النوم و طفلك في عمر 1 إلى 3 شهور
Sleep and Your Baby 1-3 Months old
يبدأ الطفل تدريجيا البقاء مستيقظا لفترات أطول أثناء النهار و ينام أكثر أثناء الليل. و يبدأ التأقلم على نمط النوم و الاستيقاظ الخاص بالأم و الأب. يصبح الطفل مدرك للبيئة المحيطة به فيشعر باليقظة أثناء النهار و يصبح أكثر ميولا للنوم أثناء الليل حيث يشعر بالهدوء و السكون الذي يساعده على الاسترخاء و النوم. لذلك يجب على الأم الابتعاد عن اللعب مع الطفل أو الكلام معه و هي تقوم بإرضاعه أو تغيير الحفاض له أثناء الليل.
كم ساعة ينام الطفل؟
عند بلوغ الطفل ثلاثة أشهر ينام الطفل 15 ساعة تقريبا يوميا، و يكون ثلثي تلك المدة من النوم ( 10 ساعات تقريبا ) أثناء الليل. و أغلب الأطفال يستقرون على روتين يومي للنوم فيكون 2 - 3 فترات للنوم أثناء النهار ثم فترة أخرى أطول أثناء الليل لمدة 6 - 7 ساعات بعد الرضاعة الليلية الأخيرة.
و على الأم ألا تترك الطفل طوال فترة نومه دون إرضاعه. فمثلا إذا كان الطفل ينام من الساعة 8 مساءا و لا يقلق للرضاعة حتى الساعة 3 صباحا، فعلى الأم أن توقظ الطفل و تقوم بإرضاعه الساعة 12 مساءا ثم تعيده إلى السرير لينام ثانية حتى الساعة 6 صباحا كي ترضعه مرة أخرى. سيأخذ ذلك مجهود من الأم لكن بإصرارها و التكرار سيعتاد الطفل على هذا الروتين و تجده الأم يستيقظ في نفس المواعيد تلقائيا.
و مراحل نوم الطفل في هذا السن هي نفسها عند البالغين:- الخمول drowsiness
- غفلة العين rapid eye movement
- النوم الخفيف light sleep
- النوم العميق deep sleep
- و النوم العميق جدا very deep sleep
أين ينام الطفل؟
أفضل مكان لنوم الطفل هو سريره الخاص مع تأكد الآباء من وجود معايير الأمان بالسرير الخاص بالطفل. و يوضع سرير الطفل في نفس حجرة الأب و الأم كي تقوم الأم بإرضاعه أثناء الليل. و لا ينصح بجعل الطفل ينام مع الأب و الأم في سريرهم لأن ذلك يُعرض الطفل لخطورة الاختناق. و قد أثبتت أخر الأبحاث أن نسبة حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع sudden infant death syndrome - SIDS تزداد في الحالات التي ينام فيها الطفل في نفس السرير مع الآباء.
ما هي الشروط الصحيحة لنوم الطفل؟- عدم وضع أي شيء في سرير الطفل يمكن أن تؤثر على تنفسه الهواء جيدا. و يتضمن ذلك اللعب الطرية، المخدة أو الوسادة.
- تجنب الأشياء التي لها حبل أو رباط. كذلك الأشياء التي لها حواف أو زوايا حادة.
- وضع الطفل على ظهره أثناء النوم، و ليس على بطنه. فنسبة حدوث متلازمة الموت المفاجئ للرضع SIDS تقل بنسبة 50 % عند نوم الطفل على ظهره.
فعند نوم الطفل على بطنه يجعله عُرضه للاختناق أثناء النوم لأنه لا يستطيع إيقاظ نفسه لتغيير وضع رأسه أثناء النوم و بالتالي يمكن أن يستنشق ثاني أكسيد الكربون الخاص به دون أن يستطيع فعل شيء. كذلك يمكن أن يختنق نفس الطفل في فرش السرير.
