قد يبدو لنا أحياناً أن إصابة الأطفال بالكسور أمر طبيعي إلا أنها قد لا تكون كذلك إن تكررت أو أصابت عظام العمود الفقري، إذ قد تكون مؤشراً على إصابة الأطفال بهشاشة العظام وفق دراسةٍ حديثة. ذ قام علماء فنلنديون بدراسة حالات الإصابة بالكسور لدى الأطفال دون السادسة عشرة في هلسنكي عام 2005 وأولوا اهتماماً خاصاً بالأطفال الذين تكررت لديهم الإصابة بالكسور أو الذين تعرضوا لكسور في العمود الفقري وذلك لمعرفة مدى فائدة تطبيق تقنية مزعجة ونادرة الاستخدام كالخزعة مقارنة بالتقنيات التقليدية التي لا تقيم حالة عظام الأطفال التي لا تزال في طور النمو بشكل دقيق، وهي الصور الشعاعية لقياس الكثافة العظمية وواسمات الاستقلاب العظمي الكيميائية الحيوية (وهي مواد موجودة في الدم تدل على كمية المعادن التي يفقدها أو يكسبها الهيكل العظمي).
وفي هذه الدراسة التي نُشرت على الموقع الالكتروني لجامعة هلسنكي وجد الباحثون أنه من بين 1400 حالة كسرٍ عظمي لدى الأطفال كان 63% منها لدى الذكور كما كانت نسبة شيوعها العظمى في فترة البلوغ (حوالي العاشرة عند الفتيات والرابعة عشر عند الفتيان) كما وجد الباحثون أن كسور الساعد كانت الأكثر شيوعاً (حوالي 37% من الحالات).
كما وجد الباحثون أن ربع الأطفال كانت لديهم إصابة سابقة بالكسور ولكن 5% منهم فقط كانت لإصابته السابقة هذه أهمية مرضية، إذ أن هؤلاء الأطفال كانوا يعانون من مشاكل مرضية في عظامهم، فقد كان مستوى تناولهم للكالسيوم ونشاطهم الجسدي والكثافة المعدنية لعظامهم أقل من أقرانهم.
كما لاحظ الباحثون أن هؤلاء الأطفال كانوا يعانون من انضغاط في الفقرات الظهرية دون أن تظهر عليهم أية أعراض إضافة لزيادة نسبة الكالسيوم والفوسفات في البول، وهي من الأعراض التي تترافق مع هشاشة العظام لدى المسنين.
وخلص الباحثون إلى أن تناول الفيتامين D كان دون المستوى المنصوح به لدى نصف الأطفال الذين تعرضوا للكسور وقد ترافق هذا مع انخفاض مستوى الكثافة العظمية لديهم، والتي لم تتوافق نتائجها مع نتائج الخزع التي قام الباحثون بإجرائها مما جعلهم يستبعدون أهمية هذه الطريقة من تقييم حالة الهشاشية العظمية لدى الأطفال.