التعافي من الولادة الطبيعية

[ام ارجواااااان]

لقد عملت جاهدة لولادة طفلك بشكل طبيعي. الآن، يحتاج جسمك بعض الوقت لكي يعود إلى طبيعته، لذا لا تتوقعي المعجزات! نحن نشرح لك ما الذي ستشعرين به في الأيام المقبلة. لماذا أشعر بالحاجة للتبوّل طيلة الوقت؟ عندما كنت حاملاً، قام جسمك بتجميع السوائل. بينما يعود جسمك الآن إلى وضعه الطبيعي، يجب أن تذهب هذه السوائل إلى مكان ما. يجب أن تتحلل السوائل الزائدة والأنسجة والدم، والتي احتجتها جميعها أثناء الحمل. ستترك جسمك عبر الكليتين من خلال البول. في الأيام التي تلي الولادة، سوف تتبوّلين أكثر وبكميات أكبر. فهذه طريقة يتخلص فيها جسمك من السوائل الزائدة. كما أنك ستتعرقين كثيراً. وربما تشعرين بالحاجة للاغتسال أكثر وأنت تمرين في هذه المرحلة. قد تكون قدماك وكاحلاك منتفخة لفترة، بما أن السوائل الزائدة في جسمك تتحرك. وربما يكون الانتفاخ أوضح من أي انتفاح أو تورم حدث لك أثناء الحمل. حتى لو كان جسمك يحاول التخلص من السوائل، فستبقين بحاجة إلى شرب الكثير من السوائل للمحافظة على صحة مثانتك. كما أن الحفاظ على توازن السائل في الجسم يحميك من الإمساك. إذا كنت أماً مرضعة، سوف تشعرين بالعطش، لذا تأكدي من وجود سائل تشربينه في متناول يدك وأنت تقومين بإرضاع طفلك. هل من الطبيعي ألا أعرف أنني أحتاج إلى التبوّل؟ نعم، ولكن لا تقلقي، فلن يدوم هذا الإحساس. تسببه الأعصاب الموصولة إلى عضلات قاع الحوض لديك ، والتي تمددت أثناء ولادة طفلك. ستكون عضلاتك مخدرة لفترة معينة. من الشائع تسرب أو سلس البول بعد الولادة عند السعال أو العطاس أو الضحك أو القيام بالتمارين الرياضية. في المرحلة المتأخرة من الحمل، كان قاع الحوض لديك تحت جهد وإرهاق كبيرين. وقد وضع وزن رحمك ووزن طفلك والمشيمة والسائل الأمنيوسي ضغطاً على عضلاتك. بينما تلدين، تسترخي عضلات قاع الحوض لديك وتتمدد لتسمح للطفل بالخروج إلى العالم. يمكنك تقوية عضلات قاع الحوض لديك عبر القيام بتمارين قاع الحوض. في البداية، قد لا تشعرين بحدوث أي شيء كبير وأنت تؤدين التمارين. وربما لن تتمكني من القيام بأكثر من تحريك عضلاتك بحدة. استمري في المحاولة حتى لو لم تشعري بحدوث أمر كبير. بعد وقت غير طويل من ولادة طفلك، ستشرح لك طبيبتك سبب اهمية القيام بهذه التمارين. لذا، اسأليها كي تساعدك إذا شككت بأنك لا تقومين بتقنية التمرين بالشكل الصحيح. يجب أن يحلّ اكتسابك قاع حوض قوي المشكلة في غضون أسابيع قليلة. تحدثي إلى طبيبتك ما لم ينفع القيام بالتمرين. ربما تحتاجين لرؤية أخصائية علاج طبيعي متخصصة بالصحة النسائية أو ممرضة متخصصة بسلس البول. ما هذه الانقباضات في البطن التي أصاب بها؟ ما تشعرين به هو انقباض الرحم ليعود إلى حجمه الذي كان عليه قبل الحمل. مباشرة قبل ولادة طفلك، كان رحمك 25 ضعف الحجم الذي كان عليه قبل أن تصبحي حاملاً. في غضون دقائق بعد الولادة، يبدأ رحمك بالانقباض فيطبق مثل قبضة اليد. تصبح الأنسجة ذات الخطوط المتصالبة مشدودة كما هو الحال عندما كنت تدفعين لولادة طفلك، فتسبب ألم الانقباض، والذي يسمى "ما بعد الألم". وربما يتشابه هذا الألم مع آلام الدورة الشهرية. ويستغرق رحمك أسابيع بدل أيام ليرجع إلى حجمه الطبيعي. سوف تفحص طبيبتك رحمك بعدما يولد طفلك. سوف تضع يدها على بطنك لتشعر بأعلى الرحم وعلاقته مع أسفل البطن وعظمة العانة. دعي ممرضة التوليد تعرف إذا كنت تشعرين بألم عندما تقوم طبيبتك بذلك، فربما تكوني مصابة بالتهاب في هذه الحالة. تبدأ الطبقات الداخلية للخلايا التي تغطي رحمك بالانسلاخ. وسوف تترك جسمك كجزء من إفرازات شبيهة بالطمث تسمى "حيض ما بعد الولادة". وقد يدوم الأمر حتى ستة أسابيع. ويظهر الدم أحمر فاتحاً في البداية، ثم يفتح لونه أكثر بالتدريج إلى أن يبهت إلى اللون الزهري ثم الأبيض المصفرّ قبل أن يتوقف. لماذا أبدو وكأنني ما زلت حاملاً؟ لقد ضعفت وتمددت عضلات بطنك ويحتاج رحمك إلى بعض الوقت لكي يتقلص. بعد الولادة الطبيعية، ينصح بالبدء بتمارين عضلات البطن في أقرب وقت ممكن. مما سيساعدك على استعادة قوامك ويقلل من احتمالات تعرضك لآلام الظهر. ابدئي بلطف مع برنامج تمارين رياضية. اصغي إلى جسمك، واعملي بنصيحة طبيبتك قبل مباشرة التمارين إذا كنت قد عانيت من ألم في الظهر أو الحوض أثناء فترة حملك. هل سيكون لدي حليب (لبن) لإرضاع طفلي؟ عندما تلدين، يعود جسمك إلى العمل مرة ثانية. يحفز مصّ طفلك وهرمونان هما البرولاكتين والأوكسيتوسين إنتاج الحليب. إذا تسببت جلسات الرضاعة الطبيعية الأولى بانقباضات في البطن، فالسبب يعود إلى أن الأوكسيتوسين يحفز أيضاً تقلصات الرحم أو "ما بعد الألم". في كل مرة ترضعين فيها طفلك، يرسل جسمك إشارة إلى الدماغ لكي ينتج المزيد من الهرمونات التي تنتج المزيد من الحليب. إنها عملية عرض وطلب. إذا قررت ألا تقومي بالرضاعة الطبيعية، سوف ينتج جسمك الحليب لكي تبدئي به، وربما سيجعلك تشعرين أن ثدييك شديدا الامتلاء. لكن من دون طلب المزيد، سوف يجف حليبك. إن الحليب الأول الغني يسمى "اللبأ"، ويتم إنتاجه بكميات قليلة فقط. بعد يومين إلى خمسة أيام، يجب أن يأتي حليبك. إن جميع الأمهات تقريباً قادرات على إنتاج الكثير من الحليب. لو كنت قلقة من أن طفلك لا يحصل على كفايته من الحليب ، تحدثي في المسألة إلى ممرضة التوليد أو طبيبتك. قد تجدين السبب عدم تمسك طفلك بالثدي جيداً. متى سأتمكن من الجلوس بشكل مريح؟ من الشائع أثناء الولادة الطبيعية أن يحدث تمزق صغير ما بين فتحة المهبل والمخرج (الشرج). يشفى هذا التمزق عادة بسرعة، لكن التمزق أو الجرح (القطع بالعجان) قد يستغرق وقتاً أطول. ربما تكون القطب أو الغرز مؤلمة لعدة أيام أو حتى أسابيع. تحدثي إلى طبيبتك إذا كنت قلقة بشأن الألم أو كيفية شفاء الشرج، ولا تنسي تمارين قاع الحوض. إن القيام بهذه التمارين قد تساهم في تخفيف الانتفاخ وتعجل من عملية الشفاء. لماذا جميع انفعالاتي وأحاسيسي مشوشة وفوضوية؟ مثل جميع الأمهات الجديدات، ستكون مشاعرك متقلبة. قد تكون هناك العديد من الأسباب منها: انزعاج جسدي بعد ولادة طفلك متطلبات العناية بمولود جديد مخاوف بشأن التربية والأمومة الحرمان من النوم التغيرات الهرمونية مهما كان السبب، من الطبيعي أن تشعري بطغيان المشاعر والأفكار وأن تميلي إلى البكاء لأيام قليلة بعد ولادة طفلك. هذه الحالة تسمى "حزن الطفل". ما لم تخفت مشاعر القلق والإحباط خلال الأسابيع القليلة الأولى أو شعرت بأن هذه الأحاسيس تسوء بدل أن تتحسن، أخبري طبيبتك بذلك. ربما تكونين مصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وستحتاجين إلى مساعدة في هذه الحالة لكي يتحسن وضعك. أنا مجهدة. كيف أتعامل مع الأمر؟ إذا كانت مجرد هذه القراءة حول كل هذه الأمور تشعرك بالرغبة في أخذ قيلولة، فلا عجب من ذلك. إن التحول الدراماتيكي من امرأة حامل إلى أم جديدة أمر مرهق. خلال بضعة أسابيع فقط، سيقلب جسمك هذه التحولات التي استغرقت تسعة أشهر كي تحدث. من الجيد بالفعل الحصول على مزيد من الراحة أثناء النهار عندما يكون طفلك نائماً. قد يكون هذا الأمر صعباً إذا كان لديك اطفال آخرون يحتاجون إلى العناية، لذا حاولي إبقاء الصديقات والعائلة حولك. اصغي إلى جسمك وخذي قيلولة إذا استطعت ذلك. سوف تتجاوزين هذه الأيام المبكرة عبر انتهاز فرصة للراحة عندما تستطيعين وبمساعدة أفضل عامل إلهاء لديك: مولودك الجديد الجميل.