كيف أشجع طفلي على النوم؟- حافظي على وضع روتين يومي للطفل وقت النوم. مثال ذلك الاستحمام، قراءة قصة له، سماع موسيقى هادئة، غنائك له. كل ذلك يرتبط مع الطفل بوقت النوم، فيبدأ النوم بهدوء و دون أي مشاكل.
- اجعلي جزء من الروتين اليومي لنوم الطفل ليلا أن تقومي بهز الطفل لمدة نصف ساعة حتى ينام. فعندما يستيقظ الطفل مرة أخرى أثناء الليل و تقومي بهزه بنفس الطريقة سيعود إلى النوم مرة أخرى بسرعة.
- ضعي الطفل في السرير و هو نعسان أي لم ينم بعد و مازال مستيقظا، ليس بعد أن ينام تماما. بتلك الطريقة سيعتاد الطفل أن ينام بنفسه بمجرد وضعه في سريره. فيتعلم أن وضعه في سريره يعني أنه حان الوقت لينام.
- إذا استيقظ الطفل ليلا فاتركيه بضع دقائق دون أن تبدي أي اهتمام به ما دمتي تعلمين أنه ليس جائع أو يريد تغيير الحفاض. بذلك يعتاد الطفل العودة للنوم مرة أخرى وحده دون أن تساعديه.
متى يتم اللجوء للطبيب؟- إذا بلغ الطفل 4 شهور و لا ينام بقدر كافي أثناء الليل.
- إذا كان الطفل عصبي جدا و لا تستطيع الأم تهدئته.
- إذا وجدتي صعوبة دائمة في إيقاظ الطفل من النوم و يكون غير مهتم بالرضاعة.
اللعب و التعلم لمولودك الجديد Learning, play, and your newborn

اللعب هو الطريقة الأولى التي يتعلم بها الطفل كيف يتحرك، يتصل مع المحيطين به، و يكتشف البيئة المحيطة به. و أثناء الشهر الأول للطفل الرضيع يبدأ التعلم من خلال التفاعل مع الأم. و يمكن للأم أن تشجع مولودها الجديد على التعلم عن طريق تحفيز أحاسيسه بطرق إيجابية. و مثال ذلك الابتسامات، الصوت الهادئ، و المداعبات اللطيفة له.
ماذا يتعلم الطفل الرضيع؟
بالرغم من صغر عمر المولود الجديد إلا أنه يكون مستعد للتعلم من العالم حوله. و المولود الجديد يحب النظر إلى الوجوه خاصة وجه الأم. و يستطيع أن يميز صوت الأم خلال الأيام و الأسابيع الأولى من عمره. و يستجيب الرضيع لصوت الأم أو أي صوت مثير فيبدأ النظر باهتمام و يقلل من حركته. و قد يحاول الرضيع أن يبحث عن مصدر الصوت فيحرك رأسه و ينظر حوله.
عندما تتكلم الأم و تبتسم لرضيعها فإن صوتها و وجهها يصبح مألوف للرضيع، و يعطيه الشعور بالراحة و الهدوء و الاطمئنان. و يتعلم الرضيع بذلك أن يربط بين الأم و الحصول على الغذاء و الدفء و اللمسات الحنونة. و الطفل الرضيع يكون لديه ردود أفعال لبعض المؤثرات مثل اللمس. و تلك ردود الأفعال تعطي فرصة للرضيع للتفاعل مع العالم حوله. فمثلا هناك رد فعل يسمى rooting reflex فعند تحريك اليد بلطف على خد الرضيع يستجيب لذلك عن طريق أن يدير رأسه و فمه إلى ذلك الجانب مستعدا أن يأكل. و بعد أن يصبح عمره 3 أسابيع يدير الرضيع رأسه نحو ثدي الأم أو البيبرونة تلقائيا . ليس فقط نتيجة رد الفعل السابق ذكره، لكن لأنه قد تعلم أنه مصدر الغذاء. و بذلك يبدأ الرضيع أولى خطوات التعلم.
