أهلا وسهلا بك إلى منتديات حوامل النسائية.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا
العودة   منتديات حوامل النسائية > المنتديات العامة > المنتدى الاسلامي العام

المنتدى الاسلامي العام ومن يتق الله يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب منهج أهل السنة والجماعة


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 05-09-2010, 06:53 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اوراق الخريف
اللقب:
عضوة مميزة
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية اوراق الخريف

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 6931
المشاركات: 1,727 [+]
بمعدل : 0.31 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 73
نقاط التقييم: 143
اوراق الخريف will become famous soon enoughاوراق الخريف will become famous soon enough
 

الإتصالات
الحالة:
اوراق الخريف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي الشطحات الفـكرية لـــ ( خالص جلبي ) كاتب الشرق الأوسط والاقتصادية




يؤمن بالمذهب السلمي بدعوى نبذ العنف! ويفسر مفهوم "الجهاد" مادياً ! ويقول أن الحقيقة المطلقة لا يمتلكها أحد ! كما أن الإنسان لا يستباح دمه من أجل رأيه مهما كان ! عمد إلى تشويه تاريخنا الإسلامي ! وهاجم بعض وجوه الصحابة الكرام ! وشبه محمد الفاتح بشارون وهولاكو كما شبه معاوية رضي الله عنه بقيصر الروم !

وصم ثقافتنا بأنها ميتة! وإن فكرنا الإسلامي كسيح ! والصحوة الإسلامية انتحار بالعودة إلى الماضي! ودافع عن الزنادقة والمرتدين ! وبارك محاكمة وإعدام المجاهدين ! ودعى الفلسطينين لعزف الموسيقى بدل المقاومة المسلحة ! فالحرب بنظرة لا يمارسها إلا المتخلفون، فالعالم المتحضر يتعامل بالحوار ! وأشاد بغاندي لأنه نبيل وهو ما يحتاجه أهل فلسطين !

والعالم البريطاني داروين أعطانا (بزعمه) مفهموماً جديداً لمعرفة نشأة الحياة ! وأحمد ديدات (الداعية) أنموذج لتحريض نزاعات قديمة، لا تزيد إيمان المسلمين وتثير الآخرين!

هذا باختصار شديد (بعض) شطحات الكاتب الدكتور (خالص جلبي) الفكرية ! التي تعجّ بها مقالاته اليومية أو الأسبوعية، أو مؤلفاته خلال مسيرة حياته ! وحتى لا نُتهّم بإننا نفتري على الرجل ونقوله مالم يقله، نضع بين يدي القاريء العزيز تحقيقات تلك الشطحات من نصوص ما كتب ! ! ولكن قبل ذلك لابد أن نتعرف على البطاقة الشخصية لـ(خالص جلبي)!!

أولا ً .. من هو خالص جلبي؟!

الدكتور (خالص جلبي) طبيب ومؤلف وكاتب سوري، يقيم حالياً في منطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية، حيث يعمل رئيساً لوحدة جراحة الأوعية الدموية في المستشفى التخصصي في بريدة.
ولد خالص عام 1945م في مدينة ( القامشلي) بسوريا، وتلقى تعليمه الجامعي في جامعة دمشق ، ففيها حصل على شهادة الدكتوراه في الطب البشري عام 1971م، وكان موضوع الرسالة الجزء الأول من كتابه (الطب محراب الإيمان) !

ثم في عام 1973م أصدر الجزء الثاني من هذا الكتاب، كما حصل على شهادة البكالريوس في الشريعة الإسلامية ، وكذلك شهادة الدراسات العليا في الجراحة العامة عام 1974م. في الفترة من العام 1975م حتى العام 1983م ، عاش خالص جلبي في دولة ألمانيا، وخلال هذه الفترة حصل على شهادة (الألمانية الفاخآرتس) في الجراحة العامة.

