباته بصورة طبيعية ومن أكثر المشاكل شيوعا فى العمود الفقرى آلام أسفل الفقرات القطنية، فهناك أسباب عديدة تؤدى إلى آلام أسفل الظهر منها أسباب وظيفية وقد تكون هذه الأسباب غير مبررة بسبب عضوى لوجودها، ولكن يشعر المريض بصفة مستمرة بآلام أسفل الظهر رغم أن كل الفحوصات تؤكد أنه لا يوجد سبب عضوى مباشر لهذه الآلام، ويصادف الأطباء مثل هذه الحالات من الشباب المضطربين نفسيا فى فترة إقبالهم على الزواج أو قبل الزواج مباشرة، فقد تشعر الفتاه بآلام أسفل الظهر هروبا من العلاقة الخاصة، بينما يشعر الشاب بالآلام أسفل الظهر خوفا من عدم قيامه بواجباته الطبيعية.
بينما الأكثر شيوعا شكوى السيدات عند وجود مشاكل أسرية تؤثر على نفسيتهن، فتشكو السيدة من أنها لا تستطيع أن تقوم بأداء وظيفتها الطبيعية من رعاية الأبناء والأسرة او العمل الخ، ودائما تشكو من آلام أسفل الظهر، حيث إن العمود الفقرى بصفة عامة هو محور ارتكاز الإنسان ولكى يقوم الشخص بحياته الطبيعية فلابد أن يكون عموده الفقرى سليما، ومعافى تماما، أما حينما يكون الإنسان ليس لديه رغبة فى القيام بأعماله ودائما ما يشتكى ان هناك آلاما فى محور الارتكاز الاساسي فى جسمه ويقول أشعر بآلام فى جسمى بصفة عامة وفى ظهرى بصفة خاصة يكون علاجه أولا عن طريق استبعاد أى خلل عضوى يسبب آلام الظهر مثل الانزلاق الغضروفى وبعد ذلك نبدأ فى كشف العلاقة بين الخلل المزاجى وآلام الظهر، ويكون لعلاج المريض نفسيا فى المقام الأول، وكثيرا ما اقوم بتحويل المريض إلى طبيب أمراض نفسية بعد التاكد من أن سبب آلامه هو الاضطراب النفسى.
ويوضح د. أنور الأتربى أستاذ الامراض النفسية والعصبية كلية طب جامعة عين شمس أن الألم هو ألم وهو أول شىء نتعلمه فى عيادة الألم، ولا يمكن التفرقة هل هو بسبب اضطراب نفسى أم عضوى لأن الألم واحد، والذى يوقظ دائرة الأوجاع سواء فى المخ أو الجسم أولها الاستعداد الشخصى، والضغوط النفسية، وهل التعبير عن الآلام النفسية مقبول فى المجتمع أم لا، ففى مجتمعاتنا الشرقية من الصعب للغاية أن الشخص يتكلم عن أحاسيسه وتألمه النفسى، ومؤخرا وجدنا أن لغة الحوار أصبحت هى لغة الجسد، وكثيرا ما تكون الرابطة مفقودة تماما لدى المريض، فمعظم المتألمين بسبب التوتر يصعب عليهم استنباط أن التوتر والقلق سبب آلامهم، وعندما يخضع لفحوصات شاملة من رأسه لرجليه للبحث عن سبب عضوى ولا نجده وتكون كل فحوصاته سليمة، فى هذه الحالة من الممكن أن يقتنع بعد أحاسيس عديدة مبهمة ومزيج من الخوف والرعب وانتظار المجهول وعادة يكون فى يقين كل إنسان أن سبب الألم لابد أن يكون عضويا، وهذا غير حقيقى فـ90% من الحالات التى ندرسها يكون ليس هناك أى سبب عضوى للألم، وهذا ينطبق على الصداع وعلى آلام الجسم عموما، وعادة البروتوكول الذى يتبعه الطبيب مع المريض هو أن سبب الألم عضوى حتى يثبت العكس، والملاحظ هو تقهقر لغة التعبير عن الأحاسيس وعن الحالة المزاجية عند المصريين، وهو تقهقر غير عادى، فهم يخجلون من التعبير عن القلق أو الضيق. فهل يعنى هذا أن الأحاسيس تبلدت بحيث لا يستطيع الإنسان أن يستنبط انه يشعر بضيق أو اكتئاب. والإجابة فى الحقيقة نعم، فقد حدثت حالة من التبلد فى الإحساس من كثرة الاضطرابات والضغوط والمشاكل التى لا تنتهى.
وأكد أن معظم الآلام لدى المصريين بعد البحث والتحرى الشديد مع أمهر الكفاءات الطبية أنها آلام نفسجسمانية، وليس لها أى تفسير عضوى، ووظيفة الطبيب من دافع الاهتمام بالمريض أن يربط بين ما يشعر به المريض من الألم وبين حالته النفسية.
من جانبه يقول الدكتور عزت الحاوى أستاذ جراحة العظام والعمود الفقرى بكلية الطب جامعة عين شمس انه يجب التفريق بين أنواع الآلام فهناك العديد من أنواع الآلام التى تقابلها العلاجات المناسبة، فهناك مثلا فرق واضح بين ألم الظهر بسبب العضلات وتلك الناتجة عن التهاب وتآكل فقرات العمود الفقرى، والآلام العضلية تهدأ مع الراحة، بينما الألم الناتج عن الروماتيزم التيبسى بالعمود الفقرى يزيد مع الراحة، وبالطبع هناك آلام ناتجة عن أسباب نفسية وتتداخل مع الأسباب الأخرى، وتكثر هذه الحالات عند النساء أكثر من الرجال.