الحلقة الخامسة
صورة وآية: الطير صافات
من الذي يمسك هذه الطيور أثناء طيرانها في السماء ؟ ومن الذي سخرها لنا لنتعلم منها فن الطيران، ولولا الطيور لم يتمكن الإنسان من اختراع الطائرات....
راقب العلماء الطيور طويلاً وذُهلوا من التقنيات التي تستخدمها في طيرانها . وتبين أن هذه الطيور تستخدم تقنيات معقدة وتجري عمليات كثيرة في دماغها لتقدير المسافات والتنسيق بين حركة الجناحين ، لضمان الإقلاع والهبوط الناجح . والطير يعتمد على بسط الجناحين وقبضهما وتنشأ غريزة الطيران لديه من دون أن يتعلمها ، فهو مبرمج مسبقاً لينفذ هذه العمليات.
يقول تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ } [الملك: 19].
إن الله تعالى سخَّر لهذه الطيور وسائل عديدة لطيرانها، فسخر الهواء الذي يحملها، وسخر لها جناحين، وسخر أيضاً دماغاً يحوي ملايين الخلايا ليرشدها إلى عملها بأمان .
وقد تمكن العلماء من تقليد الطيور والاستفادة منها في اختراع الطائرة ، فهذه الطيورمسخَّرة لنا لنتعلم منها فن الطيران، ولذلك قال تعالى: { أَلَمْ يَرَوْاإِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [النحل :79].
ولذلك لا يسعنا إلا أن نقول سبحان الله ! فهو الذي سخر لنا هذه المخلوقات ، ولابد أن يجد فيها العلماء فوائد أخرى فيما لو اعتبروا أن هذه الطيور مسخرة لنا .
يقول تعالى: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ}[النور: 41].