صدر له من المؤلفات حوالي (20) كتاب ، أبرزها:

- الطب محراب الإيمان (جزءان). ـ سيكولوجية العنف واستراتيجية العمل السلمي. ـ في النقد الذاتي. ـ العصر الجديد للطب. ـ أين يقف العالم اليوم. ـ جدلية القوة والفكر والتاريخ. ـ مخطط الانحدار . ـ ظاهرة المحنة.
كما يكتب حالياً في صحيفة (الاقتصادية) في زاوية يومية تحمل عنوان (يوم بيوم) ، وكذلك له مقال أسبوعي في صحيفة (الشرق الأوسط) يُنشر يوم الأربعاء في صفحة (الرأي)! أيضاً سبق لـ(خالص جلبي) أن كتب في صحيفة الرياض مقالات تربوا على(200مقال) مثلما كتب في مجلة (العربي) الكويتية و(الحضارة) السويدية ، و(الفيصل) السعودية وصحيفة (الجمهورية) اليمنية.!

يتميز خالص جلبي بأنه ذو قلم سيّال ومتعدد الأفكار خلال مقالاته اليومية والأسبوعية ، كما يتمتع بخلفية ثقافية غزيرة مع إطلاع واسع على شتى المصادر والمعارف وبالذات الغربية والأوربية تحديداً !
ولكن رغم ذلك لم يسلم (خالص جلبي) من الشطحات الفكرية التي تلحظها في أغلب كتاباته سواءً المقالات أو المؤلفات ! وهو ما سوف نستعرضه هنا إن شاء الله.

ثانيا ً .. مرتكزات فكر خالص جلبي..!

من يتابع كتابات (خالص جلبي)، أو حتى طرحه الإعلامي عبر اللقاءات أو البرامج التي يشارك، يخرج بإستنتاج لا يختلف عليه العارفون بفكره، وهو أن (خالص جلبي) يتبنى نظرية محددة لمعالجة (التخلف الحضاري) عند العرب والمسلمين، هذه النظرية تقوم على دعامتين، الاهتمام بالعلم وانتهاج السلم، من خلال فكرة محورية لتحقيق ذلك النهج، وهي (نبذ العنف) بكل أشكاله وصوره المشروعة وغير المشروعة وتطبيق نظم وقيم الحضارة الغربية عبر تجربتها التاريخية في الإصلاح الديني!!

لذلك لا يستغرب أن يعتقد (خالص) أن العالم لا يعيش في سلام ولا يزدهر العلم، وعليه يدخل المسلمون النادي الحضاري، إلا إذا تحقق لهم الأتي:
- الاحترام المتبادل، وقبول الرأي الآخر مهما كانت درجة مخالفته للآخرين.
- حرية الإنسان في الدعوة إلى ما يعتقده في كل مكان، فلا يستباح دمه من أجل رأيه!
- الإيمان بأن الحقيقة المطلقة لا يملكها أحد من البشر.
- الجهاد هو دعوة لإقامة حلف عالمي لرفع الظلم.
- نبذ العنف بكل أشكاله حتى المشروع منه وإحلال السلم مكانه (تجربة غاندي)!
- تحرير الفكر الإسلامي من القيود التي تراكمت عليه عبر التاريخ بسبب أسوار النقل حول العقل !

ثالثا ً .. موثرات فكر خالص جلبي..!

من يتتبع حياة (خالص جلبي) ويقرأ كتاباته بعمق ، يقف على أربعة مؤثرات كان لها أكبر الأثر في تشكيل وبناء فكره الذي أسس عليه جميع أطروحاته وآراءه التي يقول بها أو يدعو لها عبر مقالاته الصحافية أو مؤلفاته الفكرية.

هذه المؤثرات هي كالتالي:

ـ ظروف اعتقاله..

حينما كان (خالص جلبي) في بلده زج به في المعتقل ، فرزح تحت التعذيب والتنكيل، فكان لذلك أعمق الأثر باعتقاد (المذهب السلمي) وتبنيّ فكرة (نبذ العنف) بكل أنواعه حتى لو كان جهاداً وهو ما أعترف فيه في كتابه (سيكولوجية العنف واستراتيجية العمل السلمي) بما سيأتي توضيحه في الفقرة الخاصة بموضوع الجهاد عند خالص جبلي .

ـ جودت سعيد..

تأثر خالص جلبي بفكر (جودت سعيد) وهو بالمناسبة أخ لزوجته ليلى سعيد، حتى أنه ذكر ذلك صراحةً في كتابه (في النقد الذاتي ) عندما كتب إهداء الكتاب بقوله: (إلى أخي المفكر جودت سعيد فهو الذي غرس النباتات الأولى لهذا الاتجاه عندي)، وجودت سعيد هذا يعتبر من أبرز دعاة مذهب (السلم) ورفض العنف مهما كان وتحت أي مبرر حتى أنه جعله محور رئيس لكل كتاباته ومؤلفاته التي تأتي في طليعتها كتابه الشهير (كن كأبن آدم)!.

