[التائبة لله(ام محمد باذن الله)]

صرخة المولود ساعة يولد هي لحظة مصيرية يترتب عليها الكثير من الأمور . وفي كل دقيقة تمر تتردد هذه الصرخة مئات الألوف من المرات في جميع أركان الأرض. فهي إعلان عن استمرار الحياة . أفلا تستحق منا هذه اللحظة وقفة علم وجيزة إجلالا للماخض وما يتمخض عنه ؟ فبعد اكتمال أعضاء الجنين ونضجها إلى درجة تؤهلها للقيام بوظائفها المتكاملة خارج الرحم وقبل أن يصبح حجمه كبيرا لايتناسب مع الطريق المقرر لخروجه , يقتضي الحال إخراجه في الوقت المناسب , فيأتي الأمر للرحم بالإنقباض , وللطرق الناقلة بالإسترخاء فتصبح الرحلة سهلة من الظلمات إلى النور . ويطلق على مجمل الأعمال الفيزيولوجية التي تؤدي إلى انفتاح عنق الرحم ودفع الجنين وملحقاته للخروج من الرحم إلى العالم الخارجي : المخاض. وأما الولادة فهي حصيلة المخاض وخروج المحصول . إن العناية بالماخض أمر مهم , وتعلمه واجب على كل فرد من أفراد المجتمع المتقدم , لما فيه من فائدة في إزالة الأوهام والمخاوف التي لها تأثير كبير في سير المخاض وزيادة مخاطره . وبازدياد شدة المخاض وآلام الولادة وبقرب مولد هذا المولود الجديد, وبمجرد أن يطل رأسه , ويقوم الطبيب أو القابلة بتخليصه وباقي أجزاء جسمه من الأم وقطع الحبل السري حتى يطلق صرخته الأولى المبشرة بحياته. وهنا تنطلق الزغاريد في الخارج. فلماذا إذن يجب أن يصرخ الطفل المولود , فبينما هو يبكي , نرى أن الجميع يفرحون . إن صرخته هذه الأولى في حياته ضرورية جدا . حتى أن الطبيب يقوم بضربه على مقعدته إذا لم يصرخ حتى يصرخ . والحقيقة أن أسباب هذه الصرخة العلمية تنحصر في ظاهرتين : الأولى : هي إختلاف في درجة الحرارة ما بين الوسط الذي خرج منه المولود وهو الرحم , والوسط الذي خرج إليه في الخارج حولنا . وهذا يعطي الإحساس للجلد على جسم المولود ويستحسه على هذه الصرخة. الثانية : هي أن هذه الصرخة الضرورية بمجرد قطع الحبل السري , حيث هذا المولود يبدأ بالإعتماد على نفسه بالتنفس وذلك من خلال رئـتيه فلا بد من فتح المجاري التنفسية . ولذلك تكون هذه الصرخة. الصرخة التي يتقبل المولود عالمه الجديد بها.