الأنانية

[حياتي توأمي]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين و بعد :-
للأنانية ثلاث مراتب :-


المرتبة الأولى : التمحور حول الذات :-
وهذا التمحور يكشف لنا ملاحظتين :-
الملاحظة الأولى :-

إنهماك الإنسان في تحصيل الأشياء لذاته فقط فيسخر كل طاقاته و إمكاناته لأجل ذلك ويرفض أن يعطي ولو جزءا بسيطا من هذه الطاقات و الإمكانات لخدمة الآخرين من أبناء المجتمع فيعيش في دائرة مغلقة .
الملاحظة الثانية :-

تحول ذات الإنسان الأنانية إلى قيمة عليا يقيس بها كل شئ وينظر من خلالها كل شئ على خلاف الإنسان السوي حينما تعرض عليه فكرة يعرضها على العقل .

أما الشخص الأناني :-

فإنه يخضع للأفكار و الرؤى التي تعرض عليه إلى مقاييس المصلحة الشخصية أو الربح و الخسارة وهو مستعد لأن يدوس كل القيم تحت قدميه إذا تعارضت مع مصالحه الشخصية .

الأمر الخطير في تقديس الذات :-

هو تحول الذات إلى آله يعيد كما ورد في القرآن الكريم حيث قال الله عز وجل ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه ) ويكون المقياس عنده أن الحق وافق هواه و الباطل ما خالفه .

المرتبة الثانية :-

هي مظاهر الأنانية و تتمحور في أمور عدة هي كالتالي :-
طبعا قبل كل شئ أقول أن الأنانية مرض عضال يتفاقم ويزداد في شخصية الإنسان الأناني و يفرز صفاتا سلبية فإذا نظر إلى نفسه ووجدها هي العليا وهي الفاهمة المفهمة لا غير فإنه في هذه الحالة تبرز فيه الحالات التالية :-


1- الحالة الأولى ( التعصّب ) :-

فتجد الأناني كائن من كان عالما أو مثقفا أو دون ذلك يكون على الدوام متمحور حول ذاته يصاب تلقائيا بمرض التعصب للرأي أو الجماعة مهما كان هذا الرأي خاطئا أو كانت جماعته تسير على الخطأ وهذا ما يلمس من أفراد كثيرون يعيشون في مجتمعاتنا و القرآن الكريم قد ذم هذا التعصب الأعمى حيث قال ( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حميّة الجاهلية ) .

2- الحالة الثانية ( التكبر ) :-

يتولد في نفسية الإنسان الأناني هذا العنوان بقوة , ومعنى التكبر رؤية النفس بأنها أفضل وأعلى من الآخرين بسبب النظرة التي ينظرها الأناني لنفسه والقرآن صريح في ذم أهل هذه الصفة حيث قال تعالى ( أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ) .
3- الحالة الثالثة ( الرياء ) .
4- الحالة الرابعة ( الغرور ) .

المرتبة الثالثة :-

سعادة الآخرين و العمل ضدهم :-
ولا يخفى عليكم أن مرض الأنانية الخطير في مراحله الأولية يكون الفرد الأناني مهتما بمصالحه فقط ولا يهتم بمصالح المجتمع .

وبعد ذلك ينتقل إلى درجة ثانية :-

وهذه الدرجة هي بروز الصفات الأنانية مثل :-

* التعصب .
* وحب الظهور .
* و الغرور و الحسد للآخرين .
ومن ثم ينتقل من هذه المرحلة إلى مرحلة التصور :-
أن الآخرين هم السبب في منعه من الوصول إلى ملذاته وسعادته و مقاماته وبرى إشباع رغباته و بروزه لا يكون إلا عن طريق سحق الآخرين و يبني لنفسه وجودا على إنقاض الآخرين فيبدأ المسير بهذه الصورة ويكون كالمجرفة تجرف كل من يقف في طرقها أعاذنا الله أن نكون كذلك و الحمد لله رب العالمين و سلام على من اتبع الهدى ..