خلال الشهر الأول يقضي الرضيع أغلب اليوم في النوم. ثم في الأسابيع و الشهور القادمة ينضج الرضيع و يكون مستيقظ أو يقظ لفترات أطول من الوقت. و من الضروري أن تعرف الأم متى يصبح الطفل الرضيع يقظ و يكون مستعد أن يلعب و يتعلم و متى يفضل أن يترك وحده. فعندما يكون الطفل هادئ و يقظ يكون متجاوب و مهتم بكل المحيط حوله.
و عندما يكون الطفل الرضيع مستيقظ لكن يتحرك كثيرا يحرك يديه و ساقيه كثيرا و ليس في حالة هدوء يكون أقل قدرة على التركيز مع الأم. و قد يبدأ بالبكاء عندما تحاول الأم لفت انتباهه لها. و هذه علامة أن الطفل غير مهيأ للتعلم في ذلك الوقت. و مع مرور الوقت تستطيع الأم تحديد الوقت المناسب لتعليم طفلها الرضيع.
كيف تشجع الأم مولودها الجديد على التعلم؟- بينما تعتني الأم بمولودها الجديد، يتعلم الرضيع أن يتعرف على لمسات الأم و صوتها و ملمس وجهها.
- في الأسابيع الأولى يمكن أن تقدم الأم لمولودها الجديد بعض الألعاب البسيطة المناسبة لعمره التي تنمي حاسة البصر، السمع، و اللمس عند الطفل الرضيع. و مثال تلك الألعاب: الخشخيشة، الألعاب التي بها موسيقى، الألعاب النسيجية مثل الدباديب الصغيرة.
- على الأم تغيير ألوان و أنماط اللعب التي تقدمها للرضيع. و عليها اختيار الألوان الصريحة الواضحة مثل الأحمر، الأسود، الأبيض فذلك يحفز نمو الرؤية لدى الرضيع. و كلما تحسنت رؤية الطفل كلما زاد تفاعله مع البيئة المحيطة به.
و سوف تستعرض بعض الأفكار لتشجيع المولود الجديد للتعلم و اللعب:- قومي بتشغيل موسيقى هادئة لطفلك ثم قومي بضمه إلى صدرك و دندني بلطف لحن الموسيقى.
- اختاري أغنية هادئة أو دندنة بلحن معين و غنيه باستمرار لطفلك. فذلك يجعل الطفل الرضيع يألف الصوت و الكلمات و اللحن و يكون لهم تأثير جيد في تهدئته خاصة في الأوقات الصعبة.
- ابتسمي و قومي بعمل تعابير مختلفة بوجهك لتجعلي الطفل يتعلم و يقلد.
- استعملي لعبة مفضلة للطفل و حركيها أمام عينه ليركز عليها و يتتبعها أو قومي بتحريك الخشخيشة لتجعليه يبحث عن مصدر صوتها.
- اتركي رضيعك يقضي بعض وقت استيقاظه و هو على بطنه لتساعديه في تقوية عضلات الرقبة و الأكتاف. و راقبيه باستمرار و هو في ذلك الوضع و ساعديه إذا شعرتي انه تعب منه. و لا تجعليه أبدا على بطنه أثناء النوم. فالوضع الأمثل لنوم الطفل يكون على ظهره لتقليل خطر حدوث متلازمة الموت المفاجئ للطفل الرضيع SIDS - sudden infant death syndrome.
- تكلمي باستمرار مع طفلك الرضيع.
و يجب على الأم أن تتذكر أن الأطفال ينموا بنسب متفاوتة و هناك مدى واسع في التطور الطبيعي للطفل. لكن إذا كان لدى الأم شكوك من عدم قدرة المولود على الرؤية أو السمع، أو إذا شعرت أن مولودها لا ينمو بصورة جيدة فيجب ألا تتهاون في التوجه للطبيب.