العين و السحر
\\
*** العين تدخل الجمل القدر و الرجل القبر ***
حديث رسول آمن بالرب و القدر
لكنه آمن بالحب و العين و السحر
فبرب الناس يا ناس لما تحبون الضرر
و تطوقون لتمخر عباب لجج الهجر
و كأنكم لم تعشقون و كأن قلوبكم من حجر
أنتم شياطين برداء البشر تستَتِر
غذائها الشرُ، لباسها الجمر و وكرها المكرْ
يا عباد الله بعزة الله لما الحقد و الكفرْ
لِما تريدون تفريقنا؟ و بنقاوة حبنا مازلنا نفتخرْ
بعدما أيقنتم أن مُفرقنا وحده هو القبرْ
و أن حبنا ليس للذات، حبنا للممات طول الدهرْ
فما الذنب إن إختارني دون الغيرْ
و ما الجرم في أن أرادني شريكة العمرْ
بحسد عينيكم تطفأون نور الحب المتسحرْ
و بخبث سحركم توقفون نبض القلب و الجوهرْ
أما يثير شفقتكم دمع الأطفال المتحدرْ
أما تخافون الوقوف أمام الله في يوم المحشرْ
لا و أنتم لا ينفعكم الذكرُ و لا العبرْ
هيا اشعلو الشموع و عطروا بالمسك و العنبرْ
فقد يأتي يوم لن يعود في يهوى السمع و لا النظرْ
و بعدها لن أزعجكم و لن أكون مثار الضجرْ
ماذا تنتظرون لتشبعون حقدكم المُكّدرْ
أم.. مازال في جعبتكم ضرر منتظرْ
مللت و لم يعد يهمني سوى أن تكون صحتي بخيرْ
فلن أشق طريقه بالبخور و لن أزور ساحرة أو ساحرْ
يكفيني دعاء الرب في الذكرِ و صلاة الفجرْ
لكن أنتم هل يكفيكم الفخرُ أنكم أخذتموه بالسحرْ
أمّا أنا فسأصبر و أصبر و سينفعني الصبرْ
حتى و إن سكنتم أنتم القصر و أنا القبرْ
...
لا تنسو هذا فسيكون لكم يوما ذكرى
و ان كانت الأخرى في البيت فأنا دوما له في الصدر
سيطاردكم حبه لي و ستعيشون كالأسرى
سيقتلكم خوفكم من مكره و سترددون الحسرى
حينها جرحكم لن يداويه طب و لا سحرة
فلا يهم بعد الآن ان كنت أنا من خسر
بخبثكم قد أخسره و قد يكون ذلك أبد الدهر
لكني سأذكركم يوما أنكم أكثر من خسر
و أنا لم أكن لأخسر لولا عيون الحسده و السحرة