ارفضي التهميش واكسري السقف الزجاجي المرأة شريكة الرجل في صناعة الحضارة بالرغم من اعتبار البعض بأن المرأة مواطن من الدرجة الثانية إلا أنها ولا شك شريكة للرجل في صناعة الحضارة ، وقد وصف هذه الصورة العالم الدكتور حسان حتحوت قائلاً : "لا يمكن لحضارة أن تبنى على شخص يقفز على رجل واحدة" فبدون النساء لا يستطيع الرجال تحقيق النهضة أو التقدم في المجتمع طالما أنهم لا يعترفون بالأدوار المتعددة التي يمكنها أن تلعبها بجانب الرجل في الحياة. بعض الأعراف والتقاليد البالية قامت بتهميش دور المرأة وقولبتها لتقوم بدور الزوجة والأم فقط ، وعن هذا الأمر تناول كتاب "تحرير المرأة فى عصر الرسالة" وهو يضم عدة مجلدات للدكتور عبد الحليم أبو شُقة وهو أحد علماء الأزهر الكبار ، وقام بتغيير نظرة المجتمع للمرأة حيث وصف لنا كيف كانت المرأة تعيش في أيام الرسول عليه الصلاة والسلام في عصر الرسالة وهو مرجع يتناول ما الأدوار التي يمكن أن تقوم بها المرأة في إطار الشرع ،عن طريق سرد لحياة النساء في زمن الحبيب المصطفي ، ولم ستخدم أي دليل سوى القرآن وأحاديث البخاري ومسلم فقط ، وخرج من هذه الأدلة الشرعية بتحليل بعض الأمور المتعلقة بالمرأة ، وللأسف هذا الكتاب ممنوع فى بعض الدول الإسلامية لأنه مخالف لعاداتهم القبلية. رموز معدودة ومن هنا ظهرت بعض الآفات فى مجتمعاتنا والمتعلقة بنظرة المجتمع للمرأة من خلالها تواجه بعض التحديات والصعوبات ومازالت مظلومة ومقهورة بعد ولم تأخذ بعض حقوقها التى كفلها لها الشرع والدين ، وعن هذا الأمر تحدث الداعية الدكتور طارق سويدان خلال برنامجه " علمتنى الحياة " قائلاً : لدينا مشكلة وهي قلة أعداد القيادات النسائية عبر التاريخ ، والغريب أن الرموز النسائية بالأجيال الأولي من الإسلام فى عهد الصحابة وأمهات المؤمنين لا تعد ولا تحصي ، وهذا الأمر اتضح خلال كتاب "نساء خالدات" والذي أشار إلى أن هذا العصر كان زاجر بالأسماء النسائية التي صنعت وشاركت فى بناء الحضارة الإسلامية. خلال هذا الكتاب حاول د.سويدان أن ينتقي من كل هذه الأعداد بعض هذه النماذج فقط ولم يستطع استعراض الجميع ، ولكنه للأسف عندما جاء دور العصور المتأخرة قلما وجد أسم بارز لامرأة يخلدها التاريخ ، مؤكداً أن هذه المشكلة لا تواجه العالم الإسلامي فحسب ولكنها مشكلة عالمية ، والدليل أن عدد الحاصلات على جائزة نوبل 11 امرأة فقط من 555 شخص حاصر جائزة نوبل والتي منحت من عام 1898 حتى عام 2000. قائدة من الدرجة الأولي وأشار الدكتور طارق سويدان أن المرأة باستطاعتها أن تكون قيادية ناجحة فى مجال العمل،لأن لديها قدرات تميزها عن الرجل وبالرغم من ذلك مازالت في الظل ، وهذا لا ينفي أن هناك بعض الفروق الواضحة بينها وبين الرجل، واستعان ببعض الدراسات العلمية التى وصفت هذه الفروق الذي تناولها فى كتابه "صناعة القائد" وتحديداً بفصل يحمل عنوان "المرأة القيادية"الذي يناقش فيه الفروق بين الجنسين واستعرض خلالها بعض الفروق التي توصلت لها بعض الدراسات العلمية . أين المشكلة؟ إذا تمكنا من فهم هذه الفروق جيداً عندها يستطيع الرجال التعامل مع المرأة بشكل أكثر وضوحاً ، ولفت دكتور سويدان الانتباه إلى أن طريقة تربية الأجيال القادمة ساهم فى تشكيل أفكارهم بالمقارنة بالأجيال السابقة التى تربت في أوضاع غير مستقرة من استعمار وغيرها ، لأننا عندما ننهض بالمرأة لا نحن لا نهتم بنصف المجتمع فقط ولكننا نهتم بالجيل القادم بأكمله ، وهذه هي المعادلة الأساسية فى صناعة النهضة والحضارة من جديد. وتسائل د. سويدان من أين المشكلة إذا ؟هل هي فى طبيعة النساء أم هناك أسباب أخرى أدت إلى حصر أدوارهن وتراجعها ؟ وبغض النظر أن كتابة التاريخ كانت مهنة مخولة إلى الرجال بطبيعة الحال قاموا من خلالها على تسليط الأضواء على الرجال فقط إلى أن المرأة فى عصرنا الحالي قد شغلت نفسها بتوافه الأمور بالانشغال بالموضة والأسواق والمبالغة في الاهتمام بالحفلات وغير ذلك من الأمور فكم يبقي من الوقت لانجاز أي مهام أخري ، بالإضافة لرضا بأداء الأدوار الهامشية فى الحياة ، وهذا لا ينكر دور بعض السيدات اللائي كسرن هذه المعادلة واستطعن تحقيق انجازات فى المجالات المختلفة ، صحيح أن العدد قليل ولكنهن في ازدياد ، ويرفضن العيش على الهامش بل يساهمن فى صناعة الحضارة ، وإعادة الأمور إلى نصابها في إصلاح الأمة وتربية الجيل القادم على هذه المعاني . واستشهد د. سويدان فى النهاية بحكمة عطائية لابن عطاء السكندري تقول: أصل كل معصية وغفلة وشهوة الرضا عن النفس ، وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا منك عن الناس " وهذه الحكمة موجهة على وجه الخصوص للنساء ، إذا رضيت المرأة بأن تعيش على هامش الحياة وتشغل بالمعاصي فهذا الأمر أساس كل معصية ، وعدم الرضا عن هذا الوضع هو بداية التغيير أما من رضيت بوضعها فلن يتغير حالها أبداً " فالطاعة لله أولاً وصناعة الحضارة ثانياً .