قال تعالى: إنه هو البر الرحيم "28" (سورة الطور)
هو العطوف على عباده بلطفه. الذي من على السائلين بحسن عطائه، وعلى العابدينبجميل جزائه، وهو الذي منه كل مبرة وإحسان. والبر بفتح الباء معناه: فاعل البر، أي:الإحسان، وهي كلمة جامعة لكل صفات الخير، وهو من أسماء الله تعالى. وفي اللغة"البر" هو الاتساع كما يرى المفسرون واللغويون أن البر هو الصلة والخير والاتساع فيالإحسان والصدقة، ويجوز أن يكون معنى البر الكثير الطاعة، وجمعه أبرار، ومن المجاز (فلان يبر ربه) أي: يطيعه.
وفي هذا يكون البر اسماً جامعاً للطاعات وأعمالالخير المقربة إلي الله، أو اسماً جامعاً لرضي الخصال، ولكل فعل مرضي. وطاعة اللهسبحانه هي عبادته تعالى، وبر الوالدين، والتوسع في الإحسان إليهما، فالجنة تحتأقدام الأمهات. والبار من يصدر عنه البر والطاعة، وجمعه بررة، قال تعالى: بأيدي سفرةٍ "15" كرامٍ بررةٍ "16" (سورة عبس)
وأولى بالإنسان أن يكون مشتغلاً بأعمال البر، واستباق الخيرات، وأن لا يضمرالشر، ولا يؤذي أحداً، فإن البر، هو الذي لا يؤذي. ولذا قيل: "البر شيء هين، وجهطلق، وكلام لين".
وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "البر لا يبلي، والذنب لا ينسى،والديان لا ينام ـ كما تزرع تحصد ـ وكما تدين تدان"
ورضاء الرب في رضاءالوالدين، فلا أقل من البر بهما، وشدة الإحسان إليهما، وبالقول الكريم، والدعاءلهما.
وسبحان ربي الحنان المنان الذي من على المؤمنين: إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهمالكتاب والحكمة .. "164" (سورة آل عمران)
وهو الذي من على المؤمنين، بأنجعلهم من أهل اليمين. وهو الذي ألهمهم القيام بصالح الأعمال، وهو الذي رزقهمالقبول؛ وقبول احسن ما عملوا، وهو الذي يتجاوز عن سيئاتهم: ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوايعملون "35" (سورة الزمر)
فيا له من بر من ذي المن والكرم .. البرالرحيم. وقد ذكر "البر الرحيم" مرة واحدة في سورة الطور من القرآن الكريم في الآية "28":
إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم(سورة الطور)
قال تعالى: ووصيناالإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرها ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراًحتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلىوالدي وأن اعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين "15" (سورة الأحقاف)
وقال تعالى: أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحابالجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون "16" (سورة الأحقاف)
وقال تعالى: قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين "26" فمن اللهعلينا ووقانا عذاب السموم "27" إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم "28"(سورة الطور)