خلال مدة الحمل تكون الأجنة كلها متخذة وضعاً واحداً داخل الرحم و هو أن تكون الرأس لأعلى و المقعدة هى التى تكون لأسفل فى مواجهة عنق الرحم
قبل نحو 3 ـ 4 أسابيع من الولادة ، نجد أن أغلب الأجنة ( 94 % ) من الأجنة تغير من وضعها بحيث تصبح رؤوسهم إلى أسفل فى مواجهة عنق الرحم و مقعدتهم لأعلى ، وذلك ما يُعرف باسم وضع المجىء بالرأس استعدادا للولادة و هو الوضع الطبيعى للولادة
و لكن ليس كل الأجنة تتمكن من تعديل وضعها كما سبق ، فنحو ( 5 % ) من الأجنة لا تستطيع ذلك بالفعل ، و هؤلاء يظل وضعهم كما هو ، أى تكون الرأس لأعلى بينما تكون المقعدة و الساقين يكونوا لأسفل فى مواجهة عنق الرحم ، فيما يُعرف باسم وضع المجىءبالمقعدة أو وضع الجلوس
ليس معنى ذلك حدوث أى مكروه لهم فأغلب هؤلاء الأجنة يولدون بصحة جيدة و لا يعانون من أى مشاكل
و لكن أهمية هذا الموقف تنعكس على الأم و الطبيب ، و بعد أن نوضح لك حقيقة هذا الأمر ستجدين أن الموقف ليس بالأمر العسير أو الصعب ، و ستعلمين أن هذه الولادة ستمر بكل سلاسة و هدوء إن شاء الله
أنواع وضع المجىء بالمقعدة
(1) الوضع القدمى :و فيه تكون قدم واحدة أو القدمين أقرب لعنق الرحم من المقعدة
(2) وضع الساقين الممتدتين : و فيه تكون المقعدة فى مواجهة عنق الرحم و الساقين ممتدتين لأعلى لتصبح القدمين لأعلى عند الرأس
(3) وضع الساقين المثنيتين :و فيه تكون المقعدة مواجهة لعنق الرحم و الساقين مثنيتين عند الركبتين لتصبح القدمين لأسفل عند المقعدة
كيفية تشخيص مثل هذه الحالات
أولاً : الفحص الخارجى حيث يقوم الطبيب بفحص بطن الأم و التركيز على مناطق معينة من البطن لتحديد مكان رأس الجنين و مقعدته و أطرافه
ثانياً : الفحص باستخدام الأشعة التليفزيونية
ثالثاً :الفحص باستخدام نوع خاص من أشعة إكس لتوضيح مدى إتساع عظام حوض الأم و قدرتها على الولادة الطبيعية أم حاجتها إلى تدخل جراحى
و لكن نظراً للحركة الدائمة للجنين و عدم استقراره على وضع محدد ، فمن الصعب على الطبيب أن يجزم لك بوضع الجنين النهائى إلا عند بدء الولادة فعلاً
العوامل المصاحبة لوضع المجىء بالمقعدة
يزداد حدوث هذا الوضع مع الحالات التالية :
(1)الولادات المتكررة من قبل
(2)الحمل الحالى فى أكثر من جنين أى التوأم
(3)الزيادة المفرطة أو القلة الكبيرة فى السائل الأمنيوسى المحيط بالجنين
(4) حالات المشيمة المتقدمة
(5) وجود عيوب تشريحية فى الرحم من ناحية الحجم و الشكل
(6) وجود ورم ليفى فى الرحم
(7) الولادة المبكرة لأطفال مبتسرين
تعديل الوضع من الخارج
- فى عدد قليل من الحالات يمكن للطبيب تعديل وضع الجنين لتكون رأسه لأسفل ومقعدته لأعلى ، من الخارج عن طريق حركات معينة يؤديها بيديه على بطن الأم من الخارج
- كما يجب ملاحظة ضربات قلب الجنين قبل و أثناء و بعد هذه المحاولة ، و عند حدوث أى مشكلة يجب توقف المحاولة فوراً
- غالباً ما تنجح هذه المحاولة ، و لكن بعض هذه المحاولات لا يُكتب لها النجاح أو يعود الجنين إلى الوضع الأول بعد نجاح المحاولة
الولادة الطبيعية لجنين فى وضع المقعدة
- عند ولادة جنين فى وضع الولادة الطبيعى ( الرأس فى مواجهة عنق الرحم ) ، يكون الجزء الذى يُولد أولاً هو أكبر و أقوى جزء من جسم الجنين ألا و هو الرأس مما يجعل ولادة باقى الجسم سهلاً يسيراً
- فى حالة الجنين فى وضع المقعدة تكون المقعدة هى أول ما يتم توليده ، بينما تكون الرأس هى آخر ما يتم ولادته الأمر الذى يكون صعباً و غير يسير
- و هناك مشكلة أخرى تتعلق بالمجىء فى وضع المقعدة ألا و هى إنزلاق الحبل السُرى إلى عنق الرحم ، و حين تبدأ الولادة ينزلق الحبل السُرى إلى المهبل ـ بسبب حركة مقعدة و ساق الجنين ـ مما يسبب بطء أو توقف إمداد الجنين بالدم و الأكسجين
- فى أغلب الولادات التى تكون قبل موعدها ( المبتسرين ) يكون الجنين فى وضعالمجىء بالمقعدة ، و نظراً لأن هذا الجنين يكون غير مكتمل النمو و صغير الحجم فيجب اللجوء إلى الولادة القيصرية كى نـُجنب الجنين أى إصابات فى الرأس أو أى مشكلة تتعلق بالحبل السُرى
متى يتم الاعتماد على الولادة الطبيعية فى حالات المجىء بالمقعدة ؟
(1)فى حالة أن الجنين مكتمل النمو و يأخذ وضع الساقين الممتدتين
(2) بعد تأكد الطبيب من أن حجم الجنين أقل من سعة حوض الأم مما يجعل الجنين يمر بسهولة عبر عنق الرحم و المهبل
(3)عدم ظهور أى علامات خطر على الجنين و ذلك بالمتابعة الدائمة لضربات قلب الجنين
(4)تطور مراحل الولادة يسير بصورة طبيعية و خاصة إتساع عنق الرحم و حركة الجنين لأسفل
(5)أن يكون عندك الإرادة و الرغبة فى المساعدة أثناء الولادة و خاصةً عندما يُطلب منك الدفع لأسفل و تنظيم حركة التنفس
(6)أن يكون مكان الولادة مكتمل الاستعدادات و التجهيزات للجوء إلى الولادة القيصرية فى أى وقت عند حدوث أى طارئ.