حيث يرى أو يعتقد جودت سعيد أن هذا المذهب الجديد في التعامل على مستوى الجماهير والدول هو الذي سيحّل القضايا الشائكة والمسائل الخطيرة ويحقق الأهداف المرجوة بخلاف السبل الأخرى ولو كان (الجهاد) !.
ولعل أخطر ما في توجهات جودت سعيد الفكرية أنه يعتقد أن (الوحي) و(النبوة) قد انتهى دورهما، مع وجوب استبدالهما بقراءة التاريخ والسنة الكونية، ومع هذا الاعتقاد الخطير ، فإن جودت سعيد يفسر التاريخ تفسيراً مادياً، وهذا ما أنسحب أيضا على فكر خالص جبلي في هذه المسالة الذي فاق أستاذه في هذه المسألة !.

في مقابل ذلك يأخذ جودت سعيد بالإطراء لفلاسفة الغرب ومفكريهم يمجدهم أمثال المادي كارل ما ركس أو الفيلسوف سقراط أو كونت أو غيرهم ! كما يؤمن بنظرية النشؤ والارتقاء (التطور) التي قال به العالم البرطاني تشارلز روبرت داروين ، أما على مستوى العقيدة فإنه ـ أي جودت ـ يحرف المعاني الشرعية كمعنى العبادة أو الشرك بمعانٍ يأتي بها من عندياته (كما ذكر ذلك الشيخ سليمان الخراشي)!! فما ظنك بتلميذ هذا أستاذه؟

ـ الحياة الألمانية..

وهي أحد وجوه الحياة الغربية التي تعكس كل أفكار ومفاهيم وتطبيقات المشروع الحضاري الغربي، لذلك ليس هناك أدنى شك بأن (خالص جلبي) قد تأثر بالحياة الغربية وسحره بريقها بل وصل إلى حد الافتتان بها وتصويرهما أنها الجنة التي يطمع إليه كل إنسان على هذا الكوكب ، وهذا يتضح جلياً من خلال مقالاته التي يشبعها استشهاداً أو تعليقاً وتضميناً بأفكار وآراء وتصورات فلاسفة الغرب ومفكريه ، لهذا لم يتورع أن يقول : " أمريكا تكذب ونواياها سياسية ولكن الأمل معقود في أوروبا " وبهذا نسي أو تناسى تاريخ أوروبا بحملاتها الصليبية ومواقفها من مذابح المسلمين في البلقان وأنها التي قسمت بلاد المسلمين باتفاقية سايس بيكو ، وفوق هذا أن أوروبا وأميركا يتبعون ملة واحدة يجمعهم حلف اسمه الناتو !!

ـ تجربة غاندي..

يقول خالص جلبي في مقاله (عصر الانحطاط في القرن 21)، عن أعظم الرجال تأثيراً خلال القرون الخمسة الفارطة: (وغاندي الذي أحيا منهج الأنبياء بدون نبوة وهو قهر الخصم بالحب دون قتله) ـ انتهىـ
وفي قول جلبي هنا تسطيح كامل لموضوع الاستعمار البريطاني للهند، فغاندي بزعمه أنه انتصر على التاج البريطاني (فقط) بالمقاومة المدنية! دون أن يشير إلى الوضع العالمي الراهن الذي شهد نهاية الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس (بريطانيا) عام 1945م، في حين أن الهند استقلت عن بريطانيا عام 1948م، وحتى لو افترضنا جدلاً أنه بالسلم فقط تحررت الهند! هل يمكن تطبيق هذه التجربة التي تعتبر (خاصة) على قضايا العالم الإسلامي! بل لنا أن نسأل هل فعل البريطانيين بالهندوس! ما يفعله الروس في الشيشان واليهود في فلسطين، والهندوس (أنفسهم)في كشمير ، أو ما فعله الصرب والكروات بمسلمي البوسنة وكوسوفا !!

