بسم الله والصلاة على الحبيب المصطفى ذات يوم،ذهبت لأتمشى في شوارع المدينة وكنت حزينة جدا،مشيت ومشيت؛فاخذتني قدماي الى النهر،وكان بجانبه مقعداً وحيداً حزيناً توجهت إليه بسرعة كأنني أريد ان أشكي له عما يشغل بالي وتفكيري،وصلت له فجلست وبدأت أحدق للنهر وكانت نسمات الهواء تلاعب موجاته وكأنها ترقص وتتمايل،وخيّل لي انها صبية في العشرين. حدقت طويلاً ؛فإذا ببطة سوداء اللون يزينها اللون الذهبي البراق آتية نحوي، وورائها صغارها،صرخت،يا الله،ما أجمل هذا المنظر! أتمنى لو كنت مثلها. اقتربتٌ مني ،وحدقت لي،وكأنها تقول: لا تحزني يا عزيزتي ستصبحين مثلي، وتخيلت كأن لديها يدان تمدها لي وتمسح دمعتي عن خذي ؛فبدأت أسبح،وادع"اللّهُمّ لاٌ تَذَرٌنيٌ فَرٌداً وَأَنٌتَ خَيٌرُ الٌوَاٌرِثِيٌنٌ"، " اللّهُمَّ لاٌ تَكٌتُبٌنِيٌ عَقِيٌمٌ" " اللّهُمّ إِنّيٌ عَبٌدُكَ،إِبٌنُ عَبٌدِكَ،إِبٌنُ أَمَتِكٌ نَاٌصِيَتِيٌ بِيَدِكَ،مَاٌضٍ فِيَّ حُكٌمُكَ،عَدٌل فِيِّ قَضَاٌؤُكَ،أسٌأَلُكَ بِكُلِّ اٌسٌمٍ هُوَ لَكَ،سَمَيٌتَ بِهِ نَفٌسَكَ أَوٌ أَنٌزَلٌتَهُ فِيٌ كِتَاٌبِكَ،أَوٌ عَلَّمٌتَهُ أَحَداً مِنٌ خَلٌقِكَ،أَوِ اٌثٌتَأٌثَرٌتَ بِهِ فِيٌ عِلٌمِ الٌغَيٌبِ عِنٌدَكَ،أَنٌ تَجٌعَلَ الٌقُرٌآَنَ رَبِيٌعَ قَلٌبِي، وَنُوٌٌرَ صَدٌرِيٌ،وَجَلَاٌءَ حُزٌنِيٌ،وَذَهَاٌبَ هَمِيٌ" فانهمر الدمع من عيناي بغزارة ،وغصصت في الكلام ،واستغفرت،ودعوت،ودعوت،الا اني شعرت ان لله ينقصها الحلي والماس لتزيينها،وهي الصلاة؛وقفت بسرعة وقررت الذهاب للمنزل،ودعت ذلك المكان الجميل واتجهت نحو موقف الحافلات ،وفي طريقي له شعرت بقطرات من الماء تسقط على وجهي ،واذا به المطر ينهمر ؛فاحسست ان الله يغسل وجهي من الدموع بمائه الطاهر ،النقي،ليعيد له رونقه ونظارته من جديد؛فاسرعت لاستقلال الحافلة،واذا برجل عجوز يجلس على كرسيه المتحرك محاولا الوصول الى الضفة الاخرى للاختباء من المطر،الا ان الضفة كانت مرتفعة عن الشارع قليلا ،ما اعاق مهمته ؛فبدا كانه طفل في بداية مشيه ولا يقوى على الصعود،حاول وحاول جاهدا فبدأ العرق يزخ منه،والمطر يغسله،واصبح وجهه كوردة محمرة مليئة بندى الصباح اسرعت اليه وسالته؟:ايها العجوز الجميل هل تريدني ان اوصلك حيث انت ذاهب؟ فهز راسه وكانت الصاعقة....!مشلول!وابكم!رباه رباه! اللهم لك الحمد؛فانا بنعمة كبيرة وقلت "الحمدلله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرا من الناس" اللهم استغفرك ان كنت نسيت نعمة من نعمك التي لا تعد ولا تحصى،ودفعت بالكرسي الى الامام؛وكاني اجر عربة طفلي، فبدا يدعي لي لي بيده وعيناه، يا الله!يا الله!حتى دعاء اللسان هو محروم منه. اوصلته لمكانه وشكرني كثيرا حتى كاد ان يقبل يدي،رباه!ارحمني، ارحمني ،واتم علي نعمة القوة، وارحمني من العجز والكسل فخطر ببالي دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم "أَللَّهُمَ أَعُوٌذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحُزٌنِ وَالعَجَزُ ،وَالكَسَلٌ،وَالبُخٌلٌ وَالجُبٌنَ،وَضِلٌعِ الدٌَيٌنٌ ،وَغَلَبَةَ الرِّجَالٌ" ركبت الحافلة متوجهة للبيت، الا ان ذلك العجوز شغل بالي وتفكيري ، وانساني ما بي من هم وحزن،وصرت اسال نفسي ؟؟لو كنت مثل ذلك العجوز،كيف ساكون؟؟كيف ساركع؟كيف ادعي؟كيف آكل؟كيف اقضي حاجاتي؟كيف؟ كيف؟ ...... آه آه ،احمدك ربي. وصلت اخيرا للبيت، اسرعت،بدلت ملابسي،وتوضأت، ووضعت عطراً،كي اكون بابهى حلة وانا بين يدي الله سبحانه؛ فاتجهت نحو سجادة الصلاة،وقبلتها، لاني اشتقت لها،لقد غبت عنها ثلاث ساعات،صليت، وسجدت، واستغفرت وتذكرت ما رأيته في نزهتي مع رحاب الله؛وفجأة !دق قلبي واذا به الامل؛فقلت له: على الرحب، والسعة ، تفضل الى قلبي وتربع به؛ فأنت نعمة الله التي تزين حياتي. "لَاٌ يُكَلِّفُ اللهُ نَفٌساً إِلَّاٌ وُسٌعَهَاٌ لَهَاٌ مَاٌ كَسَبَتٌ وَعَلَيٌهَاٌ مَاٌ اكٌتَسَبَتٌ رَبَّنَاٌ لَاٌ تُؤَاٌخِذٌنَا إِنٌ نَسِيٌنَاٌ أَوٌ أخٌطَأٌنَاٌ رَبَّنَاٌ وَلَاٌ تَحٌمِلٌ عَلَيٌنَاٌ إصٌراً كَمَاٌ حَمَلٌتَهُ عَلَىٌ الَّذِيٌنَ مِنٌ قَبٌلِنَاٌ رَبَّنَاٌ وَلَاٌ تُحَمِّلٌنَاٌ مَاٌ لَاٌ طَاٌقَةَ لَنَاٌ بِهٌ وَاعٌفُ عَنٌَاٌ وَاغٌفِرٌ لَنَا وَارٌحَمٌنَاٌ أَنٌتَ مَوٌلَاٌنَاٌ فَانٌصُرٌنَاٌ عَلَىٌ الٌقَوٌمِ الٌكَاٌفِرِيِنٌ. اخواتي اتمنى ان تعجبكن هذت القصة فهي واقعية مزينة بتعابير خيالية واتمنى ان لا يحرم ربي من كل انثى كلمة امي.