الحميد
قال تعالى: وهدوا إلي صراط الحميد "24" (سورة الحج)
هو الحميد مستوجب الحمد، أهل الثناء بما أثنى على نفسه، وأحمد الله تعالى بجميعمحامده، والحمد لله صاحب الحمد ومستحقه، فمن ذا الذي يستحق الحمد سواه؟ بل له الحمدكله لا لغيره، وهو الذي يحمد على كل حال، وفي السراء والضراء. ذلك بأنه سبحانه حكيمحميد. وهو الذي اتصل حمد المؤمنين له تعالى، في أول أم الكتاب: "الحمد لله ربالعالمين" في الدنيا وفي الآخرة، وفي قوله تعالى: وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين "10" (سورة يونس)
وإن أقوال أهل الجنة وأحوالها لا آخر لها. اللهم إنا نسألك أن نحمدك كما ينبغيلجلال وجهك، وعظيم سلطانك، حمداً لا ينتهي. وقيل في معنى الحميد سبحانه، هو الذييوفقك للخيرات، ويحمدك عليها، ويمحو عنك السيئات. وقد ذكر "الحميد" تعالى في سبععشرة مرة في القرآن المجيد، وهو سبحانه الغني الحميد، وهو العزيز الحميد، وهو حميدمجيد، وهو حكيم حميد، وهو الولي الحميد. والحميد: له حق الحمد إيجاداً، فهو الذيأوجدنا من العدم. يقول الحق سبحانه: كيف تكفرونبالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون "28" (سورةالبقرة)
وله حق الحمد إمداداً: أمدكمبما تعلمون "132" أمدكم بأنعامٍ وبنين "133" (سورة الشعراء)
ويقول الحقسبحانه: استغفروا ربكم إنه كان غفاراً "10" يرسلالسماء عليكم مدراراً "11" ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً "12" ما لكم لا ترجون لله وقاراً "13" وقد خلقكم أطواراً "14" (سورة نوح)
وهو المستحق الحمد بقاءً، فهو الباقي بعد فناء كل موجود بلا نهاية. وهو المستحقالحمد خلوداً: وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أنالحمد لله رب العالمين "10" (سورة يونس)