يقول خالص جلبي أيضاً في مقاله بعنوان (الحاجة إلى غاندي في فلسطين) ما نصه : (إن العالم العربي بحاجة إلى شخصية كارزماتية من نوع غاندي يقود الجماهير بأسلوب اللاعنف نحو تحقيق أعظم الانتصارات بدون طلقة واحدة)! ـ انتهىـ عفواً يا جلبي .. فلسطين بحاجة لـ صلاح الدين (جديد)!!
وتحت هذه المؤثرات انطلق (خالص جلبي) في طرح أفكاره التي لم تسلم من الشطط وآراءه التي سجلت حالات منحرفة وهي ما نحن بصدده في السطور اللاحقة!!

رابعا ً.. مفهوم "الجهاد" عند خالص جلبي !!

كونه يؤمن بالمذهب السلمي ويرفض العنف بكل أشكاله وصوره حتى "المشروع منه" ، دون تفريق بين حق وباطل، فإنه حصر مفهوم (الجهاد) بالدفاع عن البشر المظلومين أياً كان دينهم المكرهين على تغيير معتقداتهم "وهذا بعد قيام دولة الإسلام"، أما قبلها فلا يجوز أي أنوع الجهاد!! يقول في مقال عنوانه (الاغتيال السياسي) في صحيفة الشرق الأوسط عن هذه المسالة: "الجهاد في الإسلام بتعريف مختصر هو دعوة لإقامة حلف عالمي لرفع الظلم عن الإنسان أينما كان ومهما دان"!! لهذا قال في مكاشفات صحيفة (المدينة) حول هذه النقطة: "ما عملته أمريكا مع سلوبودان ميلوسوفيتش يمكن أن يكون نوعاً من الجهاد"!

وهذا يدل على ناحيتين في فكر خالص جلبي، الأولى أنه فقير في السياسة وقراءة مجريات الواقع الدولي، حين اعتقد أن ما فعلته أمريكا مع يوغسلافيا كان إحقاقاً للحق ورفع الظلم، والواقع أن قيام أميركا ومعها حلف الأطلسي بضرب يوغسلافيا كان لهدف القضاء على بقايا الكتلة الشيوعية الشرقية!
الناحية الأخرى أن جلبي يعتقد بتفسير مغاير لقوله تعالى: {لا إكراه في الدين}! دون أن يفهم أن الجهاد في الإسلام شرع لإعلاء حكم الله ونشر دينه، ولكن لا يلزم الناس على الإيمان به فلا إكراه في الدين! كون "الجهاد" وسيلة عملية لإزالة الحجب والمعوقات التي تحول دون أن يرى الناس نور الإسلام ليؤمنوا به!

وعلى هذا الأساس نجد أن (خالص جلبي) يفسر التاريخ الحربي تفسيراً مادياً، فها هو يقول في كتابة (سيكولوجية العنف واستراتيجية العمل السري): كانت الحروب قديماً تؤدي دوراً من الغنائم والأسلاب والدقيق، واليوم فات وقتها، فكما تم إلغاء الرق فالعالم في طريقه لإلغاء مؤسسة الحرب!! - انتهى -
هكذا الحرب في نظر جلبي غنائم ورق، وهو هنا يزعم ويحلم في آن واحد!! الأولى بشأن إلغاء الرق وهذا غير صحيح أو الثانية بشأن حلمه أو خياله بإلغاء مؤسسة الحرب وكأنه لا يعيش في قرن ميلادي بدأت فصوله بعدوان دولة عظمى ـ أميركا ـ على دولة فقيرة ـ أفغانستان ـ!! لأن (خالص جلبي) يرى أن الحرب غدت موضة قديمة يمارسها المتخلفون وكل بؤر النزاع والحروب في العالم اليوم هي في معظمها مناطق المتخلفين! (نفس الكتاب)! وبهذا يتعامى الجلبي عن وضعية الدول التي تقوم الحروب! أليست الولايات المتحدة الأمريكية رأس الدول المتحضرة؟! هي مشغل نار الحروب في أصقاع الدنيا وقائدة الأبرياء إلى أتونها!

