[قلب الاميري]

تعدّ مسألة تنظيم الحمل والمباعدة بين الأحمال أمر مهم لا بدّ لكل عائلة مناقشته ومعرفة الأنسب لهم، لأن ذلك من أكثر الأمور التي تؤثر على صحة الأم والجنين سواء كان الوقت بين الحمل والآخر متقارب جداً أم متباعد جداً، فعليه يترتب الكثير من الأمورالمتعلقة بقرار الحمل.

في البداية نستعرض الآثار الصحية المترتبة على صحة الأم والجنين في حال كان الوقت بين كل حمل متقارب جداً، حيث أوضحت بعض الدراسات بأنه إذا كان الوقت الفاصل بين الأحمال 6 أشهر فقط، فقد تتعرض الأم إلى:

- انفصال جزئي أو كلي للمشيمة عن الجدار الداخلي للرحم قبل موعد الولادة.

- ربما تتعرض الأم للولادة المبكرة.

- قد تتعرض الأم لتمزق بالرحم - لا قدر الله - أثناء الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية.

- لا تأخذ الأم الوقت الكافي للتعافي من الإجهاد البدني من الحمل الأول، فمثلاً لا يكون عندها فرصة لتعويض ما فقدت من مخزون جسمها في حملها الأول مثل الحديد والكالسيوم وغيره، فيمكن أن يؤثر ذلك على صحتها أو صحة طفلها.


وعن المخاطر التي تدور حول صحة الجنين في حال كان الفاصل الزمني بين الأحمال 6 أشهر فما أقل يتأثر الجنين بما يلي:

- خطر الإصابة بالتوحد.

- ربما يزيد معدل خطر الإصابة بانخفاض وزن الطفل عند الولادة.

- صغر حجم الطفل عند الولادة.


أما في حال كان قرار الزوجين بالمبعادة بين الأحمال لفترات طويلة، فهذا يترتب عليه آثار سلبية أيضاً على صحة الأم والجنين خصوصاً إذا كان الفاصل الزمني أكثر من 5 سنوات:

- تسمم الحمل (ارتفاع ضغط الدم وزيادة البروتين في البول بعد الأسبوع العشرين من الحمل).

- صعوبة الولادة.

- الولادة المبكرة.

- يتعرض الطفل إلى انخفاض في وزنه وصغر حجمه عند الولادة.

أما عند السؤال حول الوقت الأمثل بين كل حمل وآخر، فتشير الأبحاث إلى أنه الوقت الفاصل بين الأحمال لا بدّ أن يكون من 18 إلى 24 شهر، ولا يزيد عن خمس سنوات، للحد وذلك لتفادي خطر حدوث مضاعفات الحمل وغيرها من المشاكل التي يمكن أن تتعرض لها الأم والجنين.

ومع ذلك سيظل تحديد الوقت الفاصل بين الحملين هو قرار شخصي لكل أسرة، يعتمد على عدة عوامل منها:

-الحالة الصحية للأم وعمرها، الخصوبة لديها، عدد الأطفال والظروف الإجتماعية والإقتصادية وغيرها من العوامل التي تترتب حسب أولويات العائلة.