كل ذلك لأنه يتطلع لإقامة (الدولة العالمية) التي ستحتكر السلاح والخبز، فتلغي الحروب بين الدول وتنهي عصر المجاعات! وهنا تعجب! فأقل الناس حظاً في قراءة الواقع المعاصر يمكن له أن يسّفه هذا الحلم الفارغ من كل المقومات المعقولة لتحقيقه على أرض الواقع بين دول وشعوب تختلف في أديانها وثقافاتها وتاريخها بل وفي مطامعها ومراميها على مستوى العالم المرتبطة أصلاً بمصالحها القومية! إنها أحلام المفكرين! والغريب أن خالص جلبي ينتقد من يقوم بتفسير التاريخ ماديا ً في مقال ( التفسير المرضي للتاريخ ) دون أن يشعر أنه يركب هذه الموجة .

خامسا ً .. المقاومة المطلوبة عند خالص جلبي..

ما تحدثنا عنه في السطور السابقة، سواءً ما يتعلق بتجربة غاندي أو بمفهوم الجهاد وتاريخ الحرب أو حلم خالص جلبي بدولة عالمية تحتكر السلاح وتُطعم الخبز ! يقودنا إلى تصوره للمقاومة المطلوبة على أرض الرباط والجهاد في فلسطين، فرأيه أو دعوته حيال المقاومة المباركة ـ الانتفاضة ـ دعوة خطيرة!
يقول في مقال عنوانه (جدوى المقاومة المدينة) ما نصه:"ماذا ستفعل إسرائيل لو تحركت مظاهرات صامتة كل يوم؟ ماذا ستفعل لو قامت إضرابات وحركات اعتصام جماهيرية! أو مشت الألوف تلبس الأكفان أو قامت الاحتفالات الجماهيرية في الساحات العامة كما رأينا في يوغسلافيا تعزف الموسيقى أو تقيم مسارح نقدية ساخرة ؟

بعد هذا التخريف يقول أيضاً: "أنه منظر حساس للغاية أمام شاشات الغرب وتأنيب رهيب للضمير الإسرائيلي" انظر للجهل المطبق ينشد الغرب وهو من زرع دويلة الكيان اليهودي في قلب الأمة الإسلامية، وينتظر تأنيب الضمير عند اليهود وهم الذين أقاموا المجازر لأهلنا في فلسطين بشراكة يشهد لها التاريخ من الغرب الصليبي ، كما يقول : " لو كانت المقاومة في فلسطين مدنية لتغير الوضع ، وتم رفع الأمر للمنظمات الدولية وما كان سيحدث قتل " ـ انتهى ـ !!

إن الدكتور خالص جلبي يكشف نفسه بطريقة سهلة بجهله طبيعة الصراع مع اليهود الذين يسيطرون على المنظمات الدولية منذ نشأتها ويتحكمون بإعلام عالمي الدكتور خالص من ضحاياه بترديد هذه الخزعبلات ، مثلما أنه تلميذ فاشل في فهم تاريخ هذا الصراع!! لأن أنموذج المهاتا غاندي حاضراً في قلبه وعقله!! لهذا يقول في مقالة (الحاجة إلى غاندي في فلسطين).. الآتي:
"ولنتصور بدل القتال المسلح في مخيم جنين لو خرج الأطفال والنساء والرجال بدون سلاح في وجه الدبابات الإسرائيلية وتحت عدسات المصورين هل يمكن أن يحدث حجم الدمار الذي حدث؟

هذا القول المتهالك يؤكد أنه يردد الرواية الإسرائيلية عن مجزرة جنين، مثلما يدل على أن هذا الأسلوب الجلبي ليس إلا اقتراح مجنون ينقل مكان المجزرة من داخل المخيم إلى خارجه!!
وحجة خالص جلبي في ذلك يترجمه في مقاله (جدوى المقاومة المدنية) بقوله: "أما يقظة الشعوب واعتماد سلاح (المقاومة المدنية) فهو سلاح (استراتيجي) أخطر من كل السلاح النووي".. لماذا أيها الدكتور الغاندي؟!
يقول في موضع آخر: "لقد ضاع مقتل الدرة في هدير قتل اليهود بعد ذلك وإلقاء جثثهم أو تفجير الباصات."! لذلك يرى خالص جلبي أن نعمد للمقاومة المدنية، لأنها كما يقول في نفس المقال: "أساليب الأنبياء، صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة"

وهنا خلط عجيب، فهل أسلوب الأنبياء الرضوخ وتقديم الرؤوس للقطع، أم مقاومة الظلم، كما أن حال المسلمين في مكة إبان الدعوة يختلف عنه في فلسطين اليوم وسط محيط مليار مسلم!! ولا عجب فالدكتور خالص جلبي لم يستطع أن يحدد مفهوم الجهاد وفق مقاصده الشريفة العليا، فضلاً عن أن يفرق بين جهاد الطلب وبين جهاد الدفع!.

سادسا ً .. الصحوة الإسلامية وفكرها عند خالص جلبي:

حتى تعرف الاضطراب الذي يعيشه الدكتور خالص جلبي في قراءة الواقع وتأثيرات النزعة المادية التي تتجلى في فكر أستاذه جودت سعيد، نقف معه في هذه الفقرة حول نظرته للصحوة الإسلامية وحكمة على فكرها!
فهذه الصحوة المباركة التي أعادت شعوب الأمة إلى دينها وجعلتها تستشعر واقعها المرير وتفكر في مصيرها وتلبي نداء (حي على الجهاد) في المواقع المستباحة في عالمنا الإسلامي، هذه الصحوة. التي تتصاعد وتيرتها يوماً بعد يوم، يتساءل حولها الدكتور خالص بما يشبه الطعن في حقيقتها،

حيث يقول في مقالة في الشرق الأوسط المعنون بـ(هل الصحوة الإسلامية صحوة؟) ما نصه:
"يكثر الحديث اليوم عن ظاهرة (الصحوة الإسلامية) فهل هي فعلاً ولادة جديدة للعقل المسلم أم أنها سراب بقيعة يحسبه الظمآن ما؟ فأما نموذج (ديدات) فهو تحريض لنزاعات قديمة بكلمات جديدة لا تزيد إيمان المسلمين وتثير ردود فعل الآخرين، وأما الفكر التقليدي فما زال متمدداً في استراحة فقهاء العصر العباسي يردد أدعية كافور الإخشيدي".

الصحوة صارت (سراب) أو هكذا يريد وأحمد ديدات يحرض على نزاعات قديمة! رغم أن المناظرات الدينية مع الأديان الأخرى وخاصةً أهل الكتاب هدي قرآني كريم! والأعجب من ذلك قوله في مقال (الصراع المذهبي): "في النقاش الذي كان يدور بين جيمس سواكرت القس الأميركي وأحمد ديدات الشيخ الهندي كان يحاول كل منهما أن يثبت للآخر أن دينه خطأ". وهذا كذب واضح على القارئ، فموضوع تلك المناظرة كان (هل الإنجيل حكمة الله)؟ ولم يكن عن الإسلام والنصرانية حتى أن الداعية ديدات كان خلال مناظرته يركز على أسلوب كشف تحريف الإنجيل من نصوص الإنجيل !! وفيها سقط القس الأميركي إلى غير رجعة حتى بين أتباعه!!

أما قول خالص جلبي (حركات الإسلام السياسي)، فهذه اقتبسها من قواميس فروخ العلمانية التي تتردد في الخطاب العلماني والليبرالي معا ً! فالإسلام دين وسياسة معاً! أما الفكر التقليدي فلم يوضح بدقة مقصده حياله! وإن كانت حروفه اللاحقة تبنئ عن شيئ!
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فـ(خالص جلبي) يقول عن الفكر الإسلامي في ملحق (الرسالة ) التابع لصحيفة ( المدينة ) : "الفكر الإسلامي كسيح ويحتاج للعكازات دوماً"!. دون أن يحدد طبيعة هذه العكازات! إنما اكتفى بقوله في نفس الملحق عندما سئل: لماذا الآخرة غير حاضرة في مشروعك؟! أجاب قائلاً: "أستطيع أن أرثي لكم فقط، لأن المسلمين مشكلتهم دنيوية أرضية واقعية، وأنت تبحث في المتافيزيقيا مثل مريض السل الذي تريد معالجته هذه الأيام بالدعاء.. ما لم يحصل نقله نوعية في التفكير، وهذه لن تحدث بدون صدمة مزلزلة لكل الفكر التقليدي، والمسلمون شبعوا من الحديث عن الآخرة".
لماذا هذه الصدمة، يجيب بموضع آخر بقوله: "العقل محاصر بأسوار من النقل"، ومعروف أن النقل هو ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم .

وهذا يفسر مزاعمه حول ثقافتنا في مقالة المعنون بـ( الصراع بين القديم والجديد).. حيث قال: "نحن نعيد إنتاج ثقافتنا، وهناك الكثير من الأفكار التي تشكل الخريطة الذهنية عندنا هي أفكار ميتة، جدير بها أن تودع إلى المقبرة في جنازة تليق بها، نحن ننتسب إلى ثقافة غير فعالة لا تؤدي دورها..".
إذاً من الطبيعي أن تكون الصحوة في نظر الدكتور/ خالص جلبي (انتحار) بالعودة إلى الماضي، كما جاء في نص مقاله(عندما يدخل المجتمع ليل التاريخ) المنشورة في الشرق الأوسط بقوله: "وما يسمى بالصحوة الإسلامية هي انتحار بالعودة من أنوار العصر إلى أيام الحاكم المملوكي".

لأنه لا يعرف من تاريخنا إلا عصر المماليك، أما القرون المفضلة التي تعتبر رصيد الصحوة ومرجعيتها ونور تستنير به ، فهي خارج إطار التاريخ عند خالص جلبي!!
كما أنه لا يرى هذه الصحوة واقعاً إلا بمن يبيع دماغه لأشرطة التشدد الديني! وهو ما قاله صرحةً في موضوع آخر من المقالة السابق، حيث ورد فيه: "أما اليوم فنحن في مواجهة تنين من الاستبداد يقذفنا بشررٍ كالقصر... حتى قال.. وجمهور يبيع دماغه لأشرطة من موجات التشدد الديني وينتحر في كهوف تورا بورا".

مع ذلك لم يبخل علينا الدكتور خالص جلبي في حل مشكلة الفكر لدينا، حينما ردد ما قاله ويقوله طوابير العلمانية في عالمنا العربي في تشخيصهم المقلوب لخروج المسلمين من دوامة ( التخلف ) إلى القفز على مقاعد التطور الحضاري، بأن يسلكون ما سلكه الغربيون في أوروبا مع سلطة الكنيسة، وفي هذا يقول في مقاله (مشكلة المرأة): "لا يمكن حل مشكلة الفكر العربي بدون الدخول على مفاتيح إصلاح الديني كما حدث في أوروبا مع الكنيسة". وكأن الإسلام دين لاهوتي وعلماء الدين لدينا رجال دين كما في الكنيسة يمارسون سلطتهم باسم الرب، إن مقولة خالص جلبي تؤكد حجم الهزيمة النفسية الحضارية التي يعاني منها، كما تكشف إلى أي مدى يمارس معنا التزييف بقصد تمريره على عقولنا ، هذا ما كان والله المستعان .

انتهى الجزء الأول ، وإلى اللقاء إن شاء الله في الجزء الثاني .


(( وقد نقلت لكم هذا من خلاصة كلام الكاتب / محمد الكنعان ........ سلمه الله ))



اوراق الخريف





من مواضيع اوراق الخريف
0 دراسة | أن المرء بطبعه يعتقد أنه حر الإرادة أكثر من غيره من الناس.‎
0 أعتذر....ولـكن
0 جراحات تجميلية دقيقة .. قبل زفافك!
0 «توليفة طبية» من التمرينات الرياضية .. لمرضى السكري
0 نصيحة اب محشش لأبنه وقت الأمتحانات !!!
0 فن الأسترخاء
0 خمسة أشياء كلنا نريدها ونحاول الحصول عليها !!
0 اي نوع من الاطفال كنت ؟ (ادخل وشوف)..
0 لو أحد يسألك السؤال هذا ماهو جوابك ...
0 وين الاقي اكياس حفظ حليب الام
0 برنامج مهارات التفكير العالمي (كورت) ، واستراتيجيات التفكير الإبداعي (تريز) مع الدكتو
0 بالأشغال اليدوية:فكرة جميلة لتزيين شبشب الحمام
0 طرق الاستفادة من علب الكلينكس الفارغه - بالأشغال اليدوية
0 فرصة العمر التي لن تتكرر!!!!
0 متلازمة الاحتراق .. وعلاقته بالانهيار العصبي

التعديل الأخير تم بواسطة اوراق الخريف ; 05-09-2010 الساعة 07:15 PM
عرض البوم صور اوراق الخريف   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

جديد منتدى المنتدى الاسلامي العام

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 (Unregistered)

Privacy Policy - copyright

لا يتحمّل موقع منتديات حوامل النسائية أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في موقعنا، ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر .